الفصل14 الجزء2 لقاء السحاب

6K 153 2
                                    

"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الرابع عشر_الجزء الثاني"
    
                    "يــا صـبـر أيـوب"
             ______________________

_أتيتُكَ أنا العبدُ الضعيف
أتيتُكَ وأنا أركض لكَ وذنبي لم يكن بطفيف

جيئتُكَ مُحملًا بالثُقلِ ومُقرًا بما خرج مني
أتيتُ ألتجيء فيكَ من وحشة الطريق المُخيف

جيئتُ أرجوك أن تمنُ عليَّ وترحمني مني
فحبكَ الذي يسكن قلبي هو العفيف

_"غَـــوثْ"
__________________________________

لم تكن مجرد شخصٍ وُجِدَّ في الدنيا،
بل أنتَ شخصٌ الدنيا بأكملها وُجِدَت فيكَ،
أراكَ دومًا مني و إليْ، فيكَ وجدت كل العالم فيك أنا وظلي، فيك أكثري وأقلي، أنا منكَ وأنتَ مني، أراكَ دومًا بقلبي قبل عيني، أنتَ من جعلتني أتساءل ماهو العالم قبل مجيئك، إن لم يكن العالم حاضرًا في طريقك؟ دعني أختصر حالي وحال قلب المعذب قبل أن ألتقي بِكَ ويغدو قلبي رفيقًا لمسيرك،
فيا خليل الفؤاد، كان القلب قبلك يعيش في الجراح، ومنذ أن اجتمع معكَ من عنائه وألم روحه أرتاح..
نسينا معك متاعب الروح والآلام، والقلب رآك في دنياه
جنة الأيام، والآن رحلت عن قلوبنا الغُربة، وسكنَّا من آلم الكُربة، وحلت بين الفؤاد ونديمه الأُلفة.

<"الغبي دومًا لا يحسب خطواته ونحن أشطر الحاسبين">

في المشفى الاستثماري…
المكان سادته حالة الهرج والمرج حينما ولجت الممرضة الغُرفة الخاصة بـ "نـادر" لتعطيه الإبرة الطبية تزامنًا مع قدوم "فاتن" برفقة "عـاصم" لتجد المكان منقلبًا رأسًا على عقبٍ وزوجها يصرخ ثائرًا في الجميع يطالبهم بالبحث عن ابنه المُختفي تمامًا من الغرفة والمشفى ثم ارتفاع صرخات زوجته تنادي على ابنها بحثًا عنه، لكن الحالة أختفت تمامًا ولم يظهر لها أي أثرٍ، فمن الخافي؟ ومن المُتسبب؟ سنعلم لا شك في ذلك، وهاهي فتحت أبواب الألغاز من جديد، ألغاز تحتاج لحلها خاصةً إذا كان عدد الخصوم ليس بهينٍ، وقد وقف "سـامي" تائهًا بين الجميع وهو يفكر بعقلٍ مُشتتٍ أين ذهب ابنه؟ مَن مِن الممكن أن يتجرأ ويفعلها؟ أخصامه كُثِر وكارهيه أكثر وكأنه عاش عمره بأكملهِ يصنع العداوات مع الآخرين.

وقفت "فاتن" تبكي بصمتٍ وتنتحب بين الفنية والأخرىٰ بخوفٍ على فلذة كبدها وهي ترى الأطباء يسعون ويركضون ويقطعون الممر ذهابًا وإيابًا بحثًا عنه وكأنه طفل صغير سُرِقَ من مضجعهِ، بكت وهي تتخيله أمامها عاجزًا عن الحراك وعن معاونة نفسه، رآته يخشى الجميع ويحتاج لعناقها، وهي لم تكن معه، تخشى أن تكون روحه جراء أفعال والده وقتها أرتمت على المقعد وهي تبكي وجاورها "عاصم" وهو يمسح على كتفها ويحاول ضمها له حتى دفعته هي بعيدًا عنها وناظرته بمعاتبةٍ من عدستيها حتى هتف هو بنبرةٍ هادئة مُقدرًا حالتها في المقام الأول:

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن