بارت السابع عشر

6.1K 189 34
                                    


-
الصباح
جبر قام من نومه بهدوء، عيونه ثقيلة من النعاس لكن جسمه متعود على روتين الصباح طالع الساعة من جواله وكان عنده وقت كافي يجهز ويطلع. توجه للحمام يغسل وجهه، لكن وهو راجع مر بالغرفة وشافها.
كانت نايمة بعمق وحركه صدرها البطيئة مع نفسها وكان اللحاف مبعّد عنها، وكاشف نص جسمهاوقميصها الخفيف ما كان ساتر كثير رفع عيونه وشاف شعرها مبعثر على المخده
جبر وقف للحظة، حواجبه انشدت مع شعور غريب مزيج بين الحيرة والرغبة في سترها من البرد.أخذ نفس طويل وقرب منها،و سحب اللحاف بحذر وحاول يغطيها بدون ما يصحيها. في لحظة قصيرة، شاف ملامح وجهها بوضوح تحت ضوء الشمس المتسلله من الستاره ، ابتسم بخفة وابتعد وهو يهمس:ما تدرين إن الدنيا برد؟
كمل طريقه بهدوء، وهو يقنع نفسه إن هاللحظة ما أثرت عليه، طلع من الغرفه بسرعه وهو يمشي للمطبخ يجهز قهوته، طرت على باله أول مرة شافهاكان المشهد واضح كأنه صار أمس، ما ينسى كيف حس وقتها
كان متوقع يشوف شى مختلف. الصورة اللي تخيلها عن البنت اللي ممكن تدخل حياته كانت بعيدة تمامًا عنها. كان شايف بنت ثانية، ملامحها أقرب للكمال بنظره؛ نحيفه وحادة الملامح، واللي يلفت فيها إنها كانت مثل ما يبيها تكون. لكن يوم شاف ايثار لأول مرة، حس وكأن كل توقعاته انهارت قدامه
كانت مليانة شوي، وملامحها ناعمة جداً، شيء يخالف تمامًا اللي كان في مخيلته كان الموضوع مثل تحدي نفسي. كل مرة يشوفها يحاول يقنع نفسه إنه راح يتقبلها ، بس ماتوقع أبدا إنه بتاكل قلبه بحركاتها وحنيته ويتعلق فيها! ابتسم من قلبه وهو يتذكر حركاتها معه خلال سفرتهم بدت تكسر الجدار اللي حاطه بينه وبينها بحركاتها العفوية. كانت تتعامل معه ببساطة تخليه ينسى كل قيود تفكيره. تضحك لما يحاول يكون جدي، وتلخبط عليه أفكاره بحنيتها.
كانت دايم تسأله وتهتم بتفاصيل صغيرة، تضحك على نكاته الباردة، وتسولف كأنها تعرفه من سنين. كان كل شيء فيها بسيط وصادق، ومع الوقت، صار قلبه يلين
اليوم، وهو يشوفها نايمة قدامه، ما يقدر ينكر صارت بالنسبة له أكثر من مجرد صورة مثالية. صارت هي الأمان، العفوية، والشى اللي ما يقدر يتخيل يومه بدونه
تنهد من قلب وهو يحس انه وده يدخل جوا قلبها ومايطلع نزل كوب القهوه واتجه للغرفه بدون شعور.. -
إيثار كانت نايمة على سريرها، مغمضة عيونها، وجسمها مغطى باللحاف الثقيل. المكان هادئ، وما تدري وش يصير حولها. فجأة،حسّت بشي ثقيل يهز السرير بخفة، وقبل ما تستوعب، اللحاف ارتفع شوي ودخل جبر بحضنها بهدوء، كأنه ما قدر يسيطر على نفسه.
ضمّها بقوة، حرارة جسمه واضحة، وأنفاسه كانت قريبة منها. حاولت ترفع يدها وتدفعه عنها، لكنها ما قدرت، كأنها مربوطة بشي ما خلاها  تتحرك كان ثقله مأثر عليها. قلبها صار يدق بسرعة، ومشاعر غريبة تداخلت بداخلها بين الصدمة والارتباك
همست بصوت متردد ومشوش، كأنها تحاول تجمع شجاعتها:جبر... وش تسوي؟
جبر بدون مايفتح  عيونه نطق:آسف... ما كان قصدي اصحيك. بس كنت محتاج...
سكت لحظة، كأنه ما قدر يكمل كلامه، ثم أخذ نفس عميق وقال بصوت أوضح وهو يبعد عن رقبتها :محتاج أخمك شوي... بس شوي
إيثار بضحكه خفيفه :جبر... مو كذاقم، فجعتني بسم الله
هزّ راسه بخفة، كأنه يحاول يقنعها أو يقنع نفسه:
دقيقة بس...
إيثار صارت تحس بثقل أكثر، مو بس على جسمها، حتى على قلبها. لكنها ما قالت شي. لحظة صمت طويلة مرت، قبل ما جبر يبعد عنها شوي بهدوء، وصوته كان مليان ندم:آسف، إيثار
إيثار جلست على السرير بعدما ابتعد جبر عنها، وعيونها متركزة عليه بنظرة استغراب رفعت اللحاف عنها وهي تحاول تستوعب اللي صار، وقالت بهدوء:جبر، وش فيك؟ مو عوايدك كذا
جبر جلس على طرف السرير، راسه منخفض وكأنه مو قادر يرفع عيونه لها. أخذ نفس عميق وقال بصوت خافت جبر جلس على طرف السرير، راسه منخفض وكأنه مو قادر يرفع عيونه لها. أخذ نفس عميق وقال بصوت خافت:عادي مافيني شى!
قالت بصوت هادي،:فجعتني وأنت تدخل فجأة كذا
جبر طالعها  بنظرة ثابتة وهادية:إيثار لا تكبرين الموضوع كنت محتاج اخمك وخلاص
إيثار رفعت حاجبها وهي تشوفه جبر رجع ظهره على السرير وهو يزحف ويرجع لمكانه:وين وين ماعندك دوام!
جبر وهو يرفع اللحاف بسرعه:إلا بس مانيب مداوم
إيثار ضحكت بخوف وقالت: شفيك انت؟ بسم الله، المدير ما راح يقول لك شي؟
جبر وهو يعدل المخده : كم مره اقول لك انه خويي
ايثار بضحكه:وحتى جهاز البصمه  مخاويه
سكت جبر للحظه :لا بس مابي اداوم
إيثار لفّت جسمها له، عيونها مليانة شك وتحقيق: صليت الفجر؟
جبر ابتسم ابتسامة خفيفة وهو حاس انها كاشفه نواياه: استغفر الله، لا بصلي بعد شوي
إيثار ضحكت بقوه وهي ترجع ظهرها للخلف وتشد اللحاف : عرفت، أجل شبلاك هذي وساويس الشيطان. قوم حبيبي، صل
جبر رفع حاجبه:شدخل !قلت ماني مداوم وبس
إيثار هزّت رأسها وقالت بحزم:وليه ماتداوم
جبر وهو يرفع صوته بمزح :ماتستحين والله مناشبتني تبيني غصب اداوم!
ايثار وهي النظر عيونه:اكيد مابي تتعود على الرباده والغيابات مستقبل عيالنا عليك
جبر بتنهيده:متى يجون طيب
ايثار طار عقلها منه وضحكت وهي تقرب منه وتمسح على جبهته :شفيك جبر حبيبي شششفيك صحصح معاي احس فيك بلاء مسخن؟، حرارتك مو مرتفعه
جبر وهو يمثل الضيقه:تدرين من متى متعين؟لي سبع سنوات !
عضت على شفايفها تكبح ضحكتها:طيب؟
جبر كمل بنفس التمثيليه :ماعمري غبت بدون عذر  والحين يوم جاء وقت ادلع نفسي وأسمح لها توقفين شوكه بحلقي
حزنت عليه وهي تدفن راسها بصدره وتسحب اللحاف لجهتها :خلاص معليش اسفه
جبر عض شفته  ويحاول يضحك بصمت
بس كانت ايثار حاسه بجسمه يهتز رفعت راسها وهي تطالعه بنص عين وشافته يضحك وبدون شعور ضربت صدره :خير وش يضحكك يمه انت شجاك اليوم
انفضح وبان صوت ضحكته القويه وهو يسمع كلامها

روايه لشمس في جلدي حروق وعلى سموم القيظ تزهر حياتيWhere stories live. Discover now