الفصل72 الجزء2 ثورة الأصيل...

4.4K 136 5
                                    

"روايـة غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني السبعون_الجزء الثاني"
    
                 "يــا صـبـر أيـوب"
      ______________________

إني سألتُكَ هل تعفو هل تعفو و تُعطيني
أنا خاطئٌ أنا يا الله أنا خاطئٌ أنا يا الله

يدفعُني، يدفعُني إلى ذنوبي ما حُملتُ من طينِ
أنا خاطئٌ أنا يا الله يدفعُني،
يدفعُني إلى ذنوبيَ ما حُملتُ من طينِ..

لكنها هفوات.. لكنها هفوات..
لستُ أُنكرُها.. لستُ أُنكرُها..
و أنتَ أعلمُ يا ربي بتكويني

جلت صفاتُك يا غفار.. جلت صفاتُك يا غفار..
لي أملٌ.. لي أملٌ في العفو عِندكَ إن خَفت موازيني..

_"نصر الدين طوبار"
__________________________________

كُنتُ أحسب نفسي غير البائسين
ولستُ أدري كيف أصبحتُ مثلهم...
بدت طاقتي وكأنها اُحترقَت وكأن سُبلي تقطعت،
فكل الأشياء الضائعة لم تُهمني ولم تُبكيني
لكن حينما ضيعتني؛ بكيتُ على ما فاتني
حتى ضيعت البكاء نفسه، فما عاد البكاء ذاته يأتيني..
أنا الذي يوم إن أدرك حياته؛ ندمت على ما فات من سنيني،
وحيدٌ أنا بين الآنامِ، وكل من أحببتهم كانوا بلادًا عن حدودها قررت أن تُنفيني، لا يهمني من العالم الآن سوى نفسي، ولما يا نفسي فعلتِ مثلهم وأمام ذاتي خذلتيني؟
فلو تعلمين كام كان الأمر شاقًا؛ لما فعلتيها أمام مرآتي وأنتِ تُغربيني، أنا هنا ضائعٌ بين السُبل، حتى البكاء ضاع مني، وما عاد البكاء ذاته يُبكيني..

        <"كي يظهر الحق عليك بفضح الباطل">

الحق المخبوء لن يعود..
وإذا ظلت العبارة هكذا تُصبح باطلة، فالحق المخبوء يعود بتلسيط الضوء على كل باطلٍ، فحتى نعلم نِصاب الأمور الصحيحة علينا أن نضع كل شيءٍ في موضعه الصحيح، ومن الأول تلك الأشياء يتوجب فضح الباطل، وإعلان الحق أمام العالم..

كان الاجتماع بينهم أشبه باجتماع الحق مع الباطل، اجتماعٌ غريبٌ من نوعه لم يُخيل لأحدٍ أن يحدث ذات يومٍ، ولأن "أيـوب" دومًا يبحث عن الحق فما كان عليه إلا مساعدة الآخر والتحالف معه وهذا ما حدث بالفعل، تحالفا سويًا وكانت نتيجة هذا التحالف بجلوس "أيـوب" فوق مقعدٍ موضوعٍ بداخل غرفة المكتب الخاص بمدير الدار..

جلس وقابله في الجلوس "باسم" أيضًا وهو يضع هاتفه بالوضع المُعاكس كي تلتقط الكاميرا تلك الجلسة وتقوم بتصويرها، كان يشعر بالبُغض الشديد تجاع المكان لكنه تحامل على نفسه وحاول أن يبدو طبيعيًا كما كان الاتفاق بينه وبين الآخريْن، وقد مل "أيـوب" من الانتظار فزفر بقوةٍ ثم قال باستياءٍ من كثرة الجلوس:

_أنا عمري ما مليت من الصبر، بس المرة دي بجد مش طايق أصبر أكتر من كدا، هو هنا ولا لأ يا "بـاسم"؟.

رفع الآخر عينيه له ثم ابتسم بسخريةٍ وقال يوضح الحقيقة المخبوءة تحت وطأة فسادٍ طاغٍ بين كل إنشٍ والآخر في بلدةٍ تفشى بها الفساد:

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن