عاشقة سرمدية

1.4K 92 41
                                    

اتسائل كل لحظة, كل ساعة

اتسائل عند السكون في ليل اغلق له الجفون

اتسائل هل تستحق جنوني العابث لها

اتسائل ترى هل تتنازل عن ثانية لتذكرني بها

جعلتها ملكة جلست على عرش قلبي

لتحكم مملكة مشاعري, وتقود جيش عقلي

ادخلتني صراع ضد مملكات: الوحدة والجنون, الحزن والاشتياق

لم استطع الصمود لأكثر من قرن كان حقيقة قناعه ساعة واحدة

حملت سيفي ثائرا ضد مملكتي, نازلتها فقاتلتني لا تحمل سيفا

بنظرة من عينيها الرماديتين, اطاحت بي خارج اسوار كياني,

وجردتني من رداء عناني, وسلبت بأسي ووجداني.

هي سرمدية, لا تنطق حرف حتى لو انتهى الزمان,

هي خالدة, لا تعرف عمرها لجسدها البالغ الاتقان,

هي انثى, حوراء كحور الجنان.

كيف لرجل من نار, ان يذيب امرأة من اصرار,

عنيدة حد الجنون, بصوتها البالغ السكون,

وكلماتها التي تخرج كالؤلؤ المكنون.

وقفت من بعيد, انظر اليها تمضي كقمر يولد من جديد,

تمشي لوحدها دون رفيق كأنها سيف دون غمد,

تظرب بقدمها الارض كفأس يدق الحديد.

حل الظلام واتى وقت الهيام وبت اصارع الاحلام,

انني صامد, لكن لن يطول موعد الاستسلام,

لا اقوى على اخبارها اني بحبها ملام.

تحادثني واحادثها, لكن لا اجرء على قول شي,

فهي من تكون قائدة القافية ولها مسك الختام,

وانا نصيبي الانصات لعزفها بمقطوعة الكلام.

اتيت اليها بهيئة فارس لأستعيد عرشي,

سئلتها ان تنطق لي اسمي,

فهزت برأسها تخبرني انني لن اطال شرف موتي

جثيت على ركبتي ابايع ملكة ارضي,

وضعت سيفي امامي وانزلت رأسي,

فنطقت كلمات هزت عرش جميع المملكات,

فأخبرتني ان اختار, اما الموت بقبلتها,

أو اراقصها رقصة الهلاك,

فالموت محتوم, والزمن معلوم.

عزفت الحان الارض, دقت طبول السماء, غنى الاموات والاحياء,

وقفت امامها لأرى الموت يعتليني كرداء,

رقصت معها على بلاط الماء,

امسكت يدي واكملنا نرقص,

ترتدي رداء اسود لا يروي ولا يحكى,

وتاج من رخام الموتى.

سكت كل شي, توقفت الالحان,

دقت الساعة معلنة وقت النسيان,

رفعت شراعي مبحرا في عينيها,

نظرت الي لأول مرة واخر مرة,

بأبتسامة اجمل من بريق الشمس,

واصفى من عبير النفس.

تحدث قائلة: فلتسلم روحك

لملكة الرماد, وسيدة الحداد

جامعة قلوب الفرسان الامجاد.

سمعت الاهات, اصوات ناس تنوح

كأنهم يعزفون مقطوعة الوداع

لقلب عشق ملكة الضياع.

وضعت يدها على قلبي الذي ينبض بعشقها

اكملت ابتسامتها بنظرة فتون, ثم امرت قلبي بالسكون,

فأنطفأ حاملا تلك الشجون, سقط الفارس المجنون,

معلنا الولاء والوفاء, لتلك الفتاة التي كانت لعنتها ان من احبها مصيره الفناء.

سمفونيات نثريةWhere stories live. Discover now