قصر الدموع

19 " متناقض الصفات "

* جينجو *


إنحنيتٌ لآخذ حقيبتي .. عقلي مصدومٌ مما سمعته ..
كيف يمكن لشخص أن يمتلك تلك الصفات ..
هذا ينافي ما رأيتهٌ المرةَ السابقة ..

في لقائنا اﻷول بدا مختلفاً تماماً عن الشخص الذي رأيتهٌ اليوم .. تمام اﻹختلاف .. !

أَهذا هو المعنى الحقيقي لكلمة تناقض ! ؟
يبدو كذلك ..


سِرتٌ ٌٌمبتعدة عن اﻵنسة هايدن وجلستٌ على مقعدي ..
كنتٌ شاردة الذهن طول الوقت ..

عرّف الكثير من الطلاب بأنفسهم وجرّبوا العزف على أنواع كثيرة من اﻵلات الموسيقية .. كان منهم الجيد والممتاز ..
وبالتأكيد هناك اﻷسوء لكن كل ذلك لم أٌعِرهُ اﻹهتمام البتّة ..


لا أعرف لماذا عصفت بي اﻷفكار وانشغل ذهني
بذلك اﻷستاذ ..

توقعتٌ أن هذا حصل لي لأنها المرة اﻷولى في حياتي أمرّ بمثل هذا الموقف .. أنا أجهل عنه كل شيء ..
لم أتعرّف سوى إسمه ..

أنا فقط متشوقة للدروس التي سآخذها ..
بدأتٌ أخاف تقلباته المزاجية .. لكن أرجو أن لا أدرس
عنده إلا عندما يكون لطيفاً ومبتسماً ..

هذا أقل ما أتمناه اﻵن ...


أنا لهذه الساعة لم أرى وجهه الغاضب .. فقط رأيتٌ شخصيته اللطيفة ووجهه البشوش وابتسامته الخلابة ! ..

أووه يا نفسي الفظيعة كيف لاحظتي كل ذلك
بهذه السرعة ! ؟


كفّي عن هذا التفكير يا جينجو لا تنخدعي بالمظاهر الخارجية .....

أنا طيبة القلب وعفوية كم هو سهلٌ خداعي ..
لا بأس لن أستبق اﻷحداث سأنتظر أول درس ٍسيبدأ به معنا اﻷستاذ كورن ..

حتى إسمه ظريف

يا لـه من شاب ! ..


أتساءل إن كان حقاً هو شخص مزاجيّ كما وصفتٌه


يا للغرابة لم أتوقع نفسي فضولية لهذا الحد ! ..
حتى أنا تضايقت من نفسي صِرتٌ فضولية لحدٍّ لا يُطاق

أرجو أن لا تكون بيلار قد انزعجت من فضولي في ذلك اليوم ..

فأنا قد تطفّلتٌ على حياتها وشيئاً كان يخصّها وحدها ..
كما أنها غامضة كثيرًا ولا تتحدث دوماً ..

شعرتٌ أنها تخفي أموراً كثيرة وهذا غير منطقيٍّ بالنسبة
إليّ .. كم أودٌّ كشف الخبايا التي تتعلق بها لأفهم شخصيتها العجيبة ...!!






******************************









خرجت إلى ساحة المدرسة وقت اﻹستراحة ،
جلست على اﻷرض في إحدى الزوايا بعيداً عن ضجة الطلاب ،
صارت العزلة والوحدة هما رفيقاها خلال تلك الفترة ،

صارت كتومة جداً لا تتحدث كثيرًا ونادراً ما تبتسم بصدق ..
كل ما تفعله على مرأى من الجميع ليس حقيقياً،

فقط عبوسها ووحدتها هما الشيء الوحيد الحقيقي بينما الباقي لا ! ..


جاء إليها اثنين من أصدقائها ، جلسا بجانبها ليبدأ
الفتى بالحديث


:" لماذا تجلسين هنا بعيدة عن البقية ! ؟ "


إستدارت له برأسها لتٌلقِي عليه نظراتها الصامتة