|14|- أنا قلبي دق دق

187 24 282
                                    

عزفتُ حتّى تمزقت أوتاري،
وسئمت الجُدران من وعودي،
وكتبتُ حتّى جفّ حبري ونفذت أوراقي،
وجلستُ طُول الليل أُناديكِ؛ كي تعُودي. 

– هدير الجبالي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت هُنا يدكِ، تُمسِك بي عند الغرقِ، كُنتِ طريقًا للنجاة، وبعدكِ كلّ السُبُل صارت هلاكًا..
أغرق ولا أجد مَن يُنقذني، وما يجعل ذلك الأمر مأساة أنَّني أغرقُ بإرادتي،
أغرقُ في زُرقةِ البحر بدلًا من زُرقةِ عينيكِ ..

هزَّ "رفعت" رأسه بالإيجاب مُبتسمًا بخُبث، بينما فكَّر "وليد" في ذاك الموضوع قليلًا، ثُم أومأ بالنفي، وهوّ يتحدّث باشمئزازٍ ووجهٍ مُمتعض :

"مُراد ده عيل فقري، عشان أبوه عميد في طب فاكر نفسه خلاص هيلمس نجوم السما.. مُستحيل يوافق على الخِطّة اللي إنتَ قولتها دي، خصوصًا إنُّه مش شقيقي، ده مُجرد أخويا من أُمّي!"

ابتسم بسخطٍ، ثُم نهره ساخرًا :

"بس شَليتكوا بطن واحدة يا أخويا.. اتصل عليه يمكن يعرف طريقة يخرجنا بيها من المخروبة دي"

أمسك "وليد" هاتفه بضيقٍ، وقام بالإتصال عليه انتظر ثانيتين فلم يُجيب فأنهى المُكالمة، ووضع الهاتف في جيبه، رمقه "رفعت" بغضبٍ مُتأجج، فانصاع إلى أمرِه وجلب هاتفُه مرَّة آخرى، وفتح مُكبر الصوت بعد أن قام بالإتصال عليه.. وبعد عِدة ثواني أتى صوته المُنهك :

"السلام عليكم.. مين معايا؟"

ظهرت نظرة شيطانية سوداء في عيني "وليد" وهو ينوي استفزازه، فتحدّث ببرود :

"وعليكم.. مش عيب تكون مش عارف صوت أخوك يا مُرمُر"

اتسعت أعيُن "مراد" في صدمة حقيقة، وهوّ لا يُصدق أنَّه يُحادث شقيقه الآن، شقيقه الّذي هاجره منذُ الصغر، وأيضًا الّذي علم عنه أشياء ليست طيّبة بالمرَّة، اعتدل في جلسته، وتساءل بنفاذ صبر :

"عاوز إيه يا وليد؟!"

ابتسم بإستفزاز، وقرر إشعال لهيب غيظه، فعلق بخُبثٍ :

"تؤ تؤ مش هو ده الاستقبال اللي كنت مُنتظِرُه ده أحنا حتّى أخوات من نفس الأم يا جدع.. آلاء لولو الرقاصة.. فاكر ماما يا مُراد؟"

جزَّ على فكِه السُفلي بغضبٍ، وقام بإرجاع خُصلات شعره إلى الوراء، واستقام من مكانه، ثُم صاح بصوت جهوري :

"اسمع يا وليد.. لو شوفت رقمك على الموبايل ده تاني، قسمًا باللّٰه اللي مبحلف بيه كِدب لبيتك في الحجز، أنا بكرهك بجد ومش طايقك، ومش عايز اسمع سيرتك تاني.. ياريت تنسى إن في يوم من الأيام كان عندك أخ اسمُه مُراد؛ لإني أنا كمان نسيتك!" 

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jun 15 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

عُذرًا حدث خطأ Where stories live. Discover now