•𝐩𝐚𝐫𝐭 𝐭𝐰𝐨•

119 13 35
                                    

نَعِيشُ فِي عَالَمِ مُوحِش
لَا يُدْرِك أَحَدِنَا مَا الْخَيْرُ وَمَا الشَّرَّ إلَّا عِنْدَمَا يَفُوت الْأَوَان

.
.
.
.


أَرَادَتْ أَنْ تَقُولَ ذَلِكَ، لَكِنَّهَا تَرَدَّدَتْ وَغَيَّرَتْ الْأَمْرِ.
"لَا يَهُمُّ يَا أَمِيرِي. اجْلِسْ عَلَى الْأَرِيكَة. دَعْنِي أُجلِبْ لَك الْعِشَاء."

لَقَدْ فُوجِئَتْ بِسَبَب تَرَدُّدِهَا وَتَصَرُّفَاتُهَا، لَكِنَّنِي لَنْ أَجْبَرَهَا عَلَى الْكَلَامِ لِأَنَّ هَذَا يُرِيحُهَا.

"عَزِيزِتي، الْوَقْت مُتَأَخِّرٌ
"لَا يَهُمُّ، سَوْف أَكْلُهُ فِي الصَّبَّاح."

تَضَخُّمت خَدَّيْهَا بِالِاسْتِياء مِنْ عِنَادُه الْمُسْتَمِرّ
أَخَذَتْ الْمِلْعَقَة وَبَدَأَتْ تَطْعَمَه بِيَدَيْهَا كَالطِّفْل الصَّغِير
"هَيَّا، افْتَحْ فَمَكَ وَلَا تَقُلْ لَا."

ضَحِكْتُ مِنْ تَصَرُّفَاتِهَا وَقُلْت
"أَنَا لَسْتُ طِفْلًا صَغِيرًا أَيَّتُهَا الْفَرَاشَة."

أَكَلْت كُلُّ الطَّعَامِ ثُمَّ أَخَذْتُ مِنْشَفَة وَبَدَأَتْ أَمْسَح فَمِي وَانْظُرْ إلَيْهَا بِنَظَرَات الِاسْتِنْكَار.
مِمَّا جَعَلَهَا تُجِيبَنِي

"أَنْت طِفْلٍيّ قَبْلَ أَنْ تَكُونَ أَمِيرِي.
تَعْلَمُ هَذَا الشَّيْءَ الْبَسِيطِ الَّذِي يُسْعِدَنِي رَغْم أَنَّك تُشْعِر إنَّنِي أُعَامِل كَطِفْلٍ. لَا تَسْأَلُنِي كَيْفَ عَرَفْت لِأَنَّنِي أَعْرِف،
إجَابَتَك وَنَظْرَتُك الْجَذَّابَة تُخْبِرْنِي أَنَّكَ تُشْعِر بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ لِذَلِكَ لَا تَرْفَعُ يَدَيْك وَاسْتَمَع لِي، لِأَنَّ الْيَوْمَ هُوَ يَوْمُ تَدُلُّيلك يَا أَمِيرِي."

وَلَمْ أَتَمَكَّنُ مِنْ التَّهَرُّب مِنْهَا، لِذَلِكَ اسْتَسْلَمَتْ لَهَا
مِثْلُ النَّارِ الَّتِي تَسْتَسْلِم لِلْمَاء
كَانَتْ تَرْبِطُ شِعْرِي مِثْلَ الْأُمِّ الَّتِي تَسْرَح شَعْر طِفْلَتِهَا

شَعَرْت وَكَأَنَّنِي ابْنِهَا وَلَسْت زَوْجِهَا، وَلَا أُنْكِرُ ذَلِك
جَعَلْتَنِي أَحَنّ إِلَى أُمِّي الَّتِي تَقَعُ عَنِّي بُلْدَان وَعَوَالِم بَعِيدَة

هَذَا الشُّعُورُ الَّذِي قَدْ يَقْتُلُنِي مِنْ الشَّوْق
أَشْعَر حَقًّا وَ كَأَنَّنِي ضَائِعًا مُنْذُ أَنْ كُنْت طِفْلًا
لَكِنْ سَوَّل كَانَتْ هِيَ مِنْ طُمَأْنني وَ جَعَلْتَنِي أَشْعَر بِحَنَان الْأُمِّ وَ أمَنَ الزَّوْجَة وَأَعَالَه الْأُخْتِ

محيطي الازرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن