بارت الثامن عشر

6.9K 243 42
                                        

-
أريام رفعت الصينية وهي تدخلها الفرن:خلاص عاد، انتظر الكيكة الحين وخلني أركز
جسار نفخ فمه وهو يتكئ على الطاولة:اوف طيب
أريام رفعت يدها بثقة وهي ترد بخبث:رح ل امي يلا
في نفس اللحظة، نادت أمهم من الصالة:جساااار! تعال عندي شوي
جسار اعتدل بوقفته وناظر  لجهه الصوت ثم التفت لأريام:متاكده خلصت سواليفج عن غادة؟
أريام رفعت يدها وهي تضحك بخفة:أنا عطيتك معلومات اللي مرت ببالي الحين عاد بعد ساعه بعد دقيقه يطري على بالي شى مدري
جسار ضحك وهو يصلب ظهره :إنزين مشكوره
طلع للصالة ولقى أمه جالسة على الكنب تنتظره، أول ما شافته رفعت حاجبها بابتسامة خفيفة: تعال اجلس قدامي
جسار جلس قدامها وهو يميل براسه باهتمام:خير يمّه
تهاني ضحكت وهي تقط عليه نغزات:شفيك انت! مستعجل على الزواج والمَلكة وأنت حتى التحليل ما حللته للحين؟
جسار نزل عينه بحرج وهو يحك رقبته:يمّه ترى الأمور بسيطة التحليل مو مشكلة بسويه  عقب يومين بالكثير
تهاني:إيه عقب يومين! لازم تجهز وتكون مرتب امورك  وإلا غادة تهج منك
جسار وهو مصدوم من اسلوب امه ضحك :يمّه شفيج الله يهديج صدقيني أنا جاهز، بس مدري أحس كل شئ قاعد يصير بسرعة
تهاني رفعت كوب الشاي وأخذت رشفة ثم ردت بهدوء:ماعليه اخوانك متى بتكلمهم
جسار رفع عينه باستغراب :ليش شكو الحين اخواني
تهاني  نظرت له وهي تهز رأسها:لازم يجون ! ماراح يحضرون ملكتك!
سكت جسار لحظة يتأمل كلامها ثم ابتسم بخفة وهو يهز راسه: باذن الله بكلمهم بس الحين بدق على عمي ابو سلمان علشان يستعجل بالتحليل -
دخل ساهر البيت شاف محد بالصاله والمجلس منور راح له وشاف امه وزوجته نوف حوالين بشار وبشار كان جالس في صدر المجلس
ساهر: ياهلا ومرحبا! وش هالوجيه الطيّبة؟ بشار متى جيت؟
بشار قام بسرعة من مكانه يسلم على أبوه: حيّاك الله يبه جيت قبل المغرب بشوي قلت أفاجئكم
ساهر بابتسامة:ما شاء الله أجل مبطّي علينا؟ وشلون النادي؟ شلون تمارينكم؟
بشار: الحمد لله، كل شي تمام. المدرب عطانا إجازة قصيرة، قلت أجي أشوفكم وأريح شوي
ساهر وهو يجلس على طرف الكنبة وينزل عقاله و شماغه: خير وبركة، غادة!
فزت :سم يبه! ساهر: جيبي لي كاس مويه
رحيمة بسرعه:و لا تنسين الكاسات الشغّالة نسيتها مع الشاهي
غادة:ابشري
راحت للمطبخ وهي داخله سمعت صوت جوال أبوها يرن وقفت لحظة على الباب ونادت: يبه! جوالك يرن
ساهر رد عليها وهو يرفع الجوال من الطاولة: ايه أدري أسمعه
ساهر مسك جواله ورد بهدوء: ألو  إيه حيّاك جسّار
جلس يسمع له  شوي بصمت، بعدين رد: إن شاء الله بكرا نرتّب لها التحليل على خير بإذن الله مع السلامة
نوف وهي تناظره بتساؤل:جسّار ماغيره!وشعنده ؟
ساهر بصوته العادي: اي جسّار يقول لي يا عم إذا قدرت خل غادة تروح بكرا تسوي تحليل الزواج
المجلس كله سكت فجأة
بشار اللي كان يشرب القهوه  حط الفنجال على الطاولة بقوة وناظر أبوه باستغراب: تحليل زواج؟ غاده متى انخطبت !؟!أنا ما دريت؟
ساهر عدل جلسته وقال بهدوء:يا ولدي ببالنا انك مشغول مع النادي الرجال جا رسمي وكلّمنا بما يرضي الله لكن لو عندك اعتراض أو شايف شي ما يناسب علمني الحين
بشار جلس يفكر للحظة بعدين قال:لا والله جسّار رجال ونعم فيه ما سمعت عنه إلا كل خير
ساهر ابتسم وقال:الحمد لله
غادة كانت متنصمه عند باب المطبخ وتعدتها الخادمه تودي المويه والشاي وهي كانت تسمع الكلام كله وجهها حمممر و طلع ابوها من المجلس بعد لحظات فجاه وشافها واقفه وابتسم :جهزي روحتس بكرا بوديك تحللين
هزت راسها باارتباك وصدت للمطبخ وهي تسمع ضحكه ابوها العاليه دخلت المطبخ وهي تحس جسمها متجمد
ووجهها محتر تحاول تهدي نفسها وقلبها يدق بقوة تمسكت بطرف الطاولة
نوف وهي تكلّم بشار: وأنت ليه معصّب؟ مو المفروض نفرح إن غادة بتتوفق برجال مثل جسّار؟
بشار وهو يهز راسه: ما عصبّت يمّه بس اللي قاهرني إنّي آخر من يعلم. لو ما كنت جيت، كان ما دريت أبد!
ساهر رجع يدخل المجلس، وصوته فيه حزم:بشار حنّا ما سوينا شي إلا وحنّا واثقين فيه جسّار رجال طيب ويعتبر ولدنا مننا وفينا وابوه واهله  نعرفهم زين وما بغينا نشغلك وسط زحمة تمارينك ومبارياتك
بشار طالع أبوه وقال بنبرة أهدى: إيه أدري وأثق باختياركم بس تمنّيت أكون موجود من البداية على الأقل أكون سند لأختي
ساهر بهدوء: أنت سندها دايم باذن الله  وما نختلف على هالشي
في هاللحظة، غادة سمعت الكلام وهي واقفة قريب من الباب. أخذت نفس عميق وقررت تطلع للمجلس. دخلت وهي شايلة صينية القهوة الجديدة، عيونها ما تجرأت تطالع أحد. حطّت الصينية على الطاولة وقالت بهدوء:القهوة جاهزة
نوف بابتسامة حاولت تهوّن الموقف: تسلم يدينك
ساهر التفت عليها وقال وهو ياخذ الماء حقته بعد ماشرب منها شوي : لا تنسين جهّزي نفسك الصبح ترى بروح معك للمستشفى
غادة اكتفت بهز راسها سريع وقالت: إن شاء الله، يبه
بشار، بنبرة فيها جدّية خفيفة: لاتتوترين غادة جسّار رجال نادر تلقين مثله وأنا متأكد باذن الله بتكونين بخير معه
غادة رفعت عيونها لأول مرة وشافت بشار يطالعها بنظرة طمأنينة ابتسمت بخجل وقالت بصوت بالقووه يُسمع:الله يكتب اللي فيه خير
ساهر ضحك وقال بصوت عالي: بس! خلاص لا تشدّون على البنت الأمور زينة وكلنا وراها
الجلسة صارت أخفّ بعدها نوف بدأت تسولف مع رحيمة عن تجهيزات الزواج
اما بشار رجع يكمل قهوته وهو يفكر بكل اللي صار و غادة انسحبت بهدوء للمطبخ وهي خجلانه بس بنفس الوقت حاسه براحه كبيره من كلام ابوها واخوها عن جسّار

روايه لشمس في جلدي حروق وعلى سموم القيظ تزهر حياتيWhere stories live. Discover now