بارت العشرون

3.9K 132 9
                                    

-
صحَت شجن من نومها وهي تحس بتعب يجتاح جسمها كأن كل ثقل العالم واقع عليها. كان جسمها مكسر وعيونها منتفخة من كثرة البكاء. كل ليلة صارت تشبه الثانية، تبكي لين تغفى، وتصحى الصبح بنفس الثقل على صدرهاجلست على طرف السرير، تنفست بعمق وهي تحاول تجمع شتات نفسها. قامت ببطئ، واتجهت للحمام. غسلت وجهها بماء بارد وهي تناظر نفسها بالمراية.
غيرت ملابسها وأخذت سجادة الصلاة، وصلت صلاتها اللي فاتتها وهي تدعي بصوت هادي:ياربب قوّني.. يارب خفّف همّي وعلّق قلبي بالصبر
بعد ما خلصت صلاتها، رفعت السجادة وسمعت أصوات جايه من الصالة. شدت نفسها وطلعت تشوف شعندهم أول ما دخلت الصالة شافت أختها التوأم تحرير جالسة، ومعها بناتها يلعبون حولها.
شجن ابتسمت غصب وهي تقول بصوت متعب:
تحرير؟ متى جيتي؟
تحرير التفتت لها وهي مبتسمة، وبنتها سحاب معلقة فيها:لي شوي. تعرفين عمتي ام ريلي رايحه ألمانيا علشان عمليتها والتغت زوارتهم الاسبوعيه صارت اسبوع ايه اسبوع لا فقلت هالاسبوع اجي هني ونغير جو عندكم
عيون شجن راحت على سمر وحبت تشغل نفسها ونادتها :تعالي ياسوسو وين ما سلمتي عليّ
سحاب ركضت بسرعة لعندها، وتعلقت في رجلها وهي تضحك:خاله شجن
شجن ضحكت لأول مرة بصدق من أيام، ورفعتها وحضنتها بعد مابوست سمر:عيوني وقلبي انتوا
سمر بدلع :خاله شوشو تعطينا جوكليت الحين
تحرير ضحكت وقالت: لا مافي
جلست شجن معهم وهي تتامل البنات سحاب كانت تسأل أمها عن الأكل وسمر ما كانت تترك شجن لحظة. حسّت بشوية حنيه ودفئ في قلبها، كأن الجو اللي حولها يحاول يطبطب على تعبها حتى لو الحزن داخلها، وجودهم معها خفف عنها ولو شوي
جت زهوه ام شجن وتحرير من المطبخ وهي تقول بصوت حنون:الغداء جاهز يا بنات، قوموا قبل ما يبرد
تحرير قامت وهي تمسك يد بنتها سحاب، وسمر راحت تجري قدامهم شجن جلست مكانها للحظة، تحاول تجمع نفسها، لكن أمها نادتها بلطف: يلاتعالي كلي
هزت راسها شجن وقامت ببطئ مشت للصالة اللي كان اصواتهم بضحك طويله جلسوا كلهم على السفرة، وصاروا ياكلون من الغداء كان الجو مليان حياة، تحرير تسولف عن يومياتها مع بناتها وبناتها يضحكون على مواقفهم، لكن سرعان ماتغيرت المواضيع تحرير بابتسامة وهي تأخذ لقمة:وش صار أمس بملكة غادة؟شفت التصوير الدزه كانت فخمة، صح؟
زهوه ردت وهي مبسوطة:إيوالله، الملكة كانت جميلة، وغادة كانت تيننن ما شاء الله.
شجن بحنيه :حسيت غادة بالتصوير مو مرتاحه
تحرير تضحك وهي تاكل اللقمة: يمكن مصدومة للحين إنها تملجت
شجن هزت راسها بموافقة: صح مستعجلين و تهاني شكلها مبسوطة مرة
زهوه تسند ظهرها على الكرسي: تهاني فرحتها بولدها تسوى الدنيا بس يحول يمكن تتضايق من موضوع ولد اخوها
تحرير وهي ترفع حواجبها: شنو من؟
زهوه  وهي تحط الملعقة بصحنها فجأة: ولد أخوها صقر!
تحرير تستغرب: وشفيه؟
زهوه ترد بسرعة: ما تتذكرون؟ قبل سنة كان زواجه اللي كل الناس انصجووا فيه وبس يتتكلمون عنه
تحرير وهي تفتح عيونها شوي: إييه
زهوه  تهز رأسها: إيه، بس الحين مطلق
تحرير مصدومة: لاا عاد! متى؟
زهوه وهي تشرب موية بهدوء: من شهر يمكن يقولون  الطلاق صار بهدوء، ما حد درى إلا بعدين
تحرير رفعت حواجبها وهي تسأل: بس غريبة، ما كان بينهم مشاكل؟
زهوه تنهدت وهي تحط الملعقة بصحنها: ماندري والله  واختج نوف تقول تهاني ما تكلمت كثير، بس الظاهر إنهم ما كانوا متفاهمين، وانتهت السالفة بهدوء
تحرير وهي تحرك الشوكة بصحنها: حرام، أذكر إن خواته يمدحونه، يقولون أخلاقه ذهب، ما توقعت إنه بيطلق!
شجن ببرود وهي تاخذ رشفة موية: الطلاق مو دايم بسبب سوء الأخلاق يمكن بس ما تلاقوا، وهذا أحسن لهم
تحرير وهي تهز راسها: صح، بس عاد الولد وسيم، كنت أشوف صورته بزواجهم وأقول زوجته محظوظة
زهوه تضحك وهي تطالعها: وش عليج انتي!!!، مالج إلا بريلج وبناتج، خلي عنج سوالف البنات!
تحرير تضحك: هههه صدق، بس عاد أستغرب تهاني متضايقة
زهوه تسند ظهرها: ما أدري بس شكلها مو حابة تتكلم بالموضوع كثير
شجن رجعت تاكل بصمت، ما كان عندها شي تضيفه، الموضوع ما يهمها أبدا
_
صحى جسار من نومه واول شى تفقد جواله كانت الساعة تقريبًا٣ وربع
فتح الجوال ولقى رسالة من أريام تقول: غادة ماتبي أعطيك رقمها مابيدي عاد شي
قرأ الرسالة وهو يحس بشي ثقيل على قلبه وخلّى نفسه يبتسم رغم شعوره بالضيق. تنهد بعمق وهو قاعد على طرف السرير، حاول يكتب رد، لكن توقف وهو يناظر الساعة كان الوقت ضاغط ومايبي ياخذ الموضوع بشكل عاطفي في هاللحظة قرر يترك الجوال، وحطّه بعيد عنه، ثم قام من السرير واتجه مباشرة للحمام عشان ياخذ دوش سريع الماء كان بارد شوي لكنه حس إنه ينعش جسمه ويخليه يصحصح أكثر بعد ما خلص من الدوش، لبس ثيابه وأخذ وقته وهويستعد لصلاة صلى وخلص واخذ اغراضه وطلع بالسياره قرر يروح يدور له اكل  وهو في الطريق، جواله رن فجأة. شاف اسم ولد خاله، صقر على الشاشة. رد جسار وهو مستغرب :ياهلا صقر، شخبارك؟
صقر بدأ يهني جسار
جسار ابتسم: الله يسلمك، وعقبالك إن شاء الله
صقر بهدوء :شخبار عميمه تهاني مشتاق لها
جسار بضحكه خفيفه:الحمدلله بخير وتسال عنك والله  دايم
صقر بنفس نبرته :اي يابعد عمري ياهي والله انها تسوى روحي ماتركتني من كنت يأهل جعل عمرها طويل
جسار ابتسم :اميين
بعد المكالمة جلس جسار صافن بالطريق وبداخله مشاعر متلخبطه
صقر اكبر من جسار بثلاث سنوات
كانت تهتم فيه تهاني قبل ماتتزوج ابو جسار ولما تزوجته وانفصلت بعد زواجها منه بسنه رجعت لبيت اخوها وولدها جسار معها وكبر جسار مع صقر لين ماتزوجت تهاني ابو تركي وقتها أبو جسار اخذه معه لدوحه وصار يشوف امه بالعطل والأعياد ويذكر كلام امه عن صقر وانه مثل ولدها يضبط وقت ماتصير مشاكل مع اخوها وزوجته كانت تهتم فيه وتخليه عندها
انكتم صدره بضيقه خفيفه وحاول يتجاهلها يكره بداية طفولته تقريبا لانه عاش بدايتها محروم من امه ،قرر بهاللحظه انه يروح لبيت امه فتح جواله وارسل لها رساله :يمه انتي بالبيت؟
ماطولت تهاني بالرد:اي وينك انت
ابتسم جسار وهو يكتب :جايكم
وصل بيت ابو تركي خلال ربع ساعه ونزل من السياره وتصادف مع عمه ابو تركي عند مدخل الباب وهو مبتسم :حياك جسار
ابتسم جسار وهو يمشي وراه ويسولفون وخلال ثواني وهم داخلين البيت شاف امه جالسه بالصاله اول ماشافتهم سوا وقفت وهي تبتسم قرب منها جسار وهو يبوس راسها ويبوس يدها بقوه كانه ياخذ ريحتها بداخله
تهاني بحنيه وهي تجلس جنبه :ياروحي انت شخبارك !
جسار ببتسامه وواسعه :بخير ياربي لك الحمد وترى توني مقفل من صقر يسلم عليك
مايلت شفتها بفرحه:ياروحي انتم الله يسلمكم جميع شخباره شعلومه !
جسار وهو يناظر باابو تركي يطلع من الصاله ويشيل شماغه :طيب وبخير
تهاني ببتسامه اوسع:الحمدلله

روايه لشمس في جلدي حروق وعلى سموم القيظ تزهر حياتيWhere stories live. Discover now