الفصل الثاني والعشرون

426 25 4
                                    


الفصل الثاني والعشرون
تومس

تبعت السيده ماريه بسرعه ؛ بعد ان اخذت حصاني من المكان الذي اخفيته فيه خارج المدينه ؛

وباتجاه الصحراء انطلقت باقصى سرعه ؛قد افقد حياتي اذا تمكنت السيده ماريه من الهرب ؛ انها امراه غبيه ؛ ما الذي دفعها الا عصيان اوامر المذنب ؛

ومع دخولي الصحراء بدات ارى في طريقي حراس الكهف قد هلكوا من التعب والعطش ؛ مستلقين على الرمال ؛رافعين ايهم طلبا للماء ؛ لم يعودوا يستطيعوا حتى الزحف؛
لن اهتم لامرهم ؛ هذا الامر زاد يقيني بوحشية ذلك المذنب؛واصلت طريقي وسط الرمال ؛

وفجاءه وتحت ظل احدى اشجار الكبيره ؛ لمحت شخصا ما ؛
في البدايه لم اكترث له ؛ وما ان اقتربت منه حتى تعرفت عليه انه جون ؛ ذلك الجندي البطل من الجيش الامريكي ؛اذا تمكنت من ضمه الري ستزيد فرصة نجاتي ؛ يجب علي ان اغريه

اقتربت منه وبابتسامه مصطنعه حيييته : مرحبا جون
رد علي بوجه منتقع وصوت خافت يائس : مرحبا

صافحته وانا اضحك واردفت : انت محضوض مثلي ؛ فلقد حصلت على جواد ؛ ولا شك انك تتبع رجل قوي وغني

عقد جون حاجبيه وقال باستغراب : ماذا تقصد !!؟؟

اشرت الا الحصان الذي كان مربوط الى الشجره وهمست له بمكر : هذا حصانك ؛ ثم اشرت الى سيفه وقلت وهذا سيفك ؛هذا يعني ان سيدك يقدر مواهبك وقد عينك فارسا عنده ؟

سيطر الذهول على جون وهو يحدق بي وبفرسي ؛ ثم سالني : هل تعني بانك لست عبد وخادم ؛ وان سيدك قد عينك فارس ؟؟

اطلقت ضحكه عاليه ؛ ثم اجبته : بالضبط مثلك ياصديقي ...........

نظر الا الاسفل ؛ والهلع يسيطر عليه ؛وهمس لي بهدوء وبصوت خافت : لكن سيدي لم يعيني فارس بل كنت خادم ؛ وقد قتلت سيدي وزوجته ؛ وهربت ولكن الناس رفضوا مساعدتي حتى بالماء ؛ ولم يوافق أي احد على ان اعمل عنده ؛ لانهم عرفوا اني عبد هارب ؛

من خلال الوشم الذي في يدي ؛ وقد طاردني اثنان من اللصوص بهدف الامساك بي وبيعي من جديد ؛ ولكنني تمكنت من الافلات منهما عندما هربت الى منطقه مليئه بالاشجار ؛ فربطوا اصنتهما خارج تلك المنطقه ؛
لان الاشجار كثيفه ولن تتمكن الاحصنه من العبور ؛ وترجلا يتعقبا اثري ؛ فتربصت لهما ؛ وعندما استفردت باحدهما

وكمنت له خلف الاشجار ؛ وانا احمل حجره كبيره ؛ ما ان استقبلت مؤاخرة راسه
حتى رضختها بالحجر الكبيره؛ فمات على الفور ؛

فاخذت سيفه وبعض الاموال التي كانت معه ؛ وقربة الماء ؛ وخرجت من تلك الغابه

وفكيت رباط الخيلين ؛وامتطيت احدهما ؛ وربطت الاخر اليه وانطلقت باتجاه الصحراء ؛

والرجل الاخر لا يعرف بما حل بصاحبه ؛ وبعد ان قطعت مسافه طويله حررت الخيل الذي كنت اجلس عليه ؛وامتطيت الاخر ؛ وواصلت طريقي ؛

اشتريت ببعض المال بعض الطعام ؛ ووصلت الى الصحراء افكر بمستقبلي ؛ وكنت قد عزمت امري ان انضم الى جماعه من اللصوص وقطاع الطرق ؛ فحضرت انت وقطعت حبل افكاري ؛

وبابتسامه خبيثه سالته : هل تريد ان اساعدك ؟؟ بما انك مطارد وليس لديك مكان تؤي اليه ؛ هل تريد ان تعمل مع سيدي؛ ستحصل على المال والشراب
ولن يطاردك احد فسيدي رجل قوي ؛

ثم تركت وتوجهت الى حصاني امتطيه واضفت : انا الان في مهمه ؛واذا ساعتني فسيدي لن يتخلى عنك وسيقدر مواهبك ؛ ويضيفك الى جنوده ؛ وتصبح مثلي تماما

استبشر جون بعد ان سمع كذبي وخدع تماما ؛ واشرقت الابتسامه في شفتيه ؛

وصرخ :انتضرني ياسيد تومس ؛ فانا اريد ان انضم اليكم

انطلقت مع جون نتعقب اثر السيده ماريه ؛ وكنت ارى توجهات ذلك المذنب من خلال عيني المنتزعه ؛ يبدو انه يستخدم سحر خاص؛

اخيرا اصبحنا قادرين على رؤية السيده ماريه ؛ ويبدو انها لم تنتبه لنا ؛ وقد توقفت بالقرب من عدد كبير من اشجار الاثل ؛

اقتربنا منها وجون متوشح سيفه يلمع الشر بين عينيه ؛ كنا نتوارى خلف الاشجار فلم ترانا ؛

وقبل ان اصل اليها ؛ راتني وبجوارها حفره عظيمه جدا قطرها هائل ؛ يبدو انها كانت تبحث عن ما ؛ وقد ابقت الصغيره بعيده عن تلك الحفره حتى لا تصقط ؛

الشفق الاحمر خطا الافق معلننا دخوال الليل

حاولت السيده ماريه الهرب ؛ وهي تصرخ : اهربي يارغد ؛ اهربي يارغد

ولكن جون كتم انفاسها بطعنه اخترقت ضهرها حتى خرج النصل من صدرها

وفارقت الحياه ؛ اختبانا خلف اشجار الاثل ؛ نترصد لرغد ؛ فهي طفله صغيره ؛

ولن تصتطيع الفرار بمفردها ولا بد ان تاتي لتطمئن على السيده ماريه ؛ فهي املها الوحيد بالنجاه

بدانا نسمع اصوات العديد من الناس ؛ تقترب من تلك الحفره العظيمه ؛ التي تحيط بها اشجار الاثل العملاقه من كل اتجاه ..............





مصطفى

انطلقت مع رامي وسام باتجاه الصحراء ؛ وكان رامي يردد : اسرعوا
ثم اخذ يشرح لنا ان الوقت الحقيقي للتضحيه هو اليوم ؛ وان القمر سيكون بدرا

واخذ يحكي لنا ماذا فهم من الخرائط ؛ وانه سيكون هناك ثلاثه من السحره
من المتوقع ان يكون في الصحراء اثنان ساحر يضع عقد من العيون حول عنقه
وساحره اخرى جميله شابه وفتيه ؛ ذات اعين فضيه

قاطعته قائلا : سبق وتقاتلنا مع ذلك الساحر صاحب الاعين وقد كنا نرى اشياء لا اصل لها

قاطعني رامي وملامحه جاده على غير العاده وهمس : هذا جيد ؛ تملكان خبره في مواجهته ؛ وقد تمكنتما من النجاه منه في الماضي ؛ ولكن يجب ان احذركما ؛

سحره هذه المره سيكون اقوى بكثير ؛ لانه من خلال الخرائط ؛ لديهم طقوس اليوم قبل مغيب الشمس ؛ سيختطفون مجموعه من المراهقين الذكور ؛ الذين لم يقيموا بايت علاقات مع النساء بعد

وتقوم تلك الساحره بقطع رقابهم ؛ ثم تجمع دمائهم في حوض وتغتسل بها لكي تبدو جميله في نظر من يراها ؛ على عكس الواقع

وذلك المذنب سيحصل على اعينهم ويضعها في العقد الذي حول عنقه ؛ وسيبدو سحره البصري قوي جدا ؛ على عكس المره السابقه التي واجهتموه بها ؛

اما ذلك البركان فهو سيكون بعيدا عنا لكي يقوم بطقوس خاصه وهذا من حسن حضنا

ذلك البركان رجل عجوز ابيض الشعر ؛ رائحته كريه جدا ؛ تقول الاسطوره من ان احد الشياطين حاول ان يمسه ؛ ويسيطر على جسده ؛ ولكن البركان تمكن من السيطره على ذلك الشيطان الذي دخل جسده ؛ واستولى على قوته؛

ولكي يحافظ على قوة الشيطان فهو يتغذى على الادمغه البشريه النيئة ؛وسيتناول اليوم ادمغة الاطفال ؛

وهناك علامه عندما يبدا باستخدام قوة الشيطان ؛ تكون عينيه كالاقمار ؛ وبياضهما كالسماء السوداء المرسعه بالنجوم ؛

لعلها خرافه ؛ فلا يبدو من ان احد قد قاتله ونجى ؛

اتفقت مع رامي وسام ؛ انا وسام سنكفل بالمذنب ؛ ورامي يتكفل بشمس ؛

وقد طلب منا رامي ان لا نستمع لشمس ؛ وان نتجنب النظر اليها

وصلنا اخيرا الى جوار اشجار الاثل ؛ والشفق الاحمر يغطي السماء
هذا هو المكان نفسه الذي زرته سابقا ؛ ونزلت الى تلك الحفره العظيمه ؛وسمعت بداخلها تلك الاصوات المرعبه ؛

سئلت رامي كيف عرفت ان هذا هو مكان التضحيه ؛ فرد علي بثقه : احدى الخرائط كان فيها اربع دوائر متداخله ؛

الدائره الاولى الكبيره تدل على الشمس ؛ والدائره الاصغر منها مباشرتا تدل على القمر ؛الدائره الثالثه تدل على الحفره العظيمه في قلب الصحراء ؛ والدائره الرابعه تدل على بركة الماء الغريبه في قعر تلك الحفره ؛

أي انه عندما يحدث خسوف للقمر ويتعامد القمر على الحفره ؛بحيث يصبح في منتصف البركه تماما ؛ يجب ان تذبح التضحيه هناك ؛ وهي تحدق بالقمر ؛

ما ان هممنا باجتياز اشجا الاثل ؛ حتى سمعت اصوات الاحصنه مرعوبه وهائجه تحاول فك اللجام ؛

عدت اليها لاجد احد الضباع يكاد ان يفترسها ؛ وعندما راني بدا يزمجر ؛ ويقترب مني
ضربته ضربة بالسيف فخر صريعا ؛ لكن سيفي تلطخ بالدماء

ثم تبعت رامي وسام ؛ ووجدتهما يحدقان بشىء ما على الارض ؛ اقتربت منهما فوجدت السيده ماريه مضرجة بدمائها ؛

في تلك اللحضه ؛ اجتازت ؛ خرجت من بين اشجار الاثل مجموعه من النساء ؛
وعندما حدقت بهن عرفتهن ؛نورسين واختها جوانه تمسك بيدها ؛ وناردين واحتها مايا ؛وهانا الصغيره تحملها امراءه لا اعرفها ؛لكن يبدو بانها تتمتع ببعض القوه والجراه ؛وصوفيا وفتاه اخرى بعمر ناردين

ما ان راتني هانا حتى بدات بالصراخ : انه مصطفى وتشير بسبابتها نحوي
واضافت : احمليني اليه

ابتسمت لها تلك الفتهاه الغريبه ؛ وبدات تتحرك باتجاهي وهي تردد : حاضر ياعزيزتي

وابتسم الي رامي ابتسامه خبيثه ارعبتني وقال : مصطفى ايها الشرير ؛ هل كل هولا الفتيات صديقاتك ؟؟

اصبت بالاحراج والارباك الشديد ؛فبحكم العادات والتقاليد ؛ فالرجال لا يصاحبوا الفتيات ؛ وهذه اول مره اقع فيها بمثل هذا الموقف وبارتباك شديد اجبته : نعم ؛ اقصد لا لسن صديقاتي ..................

وبنضره مريبه سالني سؤال اخر : هل تقول الحقيقه ؟؟ اذن من اين يعرفن اسمك

لم اجبه وكنت محرج جدا ؛ وعندما اقتربن منا عرفت ناردين ان والدتها ملقاه على الارض ؛ فركضت باتجاها ؛ وهي تصرخ : ماما

وركضت بعدها اختها مايا ؛ ما ان وصلت ورات والدتها مضرجه بالدماء

جثت ناردين على ركبتيها ؛ وانكبت على والدتها تبكي وتهزها بكلتا يديها دون فائده ؛ فقد فارقت الحياه ؛ مايا فقدت الوعي ؛ وارتمت على الرمال

في تلك اللحضه ضهر السيد تومس من خلف الاشجار وصرخ باعلى صوته : لماذا قتلت السيده ماريه يامصطفى

فاجاني ظهور السيد تومس ؛ وفاجاني اكثر سؤاله اجبته وانا اتلعثم بالكلام : لم اقتلها

فاشار الي وقال : ولماذا يقطر سيفك دما
ثم اردف : لقد رايك من خلف الاشجار وانت تطعنها

رمقتني ناردين بنظرات حاده ؛والدموع تسيل على خديها ؛ وهي تعض على نوجذها

ثم انقضت علي بيديها الصغيرتان ؛ تضربني بهما وهي تصرخ وتبكي لماذا قتلت ماما ؛

لم اعد اقوى على الكلام ؛ ولم اعد استطيع الحراك قلبي ينبض بشده ؛ وجبيني يتصبب عرقا ؛

في تلك اللحضه ؛ اقترب منها رامي يريد ان يفهمها اني لم اقتل والدتها ؛ واخذ يمسح على شعرها ؛ وخرجت من بين شفتيه كلمه واحده مصطفى فانقضت عليه ناردين باظفارها ؛ فسالت الدماء من وجه ؛

فانسحب وتركها تواصل ضربي ؛ اما سام فكان يراقب تلك الطفله الغريبه التي كانت معهم ؛

وما ان ميزها حتى ركض باتجاها وهو يصرخ : رغد ؛

ثم احتضنها وهو يمسح على شعرها ويقول : هل انت بخير ياعزيزتي

وهي كانت تهز راسها وتضحك بسرور......

هانا لم تعد تنضر اللي بل كانت تحاول ان تختبى بصدر تلك الفتاه ؛ وهي خائفه جدا وترتجف بشده ؛

في تلك الحضه ظهر ذلك المذنب من خلف السيد تومس ؛وبجواره امراه لم ارى احدا بجمالها ؛ وبؤبؤ عينها فضي اللون ؛

صرخ رامي لقد حضروا ؛ لكن ناردين لازالت تضرب في جسدي وانا عاجز عن الحراك

ضربها رامي بماخرة راسها ضربه خفيفه بحافة يده ؛ ففقدت الوعي ؛ تلك المراه الغريبه التي تحمل هانا

صرخت : نورسين صوفيا احملا مايا الى العربه ؛ جونه احملي ناردين وتوجهي الى العربه

ما اثار استغرابي ان البنات استمعن لتلك الفتاه خاضتا صوفيا المتعجرفه ؛ يبدو ان هذه الفتاه لها حضور قوي ؛

كان السيد تومس يصرخ بابنته جوانه : احضري ناردين الى هنا

لكن جوانه اخذت ناردين ؛وركضت باتجاه العربه مكسرتا كلام والدها ؛ ومستجيبتا لاوامر تلك الفتاه

كان سام يتلفت يمينا ويسارا ؛ يريد ان يطلب من احدى البنات ان تاخذ اخته معهم مرت من امامه نورسين وصوفيا يحملان مايا ؛ ثم مرت جوانه وهي تحمل ناردين ؛

وعندما وصلت الى جواره ايه ؛ سالته : مابك

فاجابها باضطراب وهو يحتضن اخته بقوه : الئك الرجال يردون قتل اختي ؛ ولا استطيع القتال وهي هنا

امسكت بيد رغد بيدها اليمين وكان تحمل هانا وتضمها الى صدرها بيدها اليسار ؛ وقالت : لا تقلق ؛ ساخرجها م هنا ؛ هيا يارغد

اعجب سام بشجاعة هذه الفتاه الغريبه ؛ واستعجب من اين تعرف اخته رغد

امر ذلك المذنب تومس ان يمسك برغد ؛ فركض باتجاها ؛ اما انا وسام فقد نسينا الخطه ؛ ونظرنا الى شمس ؛ وكنا منذهلين منبهرين بجمالها ؛

امرتنا ان نخنق انفسنا ؛ فبدات يدي اليسرى تتحرك باتجاه عنقي من تلقى نفسها ؛

لم تكن قد سيطرت علي تماما ؛ حيث اني بدات اقرا ما تيسر لي من القران ؛ وامسكت يدي الشمال بيدي اليمين ؛ محاولا ان امنعها من الوصول الى حلقي ؛

سام اخذ يخنق نفسه بكلتا يديه ؛ اما رامي فلم تاثر عليه !!

واقترب منها وركلها في بطنها ركله تقلبت بسببها في الارض ؛ وامسكت بطنها بكلتا يديها ؛ وهي تصرخ : عليك اللعنه

فتحرر رامي من اوامرها ؛ وكان يتنفس بعمق فقد كاد ان يختنق ؛ تجاهلنا النظر باتجاه تلك المراه ؛ ونظرنا الى الجهة الاخرى ؛

حيث كانت تلك الفتاه تجري بمحاذات تلك الحفره العظيمه ؛ وهي تجر رغد اخت سام بيدها ؛ ولا يفصل رغد عن الحفره الا عدة سنتي مترات ؛

ويركض خلفهما بعدة امتار السيد تومس ؛ محاولا اخذ رغد ؛ تركت تلك المراه رغد تسبقها ؛ وعندما اقترب منها السيد تومس ؛ استدارة بسرعة

وصفعته صفعه قويه جدا على خده ؛ ففقد توازنه وصقط في تلك الحفره ؛ لم اتوقع منها ذلك التصرف ؛ انها جريئة جدا ؛

لم نشعر الا وذلك المذنب بالقرب منا ؛ فاستلينا سيفينا ؛ ولكننا بدانا نرى اشياء غريبه
كالمره السابقه ؛ سما مضلمه سوداء ؛ تنطلق منها عدد كبير من السيوف ؛

كنت اقنع نفسي بان هذا وهم ؛ وان علي ان لا القي له بالا ؛ وفجاءه اصاب احد السيوف يدي ؛ فقطعها ولم اعد اشعر بها ؛ ولكن لم يكن هناك أي دم ينزل

كنت احاول ان المسها بكفي الاخر فلم اكن اشعر بشىء ؛ هل قطعت يدي حقا

نضرت الى سام فاصاب احد السيوف قدمه ؛ وسقط على الارض ولم يعد قادرا على الوقوف

تجاهلنا ذلك المذنب ؛ ولحق بتلك الفتاه التي كانت تجر اخت سام ؛ وهو يزمجر ويطلق اصوات مخيفه

واقترب منها كثيرا فتركة رغد وهي تصرخ : اهربي

امسك ذلك المذنب بتلك الفتاه ؛ ورفع سيفه استعدادا لضرب عنقها ؛ وانا وسام عاجزين عن انقاذها فالسيوف تتساقط من السماء ؛ وقد اصابة يد وقدم سام

وقبل ان يضرب عنقها ؛ رمت على عقد العيون الذي حول رقبته بعض الرمل ؛ فاصاب الرمل العيون ؛

فتركها المذنب وهو يصرخ ؛ ويمسك عينيه الحقيقيتان بكلتا يديه ؛ والدم يسيل منهما على وجنتيه ؛

واختفى كل ذلك الوهم ؛ وعدت اشعر بيدي ؛ واستطاع سام الوقوف ؛

لم تتركه تلك الفتاه يسترجع انفاسه ؛ ويمسح عينيه ؛ وركلته في صدره كله قويه ليصقط بعد السيد تومس في تلك الحفره ؛

وامسكت بيد رغد ؛ وركضت باتجاه العربه

كان هناك حبل مربوط باحدى اشجار الاثل ؛ يتدلى الى قعر تلك الحفره ؛

نزل سام اولا وتبعته انا ؛ ظلينا الكثير من الوقت ونحن ننزل فعمق الحفره اكثر من مئتين متر

عندما وصلنا الى قاع الحفره ؛ هناك بركه في القاع يحيط بها من ثلاثه جهات متران من اليابسه ؛ ويوجد في الجهه الرابعه نفق تصدر من اصوات غريبة

حذرني سام من الذهاب الى جهة النفق ؛ لان هناك اسطوره ان من يذهب الى ذلك النفق لا يعد ؛

كان السيد تومس والمذنب في الجهه المقابله ؛ ويبدو انهما قد صقطا في الماء فلم يصابا باذى ؛ والمذنب كان لا يزال يغسل عينيه ؛

كان الليل قد حل ؛ وبدا خسوف القمر ؛ ولم يعد لدى المذنب الكثير من الوقت

حتى يتعامد القمر مع منتصف البركه ؛

فصرخ المذنب بالسيد تومس متوعد : اذهب واحضر الفتاه ؛ وان فشلت فسوف اشرحك

تحرك السيد تومس محاذيا لجدار الحفره ؛ حيث اليابسه يتجه الى الحبل الذي نزلنا فيه ؛

بينما سار المذنب فوق البركه ؛ وكأنه يسير على ارض ؛ وليس على مياه

استلينا سيفينا ؛ واستل المذنب سيفه ؛ وتبارزنا قليلا حيث ان المذنب لم يستخدم سحره ؛ لكي لا يؤثر على السيد تومس وهو يتسلق الحبال ؛

من المفترض اننا نتفوق عليه ؛ لكنه كان يسير على الماء وبذلك تفوق هو علينا ؛
ابتعد عنا السيد تومس كثيرا ؛ وبدا المذنب يستخدم سحره ؛ واخذنا نشاهد افاعي تخرج من البركه ؛ وتهاجمنا ؛ اكلت احدى تلك الافاعي ساقي ؛

فسقطت على الارض ولم اعد اقوى على الوقوف ؛ اما سام فقد كان سريع جدا ؛ وكان يقاتل بمهاره عاليه ؛ ويجاري المذنب وحده ؛

اكلت افعى اخرى رجلي الثانيه ؛ ولم اعد اقوى على السير ؛ فزحفت باتجاه ذلك الكهف الذي حذرني منه سام ؛ لان ذلك هو المكان الوحيد الذي لا يوجد فيه افاعي ؛

ابتعدت عن حافة البركه حوالي خطوتين ؛ وبدات اشعر ان هناك ماء ورياح تصيب ظهري ؛ مع اني مستقبل البركه ؛ وظهري باتجاه الكهف

ومياه البركه هادئه ؛ ولا يوجد رياح تحت الارض ؛ استدرت لاتحقق من الامر

يالله ماذا رايت

شاطى بحر رماله فضيه غريبه ؛ امواج البحر عاليه جدا وتيب وجهي

هناك اسماك هائله تقفز وسط البحر ؛ وهناك جسور زجاجيه تشق البحر ؛

من بعيد ارى عمارات هائلة الارتفاع ؛ انها بعيده جدا وضخمه ؛ وتمر من ذلك الريق الزجاجي سيارات ومركبات غريبه جدا

مر من فوق راسي طير هائل الحجم ؛ اكاد اجزم ان طول جناحه الواحد يتجاوز المتران

هناك في الشاطى احجار ملونه لم ارى مثلها في حياتي ؛ احجار تميل الى اللون الازرق ؛واخرى الى الاخضر ؛ وثالثه الى الاصفر ؛ وبعضها خليط من الالوان

فجائه صرخ بي رجل : هي انت

التفت الى يميني حيث مصدر الصوت ؛ لاتفاجا بشاب في الثلاثينات من عمره
راسه طويل الى كتفيه ؛ عينيه ذات لون اسود تحملان نظرات حاده ؛ يرتدي تيشرت الى الكتفان فقط ؛وبنطال الى الركبتين

له شارب كبير ؛ ومحلوق اللحيه ؛ وحافي القدمين

اجبته بذهول من المكان الذي انا فيه : اتقصدني انا

فابتسم الي بسخريه وقال : وهل هناك احد غيرك ؛

ثم اضاف : اين بقية جسدك

نظرت باتجاه جسدي ؛ فلم ارى سوى راسي ويدي اليسرى فقط

واطلقت صرخه مدويه ؛ رج صداها ذلك المكان


انتها الفصل


في قلب الصحراء مشاعر متأججةWhere stories live. Discover now