الفصل22 الجزء2 كلاهما يثأر لنفسهِ

6.1K 143 5
                                    

رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل الثاني والعشرون_الجزء الثاني"
    
                    "يــا صـبـر أيـوب"
         ______________________

ضاع مني الصبر وتُهتُ في المسالك
وتلاشت عني الرحمة وقلبي ظلامه حالك..

سُبلي من غير هُداك مُظلمة ودربي كذلك
والنور منك أنتَ يُضيء ظُلمة المعارك

معارك بيني وبين نفسي ودربها شائك
فأدعوك يا كريم أن تُغيثني مني فأني
أتمنى أن أضحى ساكنًا في رحابك.

_"غَـــوثْ"
__________________________________

أتعلمين أيتها الفراشة الرقيقة؟
طوال عمري أعمل في وظيفةٍ لم أخسر بها قضية واحدة، بل ربحتُ فيها كل ما مر في يدي حتى غدوت مشهورًا بين الناس بحلال العُقد، فلم أخضع يومًا لدفاع أحدهم، ولم أقبل بالطعن في حُكمي، إلا قضية واحدة فقط أعلنت فيها الخضوع أمام الطرف الآخر وهي قضية عشقك أنتِ أيتها الزهرة البيضاء اليافعة، فلم أملك حتى حق الدفاع عن قلبي البريء في حضرة حُبكِ…
حسنًا دعيني أُخبركِ عني، لعل الحديث يَشفع لي عندكِ لكن كمحامٍ لم أطلب منكِ البراءة قط، بل أطلب منكِ سجنًا أبديًا لا أبدٍ له ولا أمدٍ، بل هو سرمديٌ حيث اللانهاية واللابداية، سجنٌ في حضرة عشقكِ أنتِ أيتها الحمامة البيضاء التي أتت تُعلن سلامها على قلبٍ أنهكته قسوة الحروب، رُبما يطل مني الحديث لكنها فرصة سأكون غبيًا إن لم أقم باستغلالها، فأنا ربحت من اسمي نصيبًا كبيرًا رغم أنني لم أكترث به، فمنذ نعومـة أظافري وأنا "تَـيام" المُتيم بكل ماهو بريءٌ، حيث السماء الواسعة مُنافاةً لقلبي الصغير، والطيور الحُرة رغم إنني ولدتُ سجينًا في حصارٍ لم أفقه عنه شيئًا، ثم أزهار التوليب البيضاء التي تُشبهك كثيرًا، ثم أنتِ يا جامعة كل ذلكِ فيكِ أنتِ، فأنا قد أكون جاهلًا في العشق وماله من ثمات، أصبحت متيمًا بكِ يا "آيـات"، سأخبركِ أنني ذات يومٍ استيقظتُ على فاجعةٍ كُبرى أنقلبت على اثرها حياتي رأسًا على عقبٍ، حيث أنا لم أكن أنا، وطريقي ليس بطريقي، بل أنا طفلٌ منذ أن وُلِد كتب عليه أن يُصبح فقيدًا ثم قتيلًا ولم أنجو إلا بالمكان الذي وُجدتي فيه أنتِ، ومنذ ذاك اليوم الذي قبضتي فيه على يدي تُمسكين بها، لم يهمني التيه أو حتى الطريق، أنتِ فقط ظلي مُمسكةً بيدي، وحينها سأجد خير الطُرق.

      <"إن أتوك من ظهرك، أخدعهم من الأمام">

وصل"سـامي" إلى البناية والطابق والشقة أيضًا وحينها طرق الباب بقوةٍ وهو يصرخ باسم ابنه لعله يخرج له وحينها فُتِح الباب وتفاجأ هو بالفاعل حينما وجد "إيـهاب" وخلفه "إسماعيل" وقد أبتسم بزاوية فمه وهتف يتشدق بنزقٍ:

_دا أنتوا عاملين حزب؟ وسع ياض خليني أجيب ابني.

تحرك "إيهاب" وأفسح له المجال وقد ولج الآخر مثل الإعصار يبحث عن ابنه بعقلٍ طـار منه وفل بعيدًا وقد أغلق "إيـهاب" الباب بالمفتاح وما إن عاد له الآخر وحاول أن يخرج دفعه للخلف وهتف بتشفٍ صريحٍ فيه:

رواية غوثهم يا صبر ايوب الجزءالثانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن