وسط الأدغال والحشائش المتشابكة، وقف لاهث الأنفاس، وعيون الذئاب تترصده ببريق عدواني بعدما حاصروه من كل اتجاه.مرت عدة أسابيع على وفاة والده، وها هي والدته تركز اهتمامها عليه في التدريب!
يراها وقد لم تعد تلك الأم الحنون التي اعتادها، بل أصبحت شديدة القسوة.
تنظر إليه بتجرد، وكأنه ليس طفلها.
توقظه في وقت مبكر من الصباح، وتأخذه إلى الغابة رغم رفضه، وهناك تدفعه ليخوض مواجهات مع الحيوانات البرية.لم تكن تبالي بعدد الإصابات التي يتعرض لها كل يوم، ولا بتوسلاته في الأيام الأولى كي تتوقف.
لم تترك له خيارًا غير المواجهة...
إما أن يَقتل أو يُقتل.
أحيانًا يشعر أنها تعاقبه لأنه وُلِد مثلها... وحشًا!يتذكر أنها ذات مرة دفعته من أعلى التل، ليقع في كهف الدب.
ومن شدة خوفه، كاد يُقتل، بينما كانت هي تراقبه ببرود.
كان يعلم يقينًا أنها تفعل ذلك لأنها تريد منه أن يصبح أقوى، ليتمكن من حماية شقيقه الأكبر.كان منزلهم صغيرًا، يتألف من ثلاث غرف وصالة واسعة.
وكان أليكس لا يفعل شيئًا سوى القراءة، ولا يعلم ما يعانيه رين.
وهذا ما جعل رين يمقته، فهو مدلل وعديم الإحساس...تعاقبت الأيام، وتبدلت الفصول، وحلّ الشتاء محملًا بعواصف الثلوج،
لتتجرد الأشجار من أوراقها، ويصبح الحصول على الطعام صعبًا.
وهكذا وجد رين نفسه يعتاد على الوضع الجديد، ويقبل بما تطلبه والدته دون جدال.
وقد تحول بفضل صرامتها إلى صياد متمرس... دون مشاعر.كانت دائمًا تختاره لحراسة المنزل من الغرباء، رغم أن عمره لم يتجاوز التاسعة فقط!
وذات يوم بارد، عاد إلى المنزل بعد ليلة مرهقة من الحراسة.
كان المكان أكثر هدوءًا من المعتاد حين دخله، رغم أن الشمس أشرقت منذ ساعات.
نظر حوله مستغربًا، فقد اعتاد أن تستقبله والدته بالتوبيخ لأنه لم يجلب شيئًا يؤكل.
كانت علاقته بها تتوتر مع الوقت، حتى بات يشعر الآن أن عدم رؤيتها أفضل.تنهد بعمق وهو يستحسن هذا الشعور.
اتجه ليجلس عند إحدى درجات السلم المؤدي إلى الصالة، وخلع حذاءه الممزق بفعل معركة شرسة مع مجموعة من الضباع، تجمعوا حول المنزل.ولأجل ماذا؟
فقط لكي تنعم والدته وشقيقه بليلة هادئة...شعر لوهلة بأنه أحمق.
قدماه داميتان، لم ينتبه لذلك حتى لمسهما.
تحسّس بأصابعه تلك القروح التي ملأت قدميه المرتجفتين.
كان الألم فظيعًا، لكن لا أحد سيكترث... حتى هو.أغمض عينيه بانزعاج ونهض، متجهًا نحو الحمام ليغتسل، لكنه توقف حين سمع صوت بكاء شقيقه.
التفت نحو غرفة والدته، حيث مصدر الصوت.
مالذي يجري؟ تساءل وهو يقترب بلا وعي، حتى أصبح بمحاذاة الباب.

أنت تقرأ
Why I'm so different•
مصاص دماءلايهم أين ستكون ... فأنا سأكون معك بقلبي تدور الأحداث عن اسره غنيه ...ذات نفوذ كبير تأخذ على عاتقها محاربه مصاصي الدماء بعدما انتشرو على الأرض وهي تدرب أبنائها على ذلك منذ نعومة اضفارهم .. ..وفي خضوم الأحداث تبرز شخصيه رين ..الذي امتلك دماء غير ن...