•𝐩𝐚𝐫𝐭 𝐧𝐢𝐧𝐞•

54 7 93
                                    

الحزن يحيط بالسعادة، فحتى لو كانت سعادتك قوية، يمكن أن تختفي في لحظة.
.
.
.
.
.

يُقال إن بعض الأمور لا تنتظر، بل تنطلق بلا توقف. وهكذا، تسابقت الثواني تلتها الدقائق، لتخلق فواصل زمنية، وتتابع الأيام، وتشرق شمس جديدة على حياة كانت رتيبة. سعادة طرقت بابي، وتبعها دفء وراحة، ودخلوا إلى مساحتي الشخصية.

حل المساء، وتجمعنا حول التلفاز أنا وأخي وزوجته لنشاهد فيلمًا ما.

قمت بمقاطعة الجميع لاسأل أخي
"انتظر قليلاً، هل يمكنني دعوة أدريان؟"

فأجابني وهو يغمز لي
"بالطبع،  لافندرتي "

قفزت من الفرح واتصلت بأدريان لأدعوه. بعد لحظات قليلة، وجدت أدريان واقفًا على باب المنزل. وعندما فتحت الباب، رأيته أمامي، فقفزت إليه لأحتضنه من شدة سعادتي.

كان مظهري يوحي وكأنني في الخامسة من عمري. جلست بجانبه على الأرض أمام التلفاز.

تحدث أخي محذراً الجميع
"الفيلم لن يكون مخيفاً، لكنه سيكون حزينا. ضعوا المناديل بجانبكم حتى لا تبتلوا المكان بدموعكم."

شعرت بالاستياء من أخي، فهو يدرك أن دموعي تنهمر بمجرد أن أرى شخصًا آخر يبكي. كيف يمكنني تحمل رؤية الحزن؟
"لماذا لا يكون سعيدًا، ولماذا اخترت أن يكون حزينًا؟"

أجابني وهو يراقب التلفاز
"من الأفضل أن تتابعي، وستحصلين على الإجابة لاحقاً، يا لافندرتي."

بدأ الفيلم برواية قصة طفل صغير عاش تجربة الفقر وتعرض لانتقادات وتنمر من الآخرين. كان يعود إلى منزله هربًا من العالم الخارجي، ليواجه جحيم عائلته. في لحظة، تذكرت كيف كان والداي يعاملانني، وامتلأت عيني بالدموع عندما رأيت والده يسيء إليه.

فجأة، بدأت دموعي تتساقط، وشعرت بيد تحيط بكتفي. نظرت لأجد أنها يد أدريان، فقررت أن أمسك بها بعد أن جذبتني، ورأيت الأوردة بارزة.

بعد مرور نصف ساعة على بدء الفيلم، تكررت مشاهد الحزن بشكل متواصل، مما دفعني إلى مغادرة الجلسة والصعود إلى الشرفة لأتنفس بعض الهواء. لم أستطع تحمل المزيد من هذه المشاهد، فقد انهمرت دموعي ولم أعد قادرة على التماسك.

فجأة، سمعت صوتًا خلفي يقطع سكوني
"فراشتي؟"

التفتُّ لأجد أدريان، فركضت نحوه لأدفن رأسي في عنقه، محاولًة تهدئة نفسي.
"لقد سئمت من هذه الحياة، لم أعد أحتمل أكثر. صحيح أن أخي قام بتعويضي، لكنه لم يجعلني أنسى أقسى أيامي."
بكيت حتى شعرت أن أنفاسي توقفت عن الوصول إلى رئتي.

محيطي الازرق حيث تعيش القصص. اكتشف الآن