تجرُبة مُختلفة -١-

14.4K 549 190
                                    


أقف بطولي في هذا المكان المكتض بالناس.. أصوات الأقدام مزعجة كَوني أمشي بمفردي بينهم ، حقيبة السفر ثقيلة ايضا..

أتمنى أن تكون تجرُبةً ممتعة.. لكن ليس لحدّ التعلّق بها..
كيف هو شعور الاستقلال، ألن أشتاق لوالداي وإخوتي ؟
سرحت بأفكاري بعيدا ، لدرجة أنني أصبحت أمتلك زوجاً وأبناء الآن

وبدون سابق إنذار أحاط شيء رقبتي باندفاع قوي كاد أن يُخِل بتوازُني فقدت التركيز للحظة ثم التفت لأرى وجه الشخص المزعج بعقلية الطفل الذي فعل ذلك!!
"عممتتي!!" قلت بعد أن عدت لوعيي

"اهلاا يورااي عزيزتي ، ألم تشتاقي لحضن عمتك الدافئ الحنون؟ " قالت لأبعد يدها عن رقبتي "أكره المجاملة حقّا، لذا لنذهب فقط"

لحقت بي "حسنا إن فرق العمر بيننا يحتّم عليك احترامي!"
"أنا أتعامل بالعمر العقلي.." قلت

"حسنا سأسامحك هذه المره، أعلم أنك تظهرين خلاف ما تبطنين" قالت بضحكة مكبوته
"ما هو مصدر معلوماتك؟" قلت بعد أن نظرت إليها
"قلبي اللطيف!" قالت لتبتسم
"مصادرك غيرُ موثوقة!" قلت بعد أن ابتسمت

"لنذهب للأكل فقط.. أنا جائعه" قلت ، لتمسك بيدي وتسحبني خلفها وتجري بسرعة..

"يااا! عمتيي! حقيبتي ثقيلة ، كُفي عن تصرفات الاطفال لقد أصبحتِ في التاسعة والعشرين من العمر!!" قلت بعد ان كدت اسقط

توقفت لتنظر إلي بتعجب! "ألم تقولي أنكِ تتعاملين بالعمر العقلي؟ لذا اتبعيني فحسب"
لم أجد ردًّا مناسبا، على ما يبدو أنها ذكية أحيانا...

وقفنا أمام السيارة لتأخذ حقيبتي وتضعها بالخلف ، ثم عادت لتفتح لي باب السيّارة الأمامي وتضرب مؤخرتي "هيا صغيرتي لننطلق!"

لمَ هي متحمسة جدا؟ أهي جائعة لتلك الدرجة ؟

ركبنا لتنطلق بسرعة جنونية "ألا يمكنك القياادة بتمههل ؟؟" صرخت بينما امسك بالباب بقوة
لم ترد علي، أردفت "حسنا لا بأس، لكن ما نوع المطعم الذي سنأكل فيه؟"

قامت برمي شطيرة مغلفة علي.. "ما هذا؟" قلت بعد ان أبرزت عيناي

"إنها الساعة الثالثة صباحاً، لا توجد مطاعم مفتوحة" قالت

"أنتِ لا تملكين المالَ الكافي صحيح؟" قلت بعد أن اغمضت عيناي بنفاذ صبر..

"حسنا، أنا من سيدفع ولكـ..." لم أكمل كلامي حتى أحسست بالتصاق خدي بالنافذة إثر انعطافها بقوّة "ماااذااا تفعلليين!!!" صرخت بأعلى ما عندي لأراها تبتسم "أعرف مطعما يفتح في هذا الوقت!" قالت بملامح متحمسة

وُجِد فارِغاً لِيمتلئ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن