.6

5.3K 501 214
                                    

(5. Onism| اونيسم .)

اونيسم : الاحباط الناتج عن كونك عالقاً في جسد واحد ، يتواجد في مكان واحد في الوقت الواحد .

***


"لماذا كنت آخذ هذه الادوية اصلاً ؟"

سألت آفروديت نفسها بينما تؤرجح ساقيها جالسة على الكرسي تتأمل اللوحة القابعة امامها ، وهي تحاول ان تكبح الشعور الذي تبعثه بداخلها . 

ولم تكن هذه اللوحة سوى لوحة الكابوس (الصورة) في معهد ديترويت للفنون .

لم تحب تلك اللوحة يوماً ، كانت تجعل جسدها يقشعر لمجرد النظر إليها .. فيما كان يفكر هنري فوسيلي حينها لكي يرسم شيئاً كهذا !

على كلٍ ، يبدو ان توقفها عن تناول ادويتها اعاق قدرتها التحليلية بعض الشيء ، لأنها وجدت نفسها تفكر بالقزم على صدر المرأة كالمجتمع القابع على صدرها .. والمرأة كانت هي !! بينما هي تعرف انها في الواقع تشبه القزم اكثر من شبهها بالفتاة الشقراء .

لم تتمالك ابتسامة صغيرة ساخرة على تلك الفكرة  الأخيرة ، لماذا عقلها بارع في قلب كل شيء طوال الوقت ؟ دائماً تضع نفسها كالشخص الجميل في كل لوحة او اسطورة ! أليس بامكانها ان ترضى بما تملكه بالفعل ؟ شبهها المثير للريبة بالقزم . 

(ربما ليست اسطورة تماماً) ..

قالت لنفسها هذه الكلمة باسمةً ، هذا جنون تام ، هي تعرف بالفعل .. لم توقف ادويتها سوى لأربعة ايام ، وهذه حتماً ليست فترة كافية ليتخلص جسدها من كل الآثار او حتى النصف ! 

لكن رغبتها الخالصة في الجنون كانت تجعلها تنقاد خلف افكار درو سريعاً ، لقد احبت الفكرة ، أحبت ايمانها المطلق بنفسها ، احبت التوقف عن تناول ادويتها والاستمتاع بالقائها في الحوض بدلاً من هذا ! 

تذويب الاقراص واحداً بعد الآخر اعطاها نشوة لم تختبرها قبلاً ، لم تجرب التمرد سابقاً !! كل ما كان عليهم اخبارها به هو انها مضطربة لتعلق مع تلك الادوية لعشرة اعوام ، بدون ان تعترض لمرة واحدة .

 بدون أن تفكر حتى كيف كانت تحيا قبل ان يشخصوا اضطرابها ، بلا أدوية .. لم تكن بائسة حينها ، كانت شديدة الابتهاج ! حتى أن الطبيب اطلق عليها لفظ "مريضة هيستيرية " . 

لكن على الجانب الآخر ، لقد شُخِصَ درو منذ أن كان بالثالثة عشر ! أي منذ احد عشر عاماً !! وطوال هذه الفترة .. لم يستعمل اقراصه سوى لأسبوعين .

اسبوعين ونصف ، في الواقع .

طبيعته المتمردة ارغمته على التوقف عن تناول الأدوية قبل ان تنال منه  ، الادوية كانت تجعله .. عادياً ! وهذا قتله ببطء .

هو لم يكن يريد ان يكون عادياً ، أو (طبيعياً) على حد قول طبيبه ، من اعطاهم الحق لكي يسرقوا جنونه منه ! فقط لأنهم لا يملكون نفس القدر الجامح من المخيلة لا يعني ان يأخذوا خاصته ، تحديداً إن كان سعيداً بها ، ومسالماً إلى حدٍ مثير للشك . 

The Butterfly EffectWhere stories live. Discover now