سمفونيات نثرية

قرطاج الحدباء

وقرطاج نادت في الافق تصرخ
يا مملكة المجد الوحيد
ويا اقدم بقاع الارض في زمن مجيد
احذري غدر الزمان فانه ليس ببعيد
فاي حضارة ترتقي كبد السماء
تجرها خطايا القلة المظلمة انفسهم
لياتي الشر ويكبلها من بلوغ الرقي الموعود
حذرت قبلك روما, فلم تستمع لحديثي
الذي وصفته هلوسات عجوز بليد
فاحترقت بنار اليوم الموعود
واستبيحت الدماء كيوم ولود
قتل فيها كل حيا وجمود
واخبرت فرسان بغداد بان لا ينقسموا
كل تحت لواء يصيح
لكن يا للخيبة
لم يستمع احد
فدخلها الصعاليك رغم خوفهم ورعبهم
لكن سرعان ما ايقنوا تمرد وغباء قادتهم
فوزنوا اراذلهم بذهب الجحيم المستعر
واستولوا على زرع ارض اخضر طوال الدهر
بخير نفط وقمح وماء لعينين ينهمر
وانت يا ذات الحدبة, يا ربيعية القبلة
كم حذرتك من غدر الخلان, وسخط الاقدار
كنت مملكة المجد والعلم, بيتا احتوى الوان البشر
وعلى حين غرة غدر القدر
ضاربا بخنجره المسموم قلب اخر
اخت عظيمات البقاع وبنات فجر الحضارة
موصلة الطرقات وموحدة اراضي الروافد
ذات قلب حزين على طوال العصور
تحملت شتى انواع الخطوب
ليجازيها اقرانها بتركها في قلب الخطوب
تعاني مرارة الخذلان
قلب مكسور الكيان
عينيان بكل وقت تدمعان
تنوح كصغيرة بصمت يحطم السكون
تلك الاميرة التي من دخل اراضيها
وجد الحب والحنان والامان...
لا تحزني يا سيدة الزمان
فهذا مصير العظيمات قبلك
وكل جميلة بعدك.

#الى_حدباء_الحضارة.