البارت الخامس والعشرين

743 19 1
                                    



" ما وراء الستار "

اخذ جاك نفاساً عميقاً بصبر ثم قال " بالله عليكم يا جماعة.... السيد إدموند هو والد دانيال.... وما من أبٍ في العالم يستطيع أن يرى ابنه يتعرض للخطر ويبقى مكفوف اليدين.... أعني.... مهما وصف دانيال والده بالقسوة فإنه لا يزال أباً "
صمت الكل لوهلة محاولين أن يقنعوا أنفسهم بما يقوله جاك بعدها نطقت ديانا باقتناع " يا جماعة... أظن بان جاك معه حق.... ل
نجرب أن نسمع للسيد إدموند لهذه المرة.... وإن أحسسنا بان الأمور بدأت تسوء سوف نعود لهنا ونبلغ الشرطة.... وحينها لن يقف شيء في طريقنا "
أومأت كات برأسها ثم قالت " معك حق ديانا "
زفرت أليكس بقلق ثم قالت " ليس لدينا خيار آخر لكن..... إن حديث أي مكروه لصديقتي فلن يلوم والد دانيال إلا نفسه "
أومأ توم برأسه ثم التفت للسائق وقال " لا بأس... سوف نتكتم على الأمر ولن نبلغ الشرطة "
تنهد السائق بارتياح ثم ابتسم بسعادة وقال " هلا تركبون السيارة الآن.... سوف أوصلكم للشركة لتتكلموا مع السيد إدموند "
توم " اركبوا أنتم معه وسأتبعكم بسيارتي "
أومأ الجميع برؤوسهم إيجابياً بعدها ركبوا السيارات فساروا متجهين لشركة السيد إدموند

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x85 .

أنزل دانيال رأسه ثم قال بنبرة خافتة أعلى درجة من الهمس " إن شركة والدي كبيرةً جداً..... أكبر مما تتخيلون.... لكنها تضاءلت بسبب والد جوش.... فلقد استطاع شراء ربما ربع أو نصف أسهم الشركة وبطريقة لا أحد يعلمها وهكذا تكونت شركة لوكاس.... وكلما حاول والدي استردادها يفشل.... وقد أستطيع استردادها أنا إن حصلت على معلومات كافيه ولكن والدي خائف علي..... فنفوذ والد هذا الحقير وصلت لأطراف المؤسسة.... وهو يهدد والدي بأذيتي دائماً "
قالت إليزابيث بعدم فهم " لكنك لم تفعل شيء..... ولم تحاول استرداد الشركة "
أومأ دانيال برأسه وقال بصوت خافت " هذا صحيح "
تقارب حاجبا إليزابيث باستغراب ثم قالت " إذن لم أنت هنا؟؟ "
دانيال " لقد توقف والدي عن محاولة استرداد شركته منذ سنين طويلة.... وقد كنت طولها بمأمن.... لكنه قبل شهور التمعت فكرة استردادها مرة أخرى في ذهنه بسبب تطور التكنولوجيا وقد اقترب منها فعلاً لكن..... ها أنا ذا أدفع الثمن "
قالت أنيتا بانفعال " لكن هذا ليس عدلاً "
ابتسم جوش ورد عليها وهي واضحةً في صوته " ألم تسمعي بعبارة....( الحياة ليست عادلة )..... كما أنني أريد بأن أنتقم منه بسبب آخر وهو سرقة حبيبتي "
ردت عليه إليزابيث بحدة " لم أعد "
نظر جوش لإليزابيث بعطف مصطنع ثم قال " وهل نسيتِ كل ذلك الوقت الذي قضيناه معاً تحت.... ضوت القمر.... ألا تذكرين تناولنا عشاءً رومانسياً في بيتك على ضوء الشموع..... أو ربما تتذكرين... " بعدها وقف من مكانه واتجه نحوها ووضع شيئاً في كفها المكبل خلف ظهرها.....
تحسست إليزابيث ذلك الشيء فوجدت بأنها قلادة على شكل نصف قلب حفر عليه حرفها وقد كانت هديةً اشترتها لجوش أما النصف الآخر فقد رمته لما اكتشفت خيانته.
صمتت إليزابيث في تلك اللحظة ثم قالت بصوت متردد خافت " نصف القلب...... أحقاً مازلت تحتفظ به "
ابتسم جوش ابتسامةً حانية ثم وضع كفه على شعرها ومسح عليه وهو يقول بحنان " لا تكوني سخيفةً آلي.... وكيف لا أحتفظ به وهو هديةٌ منك حبيبتي؟؟ "
في تلك اللحظة.... سمعة إليزابيث صوت نفس دانيال المتقطع.... والذي يعبر عن نار قهر وغيره تشتعل بداخل قلبه...... فقد كان يشعر باحتراق كامل جسده فأحس برغبةٍ في حمل سكين حادة وشق صدره بها حتى تخرج تلك النيران القرمزية التي باتت تنهشه من الداخل..... وقد كان في تلك اللحظة يعض شفته السفلى بقوة وبمرارة لا مثيل لها... حتى أدمت وهو لا يزال مخفضاً رأسه وخصلات شعره السوداء المزرقة مغطيةً لعينيه المقهورتين.
ضحك جوش بصوتٍ عالٍ ثم وقف وهو يقول " كم يسهل إغاظتك دانـ.. "
قاطعه دانيال قائلاً بحدة " ألم أحذرك من المساس بها "
رفع جوش كتفيه بلا مبالاة وهو يقول " وأنا لم أستمع.... أفي هذا عيب؟؟ " ثم أخذ بالسير في أرجاك الغرفة.
تمتم دانيال بصوت مسموع " حقير "
تجاهل جوش شتم دانيال وقال " بالمناسبة آلي..... أخبريني... لماذا لا تدعين حبيبك الجديد الثري يدفع لك تكاليف عملية استرجاع نظرك؟؟ "
أشاحت إليزابيث بوجهها وهو مقهورةٌ لسماحها له بالتسلل لقلبها من جديد بعدا قالت بجمود " لا فائدة "
أخرج جوش سيجارة من جيبه ثم أشعلها بقداحة ذات لون فضي مرصعةٌ بالماسات على هيئة تمساح فوضعها في فمه بعدها أخرجها ونفخ الدخان للأعلى بطريقة تدل على الغرور وقال " ولماذا؟؟ "
سعلت إليزابيث بشدةٍ بسبب تلك الرائحةِ النتنة وقالت وسط سعالها " منذ متى وأنت تدخن؟؟ "
ضحك جوش ببعض الاستهزاء وقال " منذ زمن طويل.... أجيد إخفاء الأمر أليس كذلك؟؟ "
سعلت إليزابيث مرةً أخرى وقالت بحقد " كاذب "
ضحك جوش مرةً أخرى وقال " على كل حال.... أجيبيني على سؤالي الأول "
سعلت إليزابيث أكثر وقالت وسط سعالها " لقد قال الطبيب... بأن نسبة نجاح العملية هو 10%.... هذا يعني بأن نسبة فشلها 90%.... وهي خطرةٌ جداً "
ضحك جوش باستهزاء كبير بعدها نظر لإليزابيث وهو يقول " كم يسهل خداعك أيتها البلهاء "
تقارب حاجبا إليزابيث وقالت " ماذا؟؟ "
ابتسم جوش بمكر ثم قال " اخبريني أنتِ أولاً..... هل تعتقدين حقاً بأنك فقدت نظرك إثر حادث للسيارة؟؟ "
قربت إليزابيث حاجباها باستغراب ثم قالت " هذا ما قيل لي "
جوش " ألم أقل لك بأنه يسهل خداعك "
هزت إليزابيث رأسها بعدم استيعاب ثم قالت " لم أفهم قصدك "
وقف جوش للحظات ثم عاود التجوال وهو يقول " اسمعيني حبيبتي "
قاطعه دانيال وإليزابيث قائلين بنفس اللحظة بغضب " ليست / لست كذلك "
ضحك جوش وهو يقول " حسناً حسنا لكن لا تفزعوني هكذا.... كما تريدان....... اسمعيني جيداً آلي لأنني لن أقول هذا الكلام إلا مرةً واحدةً لا غير "
أنصت الجميع باهتمام ليسمعوه يقول....................

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x85 .

وصل كلٌ من جاك.... ديانا... كات وأليكس ليصل بعدهما بثوانٍ توم بسيارته الخاصة إلى شركة السيد إدموند.... وما إن دخلوا حتى استقبلهم الحراس المنتشرين في كل مكان واصطحبوهم بعدها إلى أحد المكاتب الفخمة في الطابق الأرضي من الشركة فطلبوا منهم أن يجلسوا وينتظروا السيد إدموند لأنه في طريقه للوصول.
جلس أصدقاؤنا على الكراسي السوداء المريحة أمام ذلك المكتب الفارغ بصمت قطعه صوت كات لما قالت " بالمناسبة جاك... أخبرنا ما قصدته سابقاً بتحطيم سبب نجاح مشاريع السيد إدموند "
ملأ جاك رئتيه بالأكسجين ثم قال " هذا صحيح..... الآن اسمعوني.... لست متأكداً من هذا لكنني أعلم جيداً بأن والد دانيال يقوم بزيارته بين الحين والآخر وبيده أوراق تحوي تفاصيل صفقات..... فيجعل دانيال يدرس كل حرف فيها ويحدد فرص النجاح ويقيمها من حيث القبول أم الرفض..... وكما أعلم.... إن كل الصفقات التي درسها دانيال لاقت نجاحاً هائلاً لا يوصف.... وأوصلت والده للقمة...... وأنا اعتقد بأن المختطفين يودون تحطيم مشاريع السيد إدموند عن طريق تحطيم ابنه والذي هو سبب نجاحها الأول "
أليكس " هذا منطقي.... لكن لم اختطفوا الباقين وهم ليس لهم أدنى علاقة بما يجري بهذه الشركة "
جاك " على الأرجح لأنهم رأوا وجوه الخاطفين أو عملية الاختطاف "
فتح باب المكتب ودخل منه رجل مرموق يبدوا عليه أنه بالعقد الخامس من العمر.... يرتدي بذلة سوداء رسمية وذا شعر أشيب امتزج بأسوده بطريقة جذابة... وقد كان ممتلئ الجسد ذا طول متوسط وملامحه كانت جميلةً وجامدةً بعض الشيء بينما تشابه لحد كبير ملامح دانيال المثالية.... وقد كان خلفه عدة رجال أكثرهم حراس شخصيين.
وقف الأصدقاء جميعاً لهيبة ذالك الرجل وانحنوا بمعدل بسيط محيين له..... ولما وصل الرجل للمكتب انحنى بمقدار بسيط ليرد لهم التحية وجلس خلف المكتب.
جلس الأصدقاء بعدها سمعوه يقول موجهاً كلامه للرجال " يمكنكم الانصراف الآن " فانصرفوا من دون أن يضيفوا حتى كلمةً واحدة وكاد أن يقول شيئاً لكم توم سبقه بقوله بقلق " سيد كلون... هل يمكنك شرح ما يجري لنا أرجوك"

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x85 .

" كما تعلمين إليزابيث.... فأنا أقود منذ مدةٍ طويلة..... ولم أتعرض لحادث من قبل.... كما أنه... لا يمكن لحادث لم يسبب لي إلا كسراً بسيطاً لذراعي... بأن يسبب لك العمى " قال جوش بثقة
قاطعه دانيال باستهزاء " غبي كعادتك.... قد يدخل أي شيء بالعين ويضرها حتى لو كان الحادث بسيطاً.... فكما تعلمون العين من أكثر أجزاء الجسد حساسية.... وتتأثر بأي شيء "
نظر جوش لدانيال مطولاً ثم قال " دعني أكمل كلامي أولا..... لقد كان الحادث جهتك.... وكما أخبروك كذلك.... انه كان قوياً جداً..... ألا ترين التناقض في هذا؟؟ "
ركز معه الجميع بإنصاتهم الشديد بينما هو أكمل ليقول " لم يسبب لي سوى كسر.... ولم يسبب لك سوى العمى.... ولا كسور فيك أو خدوش أو حتى جروح..... وها أنا ذا أراك واضحةً كوضوح الشمس أمامي.... لا علاماتٍ ولا ندوب... ولا حتى آثار خياط للجروح.... ألا ترين هذه الثغرات الكبيرة؟؟ "
قالت إليزابيث بنبرةٍ أقرب على الهمس " لم أفهم "
أنيتا ومارك " ولا أنا "
صمت دانيال لبرهةٍ محاولاً أن يحافظ على هدوئه وثباته بعدها قال بصوت مصدومٍ أقرب للهمس " هل.... هل تعني بأن فقدان نظر إليزابيث..... لم.... لم يكن بسبب الحادث.... أو ربما... " شهق دانيال بقوة كبيرةٍ من هول ما استنتجه وقال بعدها محاولاً شتم جوش بكل ما يعرفه من كلمات " أيها الـ... " لكن الكلمات علقت في فمه بينما هو يسمع ضحكة جوش الحقيرة ثم قوله " كما هو متوقع من عبقري مثلك "
لم تستطع إليزابيث إخفاء إرتجافة صوتها لما قالت " هلـ.... هلا توضح أكثر "
ابتسم جوش وقال " بالطبع.... لكن أولا.... أريد بأن أسألك سؤالاً إليزابيث "
صمتت إليزابيث لتسمعه يقول " أخبريني.... ما الذي تذكرينه من ذلك الحادث بالضبط؟؟ "
أنصت دانيال لصوت أنفاسٍ مألوفة بعض الشيء وقد كانت صاحبتها تقف خلف الباب بالضبط لكنه أحس بأن كشف الأمر سيكون تافهاً لهذا حول تركيزه لصوت إليزابيث لما قالت وقد تقارب حاجباها الجميلات فبدا شكلها وكأنها تركز على شيء لم يحدث بالأصل " لقد دعوتني للخروج في ذلك اليوم.... فركبت معك السيارة ولم أنتبه للطريق الذي كنت تسلكه لكن أتذكر بان الطريق كان خالياً تقريباً... وبعض عواميد النور كانت محطمة.... لكن هذا لم يشد انتباهي فقد كنت مستمتعةً بوقتي... ولم أتعب نفسي بالسؤال عن وجهتنا فقد كنت على ثقةٍ بأنك لن تفعل إلا ما يرضيني.... وبينما أنا أبدل اسطوانات لأضع الأغنية التي أريدها.... شعرت باختناق... شعرت بحرقة..... أحسست بأن جسدي أصبح قطعةً بالية..... لم يكن هنالك شيء ليساعدني... نظرت إليك وقد كنت تنظر إلي بعينين فارغتين.... وبعدها.... خانتني كل خلية من جسدي.... و.... استيقظت في المستشفى وأنا لا أرى شيئاً..... ظننت بأن كل هذا كان حلماً... لكن... في الوقت الحالي.... لم أعد أعرف الفرق بين الحلم والواقع "
ضحك جوش عند انتهائها مطولاً ثم قال " لم أكن أعرف بأنك أحسست بكل هذا.... على كل حال... أخبريني أيضاً... هل رأيت الحادث؟؟.... هل رأيت أي سيارةٍ تصطدم بنا؟؟.. أو حتى تقترب منا؟؟ "
هزت إليزابيث رأسها نفياً فقال جوش " معك حق.... لم يكن هنالك حادث بالأصل "
قال الجميع بصدمةٍ واستغراب " ماذا؟؟!! " بينما أشاح دانيال بوجهه بقوةٍ لتتناثر خصلات شعره الحريرية وقال بصوت خافت وبحدة " توقعت هذا "
ضحك جوش من الصميم ثم قال وهو لا يزال يتجول في أرجاء الغرفة " لا داعي بأن تنظفوا آذانكم فما سمعتوه صحيح.... لقد كان هنالك رجلٌ من أتباعي يجلس على المقعد الخلفي لإليزابيث وقد كان شخصاً مميزاً بحق.... فقد كان بارعاً في التخفي وعدم إصدار الأصوات ولهذا لم تحسي به إليزابيث..... وما إن وصلنا إلى مكان خالٍ تماماً من الناس.... أعطيته إشارتي... فهاجم إليزابيث وخدرها بمخدر قويٍ جداً.... بعد ذلك أحضرتها إلى مكان آخر مشابهٍ للذي أنتم فيه الآن... وهناك كان يوجد طبيبٌ هارب مختصٌ بإجراء هذه العمليات ومعه الفريق الطبي الخاص بشركتنا.... فأجروا لها العميلةَ بسرعةٍ كبيرة وأخذناها بعدها للمستشفى الذي قمنا برشوة أطبائه كلهم لكي يتكتموا على الأمر ويكذبوا عليك... وأما الكسر فقد كان شيئاً وهمياً حتى أجعل الجريمة كاملة.... وبالطبع حرصت على دخولك للمسكن ومنع أي مخلوقٍ من إخراجك وخاصةً صديقاتك فقد رشوت مديرة عملهن لتهلكهن من العمل فلا يجدوا الوقت حتى ليتنفسوا أو بالأصح ليعتذروا عن قدرتهم على الاعتناء بضريرةٍ مثلك " وأكمل بضحكة سخرية.
هزت أنيتا رأسها نفياً وهي تقول " لا... لا يعقل... أنت كاذب "
ارتجف جسد إليزابيث الهش من هول الصدمة وراحت عيونها تنزف ألماً وحزناً وقهراً على ما يحل بها.... وأخذت تقول بصوت باكي مرتجف بينما شفتها السفلة ترتجف " إذن... أنت السبب..... أنت السبب في كل ما حدث لي... أنت السبب.... سافل... تافه.... منحط وحقير... بلا قلب " وكانت تقول هذه الكلمات الأخيرة بنبرة صراخ حادة ومرتجفة.
ضحك جوش ثم قال " أشكرك على هذا الإطراء "
أجهشت إليزابيث البكاء وقالت بصوت باكي وسط شهقاتها " لا...لا...لا لا لا هذا مستحيل "
وجه دانيال عينيه لجوش وكأنه يراه ثم قال بنبرةٍ حادة " اعلم يا جوش.... بأنني لن أجعلك تهنأ بهذه الحياة.... لن أجعلك تهنأ لها ما حييت.... طالما أنا حي.... فسأضل أعذبك وأعذبك حتى تموت ألماً... هل تفهم؟؟ "
ضحك جوش ثم قال " لا تقلق عزيزي دانيال... فلطالما أنا في هذه الحياة.... أنت لن تكون فيها " بعدها التفت إلى إليزابيث المنهارة وقال لها " هل عرفتِ الآن ماذا اقصد بالمقبلات... على استوعبت ما قصدته باللعب بأعصابك وبمشاعرك "
تطلع مارك لجوش وقال بحقد دفين " لم أتوقع منك بأن تكون بهذا الخبث " بعدها التفت إلى إليزابيث التي صرخت بصوتها المحطم قائلةً " لماذا؟؟.... لماذا فعلت هذا فيني أخبرني... ما الذي فعلته لك؟؟.... ما هدفك من كل هذا؟؟ "
ابتسم جوش قم قال بخبث " ليس الآن آلي... فلم أعد أشعر برغبةٍ في التسلية... ربما غداً عندما أرغب في الضحك " بعدها مشى متجهاً للخارج فتبعه رجاله وأغلقوا الباب بقوة خلفهم ليحدثوا هزةً في قلوب من أمامهم.

هذه الصورة تم تصغيرها . إضغط على هذا الشريط لرؤية الصورة بحجمها الطبيعي . أبعاد الصورة الأصلية 567x85 .

ابتسم السيد إدموند ابتسامةً بسيطةً ثم قال متجاهلاً سؤال توم " في البداية أحب أن أشكركم على تلبيتكم لطلبي وإخفاءكم الأمر.... ثانياً... أظن بأنني أدين لكم بتفسير " صمت لبرهةٍ ليأخذ نفسه ثم أردف قائلاً " كما تعلمون أنتم.... إنني مدير هذه الشركة الكبيرة.... لذا فلدي عدد لا بأس به من الأعداء.... وعلى هذا المقياس سوف تكون دائرة الاتهام كبيرة.... وأعداد المتهمين لا يحصى "
قاطعته أليكس قائلةً بقلق " هل هذا يعني بأنك لا تعرف هوية المختطف؟ "
أخذ السيد إدموند نفساً آخراً ثم قال " دعيني أكمل يا ابنتي.... لا أحد من أعدائي يعرف بأنه لي ابن... بل لا أحد يعلم بأنني متزوج... أو... كنت بكلمةٍ أدق " بتر عبارته وهو يتذكر يوماً عصيباً عليه... يوم بكائه على موت زوجته... ويوم ضحكته لولادة ابنه.... ويوم بكائه مرةً أخرى لمعرفته بعيب ابنه الخلقي..... لكنه تجاوز ذلك بسرعةٍ وهو يقول " لا أحد يعرف إلا واحد.... لوكاس جياني "
وضعت ديانا كفها تحت ذقنها وقالت وهي تفكر " لم يبدُ هذا الاسم مألوف لدي؟؟ "
شهقت كات بصوت غير مسموع ثم قالت " أليس هذا اسم والد جوش؟؟ "
أليكس " جوش لوكاس جياني... نعم هذا صحيح " بعدها تطلعت للسيد إدموند بتساؤل كما فعل الكل.
أومأ السيد إدموند برأسه ثم قال " هذا صحيح.... وبما أنه يعلم فلا بد لأبنه جوش بأن يعلم كذلك.... وبهذا تتقلص دائرة الشك.... لنعرف هوية المختطف.... إنه جوش.... ابن عدوي.... والخطيب السابق للفتاة التي يحبها ابني.... والتي على ما أعتقد تدعى إليزابيث سوان.... أليس كذلك؟؟ "
أومأ الجميع برؤوسهم وقالت أليكس " لكن هذا غير منطقي أبداً.... لماذا يختطف جوش دانيال بعد كل هذه المدة.... أنا أعني.... طوال تلك السنين كان دانيال موجوداً.... لماذا يختطفه الآن فقط.... لاسيما أنهما قبل شهور التقيا في المركز التجاري وسلما على بعضيهما وكأنهما صديقين بل وتكلما بينما لم يفكر جوش حتى بالتعرض لدانيال "
أخذ السيد إدموند نفساً عميقاً ملأ به رئتيه ثم أجابها قائلاً " الخطأ خطأي في هذا "
صعق الجميع ثم قالوا " كيف؟؟ "
السيد إدموند " إن شركة لوكاس أساساً مقتطعةٌ من شركتي..... ففي يوم من الأيام... وقبل أن تكون هنالك شركة للوكاس.... سرق ذلك الفاشل الكثير من أسهم شركتي حتى كادت تبلغ النصف وبطريقة أنا نفسي أجهلها.... فكون له شركته الخاصة.... وكلما حاولت استردادها نجح لوكاس بتهديدي.... لقد كان يهددني بابني الوحيد دانيال.... بل يحذرني بقوله أنني كلما اقتربت خطوةً واحدةً من شركتي... اقترب هو عشر خطوات من ابني... فاستسلمت وسلم ابني لكن الشيطان لعب بعقلي لتلمع فكرة استعادة الشركة من جديد.... وهاهو ابني دانيال وأصدقاؤكم يقعون بقبضتهم "
نهضت أليكس بانفعال ثم قالت بعصبية وهي تشهر سبابتها بوجه السيد إدموند " الخطأ خطأك..... بسبب طمعك أصبحت صديقتي إليزابيث والباقين بخطر.... اسمع.... عليك بأن تجد حلاً بسرعةٍ وإلا "

الحب الاعمىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن