LOSER (part1)

987 49 31
                                    

السيرُ قُدما لمواساه غيرك لن يدفع للحد من مرضه..بل سيزيده حسره علي وجوده في حياته البائسه..

"سيهون!آوه سيهون!كيف تستطيع مشاهده القتل و الرعب أمامك دون خوف يقترب منك..هل تراه مضحكًا!أنت في سن صغير لتمر بمثل هذه الأحداث!ستؤثر علي عقلك..و تدفعك لكي لا تعود..هل كانت مجرد أفعال طائشه لفتي في عمر الثامنه؟..هل وجدت متعه في قتل عصفورك؟إنها هديه من والدتـك!ما ذنبه في حبك لمشاهده القتل و الدماء لحد الجنون!هل تحب سماع صوت صراخ الآخرين من خلف شاشه التلفاز و دمائهم تتناثر من حولك!..أتمني أن تنصت لي..عليك الابتعاد عن الخطأ قبل أن يصبح إدمانًا..مرضاً..يمكن لبعض ما تراه خيال! ان يحدث لك و يطاردك للابد!!.." ..كان هذا عتاب السيد آوه لطفله ذو الثمانيه اعوام بعد ان تلوثت ثيابه بآثار دماء العصفور..
.
.
من زاويه اخري..كان هناك طفل ذو التسع اعوام..يرتدي خُفِه و ملابس النوم خاصته ليفرش اسنانه..كان مظهره عفويا..فقد كان يقلد والده الواقف بجانبه بمرح..بينما والدته تقف خلفهم ممسكةً بكاميرا كبيره..سعيده بالتقاط ذكريات لطفلها الصغير..ذاك الطفل يدعي شياو لو هان..أو كما يدعوه والده..الغزال لـو ~

-قفزه زمنيه للامام-

ضوء خافت..منزل والصوت
ثاث مستورد دليل علي ثراء صاحبه..سلالم مزينه بالرخام من شتي بقاع العالم لنصل لإحدي الغرف المطليه باللون الأسود..لوحات من أغني فنون العالم معلقه علي الحائط ينسدل عليها ستار ذهبي اللون..سرير دائري بنيُ اللون ينام عليه جسد عاري لا يشوبه شائبه..دقائق تمر و العقرب يدور ليطبق صوت المنبه علي أُذنهِ..

"سيدي تبدو وسيمًا اليوم،هل أُحضر لك الفطور أم ستتناوله مع السيد و السيده آوه!"
"ساتناوله معهم اليوم".. قالها سيهون بلامبالاه ردا علي مدح الخادمه في جماله منذ قليل

انحنت الخادمه التي تبدو قصيرةً بجانب هذا الطول الضخم لتخرج تاركةً آوه سيهون يرتدي ملابسه..

-و بالصدفه بجانب هذا المنزل الضخم..يوجد جار جديد يبدو أنه قد إنتقل للتو!..نعم كان هذا الشخص هو شياو لو هان بعد أن إنتقل من الصين الي كوريا ليقطن بهذا المنزل الذي لا بأس به الذي اشتراه له جده..لُو ليس غنيًا..و لكن الجد يحب حفيدهُ بقدر حبه لنفسه..ليضحي بالكثير من امواله من اجل تحقيق آمال حفيده لُو..و هي السفر إلي كوريا و الدراسه بأحد فروع علم النفس..كذلك لُو قد فقد والديه المحببان الي قلبه بحادث ما منذ صغره!..قد أثر عليه عدم تذكره للحادث جيدًا..لكنه الوحيد الذي نجي بفضل الرب~
.
كان لُوهان يخرج يوميًا للذهاب الي جامعته .. ليلقي بعض النظرات الي المنزل الضخم بجانبه..يري فتي حاد الملامح ذو ملابس انيقه يسير في شرود..لم يابه ذو الملامح الحاده بهذا الغزال المحملق..فقط كان هناك المئات من المشاكل الاخري تدور في راسه..
.
بعد منتصف الليل و بالتحديد منزل السيد آوه..يجلس الزوجان *والدا سيهون* بجانب بعضهما أمام التلفاز ينتظران عوده صغيرهما للاطمئنان عليه..كان هناك صوت يصدر من الاعلي..و بالتحديد غرفه النوم الخاصه بالسيد و السيده آوه..لم يرد السيد آوه إزعاج زوجته لهذا تركها و نهض ليسير الي الغرفه متتبعًا الصوت
سمعت السيده آوه الصراخ المفاجي لزوجها مصطحبًا بصوت طلق ناري.. ما كانت إلا لحظات حتي وجدت جسده يسقط من اعلي السلم كما لو انها في احدي افلام الرعب.."عزيزي!!"..صرخت لتهرع الي جثته باكيه تحاول تمالك اعصابها..تصلبت مكانها حينما سمعت صوت اطباق السلاح بجانب راسها تمامًا مصاحبًا بقهقه مخيفه

لتلتفت بخوف "مرحبًا..الم تفتقديني؟".قالها قبل أن يمسكها ليسحبها من شعرها.."كيف لك فعل هذا!!..أتركني!!" ما كان منها الا قول تلك الكلمات المتتبعه ببعض الحروف المتوسله للافلات بها.. "لم لست مكانه!!لقد احببتك قبله!!انا من احببتك و ليس هو! انت فقط لا تبحثين الا عن المال!" صرخ بقوه ليقوم بصفعها ليتناثر العقد الابيض من رقبتها..استطاعت امساكه من قدمه لتسحبه ليسقط..و بالفعل سقط السلاح بعيدا عنه..حاولت النهوض للامساك بالسلاح و لكنه كان اسرع منها بالامساك به!و التصويب عليها كضربه قاضيه ليتناثر دمائها علي العقد الابيض بجانبها لتتبع زوجها الراحل~
.
"امي..ابي!".. نادي سيهون حالما دخل لشده هدوء المنزل..فليس من عادتهم سماع صوته و الصمت..زاد الامر دهشه عندما سار عده خطوات ليري تدفق الدماء الذي يقترب من حذائه اللامع!!.."ابي!!"..نادي بصوته المهزوز ليهرع الي جثه والده المهشمه..ليصرخ باكيًا حالما وجد جثه والدته الملقاه جانب والده ببضع السنتيمترات ..خذلته ارجله و لم تساعده علي الوقوف اكثر من ذلك..و لم يساعده عقله لإدراك ان كل ما كان يراهُ في الافلام قد يصبح حقيقه في يوم ما!..انه اشبه بحلم يريد الاستيقاظ منه و لكنه لا يستطيع..انه ليس بحلم..انه حقيقه!!
.
"مفاجاه غير ساره!!"..خرجت من الصوت الصادر بالظلام خلفه لتصطحب بابتسامه ساخره.. صرخ سيهون بدهشه قبل ان ينهض و يمسح دموعه المتناثر غير مبالي بيداه التي تلطخت بدماء والديه وشدته علي بشرته الحليبيه..اقترب الشخص الغامض منه ليمسك بياقته.."نعم انا قاتل والديك!!"..بدا سيهون و كانه مستسلم للامر..لم يتمالك نفسه حتي دفعه بقوه ليسدد له ضربه في وجهه..ليهجم عليه و يسقطان ارضًا..ان سيهون يعتلي القاتل..بينما سقط السلاح مجددًا بعيدًا..هذه المره كان اصرار سيهون هو الذي جعله اسرع من القاتل ليمسك السلاح و يصوب ناحيته.."انت!!!ما الذي فعلته بحق الجحيم!!لقد قتلتهما!!"..صرخ ليسقط باكيًا بحرقه علي والديه.. رد القاتل ببرود يتبعه ضحكه مجنونه! "لقد احببتها..و هي تركتني لاجله!لاجل امواله!لم اتوقع ان تكون الحياه قاسيه و غير عادله لهذه الدرجه!!يتركك المرء ليتتبع شهواته من اجل الحصول علي الاموال فحسب!!..الحب؟..انه مجرد فقاعه تتلاشي في وجود إبره المال التي فجرت هذه الفقاعه الضعيفه!!"..تمالك سيهون اعصابه ليحُكِم إمساك السلاح و تصويبه نحو القاتل.. ولكن قبل الضغط علي الزناد تمتم "لكن لما!!لما الان!لِمَ لمْ تنتقم منهما حينها! لمَ انتظرت حتي قاموا بانجابي!! لقد تعلقت بهم!..لِم ايها اللعين لمَ!!!"..قالها سيهون بعتاب و صراخ..لم يسمح سيهون بترك فرصه الاجابه علي تساؤلاته لهذا الرجل امامه..فقط!صوت اطلاق النار هو من حسم الموقف..لم يكن سيهون يعلم ان غضبه الذي تحكم به للتو..قد جعل روح القاتل تصعد بجانب والديه~
.
في غرفه هذا الغزال الهادئ..ازعجه صوت الصراخ من المنزل المجاور حتي فاض به حاله لينهض و ينظر من الشرفه..صدم بما راه و سمعه..رآي ظلًا يمسك السلاح...و اندهش اكثر عندما سمع صوت اطلاق النار..كان لو مصدومًا..خشي علي سيهون ان يصيبه مكروه..ارتدي حذائه بسرعه ليهرع الي المنزل الخاص بعائله آوه بعد ان انذر الشرطه للقدوم..
.
وجذ لوهان باب المنزل شِبه مفتوح..ليدخل بهدوء .. نظر حوله ليُصدَم من المشهد امامه..كان هذا سيهون ملطخ بدماء ممسكًا بسلاح و ينظر له بصدمه..و ثلاث جثث حوله متناثره دمائهم بكل مكان!!!..رؤيته لسيهون جعله يتراجع للخلف ليصطدم بمزهريه..التفت سيهون الي الجسد الضئيل المرتجف..تمالك لوهان نفسه و نظر الي سيهون الذي سقط ممسكًا بقلاده والدته..لوهان كان انضج من ان يفكر بان سيهون القاتل..فقد كان يراقبه منذ انتقاله..راي شده حبه لوالديه و تعلقه بهما..نزلت دمعه من عين لوهان فقد تذكر مشهدًا غير محببًا الي قلبه..لم يتحمل لوهان رؤيه سيهون منهارًا امامه و هو مكتوف الايدي مرتجف!
.
.
.
نهاية البارت الاول🚶

LOSERWhere stories live. Discover now