Part1

2.8K 143 91
                                    

في العتمة التي تخللت نور الفلق، في الصمت الذي شق صرخات الافق،
برز بهيبة بطل المدينة المغوار، أحارت هويته البشر، و عجز عن مجارات
ألحانه الأبطال .

تقدم نحو عدوِّه كالخيل النبيل، حرك أنامله خلال الهواء بحركات منتظمة، منمقة،
نسج بها أصواتاً جارت حركة أصابعة، خلقت في نفس سامعها طربا، و متعة، و
في قلب متلقيها ألحانا من الرعب !!!!!

تزايدت التوهجات حول أنامله الراقصة، كل جزء يلمسه من الهواء يلمع، ويجاري
بريق حليِّ ردائه العتيق؛ حينما اندفعت طاقة مهولة تجاه الشخص الذي يقف
أمامه، ليتبخر حينها ويختفي عن الوجود ..

صرخات الشكر، و التشجيع تخللت أسماعه بينما يشارك الشمس وقوفها في السماء، وابتسم بارتياح محنيا رأسه لرؤية وفود البشر الذين أنقذ حياتهم للتو من وحش منيع.. شد لثامه، ثم عزف بأنامله الراقصة لحن الوداع في الهواء، و اختفى
...... ككل مرة .......

-أمي هل هذا هو ذو الأنامل الراقصة ؟

سأل طفل، واقف بين الوفود، أمه بحماس لتجيبه بنبرة تجاريه سعادة .....

=نعم، ياصغيري، ذاك هو حارس مملكة الألحان القوي .

-رائع !
هذه أول مرة أرى فيها ذا الأنامل الراقصة يقاتل، أمي! قومي بدعوته إلى منزلنا .

=(ربتت على رأس صغيرها بينما تجيب بحيرة)
لا أعتقد أنني قد أتمكن من دعوته ؛ فهو دائما يظهر عند تبادر خطر ثم يختفي بمجرد إنهاء عمله . !

................................

وفي مكان آخر، في عزِّ الظهيرة، وسط المملكة حيث يقبع الملك بهيبة على عرشه الذهبي كأنما خلقا لبعضهما من التناسب، قد انسابت تطاريز احترافية على ردائه البهي، وزادت من هيبته الخصل البيضاء التي كست رأسه.. كان يتحدث مع وزرائه كما أي ملك، حتى اقتحم احدهم مجلسه ينادي ..

-سيدي الملك، يجب أن نقوم بإجراءات الحماية حالا .

=مالذي يجري ياعازف الكمان ؟

قالها جلالة الملك، وقد اتجه ليقف أمام عازفه  الوفي ، فأجابه عازف الكمان متعجِّلا ..

-إن جماعة من عبدة الشيطان تمكنت من اختراق المدينة، يستخدمون سحرا
أسوداً فاق تصورنا مكنهم من اختراق البوابة. نحن مسيحيون، والتاريخ يشهد
كرههم لنا، لذا لابد أن دمار مملكتنا هو هدفهم !

صمت الملك لثوان وقد بدا منهمكا في التفكير ، ثم تحدَّث مشيرا إلى وزرائه..

=مارأيكم في الوضع ؟

-أحد الوزراء:
إن سلامتك مهمه، أيها الملك، إجمع حماة المملكة حولك لحمايتك .

-وزير آخر :
إن الأمر ليس بهذه الخطورة ، لقد تعرضنا لاقتحام كهذا من قبل، و قد دمرهم عازفوا الأوتار (أرغن ، قيثار ، كمان) .

الأنامل الراقصة/مملكة الألحان *مكتملة*Where stories live. Discover now