الاختيار

1.4K 59 83
                                    

الفصل الأول 

الاختيـــــار

﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏﹏


شقت ذرات الغبار طريقها إلى الضوء المنعكس على زجاج النوافذ الملونة بداخل المعبد القديم .

تحركت الشمس فسقط شعاعها على شعره الرمادي الذي يقال أنه رمز للوقار، و قد انعكست ألوان الأحجار الكريمة والماسات التي رصعت التاج الموضوع فوق رأسه لتلون الجدران الرثة.

برق في صدر بذلته السوداء المطرزة بالخيوط الفضية دبوس يحمل الشعار الملكي؛ قطعة ذهب أبيض منحوت عليها هيئة دب بأنياب ومخالب مهيبة.

كان هناك يتعبد، يظن أنه إذا تعبد في مكان كهذا يشفع له ويشفي الفساد الذي يسكن قلبه.

كان المكان ساكناً إلى أن أفسد سكونه صرير الباب وصوت رجل يقول "جلالة الملك الجميع في انتظارك" رفع الملك رأسه قليلاً إلا أنه عاد  لينهي صلاته، ثم ترك المكان ليعود إليه حين يريد حقن خطاياه.

الجميع يجلس في انتظار مرتقب لهذا اليوم منذ ولادت الأميرة جوان أميرة مملكة آلبا العظمى، يوم زوجها بالأمير آزاد من المملكة بارثيا وهي أحد أقوى الممالك. أُعِد العدة للزواج لا مكان للخطأ في الزيجات الملكية؛ كما أنه كان زواج تحالفٍ وصلح بين مملكتين.

يقف هناك فوق المذبح الأمير آزاد بشعره الأسود وعينيه الزرقاء القاتمة مرتدياً زياً رمادي بتطريز كبدي ويضع فوق كتفه الأيسر فرو دب أسود ودبوس يحمل شعار الدب وهو شعار مملكة بارثيا، ينظر للفراغ وملامحه لا تحمل من السعادة شيء كان يبدو كقطعة جليد قاسية.

بدأت الموسيقى تعج في المكان تأكيداً على وصول الأميرة التي زفت بفستانها الأبيض إلى المذبح ووقفت بجانب الأمير حيث ابتسمت له بداخل الطرحة التي وضعت فوق رأسها، لكنه لم يتكلف العناء ليلتفت الى عروسه. سكتت الموسيقى كي تبدأ مراسم الزواج حينها أنحى الأمير إلى جوان و قال " لا أستطيع الزواج منكِ " صعقت الأميرة وقبل أن تتفوه بكلمة ، ألتفت الأمير إلى الحضور و قال بصوت عالاً "لا أستطيع إتمام هذا الزواج! ".

نهض الملك من مكانه وقال وهو يثور غضباً " ماذا تظن أنك فاعل ؟!" لكن الأمير لم ينبس بشيء ظل صامت بعد أن قال ما قاله.

تقدم الملك وصفع الأمير أمام الجميع "ستتزوج اليوم يا آزاد لا قوة في الكون ستوقف ذلك!".

رد آزاد وهو ينظر إلى عيني والده الذي يعلم جيداً أنه لن يفهمه " لن أتزوج وجلالتك أكثر من يعلم أن لا أحد يستطيع إرغامي على ذلك" قال والده وقد أكفهر وجهه" أنت ستكون الملك يا آزاد من بعدي ستكون مملكتنا ضعيفة من دون الصلح " .

فساد أوبسيديان | جاري تعديل |Where stories live. Discover now