الفصل الرابع عشر الجزء الاول

473 32 3
                                    


الفصل الرابع عشر
هانا

وصلت الى مدينه كبيره ......شوارعها ترابيه ....وملابس الناس قديمه .....

تجمهر حولنا العديد من الناس .......وامسك بيدي رجل ودفعني بقسوه ......

باتجاه ذلك الرجل الذي يرسم على ايدينا .......فوقعت على الارض ......

وكدت ابكي ......كنت خائفه جدا......ان يتم احراقي بذلك السيخ الحديدي

الذي احرقت به السيده ماريه .........ما ان بدا الرجل بالرسم على يدي بتلك الابره

حتى اطمانيت ........وسالته : الن تحرقني ........

فابتسم الي وضحك الاخرون .......انهم اناس طيبون ولن يحرقوني ........

عادت الي السعاده ........وكنت اراقبه وهو يرسم على يدي .....واتالم قليلا .......

كان هناك الكثير من الاطفال في السوق .........يركضون ويلعبون ......

كم اتمنى ان العب معهم ......اخيرا غادرت تلك الصحراء الكئيبه ........

بدات اخاطب الرجل الذي يرسم على يدي ......اسرع اسرع ارجوك ....

اريدك ان ترسم ورده جميله على يدي........ماهذا الشىء الذي ترسمه؟؟

لكنه لم يجب .........وكان الناس ينظرون الي ويضحكون ......

يبدو ان الناس سعدا هنا ........خطرت لي فكره ......لماذا لا اسال هذا الرجل الطيب .....

الذي يرسم على يدي ...........عن مصطفى ......

اقتربت قليلا من اذن الرجل ........وهمست في اذنه : هل تعرف مصطفى ؟؟

لم يجب الرجل .........لعله لم يسمع .....فالسوق مزدحم والضجيج يملا المكان ...

رفعت صوتي قليلا ........واعدت عليه السؤال .........لكنه لم يجب .....

الرجل لا يسمع كلامي .......ولا بد ان ارفع صوتي اكثر .......

اقتربت من اذن الرجل كثيرا .........وصرخت باقصى صوتي : هل تعرف مصطفى؟؟

افلت الرجل الابره التي كان يرسم بها على يدي ..........وشد شعري بقوه .....

فصرخت .....وبكيت وتساقطت دموعي على الارض ..............

وقال ذلك الرجل : لقد مزقتي طبله اذني عليك اللعنه ........وصفعني صفعه قويه جدا حتى وقعت على الارض .

فبينما كنت ابكي وانا ملقاه على الارض..........شعرت بيد تشد شعري .......

لقد كان جون ............تجمدت من الخوف وارتعشت بشده .........

وانا ابحث يمينا ويسارا عن من يخلصني منه .......دون فائده .......

فصرخ رجل : اتبعاني بسرعه ...............

نظرت الى ذلكال رجل الغريب وقلت : لن اتي معك .....ساتظر مصطفى .....

لقد حذرني والدي من الاشخاص الغرباء ........

اقترب ذلك الرجل مني ........ووجه متجهم ........وامسك بشعري ......

وجرني خلفه .........وكنت اصرخ من الالم ...........واطلب من الناس مساعدتي

دون فائده .......فلم يساعدني احد ........وكان الجميع يضحك .....وانا ابكي من الالم .......

ضربت يد ذلك الرجل ........بيدي الصغيرتين .......وانا ابكي واصرخ : اتركني ...

توقف ذلك الرجل عن السير .........وشد شعري الى الخلف ..........

حتى رفع ذقني الى الاعلى .........والمتني رقبتي كثير .......ولامست مؤخرت راسي ضهري ........

ثم اخرج بيده الاخرى من حزامه سكينا كبيره ..........ووضعها على رقبتي .......

وقرب راسه من وجهي ..........وقال :ان لم تتبعيني بصمت ذبحتك ......

ارتجفت ساقاي .......وصعدت الدماء الى حلقي ........ثم اعاد سكينه الى حزامه ....

وترك شعري .......وقال : اتبعاني بصمت ....

مشيت خلف الرجل .......وجون خلفي .........وانا ارتجف من الخوف .......

لماذا علي ان اتبع هذا الرجل ؟؟........اين انت يامصطفى ؟؟....لماذا تاخرت ؟؟.....

سرنا مسافه كبيره جدا .......والعطش يكاد ان يقتلني .........

والتراب يملا ملابسي ...........فالطرقات ليست معبده .......

ارى امامنا الكثير من الاقداح .......لا اعرف ماذا فيها ......

لعل هناك رجل طيب يقدم للناس الماء او العصير ......اقتربنا اكثر واكثر

وانا الهث من التعب .......واجر ساقي جرا ........والعطش يكاد يقتلني ....

رايت سيده معها فتاه صغيره في مثل سني ........اقتربت من السيد الطيب صاحب الاقداح ..........

وقالت : اعطني كوبين من شراب الشعير ........اعطاها الرجل قدحين .......فاعطت الفتاه الصغيره واحد ......

ركضت الى ذلك الرجل الطيب ..........فنظر الي مبتسماضاحكا .......

وقال ماذا تريدين ياصغيرتي ............

نظرت في عينيه ............ومددت اليه كلتا يدي .......

وقلت : اريد كوبا من شراب الشعير .........مد الي يده وقال اعطيني النقود ....

هزت راسي يمينا وشمالا .......وقلت : لا املك نقود ......لكنني اكاد اموت من العطش.....

تجهم ذلك الرجل ...........وغضب غضبا شديدا ......واختفى وجه الطيب ليضهر

وجه شيطان مخيف ............وصرخ في وجهي اغربي عن وجهي .......

مددت يدي اليه اكثر ......وقلت ارجوك اعطني القليل من شراب الشعير .....

وساجعل مصطفى يدفع لك عندما ياتي ..........التقط ذلك الرجل حجرا من الارض....

وحذف به نحوي ........وكاد ان يصيب راسي ...........وهو يصرخ في وجهي

اغربي من امامي ايتها اللعينه ...........

شعرت بضربه شديده على راسي .........فاستدرت فاذا به ذلك الرجل ......

وهو غاضب جدا .......فامسكت براسي بكلتا يدي ..........وبكيت وصرخت من الالم ......

وقال : ماذا تفعلين ايتها الشقيه .............

اجبته والدموع تتساقط من عيني : انا عطشانه .....اريد شراب الشعير .....

فصفعني صفعه شديده على وجهي ........حتى صقطت على الارض عند اقدام تلك السيده وابنتها .........

نهضت من الارض .....وانا اتحسس خدي الذي.....تخدر من شده الصفعه .........واصبح حار جدا ويؤلمني بشده ......

رايت كوبا من شراب الشعير امتد امام وجهي ......فنظرت الى الاعلى ......فرايت تلك السيده .......

قد مدت الي بكوبها الذي لا يزال ممتلائا ....ولم تشرب الا القليل ........

قالت السيده : يبدوا انكي عطشانه .........تفضلي انه لكي ..........

امسكت الكوب بكلتى يدي ......وقلت شكرا لكي ........وقربته من فمي .....

فلم تكاد شفتاي تلامس طرف الكوب ........حتى شعربركله في يدي .........طار على اثرها الكوب في الهواء .......

وانسكب الشراب على الارض ..........المتني يدي كثيرا .......ونظرت الى من ركلني .....

فوجدته ذلك الرجل ........وهو ينظر الي بغضب شديد .....ثم استدار الى تلك السيده ......

وصرخ في وجها لا تتدخلي .....لماذا تعطيها الشراب ..........انها ملكي وليست ملككي ......

وبينما هو يصرخ في وجه تلك السيده ....التقطت الكوب من الارض ........وكان لايزال هناك القليل من الشراب بداخله .......

وكانت حوافه مملؤه بالتراب .........فشربت مابه بسرعه ........

ورغم من انها بضعن قطرات ........وقد كانت بطعم التراب .........الا ان شراب الشعير كان لذيذا .....

وهذه هي المره الاولى التي اشربه ..........

رفعت الكوب الى السماء .......وفمي تحته ........لعلها تسقط قطره اخرى من هذا الشراب الذيذ.....

فجاءه خطفت يد الكوب مني ........استدرت لاجد ذالك البائع المتعجرف ......

يرمقني بنظرات غريبه .......

بعد ان انها ذلك الرجل مشادته الكلاميه مع تلك السيده التي اعطتني الشراب .......

شدني من شعري بقوه ........وصرخ : اذا كررتي هذا التصرف فلن ارحمك ....

واصلنا طريقنا .............داخل شوارع المدينه .......لعده ساعات حتى خرجنا من المدينه ........

وتوجهنا الى الريف ..........كانت هناك الكثير من الحقول ........والعديد من الاشجار ......

وهناك نهر عظيم على جانب الطريق ...........وهناك الكثير من الحيوانات ....

اغنام وابقار وماعز وكلاب وقطط...........واسماك وطيور .........

انه مكان ملىء بالحياه .....بعكس تلك الصحراء ..........

وبعد حوالي ساعه ........وصلنا الى منزل منعزل .........وسط الحقول الزراعيه ..

بعيد قليلا عن النهر ........ودخلنا الى المنزل ...........

فنادى ذلك الرجل زوجته وابنته ...........ثم وقف امامنا ........

وقال : انا السيد فهد ...........وهذه زوجتي بدور وابنتي قمر .......

من هذه اللحضه .......انتم عبيد لنا ......وعليكم تنفيذ الاوامر ......

وان خالفتم .....فسيكون عقابكم عقابا عسيرا ........ومن يحاول الهرب ...

فسيتم تعذيبه بالسيخ الحديدي .....كما عذبت صديقتكم .......

لم افهم ما يعني .......فقلت له : هل تقصد اننا سنعيش كاسره واحده .....

وانا صاصبح ابنه لك ......وتصبح قمر اختي الكبيره ............

وانت تصبح ابي .........وبدور تصبح امي ..........

وكنت سعيده وانا اساله ببراءه ........فضحك هو وزوجته وابنته بهستيريا ....

ثم قالت ابنته : يقصد بانكم ستكونون خدم لنا ...... تنفذون اوامرنا ......

لم افهم ماتعني .......فسالتها : لكنني هانا .......ولست خادمه ......

فصرخت في وجهي السيده بدور : انتي هانا اسواء من الخادمه ...........

خفت كثير من صراخها ........ونضرت الى الارض ..........وانا لا اعلم لماذا يعاملونني هكذا ....

نظرت تلك السيده بدور الى فهد وقالت : عزيزي الغداء جاهز لقد تاخرت كثيرا ......

وامسكت بيده تجره الى المطبخ .......وابنتهما تمشي خلفهما .......

وجلسوا على الارض ........وانا تبعتهم وجلس حول الطعام معهم .......

لقد كانت رائحه الطعام زكيه جدا .........فانا لم اتناول طعام شهي منذ صقطت الطائره ......

وكنت جائعه جدا ......وعطشانه .........ساقاي يالمانني ........

فرمقتني تلك السيده بدور بنظره حاده .........وقالت : ماذا تفعلين ....!!!

اجبتها : اتناول الغداء معكم .........وكانت بطني في تلك اللحضه تصدر اصوات غريبه ........

فصرخت بامتعاض شديد : ومن الذي امرك ان تتناولي الغداء معنا ........

وفجاءه شعرت بيد تشد شعري .........فنظرت الى الاعلى فرايته السيد فهد .....

وكنت اصرخ من الالم .........ولم يتركني الا وقد فقدت جزاء من شعري واصبح بيده .....

وكنت ابكي بشده .....واتحسس شعري بكلتا يدي .......وكان الالم فضيعا ......

وابنته قمر ضحكه باشمزاز .......لقد ضننت في البدايه انها ستكون صديقه لي مثل ناردين ......

لا نها تقريبا في مثل سن ناردين .......لكن يبدو بانه خبيثه جدا ......

وتستمتع برايتي اتعذب .....على يد عائلتها المتوحشه .......

صرخ في وجهي السيد فهد : من انتي حتى تاكلي معنا .....

خذي ذلك الدلو ........واذهبي واحضري الماء من النهر .......

واشار بيده الى زاويه المطبخ ........حملت ذلك الدلو وانا منكسره .....مقهوره وجائعه ........وخرجت من المطبخ ....باتجاه النهر .....

فبينما نا في طريقي سمعت صراخ السيد فهد ....يامر جون بتنضيف الحضيره

من مخلفات الحيوانات .......

واصلت طريقي وانا اترنح من الجوع .....واتمنى لهذه العائله الشريره ........

ان ياتي وحش وياكلهم .......وافكر في مصطفى اين ذهب ........

هل تركني لمصيري ....وعاد الى عائلته .......الم يعدني انه سيساعدني ......

لعله سيحضر قريبا لمساعدتي .......بعدها سالقن هذه العائله درسا لن ينسوه ....

واشد شعرهم جميعا ..........حتى يصلعوا .......مثل ما شد ذلك الرجل شعري ...

حتى انتزعه من مكانه ...........

ولن اسمح لهم بتناول الطعام لاسبوع كامل ........حتى يتوسلوا الي بعدها ساسامحهم ......

وصلت الى النهر وكان كبير جدا ........والمياه تجري بسرعه ........

ورايت النهر يجرف جذع ضخم لشجره عظيمه .......لو ادخلت الانا فلا شك انه سيجرفه .............

خسلت كلتا يدي بنهر ........وشربت الكثير من المياه العذبه بواسطه يدي .....حتى ارتويت .....

وغسلت وجهي .......وشعري بالمياه ...........وكان وجهي يالمني من كثره الصفعات التي تعرضت لها......

جلست بجوار النهر .........واخلت رجلي فيه ........وشعرت بالانتعاش .....

انه شعور رائع ........وكأن النهر يغسل كل اللامي ......ويزيل الكابه والحزن عن قلبي .......

جلست افكر كيف ساملا الدلو بالمياه .........تلفت يمينا ويسارا .......

ورايت عدة ساقيات محفوره في الارض توصل الميا ه الى المزارع .......

بحث ان الحفره اقل من منسوب النهر ...........وكانت كل ساقيه مسدود

بجوار النهر ببعض الاحجار والتراب ........فاذا حان موعد السقي يزيل المزارع تلك الاحجار والاتربه ......

انها تشبه تلك القصه ......التي قصتها علينا المربيه في الحضانه .....

بدات ازيل التراب والاحجار عن الساقيه .....كما في القصه تماما ......

ما ان ازلت بعضها حتى تكفل النهر بالباقي........ وتدفق الماء الى تلك الساقيه

ملات الدلو ......لكنني بالكاد اخرجته من الساقيه ........ولم استطع حمله ......

فاضطررت الى اراقه نصفه ........وحملت النصف الاخر الى البيت بصعوبه ......

وكنت احمل الدلو لدقيقه .....واسترح دقيقه ......

وبينما كنت اسير في الطريق ......والجوع يكاد يقتلني .........

لمحت مزرعه طماطم بجانب الطريق .........تلفت يمينا ويسارا فلم اى احدا

فقطفت عدد منها .....واكلتها بشراهه ........وتركت الدلو في جانب الطريق .....

وعدت الى النهر الذي لم اكن قد ابتعدت عنه كثيرا ......فغسلت يداي .....ووجهي ...

وعدت الى الدلو بسرعه .........تاملت انعكاس صورتي على الماء ......

وانا ابحث عن اي اثر للطماطم سيفضحني .........ويوبخني ذلك الرجل الشرير

فامي علمتني ان لا اسرق .......ولكنني كنت جائعه جدا .........

لم ارى اي اثر للطماطم .....لكن اثر الصفعات والكدمات كانت تملا وجهي ....

حملت الدلو وقد كانت حالتي افضل .....ووصلت المنزل بعد حوالي ساعه كامله

منذ مغادرتي ......وادخلت المياه الى المطبخ ..........

وصرخ في وجهي السيد فهد اين كنتي .........؟

لم اجبه .....وكسرت نضري الى الارض .............اشارت السيده بدور الى بقيه الطعام في المطبخ .......وقالت نادي صديقك ......وتناولوا غدائكم........

في ذلك الوقت حضر جون ........وكان قد انتها من تنضيف الحضيره .........

وجلست معه حول ما تبقى من طعام ...........ما ان مددت يدي الى الطعام ....

حتى امسك جون باذني .....وشدها بقسوه ........ونضر الي بنضراته الوحشيه .....

وقال لا تاكلي معي ......المتني اذني كثيران ......وتساقطت دموعي .......

وعصافير بطني كانت تزقزق .......برغم من اني اكلت الطماطم ..........

تذكرت مصطفى وكيف كان حنونا علي .....مقارنتا بهذا الوحش .......

لقد كان مصطفى يعطيني من حصته ......وحتى وان كان بامس الحاجه اليها ....

اما هذا المجرم فياكل حصتي........ برغم من اني اكاد اموت جوعا .......

اكل جون كل الطعام .......ولم يترك لي شيئا سوى بقيه الخبز اليابس وبعض العظام ......

حاولت ان اعض ذلك الخبز اليابس .......وتلك العظام باسناني ......لكنني لم استطع ........

دخلت السيده بدور بعد مغادره جون بلحضات ....وصرخت في وجهي : الم تشبعي بعد ........قومي ونظفي الاطباق ......

نهضت بسرعه قبل ان اتعرض للتوبيخ .........وانا جائعه جدا ......ونضفت الاطباق بالما الذي احضرته ......

ودموعي تتساقط على الاطباق .........وبعضها يسقط على الدلو الذي فيه الماء ....

لم اكد انتهي من تنظيف الاطباق حتى دخلت قمر ابنت ذلك الرجل ......

وقالت احضري العظام ......وبقيه الطعام للكلب .......

تعالي ارشدك الى مكانه .........اخذت الانا الذي فيه العظام وتبعتها .....

كاان هناك امام الحضيره ........في الجهه الخلفيه من المنزل كلب اسود ......

كبير ومخيف ........لم اتجرى على الاقتراب منه ........فقد كان ينبح بشده .....

ويحاول ان يفك السلسله من رقبته ........

صرخت قمر : اقتربي واعطيه غدائه ...........لا تخافي لن يؤذيك .....انا بجانبك ..

وابتسمت لي فشعرت بدفء ......وعادت الي الطمانينه .......واقتربت رغم نباح الكلب ......

واصبحت بجوار قمر ......وهي تشجعني وتحرضني كي اقترب منه اكثر ........

اقتربت رويدا رويدا ..........وكنت احاول ان ارمي له العظام من بعيد ......

فلم اشعر الا بيد تدفعني من الخلف بقوه ............فصقطت امام الكلب ......

وصرخت برعب شديد .......وانقض الكلب علي بشراسه ........وعض رجلي اليسرى ....

صرخت وصرخت دون فائده ......وقمر كانت تضحك بشده ......وتسخر مني ...

ضربت الكلب على راسه بالانا الذي فيه العظام .......وابتعدت عنه بسرعه ......

ولانه كان قد عض كعب رجلي الايسر ...........والدما كانت تسيل ........

ورجلي كانت تالمني بشده ..........

جلست على الارض بعيده عن الكلب امسك بكعب رجلي الايسر ....وابكي بشده ...

وبصوت عالا جدا .........وامسح الدماء براحه يدي .......ودموعي تساقطت على الجرح ......

وقمر كانت تضحك وتسخر مني .........بعد لحضات حضرة بدور .......

وقالت : اصمتي عليك للعنه .........ماذا اصاب قدمك .......

اشرت الى ابنتها ........وقلت لقد دفعتني الى عند الكلب ..........

فتجهمت السيده بدور وغضبت وصرخت : كفي عن الكذب .......هل تظنين انكي ستتهربين من العمل اذا اذيتي نفسك ........

انهضي بسرعه واحضري ماء من النهر .........وتركتني وعادت الى المنزل ....

حزنت كثيرا لانها اتهمتني باطل .......وانا لا اعرف لماذا يعذبونني .......

كانت اسنان الكلب قد تركت اثرا بليغا في كعب رجلي ......وكان يؤلمني بشده ...

وقد سالت دمائي عل التراب .........تلفت يمينا ويسارا ابحث عن قطعة قماش الف

بها جرحي .......فامي علمتني ان لا اترك الجرح مكشوف ......لكنني لم اجد ...

فامسكت بطرف فستاني .......واخذت حجرا .......وطرقته عده طرقات ....

كي امزق منه قطعه اغطي بها جرحي .....ومع كل طرقه تذكرت امي ....

وعندما خرجت معها لاشتري الفستان لعيد ميلادي .......وكيف خيرتني بين عده انواع ......

واخترت هذا الفستان الاحمر الجميل .........وكنت اردد : الاحمر الاحمر ....

وهي تبتسم لي ....وتمسح شعري .......وتقول : حاضر ياعزيزتي .......

لقد اشتريت الفستان منذ نصف شهر فقط ..........كم افتقدك يامي ........

ربطت رجلي باحكام .....وقمت وانا اعرج ....وعدت الى المطبخ .....

حملت الانا وتوجهت الى النهر ...........فكيت العصاب عن رجلي .......

وغسلتها في النهر ورايت اثار انياب الكلب في رجلي ...........ثم ربطتها بحكام .....

ومرت عربه في الطريق المجاور للنهر ....وكانو ياكلو التفاح ....ورمو احداها

بعد ان عضعا احدهم ....ووجدها حامضه فلم يستسغها ...........فهرولت مسرعتا اليها ....وانا اعرج .....واخذتها .....وقد كانت مليئه بالتراب فغسلتها ......

واكلتها فخففت من جوعي........ثم ملت الدلو الى منتصفه ....وعدت ادراجي .....

ولم اصل الا مع حلول المساء فقد كانت رجلي تؤلمني بشده .....وكنت امشي بصعوبه ......

تناولت العائله عشائها ......ثم امروني وجون ان ناكل البقيه .......

فجلست حول الطعام ......لكنني لم اجرء على مد يدي اليه .........فاذني مازالت تولمني .......

اكل جون كل الطعام ولم يترك لي شيئا .........وحضرت السيده تامرني بغسل الاطباق .....

فغسلت الاطباق وانا جائعه ..........ثم امرت جون ان ينام في مخزن القش .....

واعطتني جلد خروف .....وامرتني ان انام في المطبخ .......ثم غادرت الى غرفتها ........

ما ان انهيت غسل الاطباق ...........حتى استلقيت في زاويه المطبخ ......واخذت جلد الخروف اتدثر به ......

ولكنني لم استطع النوم .....فقدمي كانت تؤلمني بشده ..........وكنت جائعه جدا ....

فانا لم اتناول شيئا من الامس عدا الطماطم ........والتفاحه الحامضه .......

وانا لست معتاده على جلد الخروف .......وظليت مستيقضه الى الصباح .....

يتبع


في قلب الصحراء مشاعر متأججةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن