الدرويش والاميرة

236 21 16
                                    


وحينما مر بأرض فارسِ لمح أحد حوريات بني كسرى

ذات جنون شهوة شرقٍ ونزوة

سحرته عيناها المكحلة ومروج خديها الشهية

لكانها تفاحة لعنة البشرية

فانحرف عن وجهته وجعل وجهها مطلعه

ويالحظه العاثر وتعاسته فأنه درويش جوال

فقير الحال سمي الشهامة كالجبال

زاده كتاب ورغيف خبز

وهي ابنة الشاه والبلاط ومن أشراف النبلاء

وذات ليلة ختم القدر على قلبه بالسهر

حتى بزوغ الفجر يحدق اليها راسماً ملامحها في القمر

يتذكر رسالتها ويعيد قراءتها لآلف مرة ولا يأتيه الضجر

حينما وهبت قلبها للدرويش شاه عالم الياس والفقر

فاقسم على انتظارها أمدَ الدهر

وكما هي قصص الحب المحال

حينما ننظر إلى أحلام تفوق الجبال

رمي في زنزانة الفراق الأبدية

وحسمت الأميرة ذات البراءة المنيرة إلى فارس الجشعين

وحتى الأغنية التي اهدتها له

مات ذلك المغني المنسي الذي كان يطرب العشاق

في أسواق الناس البسطاء فقد جلدوه حتى الموت

وهو يصرخ باغنيته عن الدرويش والأميرة

ليعلم العشاق أن الثمن قد دفع

بدمع أجمل المقل وأشعار انقى القلوب

ولا زال يجوب ظلمات زنزانته

يسمع ضحكاتها تمتزج باغنية ذلك المسكين

رغم موته إلا أن اغنيته تحتضر كل ليلة

بين خبايا اضلعه وتموت فجرا

وعند حلول المساء تعاد الكرة

وقد عرفت بــ "لعنة العشق الفارسية"

سمفونيات نثريةDonde viven las historias. Descúbrelo ahora