(1)المقدمة

83.9K 675 223
                                    

كادت لهفتي للجري أن تنمحي بعد شعوري بدموعِ السماء تهبط على آكتافي، موسيقى كلاسيكية بسيطة قد حازت على حفنة من اهتمامي للغوص بها، كنتُ لأود إكمال الجري إلا أنني آكرهُ الأمطار والبرد ولا احبذُ أن أصاب بحمى الأن.

خطواتي غدت مُسرعة لعلي آصل لوجهتي قبل وصول المطر لأخمصِ قدميّ، ساعةُ الليل لم تحلّ، إلا أن الغيوم المتلبدة قد شوهت وجهَ السماء، بهذا الوقت هو موعدُ إنخفاض الشمسِ.

تجاهلتُ المطر وتجاهلتُ الجري، فتاةٌ سمراء البشرة تلوح بيدها ويبان أنها تطلب المساعدة، لم اتردد إلا لحظة قبل التوجهِ نحوها، فوقَ جبلٍ نحن نقع، طريقٌ يمرُ به أناسٌ معدودون، لربما بهذا الوضع المساعدة واجبٌ عليّ؟

سيارة من طراز السبعينيات، مكشوفةُ السقف وعتيقةُ الوجه كنتُ قد واجهتها.

"مرحباً"
"مرحباً، هل يمكنكِ المساعدة؟"

سؤالها أجبرني على مراجعة ذاتي وقدراتها بشأن علاج سيارة، لم يكن من الضروري أن تخبرني أن المساعدة من أجل السيارة، فقد بان ذلك من كشفِ المُحرك لقطرات المطر.

"اودُ ذلك، ما المشكلة؟"

"لو أنني أعلم لأصلحتها، هي توقفت دون سابق إنذار"

اومئ أمام كلامها، تبدو غريبةً عن المنطقة، غالبية الموجودين بهذة البلدة من البشرة البيضاء، ومن ثم طريقةُ لفظها الغريبة لم تسمح لي لأضمها من هذة المنطقة.

اقفُ أمام فاهِ السيارة، يطولُ الأمرُ طويلاً، لكن مابان لي أنني كلُ مافعلته هو الشرودَ بتلكَ الخردة، واتاحة المجال للمطر أن يسبقني بتحديه.

"أعتذر، لكن لا اعتقد أنني قادرة على جعلها تعمل، خبرتي قليلة"

كذبتُ، أنا أعلم تماماً ماعليّ فعلهُ، لكنه سيستغرق وقت طويل ولستُ مستعدة لأتبلل بفعل السماء.

"إذاً شكراً لمحاولتكِ"

"مالذي ستفعليه؟"

"لا اعلم، المطرُ قد بدأ بالهبوط وكما ترين السيارة عالقة هنا"

"أنا متجهة لفندق، اقطن به صراحةً، ما رأيك بمشاركتي المسيرة؟"

"وماذا عن السيارة؟"

"دعيها مكانها، صباحاً سأوجهكِ لميكانيكي جيد"

تومئ لي وبعد برهةٍ كانت قد سحبت حقيبتيها، تدعُ واحدةً لتعانق ظهرها وأخرى تدع عجلاتها تنافس التراب المبلل.

نمشي كلينا، لم يطمأن قلبي لقصرِ قامتها فإنها لو بقت بقربي لفترة أطول سأكون مُجبرة على تحملِ آلم عُنقي.

"هل لي بمعرفة أسمكِ؟"
كنتُ قد سألتها بحذر.

"آدعى ليلى"

"من أين ياليلى؟"

"آسيا"

كنتُ قد لاحظتُ أمتناعها عن محادثتي براحة، لكن فضولي يلحُ عليّ لمعرفتها، ليس كأنني أهتم لها خصيصاً، لكنني لا احبذ أن أكون مع أحد دون معرفة معلوماتٍ اساسية عنهُ.

"آسيا؟ من أين تحديداً؟"

"من العراق"

ابتسامة صغيرة تنصبغُ على شفتيّ، هذا مايُفسر سمارُ وجهها واتساعُ عينيها، ينصبُ تركيزي على معالمها وخرائط وجهها ،تنظر إليّ مراراً واردُ عليها في كل مرة بنظرة تبلغ من الإلحاح ،آي من الوقاحة مايفقدها خجلها. لم أخجل وهي لم تفعل.

حدقتُ بها مطولاً، حتى كدتُ أنسى أن أكمل سيري، تفحصتها وتفحصتُ عيناها الواسعة والتي تغنت بحدقتين قد آمتصا اللون الآخضر من الملكوت ، لاحظت آيضاً أن بهم شعاع آحمر خفيف ، كذلك أنفها الذي لا يُعد صغيراً، ،نهديها الممتلئين وتناسقُ جسدها.

بالمقابل هي قد آخذت نظرات عديدة متفحصةً أياي، وكأن الأمر برمتهِ أختبارٌ لفحصِ قُدراتنا وجرئتنا.

"وأنتِ، ما أسمك؟"

"فينوس"

"أسمٌ غريب"

"يمكنكِ دعوتي فين فقط"

مع كلامي تومئ بخفة، بهجتها الصغيرة بأسمي قد تلاشت بأقرب ثانية،لتعود بذات حالها، هادئة وابردُ من الليل، ابعثُ بعيناي لتتجول حول المكان، عرفتُ أننا وصلنا فور رؤية حجارة بسيطة تُزينُ الطرقات.

"لديكِ أسمٌ غريبٌ عن هنا، قلة من يتداولوه، لكنهُ مُحببٌ ومعروفٌ لي"

"وماذا تعرفين عن أسمي؟"

"أعلمُ أن الليلُ يا ليلى يُعاتبني"
----------------

هلووو
رواية اول مرة بكتب بنمطا وبحط افكاري وميولي الكاملة فيا، برجع بعيد الحكي الي عند النبذة.
👇👇

الرواية جريئة و ال(+18) لم تكتب عبثاً ،الأفكار ناقدة بحتة، ناقدة للأديان وللعادات البشرية والعربية خصوصاً ،العديد من الأوهام البشرية ستكذب بحدة
ان لم تكن متقبل للأراء حول دينك أو ميولك يُفضل الا تدخل وتشتم أو انتقد بإحترام.

الراوية مثلية جنسية(علاقات من ذات الجنس)

اني واي هوب يو لايك ات.. 😊

The adulteress (+18)الزانيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن