لا تنسى النقر على زر النجمة بالأسفل
قراءة ممتعة❤️
------------------عند رحيل ليث كان عمره ثمانية عشرة عاما، بينما جمرة وندى قد تجاوزتا الرابعة عشرة بقليل. كلما كبرتا أكثر بالعمر كانت ملامحهما تصبح أكثر نضجا وأنوثة، ورغم أن جمالهما كان متقاربا إلا أن النساء اللاتي يترددن إلى منزل السيدة مها كانوا يطلبون ندى لأفضل أبنائهم بينما اسم جمرة لم يكن مذكورًا ضمن أحاديثهم.
لم تكن السيدة مها توافق على هذا الأمر فهي ترفض زواج ابنتها قبل أن تتم الثامنة عشرة فتقول لهم:
-لابنتي أحلام كثيرة، لا أعتقد أن الزواج أحدها في هذه الفترة.لم تكن جمرة أيضا ترغب بالزواج، ولكن فكرة ألا يتم ذكرها أبدا وكأنها شيء خفي لا تراه أعين الجميع أثار الحزن في داخلها. هم يعلمون أنها يتيمة، ولكنهم لا يعلمون أن والدتها ،ساحرة، وتستطيع أن تؤكد لنفسها بأن السيدة مها كذلك لم تكن تعلم رغم ذلك لم تتقدم أي امرأة لها، ربما بسبب عدم قدرتها على النطق أو يتمها.
مرت أربع سنوات أخرى وأصبحت أعمارهما ثمانية عشرة عاما. تمت خطبة ندى بعد دخولها الثامنة عشر من عمرها بخمسة أيام من ابن صديقة السيدة مها والذي كان طبيبا متخصصا في جراحة القلب، رغم أنه لم يتجاوز الثامنة
والعشرين من عمره.كانت ندى سعيدة جدًا به، أولا بسبب وسامته التي اشتهر بها وثانيا بسبب مكانته فلطالما كانت تطمح أن تكون طبيبة وزواجها من شخص ينتمي إلى نفس المجال الذي تحلم به
أمر لطيف ومن المؤكد أنه سيكون متفهما جدًا.تم زفافها في الحادي عشر من شوال وقد صادف حضور أخيها ليث، وكم كانت جمرة سعيدة عند علمها برجوعه.
في تلك الليلة ارتدت جمرة ثوبا حريري أحمر اللون وعقد من الألماس كان هدية من السيدة مها شبيها بالعقد الذي أهدته لندى أيضا.
أرادت السيدة مها أن توضح لها بهذه الهدية أن مكانتها مثل مكانة ابنتها، بل قد يكون أكثر بكثير.شعرت بالامتنان الكبير والفرح الذي يكاد أن يخرج منها ليغطي هذا المكان بأكمله، فاليوم زفاف أختها الوحيدة والتي لطالما أحبتها وتمنت لها الخير.
تركت شعرها الأسود ينسدل على ظهرها وأبعدت بعض الخصلات من وجهها لتظهر غمازتيها عند ابتسامتها، لطالما أخبرتها ندى أنها تحسدها على هذه الغمازات.
وضعت الوشاح اللؤلؤي على شعرها وبدأت مراسم الاحتفال في المكان الغناء ورقص النساء وأطفالهن. كان المكان مزدحما ومليئا بشعور البهجة الذي جعل الجميع يبتسم طوال
الليل.في تلك الليلة كانت جمرة مصدر اهتمام الجميع، حيث تساءل الكثير إن كانت مرتبطة فتجاوبهم السيدة مها :
كلا، لم يأتي نصيبها حتى الآن.
أنت تقرأ
جمرة
Horrorإنهم جبناء، جبناء يجيدون صنع الوهم.. إقرء بعين الخيال وإترك الواقع جانباً فكاتبة هذه الرواية تعيش بين الخيال.. بقلم دعاء الجدعاني.