نبوءة الشيطان

3.2K 196 12
                                    

لا تنس النقر على النجمة
قراءة ممتعة❤️
_______________________


سمعت خالة مريم صوت طرقات قوية على باب منزلها لتركض نحوه مسرعة وهي تحدث نفسها متمنية ألا يكون وراء كل هذا الازعاج أمرًا مربكا.

فور أن فتحت الباب وجدت أختها بثينة تبكي بشكل مثير للشفقة بينما عباءتها كانت مليئة بالأتربة وكأنها ليست ذات الأخت التي تعرفها.
أدخلتها وقالت لها:
- أخبريني ما الذي حصل لك؟ هل وقعتي عند قدومك؟ ثم ما الذي أتى بك بهذا الوقت فجأة، كنت سأتي إليك غدا صباحًا !

أجابتها وهي تحاول تمالك نفسها والتوقف عن البكاء:
-ذهبت لتلك الساحرة محاسن للانتقام منها عما فعلته بابنتي، أردت قتل طفلتها لتشعر بنفس الشعور الذي يمزق قلبي، ولكنها استعانت بتلك الشياطين الخبيثة ففعلوا بي ما تشاهدينه الآن.

ضربت بسمة وجهها بيدها وهي تقول مقاطعة لها:
-لماذا فعلتي ذلك !!! ستنتقم منك .. لن يمر ما فعلته مرور الكرام يا بثينة.

ثم نهضت من مكانها وأكملت:
- انا لن أتدخل في ذلك ولست موافقة على الشيء الذي فعلته.

أصبحت تصرخ في أرجاء منزلها وكأنها تحادث أشخاص غير مرئيين:
-أتسمعوني ليس لي علاقة بها.. أنا لا دخل لي بمــا فعلته.

نهضت بثينة أيضا من مكان جلوسها وقالت بينما ملامح وجهها توضح خيبة أملها بمن ظنتها ستقف معها رغم كل شيء ثم وكأن ذاكرتها قذفت بها نحو زوجها وأخيه من
تخلى عنه في حاجته وها هي هذه الأخت تكرر فعلته بها..

وكأن الزمن قد كتب لهؤلاء الزوجين ذات الخذلان والشعور لتقول بعدها:
- أتتخلين عني خوفا من أولئك الشياطين يا أختي؟

- أخاف على ابنائي يا بثينة.. أكثر ما أخاف عليـه هـو أبنائي، فانتقام تلك الشياطين التي نتحدث عنها شنيعزجدا وسيلحقون الأذى بـي أنا وأطفالي.. أرجوك اخرجي من منزلي ولا تقتربي منه ابدا.

لم تصدق بثينة ما تقوله أختها لها حيث ظنت أن الإخوة يساندون بعضهم في جميع متاهات الحياة وصعابها، ظنت أن الحياة إن وقفت أمامها بكل من عليها فأختها ستقف معها
في وجه الجميع للدفاع عنها.

لم تستطع التحدث أو العتاب فكل ما فعلته وقتها هو جمع المتبقي من كرامتها المتناثرة
والرحيل بصمت بعد أن ألقت نظرة أخيرة على أختها التي خيبت ظنها.

في طريقها نحو سيارتها التي تنتظرها في بداية القرية شعرت بحركة قريبة منها، كأن شخصا يتتبعها، نظرت للوراء فلم تجد أحدًا.د

شعرت بالخوف يسيطر عليها شيئًا فشيئًا لتتذكر كلمات أختها قبل قليل..

" لن ينتهي الأمر هكذا فقط، سوف ينتقمون"

لتتسارع خطواتها لعلها تصل إلى السيارة قبل أن يحدث مكروها لها لكنها توقفت فور سماعها لصوت تألفه وتحبه جدا، كان صوتا يناديها قائلاً "أمي".

علمت سريعا من هي صاحبته فأصبحت تصرخ بلهفة:
- مريم اين انت يا ابنتي..

ثم بدأت بإتباع الصوت الذي لازال يردد "أمي " ويبتعد كلما اقتربت منه حتى وصلت إلى بئر قديم جدا في منتصف مزرعة مهجورة كل شيء في تلك المزرعة كان ميتا بالكامل عدا شجرة كان جزء واحد منها يحمل أوراقا
خضراء ويعود ذلك لوجود هذا الجزء خارج حدود المزرعة، لعله تسلل لينجو بما تبقى منه، والجزء الآخر تجرد من أوراقه لتبقى أغصانه يابسة لا روح فيها.

كانت تشاهد ظهر فتاة تمتلك شعرًا أسود كشعر ابنتها وبعد التركيز أكثر فأكثر أدركت أن الثوب الأبيض الذي ترتديه أيضا كان كشوب ،مريم، بل من الأساس هو ثوبها الذي كانت ترتديه يوم الحادثة. ركضت وهي تبكي وتصرخ:
-ظننت أن الموت قد سلبك مني يا عزيزتي.

فور وصولها أدارت تلك المخلوق وجهها باتجاهها، لقد كان ذلك الوجه مرعبا جعل بثينة تتلعثم لا تستطيع أن تخرج حرفًا واحدًا من فمها.

عيناها سوداء بالكامل وابتسامتها مليئة بالخبث الشيطانيزبينما تخرج أصابعها مخالب سوداء لتمسك بعنق بثينة وترفعها بكل سهولة همست لها بصوت ثلاث أشخاص يتحدثون في وقت واحد قائلة:
- سيكون الجحيم مكانا للمستعينين بنا دون الله يا بثينة.

ثم قذفت بها ناحية البئر على رأسها لتسقط ميتة من حينها في جوفه.

✧⁩✧⁩✧⁩✧⁩


كانت ماريا تجلس في القصر بمفردها منتظرة والدتها التي خرجت منذ ساعات طويلة دون أن تحدد لها وجهتها.

شعرت بصوت في علية المنزل وتوجهت نحو الصوت درجة تلو أخرى حتى وجدت أختها مريم تجلس على الدرجة الأخيرة المؤدية للسطح وفور أن تلاقت أعينهم ابتسمت لها بذات الابتسامة الشيطانية التي كانت ترسمها قبل وفاتها.

تراجعت ماريا للخلف محاولة ذكر اسم الله لكن لسانها توقف عن النطق تماما . خرج صوت رجل من جسد أختها موجها كلماته لها:
- لقد أخبرتك، أنك ستكونين وحيدة في هذا المنزل حتى يأتي أجلك، لقد أخبرتك وأنا لا أكذب ابدا.

نهض من مكانه وركض بكل سرعته نحوها لتصرخ وتضع يديها على رأسها خوفا منه لكنه بتلك اللحظة اختفى وكأنه لم يكن.

سقطت على الأرض وأصبحت تبكي وتضرب رأسها كالمجانين من فرط الخوف، ولكن فور أن خطر شيء واحد في عقلها لتتوقف عن فعل ما تفعله وتهمس بجملة واحدة:
- أمي، لا يمكن أنه يقصد...

مر يومان على الحادثة وبدأت الشرطة في البحث عن بثينة بعد تقديم ماريا بلاغا عن فقدانها ليجدوها بعد ذلك غارقة في دمائها الجافة في جوف البئر المتواجد داخل المزرعة
المهجورة.

لتعلم فور معرفتها بمصير والدتها أن تكهنات ذلك الشيطان صادقة، وأنها ستكون وحيدة في هذا القصر إلى أن تموت وتتعفن جثتها ومن يدري قد لا يعلم عن موتها أحد.

سيخذلك قدرك ذات يوم
ويصيبك ذات الحزن الذي شعرت به
ستبكي كالأطفال متلحفا سواد قلبك
فهذه الدنيا لا تدوم لأحد ابدا
أعدك بذلك..







جمرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن