الفصل الثاني

489 89 177
                                    


     وصلوا الي قصر الملك و معهم ما سلبوا من بشر من اهل القرية ، انزلوا الجميع يمشون علي اقدامهم بين الجنود في الحديقة الشاسعة منكسى رؤسهم مقيديون الايادي ، يدوسون في نفس الطريق الذى مضى فية كل السابقين لهم ...طريق ذابل موحش استحالة يكون طريق نباتات في قصر !

الوحيدة التى لم تلقي عيناها نظرة على برودة الاخضر في الارجاء هي جميلة ، يحملها احد الجنود فاقدة وعيها و لم تُفك لا من قيود يداها و لا من الغطاء فوق رأسها ..، متجهون بالناس جميعاً الى البيت في الحديقة الخلفية حتى وصلوا الي هذا المبنى المحفوف بافرع الاشجار حتي ان حوائطة غير ظاهرة ، اصطفوا امامة كما امر الجنود في انتظار ان يفتح الباب مخيم على وجوههم الكآبة و الرعب في صمت تام بين اهل القرية و الجنود دون حديث او اشارة الصوت الوحيد كان للباب و هو يفتح ... بعدها اعطوهم الجنود الشارة بالتحرك الي الداخل .

تباطئوا خوفاً من عتمة المكان ، فاضطر احد الجنود الى الصياح فيهم آمراً بالسرعة ، حتى دخل آخرهم و من بعدة الجندي الذي يحمل " جميلة " على كتفة و رماها بجوار الباب ثم اغلقة و باقي الجنود انتشروا في ارجاء البيت يشعلون شموعة العلية في انتظار قدوم الملك .

لم تنقص الاضواء المتامايلة من وحشة البيت ، فكل نافذة زجاجية تكشف عن كثافة الاوراق الملتصقة بها ، او الجذوع الاشجار المحيطة فيبدو وكأنهم سجنوا في احدي كهوف الغابات النائية ! ، الضوء الوحيد الذي يبرز ما حولة هو فوق عدة درجات عند هذا الكرسى الضخم ، و لا يوجد اي كرسى غيرة بالغرفة ، فيسهل علي الجميع توقع انة عرش الملك من لمعتة التى لا تتناسب مع باقية البيت المريب .

انتظروا دقائق في الخوف و الجهل حول مصيرهم حتى سمعوا جميعاً صوت باب يفتح لكن من جدار في اقصى الحائط اعلي الدرجات علي يمين العرش و دخل " كامل " ... الملك .

الذى ترتجف اوصالهم لسماع سيرتة فما بالهم برؤيتة ! التى اكدت لهم ان كل مواصفاتة ليست اسطورة او خرافة ، انها مجرد الحقيقة بدءً من ضخامة و قوة بنيتة الى الشراسة في عيناة الثاقبة و التجهم علي وجهه الاربعينى ، تزيدة ملابسة الملكية ضخامة و تاجة الذهبي يعلن في ناصيتة عن قلبة ... في هذا الحجر الاسود الامع وسط الذهب .

لم ينطق بكلمة محركاً عينية بتبلد في المساكين الصغار ، انحني لة الجميع ، خلغ العباءة فوق ثيابة مسلمها لخادم بحانب عرشة ... ثم جلس مسنداً كفية علي ذراعي الكرسى ، رفع الجميع رؤسهم لتصبح اطراف خواتمة المدببة في مستوي بصرهم و كانها ستطير و تفرغ اعينهم ، فاحنوا رؤسهم مرة اخري .

وقع نظرة علي" جميلة " فقال مستفهماً في حنق و وجة ضاجر " من هذة الملقاة هناك ؟ "

التفنت الجميع ناحيتها ببطء بينما اجاب احد الجنود " انها فتاة مجنونه ارادات التقاتل مع الجنود ، ظنت انها تنقذ اهل قريتها ... لكننا تعاملنا معها ، و انضمت لهم في الاسر "

مستقبل من الماضىWhere stories live. Discover now