١١

2 1 0
                                    

اهلا وحباً

كمثل الحمار يحمل أسفارا

( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا، بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله ! والله لا يهدي القوم الظالمين )

شبه سبحانه من حمله كتابه ليؤمن به ويتدبره ويعمل به ويدعو إليه، ثم خالف ذلك ولم يحمله بحقه فقرأه بغير تدبر ولا تفهم ولا اتباع له ولا تحكيم له ولا عمل بموجبه، كحمار على ظهره مجموعة كتب لا يدري ما فيها وحظه منها حملها على ظهره ليس إلا. فحظه من كتاب الله كحظ هذا الحمار من الكتب التي على ظهره... فهذا المثل وإن كان قد ضرب لليهود فهو من حيث المعنى لمن حمل القرآن والعلم فترك العمل به ولم يؤدِ حقه ولم يرعه حق رعايته.

فبنوا إسرائيل حملوا التوراة، وكلفوا أمانة العقيدة والشريعة، ( ثم لم يحملوها )، فحملها يبدأ بالإدراك والفهم والفقه، وينتهي بالعمل لتحقيق مدلولها في عالم الضمير وعالم الواقع. ولكن سيرة بني إسرائيل كما عرضها القرآن الكريم - وكما هي في حقيقتها - لا تدل على أنهم قدروا هذه الأمانة، ولا أنهم فقهوا حقيقتها، ولا أنهم عملوا بها. ومن ثم كانوا كالحمار يحمل الكتب الضخام، وليس له منها إلا ثقلها. فهو ليس صاحبها، وليس شريكا في الغاية منها !

وهي صورة مزرية بائسة، ومثل سيئ شائن، ولكنها صورة معبرة عن حقيقة صادقة ( بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين ).

قصص من القرآن Where stories live. Discover now