الفصل السادس

770 42 7
                                    


الفصل السادس في قلب الصحراء مشاعر متاججه

ملتصقه بالسيده ماريه ......وبحجري الطفله هانا ......

جلست مرعوبه في مؤخرة الطائره ........منتظره مصيري المشؤم ..

السيده ماريه كانت لاتزال تتحسر .....وتعض على شفتها

السفليه ......فبدلاً من شكر العربي الذي انقذ ابنتها ......

اتهمته ظلما بأختطاف ابنتها والاعتداء عليها .....

ياللهي ماذا فعلت ؟؟؟ .....جمله كررتها السيده ماريه عدة مرات

زمجرة الاسود كانت تهز الطائره .......ومعها يكاد قلبي يتوقف .....

بدأت الاسود تضرب الحقائب بمخالبها ......وزاد رعبي اكثر فاكثر ...

اخذنا نلتصق ببعضنا البعض بقوه .......وانا انظر الى مقعد العربي .....

وهو لا يتحرك ......هل مات ياترى ؟؟؟؟.......سؤال تبادر الى ذهني ....

لعله الان خائف يرتجف في مقعده .........هل قرر عدم مساعدتنا ....

لماذا افكر في العربي بهذه اللحضه ؟؟؟........الاولى ان افكر في نفسي .....

والدتي بدأت تشبك اصابع يديها .......امام صدرها ......وجلست ورجليها
تحتها ..... وهي تنضر الى الاسفل ......

نعم لقد بدأت تتلوا صلواتها ........مع ان والدتي لاتذهب للكنيسه ابداً

الا في يوم راس السنه .......ولم ارها يوماً تتلوا الصلوات .......

هل قررت والدتي ان تختم حياتها بصلاه ......هل حانت نهايتنا ....

بصراحه اشعر في هذه اللحضه بضعفي ....ارغب بأن اصلي ....

لكنني لم اصلي يوما بحياتي .......لا ادري ما اقول .....ولا ادري ما

اعمل .........اذا نجوت من هذا الموقف ساصبح مواطنه صالحه .....

ساحافظ على صلواتي .......

اختي جوانه تبحث في حقائب المسافرين حقيبه حقيبه

لقد فتشت الكثير من الحقائب لكنها لا تزال تبحث بعجل .....

لقد فتشت تقريباً كل الحقائب ......لكنها لم تعثر عليه .....

لقد كانت تبحث عن الانجيل ......

صرخت اختي والهلع على وجهها : الا يوجد مسيحي صالح ؟؟

في النهايه عثرت على كتاب ......

فأخذته وبدأت تقرأ مابه من صلوات ......

بعد لحضات ..........جلست اختي مربعة الساقين.....

وراحة يديها متلاصقتين امام صدرها .......واخذت تغمظ عينيها ...

بدأت اتسأل بصوت منخفض : ماذا تعمل هذه الحمقى ؟؟

هل هذا هو وقت اليوقا ؟؟

قاطعتني السيده ماريه بسؤال مفاجا : هل اختك بوذيه ؟؟

نظرت الى السيده ماريه بذهول ........ولم ادري ماذا اقول .....

فهذه اول مره اسمع بكلمة بوذيه .......

فرديت عليها بعد لحضات بسؤال : وما هي البوذيه ؟؟

اجابتني السيده ماريه : البوذيه ديانه اسويه يعبد اتباعها الاوثان .....

بعد لحضات ذهبت اختي جوانه تقلب في امتعة المسافرين .....

واخرجت لعبه صغيره.... قرعا الراس ......نصف جسدها عاري ...

ووضعتها امامها .......وبدات تتلوا صلواتها......

حتى السيده ماريه .......بدأت تتلوا الصلوات .....

اما مايا فقد كانت مثلي ......لا تعرف كيف تصلي ....

اقتربت السيده مادلين من اختي جوانه ......وبدأت تقلدها ......

يبدو انها هي الاخرى لا تعرف كيف تصلي ......

هدأت الاسود قليلا ....وبدأت الطمأنينه تعود الى قلبي رويدا رويدا...

وبينما انا اتنفس الصعداء ........أخذت هانا تشد ملابسي ......

نظرت اليها وبأبتسامه مزيفه على ثغري .....قلت : ماذا تريدين يا حبيبتي؟

كانت تهتز في حجري .....وتنظر الي بخجل ......واقتربت من اذني

وهمست : اريد ان اذهب الى الحمام .........

في تلك اللحظه .....توقفت كل الكواكب عن الدوران........لقد تجمد الوقت

وكررت عليها السؤال والذهول يتملكني : ماذا قلت ياحبيبتي؟؟

فهمست في اذني : اريد ان اذهب الى الحمام

نعم لقد تأكدت .......تريد هذه الصغيره الذهاب الى الحمام ......

ولكن الحمام الذي بنيناه خارج الطائره ........

وحمام الطائره قد تحطم ........

هل اطلب منها ان تصبر قليلا ........ماذا لو فعلتها على ملابسي ....

انها طفله ......ساطلب منها ان تفعلها خلف احد المقاعد .......

وبكل غباء قلت : عزيزتي يمكنك قضاء حاجتك خلف احد المقاعد ...

شعرت الصغيره بأحراج شديد .......وبدات تضرب صدري بيديها الصغيرتان ....

واخذت تقول وهي مغمضه لعينيها : انتي غبيه ....

ونهضت من حجري بسرعه .......وركضت الى جوار باب الطائره....

واخذت تسترق النظر الى الخارج .......

ياللهي ماذا عتملت ........لقد ااتمنتي على سرها ......ولكنني فضحتها امام الملا..

كم انا غبيه ........

نضرت الى الزاويه الاخرى في مؤخرة الطائره .....حيث كان يجلس والدي وجون

كان اما والدي علبة عصير ........وعدد من الادويه الطبيه ......

فتح والدي علبة العصير ......وشرب نصفها .......واخذ علبه من قطرة الانف ....

وفتحها .......وافرغها الى داخل العصير .......

ثم اخذ علبه من قطرة الاذن ......وافرغها الى داخل العصير ....

وبدا والدي يبتسم ابتسامته الشريره .......ويطلق ضحكته الشيطانيه ...

اما انا فكنت اراقبه .......بتركيز شديد ونظرات ثاقبه .........

كم اتمنى لو استطيع النظر الى دماغه .......ومعرفة ماذا يفعل ....

اغلق والدي علبه العصير جيداً ......وبدا يرجها .....

ثم ناول جون ........وضرب صدره براحة يده .......

وهمس له بكلمات ........لم استطع سماعها

بدأت اطير في سماء افكاري ......ماذا سيعمل والدي وجون بالعصير ؟؟

ولماذا اضافا اليه كميات كبير من قطره الاذن ......وقطره العين ....

لا شك ان والدي قد حضر شراب سحري لمواجة الاسود ........

كم انا فخوره بك يا والدي .....

لكن كيف سيستخدم هذا الشراب السحري ......

هل سيرينا جون بطولات الجندي الامريكي .......ويفترب من الاسود

ويرش الشراب في اعينها .........فتصاب بالعمى

اخذ جون الشراب من يد والدي ...........ونهض من مكانه ......

وأخذ يتقدم ببطى خطوه خطوه من مقدمة الطائره ......والحذر الشديد بادى عليه

وعندما كاد يصل الى مقدمة الطائره........ زمجر احد الاسود .......

فأهتزت الجدران من شدة صوته .......ووقع جون على الارض .....

وبدا يرتعب بشده .......واخذ يزحف على قفاه وهو يرتعش ......

وبعد عنا وصل جون الى مؤخرة الطائره .......والشراب السحري بيده ....

بدأ والدي يعنف جون بشده ......ويشر له الى مقدمة الطائره

ويقول : اذهب بسرعه ......لا تضيع هذه الفرصه ...

نهض جون مره ثانيه .....واخذ يمشي بحذر .....الى ان وصل الى مقدمة الطائره .....

ووضع علبة العصير في المقعد المجاور للعربي .......وعاد بسرعه الى مكان والدي

انطلقت في بحر افكاري ........ماذا يوجد في علبة العصير تلك

اليست علبة عصير عاديه..... اضاف اليها والدي.... قطرة العين .....وقطرة الانف

ما الفائده من اضافه قطره العين والانف الى العصير ......

ثم انا لم اشاهد الى علبه لقطره العين وعلبه لقطره الانف ......وما ادراني ان بداخلها قطرة عين وقطرة انف

لعل بداخل العلب احدى الوصفات السريه لعائلتنا .........

والتي تجعل من الانسان العادي ........انسان خارق

وابي هو الوريث الوحيد لهذه الوصفه ........تماما كما في الاساطير.....

كم انت عظيم ياوالدي ......

ولكن لماذا وضع جون علبه العصير جوار العربي .......

لعل الوصفه لا تتفاعل بشكل كامل ......الا مع الانسان البدوي .......

نعم هذا هو التحليل المنطقي لتصرفات والدي وجون ......

كم انت عظيم ياوالدي .......نسيت كل معتقداتك عن العرب ....

وحضرت الوصفه السحريه لعائلتنا .......واعطيتها لعدوك ....

وتجرعة مرارة التعاون معه لتنقذ حياه الجميع .......

انا فخوره بك ياوالدي .....

بينما انا اسبح في بحر افكاري ........انتشلتني مايا بيدها تهزني .......

فأفقت من اوهامي ونظرت اليها .......فقالت : لقد ناديتك عدة مرات لماذا لاتجيبي

وضعت يدي على صدري .....وقلت : انا اسفه فلم اسمعك .....

اشارت بيدها الى مقدمه الطائره ........وقالت : انظري لقد استيقظ العربي ...

نظرت الى مقدمه الطائره : فاذا بالعربي قد استيقظ .......واخذ يتلفت يميناً وشمالاً........

وبعد لحضات نظر الى المقعد المجاور له .........ومد يده واخذ علبة العصير .....

بدا ينظر اليها ويقلبها في يده .......وانا اكاد اطير من الفرحه .....

واشجعه في نفسي ......هيا بسرعه اشربها ......انها تحتوي على الشراب السحري

وبعد مضي دقيقه والعلبه في يد العربي يقلبها.......فتح اخيراً العلبه .......

وبدأ يقربها من فمه ببطىء ......

وعندما وصلت القاروره الى فمه .........اخذ يشمها ......

وبدا الاستياء في وجه ......لقد ادركت ان راحتها كريهه .....

ابعد العربي العلبه عن انفه ......وبدا يغلقها .....وانا اكاد اطير من مكاني

واخطف العلبه من يده .......وارغمه على تجرعها .......

ماذا يعمل هذا الاحمق .......هل يعرف على ماذا تحتوي العلبه .....

انها الوصفه السريه لعائلتي ......انها السبيل الوحيد لنجاتنا ....

لقد قضاء ابي الكثير من الوقت من اجل تحضيرها .......وفي النهايه تقوم

وتغلقها لان راحتها لم تعجبك .......

فجاءه نهض العربي من مكانه .......وبدا يسير بانتجاه باب الطائره ....

حيث كانت هانا واقفه .........

ما ان اقترب من هانا .........حتى نظرت اليه بغضب .....

ثم لوة وجهها ونظرت الى الجهه الاخرى ......

فتح العربي باب الطائره .......وكانت الاسود قد ابتعدت قليلا .....

ورما بالشراب السحري الذي اعده والدي الى الصحرى .......ومعه تلاشت كل احلامي في النجاه .....

وخرج من الطائره الى الحمام بجوار الطائره ........وبعد لحضات فتح باب الطائره .....

وبينما هو يخاول الدخول خرجت هانا .........وتوجهت الى الحمام وهي ترتجف .......

فانتظرها العربي في الخارج .......وبدأت الاسود تقترب رويدا رويدا

ولكن العربي لم يتزحزح من مكانه .........

وانا اكاد اموت من الخوف .......واقول في نفسي : اذا اردت ان تموت فمت وحدك ......

ولكن لا تترك باب الطائره مفتوح .........

خرجت هانا من الحمام بسرعه ........وركضت الى داخل الطائره ....

لم تقترب الاسود من العربي كثيرا ً .......ولا ادري ما السبب ......

وبعد لحضات عاد الى الطائره .......واغلق الباب ....

بدات اسأل نفسي ......بصوت مسموع .....

لماذا لم تهاجم الاسود العربي ؟؟...........

سمعتني السيده ماريه .....وبدأت تشرح لي ...بملامح جاده ارتسمت على وجها .....

عندما نخاف يفرز الجسم هرمون الادرنالين ......والحيوانات المفترسه

تشم رائحه هذا الهرمون ......وتستعد للانقضاض على الفريسه

لكن العربي لم يكن خائفا من الاسود ......لذلك لم تقترب منه الاسود....

لكن عندما خرجت هانا .......فقد كانت خائفه جدا ........

من ما تسبب في هيجان الاسود ..........

لم تكد تنهي السيده ماريه كلامها ......حتى بدات اتخيل ماضي العربي.....

انا الان متأكده من انه عاش طفوله غير طفولتي .......

اي بيئه تربيت فيها ؟؟؟؟

واي قلب تحمل في صدرك ؟؟

جلست هانا على احد المقاعد في اخر الطائره ......وكانت لا تزال ترتعب من الخوف....

وغمضت عينيها ......وبدات تناجي والدتها بصوت خافت : امي انا فتاه

جيده فقد ذهبت الى الحمام.....ولم افعلها على ثيابي ....

لقد كدت اموت من الخوف .......فتلك الوحوش الكبيره كانت تراقبني ....

وفي الجهه الاخرى من مؤاخرة الطائره ......كان والدي يوبخ جون ....

بعبارات لم افهم منها سوى جمله .......لقد رمى العصير ولم يشربه ....

لو انك اضهرت له بعض الود......... لشربه وتخلصنا منه الى الابد.....

وجون كان صامت ولا يرد على والدي .......

اقتربت الساعه من الرابعه والربع .......وبدا العربي يخرج ثوب من حقيبته ....

وتوجه الى خارج الطائره ....حاملا قارورة مياه معه ........

الاسود كانت مجتمعه حيث رمينا الجثث في الامس .....تتناول بقايا الجثث .......وبعد ان غير العربي ثوبه....

بدا يغسل يديه ووجه ورجليه بالمياه .......

ثم عاد الى الطائره .....اخرج سجاده من حقيبته ......

ومدها على الارض .......ثم بدا يؤدي عليها صلواته .......

وقد كان خاشعاً جداً....... وكان صوته عذباً يلامس الروح ....

بدأت احتقر نفسي ......واحتقر تربيتي ......في الامس كنت بحاجه الى

الصلاه.......لكني لم ادري كيف اصلي .....

اذا نجوت من هذه الصحراء .....فسألتحق بالاخوات في الكنيسه .....

واتعلم الدين .......واصبح مواطنه صالحه ........

وبعد حوالي ساعه اشرقت الشمس ......... لقد انتهت اطول اربع

وعشرين ساعه في حياتي.....اتمنى ان لا تمرو بمواقف مماثله .....

ومع طلوع الشمس عادت الطمانينه الى الطائره ......واستسلمت الصغيره

هانا للنوم فوق احد المقاعد ......غطيتها بمعطف صوفي .....وقد كانت
كالملاك وهي نائمه

بدأت اتجول في الطائره .......بعد لحضات لمحت ثوب العربي .....الذي خلعه خارج الطائره

لقد كان ممزق .......تنتشر عليه الدماء......

لمت نفسي كثيراً .......كيف لم اللاحظ الثوب الممزق ......والدماء

المنتشره عليه بالامس ......هل اعماني الغضب عن رؤيه الحقيقه .....

هل كانت اتهامات ابي الباطله ......كفيله بأن تعميتي عن الواقع ......

واصلت طريقي الى مقدمة الطائره ......وهناك بدأت استرق النظر الى

العربي وهو نائم.......

لقد اصابني الذهول من ما رايت ........

لقد صدمت .......وتوقفت عن الحركه .....

كانت يد العربي مغطاه بالكثير من الجروح .....وكانت بعض الجروح عميقه ....

ونحن بالامس بدلا من الاعتناء به .......اتهمناه ظلما .....وحطمنا قلبه ....

عدت الى مكاني في مؤخرة الطائره ......وجلست بجوار هانا ......

وانا اكاد انفجر من قهري على ذلك العربي ......

افاق السيد توم من غيبوبته .........ونهض مضطربا يتلفت .....

وقال سائلا : هل عادت ناردين .......وملامح اليأس ترتسم على وجهه ...

اقتربت السيده ماريه منه ......وهي تقول : عزيزي لقد انقض العربي ناردين .....

امسك السيد توم بكتفي زوجته .......وقال: اين هي؟؟....... اريد ان اراها؟؟؟......

امسكت السيده ماريه بيد زوجها .....واخذت تجره الى حيث ترقد ناردين .....

اخذ السيد توم يمسح على رأس ناردين ......ويقبل جبينها .....

وبدأت تدمع عيناه ....وهو يردد : لقد فقدت الامل بنجاتك ياعزيزتي ...

فصقطت دمعه حاره ......من مقلت السيد توم ...ووقعة على جبهة ناردين ....فاستيقضت .....

واخذت تمسك برأس والدها بكلتا يديها ......

وفي تلك اللحضه ......استشسلمت للنوم ......

************************************************** *

اصتيقظت على صوت ابي .......يقبل اختي ناردين ويعانقها ......

لقد افاق ابي من غيبوبته ...... الحمد لله ......

وبابتسامه مشرقه من ثغر اختي ناردين ......عاد لنا الامل بالنجاه ...

وبالرغم من ان ناردين مزعجه جدا ........الا انها النور الذي يبدد الاكتاب في حياتنا ....

بعد ان علم ابي بقصتنا مع العربي حزن كثيراً ......وقال : لابد ان نعتذر منه......

بدأت والدتي تحضر الافطار ......بما توفر لدينا من طعام .....

بعض البسكويت وبعض العصائر .......والقليل من الفواكه المجففه ....

واثنا انشغال والدتي بتوزيع البسكويت والعصير على اكياس بلاستيكيه

كانت الصغيره هانا تسترق النظر الينا.........

وفوجت بناردين تركض نحوها .......وتمسك يدها وتدعوها للافطار معنا .....

ولكن هانا اجابتها بأجابه بريئه .......سانتضر امي .....لابد ان تحضر الان

هانا لا تزال صغيره ......ولا تستوعب معنا الموت .......

وبينما انا شاردة الذهن .........انظر الى ناردين وهانا .....

سمعت صوت والدتي تنادي : مايا .....مايا ......

نهضت من مكاني وتوجهت اليها ........

فقالت والدتي اعطي هذا الكيس للعربي ......لابد انه جائع .....فهو لم يتناول عشائه .....

اخذت الكيس من والدتي .......وتوجهت الى مقدمة الطائره ......وقبل ان اصل

شعرت باحراج شديد ......فناديت ناردين .....

حضرت الي ناردين ....وهي ممسكه بيد هانا وقالت لي : احزري من هذه ؟؟

بدأت امسح على رأس هانا واقول : هذه هانا الجميله

حركت ناردين رأسها يميناً وشمالاً وقالت : هذه اختي هانا .....

وبدأت تضهر ابتسامه خجوله على وجه هانا ......وقالت : سأكون من اليوم اخت لناردين ......

لقد اصابتني الدهشه الشديده...... لقدرة اختي ناردين لانتشال الناس من احزانهم ......

ودائماً ما تذهلني بأفكارها .......بالرغم انها في بعض الاحيان مزعجه جدا.....

فابتسمت لهانا وقلت لها : هذا يعني اني ساصبح اختكي الكبيره .......

نظرت الي ناردين بسعاده ......وكانت عينيها تتلالا كالجواهر.....

اعطيت اختي ناردين الكيس وقلت : خذيه الى العربي ....

ذهبت ناردين الى مقعد العربي ....وانا اراقبها ......وصعدت على الكرسي

المجاور له .....وبدات تهز راسه بيديها الاثنتين .....وتقول : هي استيقظ

كنت اصرخ من بعيد : لا تيقضيه ايتها الغبيه .....دعي الكيس جواره

لكنها لم تكترث لي ......وواصلت هز رأسه حتى استيقظ .....

ما ان استيقظ العربي ......حتى اعطته الكيس البلاستيكي

وقالت : هذا هديه من اختي مايا .......

لقد تحول لون وجهي في ثانيه الى لون الطماطم ........

فناردين الحمقى قد تجاوزت كل الخطوط الحمراء ....

الم تكن تساعد والدتي في فتح الاكياس البلاستيكيه .....اذن لماذا نسبت الكيس البلاستيكي الي ...

ماذا سيضن العربي الان ......لا شك انه صيضنني مغرمه به ....

وهذا كله ذنب تلك النردينه المزعجه ......ساحاسبها فيما بعد ....

ما ان استدرت الى الخلف ....حتى رايت جون يرمقني بنظرات حاده ....

اما تومس والد نورسين فقد كان يبتسم ابتسامه خبيثه ......وعندما مررت

بجواره قال لي انتي مفترسه .......لست امراه بسيطه .......

لم اجب عليه ....وواصلت طريقي ......ولم افهم اصلا ما يقصد ...

ففي الامس لمحته ......وقد كان يحضر سماً للعربي بداخل العصير .....

وقد ارسل السم مع جون ليضعه على كرسي العربي .....

وقد رايته يتحسر بعد ان رمى العربي السم .......

تومس هذا خطر جدا ساحاول ان لا احتك به .........

ما ان وصلت الى مقعدي حتى رايت نورسين ......تنضر الي بخبث

وتسالني بسخريه : من اين اتيتي .....

فاجبتها : كنت اتجول في الطائره

وبدأت تنضر الي وتهز راسها ......وتقول : وهل قبل العربي هديتك ....

غضبت غضباً شديداً وصرخت في وجهها : لم اعطي العربي اية هديه .....

ولماذا اعطيه هديه .....

نظرت الي بابتسامه ساخره وقالت : وما قصت الكيس البلاستيكي.....

فاشرت اليها باصبعي السبابه وقلت : هل تظنينني حمقا مثلك لكي اقع بحبه ....

وضعت يدها اليمنى على خصرها .....وبدات تحرك راسها يمينا وشمالا

وقالت عزيزتي : لقد تجاوزتي انت مرحله الحب ..... وبداتي تخططين

لمواعدته ..........

بدأت اصوات صراخنا ترتفع في الطائره .......وحضرت جوانه اخت

نورسين .......وحضرت بعدها امي ......

وبدأت جوانه تسأل عن سبب الخلاف .....لكن نورسين رفضت تخبرها ...

ولوة وجهها عنا .....وعادت الى قعدها ......

ولم اشا احراج نورسين ....فلم اخبر والدتي عن سبب الخلاف .....

*************************************************

صليت الفجر ......ثم استلقيت على المقعد ......فدخلت في سبات عميق ...

وفي المنام رايت والدي ........وهو يبتسم لي ........ويشير الى امي واواتي ......

وبينما انا مستمتع في حلمي ........حدث زلزل عظيم في الحلم ...

فاستيقظت ......واذا بيدان صغيرتان تهزان راسي .......

في اللبدايه كنت لا ازال نصف نائم .....وقلت : هل هذه انت يا اروى ....

دعيني انام قليلا ياعزيزتي .........

ولكنها لم تتركني .......واخذت تهزني بقوه اكثر ......فتحت عيني فاذا هي

الىطفله التي انقذتها بالامس .........

نظرت اليها ........ثم ابتسمت.... وقلت : ماذا تريدين ياعزيزتي ؟؟...

فاعطتي كيس وقالت : هذا هديه من اختي مايا .......

كان في الكيس بسكويت وعصير .......فبدأت بتناول البسكويت ...

واعطيت بعض القطع لناردين ......فاخذنتها وجلست تاكل معي ...

واعطيت هانا بعض القطع فرفضت اخذها .......ولوت وجها عني ....

فاعطتها ناردين من حصتها .......فلم تتردد في اخذها .......وبدات تاكل

وهي لا تنظر باتجاهي ......لا تزال متأثره من البارحه .......

بدأت ناردين تنظر الى يدي بأهتمام ........لقد لا حظت الجروح ......

وشارت الى يدي وقالت : ما هذا ؟؟؟

بدأت اضحك من تعابير وجها ......وقلت هذه مجرد خدوش بسيطه ....

انتفظت من مكانها .......واقتربت من يدي .......وبدأت ترفع كم الثوب ...

وبدأت تتقزز من منظر الجروح .....وتسالني : هل يؤلمك ؟؟

اعدت كم الثوب .....واجبتها : لا ياصغيرتي .....

انطلقت الطفله بأتجاه والدها وهي تصرخ .......ابي العربي مصاب .....

وحضر السيد توم مع المطهرات ......وخلفه جميع افراد عائلته .....

مد السيد توم يده وصافحني ثم قال .....شكراً لك يا سيدي ....لقد انقذت ابنتي .....

واقتربت السيده ماريه وبدأت تعتذر وتبكي ........ارجوك سامحني

لم اكن اقصد اتهامك في الامس؟؟؟

بعد ذلك اصر السيد توم ان يرى جروحي ......ولقد فزع عندما راها

وبدا يعقمها ويغطيها بالشاش .......بينما كنت احاول ان اقنعه انها خدوش بسيطه

وكثيرا ما اصاب بمثلها .......وهي منتشره كثيرا في جسدي .....

ولكن السيد توم لم يصغي الي ......وواصل تغطيه جروحي

حتى اصبحت يدي كالموميا ......

ولم يكد توم ينهي تضميد جراحي ........حتى حضر بيل مسرعا من اخر الطائره

وصرخ : والدتي في حاله حرجه ....ارجوك ساعدها .......


انتها الفصل


في قلب الصحراء مشاعر متأججةOù les histoires vivent. Découvrez maintenant