Part 8 [ The End ]

1.2K 92 23
                                    

انتهى الحفل الذي اختلطت فيه المشاعر المختلفة ، حيث احتوى قلوباً عاشقة وقلوباً حائرة وقلوباً جريحة نازفة .. 
لازالت صورة رحيلها منكسرة بتلك الطريقة تحاصر مخيلة انهيوك ، يكره نفسه لانه جرحها بتلك الطريقة 
لم يتخيل يوماً أن يؤذيها هكذا ، او ان يطلب منها الرحيل وهي الوحيدة التي انتظرها كل تلك المدة 
هو فقط لا يستطيع السيطرة على مشاعره ، صورة رحيلها المفاجئ قبل عامين تحيط به من كل الجهات 
كل شيء يزيده ألماً ، لماذا لازال يعشقها الى حد الجنون وهي من جرحته ، لماذا يريدها وهي من خذلته 
لماذا مجرد ابتسامة منها تستطيع بعثرة مشاعره ونفضها ، كلمة واحدة منها بل وبمجرد سماع اسمها يتراقص قلبه على اوتار صوتها 
تنهد بضيق ، كأن شيء يثقل على قلبه ويعتصره ألماً لذكراها ، ما دام يعشقها لحد الجنون لماذا يرفضها ويبعدها ..! 
أخفى رأسه تحت وسادته وشد عليها عله يغلق على كل هذه الأفكار ويمحوها ولازال السؤال ذاته معلقاً بلا اجابه " لماذا لا زال يحبها بعد ان خذلته ؟! " 
عادت منهكة من حفل الليلة ، بدلت ثيابها واستلقت على السرير بتعب بالكاد تشعر بقدميها بسبب الحذاء ذو الكعب العالي 
اضطرت الى النهوض وهي تشتم وتلعن ذلك الضيف المزعج الذي يطرق باب غرفتها الان وفتحت له الباب 
كيارا : انت ... ما الذي تريده الان ؟ 
دونغهي : انت -_- ، اشششش يالك من فتاة ! أتيت لأطمئن عليك 
كيارا : تفضل بالدخول 
جلسا معاً على الاريكة الكبيرة في غرفتها والصمت يسيطر على المكان حتى قطعته بعد أن شعرت بالضجر 
كيارا : هل أتيت وافسدت راحتي لتبقى صامتاً ؟! 
دونغهي : انياا ، أردت ان أسألك ثانية ان تكوني رفيقتي في حفل تخرجنا فهو الاسبوع المقبل 
كيارا : اراسو سأذهب معك 
دونغهي بسعادة : وماذا سترتدين ؟ أريدك ان تكوني الاكثر جمالاً وابهاراً في الحفل ^_^ 
كيارا : سأرتدي شيئاً ما من الخزانه -_- ، وأيضاً لا تفكر ان تتباهى بي .. 
دونغهي : لماذا وافقت على مرافقتي ؟ 
كيارا : مولا .. 
دونغهي : كوماوايو ، انت فقط ... تمكنت من ادخال السرور الى قلبي ! 
كيارا : ااه .. لا بأس 
صمت كلاهما لدقائق ، كانت تحدق به شاردة الذهن بينما كان يسرح نظره في غرفتها وعلى وجهه ترتسم ابتسامة بريئة ولطيفة حتى انتبه عليها وتأمل عينيها للحظات ثم قطع ذلك الصمت 
دونغهي : بماذا تفكرين ؟ 
كيارا : لدي سؤال .. لا استطيع معرفة اجابته .. 
دونغهي : ما هو ؟ 
كيارا : لماذا انا ... لماذا كنت تلاحقني منذ البداية ؟ لماذا أحضرتني الى منزلك وتحملت كل تلك التكاليف وتحملت عنادي ومعاملتي السيئة لك ؟ لماذا طلبت مني انا مرافقتك في الحفل وليس فتاة أخرى ؟؟ 
دونغهي بصوت دافئ : لانك عنيدة ، فاتنة ، متفردة ولا تشبهين أحد .. 
دون ميعاد مسبق التقيتك بالصدفه امامي فكنت اجمل شيء رأته عيناي ، وشيئاً فشيئاً أصبحتي كل مرادي وأحلامي ، انتثر عبقك الشذي بـداخلي وامتزجت روحك بروحي فهامت بـي الي ابعد الحدود .. 
مجرد ابتسامة منك تقلب كياني ، مشاعر لم أعرفها مع فتاة من قبل تثيرينها بداخلي ، منذ عرفتك .. لا أستطيع النظر في عين أنثى غيرك فانت تتمثلين لي في كل مكان .. 
شعرت برجفة حنين تخض كيانها ، أيعقل ان ما يقوله حقيقي وليس مجرد كلمات معسولة يحفظها ويتفوه بها لكل فتاة يقابلها ! 
لماذا هذه النبضات المتمردة تثور في قلبها فتغرقه بسيل من المشاعر اللامتناهية ، ظلت صامتة تجهل ما عليها فعله في تلك اللحظة وهي تغرق اكثر واكثر في عينيه 
لازالت أعينهما متعانقة النظر ، اقترب منها ببطء وقد انحدرت عيناه الى شفتيها المخمليتين اللتين تجذبانه كلما تبحر في ملامحها 
اتسعت عيناها من شدة المفاجأة ، سيفعلها ، سيقبلها مرة أخرى ، هذا ما كانت تفكر فيه وهي تراه يقترب وتعجز عن الابتعاد او التحرك 
كاد يفعلها حقاً لكنه تمالك نفسه خوفاً من ارباكها وارتفع قليلاً ليطبع قبلة رقيقة على جبينها وغادر بهدوء بعد ان ابتسم لها وهو يودعها 
دونغهي بابتسامة : تصبحين على خير .... 
لم تستطع النطق باي كلمة ، فقط حاولت اخراس قلبها الذي يصرخ باسمه مع كل نبضة ، أدركت انذاك انها وقعت في حبه لا محاله .... 
في مكان اخر ، جلسا معاً على السرير بعد ان استحما وارتديا ملابس النوم ، لازال اللون الاحمر يزين وجهها يدل على خجلها وهو يراقب ملامحها بمتعة وحب 
كيونا : ماذا ؟ هل ستبيقن هكذا دائماً ؟؟ 
جي آه بخجل : انيااا فقط لا اعلم ما علي فعله !! 
أشار لها ان تقترب ففعلت حتى أصبح وجهها مقابلاً لوجهه فسرق قبلة سريعة من شفتيها وهي لازالت لا تدرك ما يحدث 
وبحركة خاطفة كانت بين ذراعيه يضمها من الخلف ، ظهرها على صدره تشعر بتفاصيله وذراعيه تحيط بها يسند ذقنه على كتفها 
همدت بين يديه بخجل بينما أغلق عينيه وهو يأمل حفظ هذه اللحظات في ذاكرته واستمرارها للأبد 
كيونا : جي آآآه ،، احبك ، وأريدك لي ، جميعك لي فقط ، صوتك وهمسك  عينيّك وتفكيرك إبتسامتك ضحكاتك ، حنانك وحبك وفرحك ، حتى حزنِك كل شيء يتعلق بك اريدهٌ لي ! 
جي آه : كل شيء لك وبالمقابل أريدك لي حتى أفقد اخر أنفاسي ، لا أعلم كيف أو متى وصلت الى هذه الحال لكنك سرقت قلبي وأفكاري وحتى أحلامي ، أريد رؤيتك سعيداً دائماً 
كيونا : حقاً كيف لصدفة أن تغير كل شيء ! 
جي آه : ربما هو القدر وليست مجرد صدفة ، همممم اذن بما انها المرة الاولى التي نتحدث بها معاً براحة لماذا لا تخبرني عن نفسك وحياتك 
كيونا : ما الذي تريدين معرفته ؟ 
جي آه : كل شيء ، قبل ان اعرفك وبعد ذلك 
كيونا : مممم ليس لدي الكثير لقوله ، كل ما اذكره عن ماضي أشياء تسبب لي الألم وأفضل عدم الحديث عنها ، لماذا لا تخبرينني انت عن حياتك ؟ 
جي آه : ممممم اراسو ، ولكن أريد ان أجعلك سعيداً وأن أمحو كل تلك الايام الحزينة التي عانيت منها في السابق أعدك بذلك 
كيونا : أعلم انك ستفعلين ، أثق بك ... 
ابتسمت بخفة وبدأت تخبره عن حياتها ، مغامرات الطفلة المتهورة والمدللة ، أخبرته عن عائلتها وأخواتها وصديقاتها عن كل شيء 
وهو يستمع اليه بانصات ويضحك على حركاتها الطفولية وهي تقلد الاحداث ، تجبره على الابتسام من اسلوبها الرقيق في الحديث وانسجامها مع ما تقوله 
كل شيء فيها يراه مثيراً ويزيدها جمالاً وبهجة ، فجأة استلقى على السرير وجذبها اليه لتنام في حضنه بعد أن انهت حديثها وهمس بقرب أذنها 
كيونا بهمس : لنبقى هكذا الليلة ... 
صمتت بخجل واقتربت اكثر من عضلات صدره لتغفو بهدوء على ألحان قلبه التي تغني باسمها وكذلك غفا هو بعد أن أغرق وجهه في شعرها الحريري برائحة الورد .... 
أخيراً انه يوم حفل التخرج المنتظر ، وقف أمام باب غرفتهما وهو ينظر الى ساعته بغضب 
كيونا : يااا لقد تأخرنا ما الذي تفعلينه حتى الان ؟؟؟؟ 
جي آه : لقد انتهيت ... 
رفع نظره اليها وتجمد على هذا الحال ، لم يستطع حتى ان يرمش بعنيه لجمالها ورقتها حتى الكلمات علقت في حلقه لا تستطيع وصفها 
جي آه بخجل : كيف أبدو ؟؟ 
كيونا : نمو ايبوداااا !! حقاً هل أنت ملاك ؟؟ 
جي آه بخجل : هه كوماوايو ، هيا بنا والا سنتأخر 
خرجا معاً بسيارته واتجها الى الجامعة ، وذات الحال كان عند دونغهي الذي يقف مرتدياً بذلته الراقية والثمينة أمام سيارته وينتظرها بضجر 
وأخيراً خرجت أمامه ، وقف مذهولاً لجمالها الأخاذ ، مهما عرف فتيات فلم توجد من هي أكثر جمالاً منها 
لازالت تبهره في كل مرة يراها فيها كأنها تزداد جمالاً وسحراً وجاذبية ، وخاصة اللون الوردي الذي يتناسب مع وجنتيها المتوردتين 
كيارا : لنذهب .. 
انحنى لها باحترام ومد يده امامه بطريقة درامية فضحكت عليه بخفة وهي تضع يدها بيده ليدخلها سيارته بعد ان فتح لها الباب وانطلقا الى الجامعة 
بدأ الحفل أخيراً ، وتم تخريج الطلاب وحان موعد الرقص ، اقتربت منه بهدوء ممزوج بالحياء حتى أصبحت بجانبه 
كيارا : مبارك لك ... 
دونغهي بابتسامة : كوماوايو ^_^ ، اذن هل سترقصين معي كهدية بمناسبة تخرجي ؟ 
كيارا : ممممم دييه 
سحبها معه بسعادة الى ساحة الرقص وأحاط خصرها بيديه بينما طوقت رقبته وأخذا يرقصان معاً 
كيارا : اذن ماذا ستفعل بعد تخرجك ؟ 
دونغهي : سأغادر كوريا ، أريد أن أهتم في الشركة أكثر وربما أوسع مجالات عملنا 
كيارا : ستسافر ..! 
دونغهي : بالمناسبة ، لدي هدية لك أيضاً 
كيارا : هدية لي انا ؟! ما هي ؟؟ 
دونغهي : أولاً اسمحي لي ان أتغزل بأجمل فتاة في الحفل ، شريكتي هي الافضل على الاطلاق ! 
كيارا بخجل : توقف عن ذلك 
دونغهي بجديه : حسناً ، هديتك هي ... لقد قررت أن أسمح لك بالرحيل 
كيارا : بوو ؟؟ 
دونغهي : سأتركك تعودين الى منزلك ، انت حرة بعد انتهاء هذا الحفل 
كيارا : حقاً ! لكن لماذا ؟ 
دونغهي : أحضرتك منذ البداية لانني أردت لك أن تعيشي حياة أفضل من حياة عائلتك الفقيرة لكنني أعلم ان العائلة أهم من المال ومن كل شيء 
أردتك أن تشاركيني وحدتي فأجدك بجانبي دائماً وأيضاً أدرك حقيقة ما كان يحدث لي بسببك 
أما الان فقد أدركت مشاعري الحقيقية ، لا يمكنني احتجازك معي واجبارك على احتمال حياتي المملة الى الابد 
كيارا ، أريدك ان تعلمي انك كنت فتاة مختلفة عن باقي الفتيات بالنسبة لي ، لم أعلم لماذا أستمر بالتفكير فيك والان ادركت انني كنت أشتاقك فقط 
أردت رؤيتك بخير وسعادة دائمة ، كنت أكره رؤية ذلك التعب على ملامحك وانتي تعملين بجد لتحصلي على المال لهذا منعتك من الخروج خارج حدود منزلي 
يمكنني الان ان أعرف ما سبب تلك النبضات المختلفة في قلبي ، كنت أظنها مرضاً ، وفي الحقيقة هي مرض وهوس بك انت 
لم أؤمن بوجود الحب من قبل ، كنت اعتقد ان الفتيات فقط مجرد متعة وافراغ للرغبة لكن حتى عندما كنت بين يدي لم أستطع الاقتراب منك 
ربما لأنك أثمن وأهم بالنسبة لي من مجرد ليلة عابرة ، أردت الاحتفاظ بك الى الابد ، قد أكون عرفت الكثير من الفتيات في حياتي لكن صدقيني لم أنطق بهذه الكلمة من قبل لكن ... 
كيارا ... انا ... ههه انها أصعب مما تخيلت .. لكنني .. أحبــك ... ولهذا أريد أن أتركك لتعيشي حياتك بسعادة 
فمهما أحتجزتك عندي لا يمكنني اجبارك على مبادلتي هذه المشاعر والاحاسيس التي تغمرني ... أنت حرة كيارا 
لم تتمكن من نطق اي حرف ، الجمتها الصدمة ، لم تتخيل يوما ً أن دونغهي بحد ذاته سيحبها بصدق او انه سيقول مثل هذه الكلمات 
توقف كلاهما عن الرقص لكن العالم حولهما يدور باكمله كأنهما في دوامة من المشاعر المجهولة 
حب .. فراق .. رحيل .. حرية .. وحدة .. حزن .. صدمة .. دهشة .. كلها مشاعر اختلطت في تلك اللحظة 
اقترب من وجهها الذي غطته معالم الدهشة وطبع قبلة ناعمة على خدها جعلت قلبها يرفرف في مكانه وعيناها تتسعان ، ابتعد عنها وعلى وجهه شبه ابتسامة وحيدة 
دونغهي : وداعاً .. 
أدار ظهره بهدوء ورحل ، لم تتمكن حتى من التحرك كأن شيئاً يثبتها في مكانها فقط تراقبه وهو يبتعد ببطء 
لا تعلم معنى تلك المشاعر الغريبة ، وذلك الصراع في داخلها يوترها ، قلبها يصرخ باسمه ويستنجد بها لتلحق به وعقلها ينهاها عن النظر اليه ويأمرها أن تسرع الى عائلتها فهي حريتها أخيراً ...! 
انصاعت أخيراً الى قلبها وجرت خلفه مسرعة لتوقفه في منتصف الطريق بعد أن أمسكت ذراعه فأجبرته على الالتفات اليها 
نظر اليها متفاجئاً من حركتها ، أنفاسها المتقطعة التي تدل على خوفها وعينيها المحمرتان دليلاً على رغبتها في البكاء وصوتها المرتجف 
دونغهي : ما بك ؟ 
كيارا : لا ترحل ... 
دونغهي : لكن ... 
كيارا : لا تتركني .. أنا .. لا أريد أن أبتعد عنك ، ابقى بجانبي أرجوك فأنا بحاجتك 
دونغهي بارتباك : ما الذي تقولينه ؟! 
كيارا : انا ... أحبـك أيضاً .. 
اتسعت عيناه وارتفع حاجباه بغير تصديق ، لقد نطقتها أخيراً ، لم يعرف ما عليه قوله فقط تمكن من ضمها اليه بقوة وأغرق وجهه بشعرها كأنه يهدئ روحه بوجودها معه 
وكذلك أسندت رأسها الى صدره تبكي بصمت دون ان تعلم سبب دموعها فقط تعلم انها للمرة الأولى تشعر بالأمان بين احضانه الدافئة ... 
من مكان بعيد قليلاً وقف يراقبهما بسعادة لان صديقه المقرب تغير أخيراً وحصل على الفتاة التي أرادها 
يشعر الان بالطمأنينة على حال صديقيه فقد وجد كل منهما من يكمله ويضمن ان يشاركهما ألمهما وفرحهما 
من بين السعادة التي تملئ قلبه لصديقيه شيء من الحزن والكآبه يتسلل الى داخله فقد بقي هو وحيداً 
أخرجه من أفكاره صوتها الرقيق ، لا يعلم لماذا لكنها تظهر دائماً كلما شعر بشيء من الوحدة والحزن 
كأن قلبها معلق بقلبه فيشاركه حزنه قبل فرحه ، تفاجئ لوجودها في هذا المكان بعد ما حصل بينهما ، نظر اليها من الاسفل الى الاعلى بحلتها الانيقة والبراقة كالعادة لكنه تمكن من لمح تلك النظره الخالية من الحياة في عينيها
انهيوك : ما الذي تفعلينه هنا ؟ 
سوجي : أتيت لرؤيتك ، أولاً أريد ان أقدم لك التهاني الحارة بمناسبة تخرجك 
انهيوك : اجل كوماوايو .. 
سوجي بحزن : وأيضاً أردت أن اقول لك الوداع .. 
انهيوك : ماذا تقصدين ؟ 
سوجي : قلت أنك تريدني ان ارحل من حياتك لتكون بخير ، وهذا ما سأفعله فقد حجزت رحلتي الليلة للعودة الى اليابان وأظن أنك لن تراني مجدداً 
انهيوك : سترحلين ؟! 
سوجي : أجل ، وقبل رحيلي شئت أم أبيت سأخبرك عن سبب رحيلي سابقاً ، يجب ان تتوقف عن التظاهر انك الطائر الجريح وتشغل عقلك لوقت قصير وتعرف الحقيقة 
قبل عامين أصيب والدي بالمرض واضطررت للسفر الى اليابان للاعتناء بصحته ولم أستطع اخبارك او حتى قول الوداع 
لم يمض وقت قصير حتى توفي والدي وكان علي الاعتناء بشركتنا في اليابان وحدي بما انني الوريثة ومهما حاولت لم أستطع الوصول اليك 
تظن أنك الشخص الوحيد الذي عانى من غيابي ؟! انا كنت اعاني بسبب فقدان والدي وابتعادي عنك واستلامي أمور الشركة كلها في ان واحد 
كانت تلك أسوء أيام حياتي وكنت احتاجك بجانبي لأستمد منك القوة لكنك كنت بعيداً عني ورغم ذلك كله لم أتمكن من نسيانك وعندما سنحت لي الفرصة أتيت الى كوريا لرؤيتك أنت فقط 
بما انني لست سوى مجرد ماض مؤلم بالنسبة لك ، فلا يوجد ما يجبرني على البقاء هنا أكثر من ذلك ، سأرحل الان أتمنى لك حياة سعيدة 
قالت كلماتها تلك وغادرت بحزن وهدوء وهو يراقبها تمشي بانكسار لم يعهده فيها من قبل 
رغماً عنه امتلأت عيناه بالدموع وغصة في قلبه المنهك تخنقه ، كيف تركها تعاني كل هذه المدة وحيدة 
لقد فقدت أباها الذي كان كل عائلتها ويفترض انه الوحيد الذي بقي لها لكنه كان كالأحمق معمياً ، بل انه مجرد أناني لم يفكر سوى بألمه وتجاهل ما قد كانت تعانيه في غربتها وزاد عليها بجرحها 
خرج من الحفل بخطى تائهة حتى ركب سيارته ، أسند رأسه على المقود غير ابهٍ بدموعه التي يشعر بملوحتها في فمه 
من بين دموعه الحارقة ، من بين كميات الألم التي تتدفق عبر أوردته ، خرجت صرخة مختنقة تحكي كل القهر الكامن في عروقه وعاد يصيح ويصيح بحسرة وندم كأنه خسر أغلى ما يملك ... 
في أحد زوايا قاعة الحفل كانت تقف جي آه مع كيونا يتحدثان عن الحفل وتخرجه أخيراً ، بعد لحظة صمت مد يده لها طالباً ان تراقصه فوافقت 
أحاطها بذراعيه وأخذت تتمايل بين يديه على أنغام الموسيقى التي يتردد صداها في كل مكان 
أسندت رأسها على صدره حيث وطنها وجنتها ، هناك حيث تغيب عن هذا العالم وتحلق الى عالم لا يسكنه غيرهما 
وكذلك الحال عنده عندما أسند جبينه على كتفها العاري ثملاً برائحة عطرها الزكية مستمتعاً بعروق رقبتها التي تنبض بشده لقربه 
شعرت بقشعريرة تجري في أنحاء جسدها عندما لامست شفتيه كتفها بقبلة ناعمة جعلتها ترفع رأسها عن صدره بسرعة لتقابل عينيه 
ابتسم لها بلطف وأسند جبينه على جبينها فيتأمل ملامحها الخجوله عن قرب وهمس بصوته المثير 
كيونا : لدي شيء أطلبه منك .. 
جي آه بخجل : ما هو ؟ 
جثى على ركبتيه امامها وقد أخرج علبة مخملية فاخرة جعلت عيناها تتسعان وهي تحدق به 
كيونا بابتسامة : انت أجمل شيء حدث لي في حياتي ، أوقعتني بحبك بطرقك العفوية وابتسامتك السحرية ونظراتك الفاتنة .. 
أحبك بكل ما فيك ِ وأتمنى أن اكمل ما تبقى من عمري بجانبك ، أعلم ان هذا سريع جداً ومفاجئ لكنني لا أريد ان ابتعد عنك ابداً ولو لمجرد وقت قصير 
لذلك أرجوك أن تريحي قلباً أنهكته نبضات تنادي باسمك في كل ثانية ، هل تقبلين الزواج بي ؟ 
لم تعرف ما عليها قوله في مثل هذه اللحظة التي تتمناها كل فتاة على هذا الوجود ، صوت التصفير من حولهما والناس الذين ينتظرون اجابتها وعينيه المتعلقتين بعينيها جعلتها تنطق أخيراً 
جي آه : أقبل .. بالتأكيد .. 
ابتسم بسعادة ووضع الخاتم الذهبي ذو الماسة البراقة في اصبعها ونهض ليضمها اليه ثم تلامست شفتيهما بقبلة عميقة تبدأ فيها قصة عشق أزلية .. 
في مكان اخر ، لا يعلم كيف ولكنه من خلال دموعه التي تبلل عينيه استطاع تمييز المكان الذي قاد اليه بدون وعي 
نزل من سيارته ومشى بخطى ثقيلة الى منزلها ، كانت تحزم امتعتها مستعدة للرحيل عندما دخل غرفتها 
همس بصوت مختنق : سوجيآآ ..
التفتت اليه لا تصدق انه هنا في منزلها ، تمكنت من رؤية الدموع العالقة في رموشه الطويلة وسرعان ما غرقت عيناها بالدموع أيضاً وهي تراه يقترب منها ببطء 
وقف أمامها فاشاحت بنظرها عنه فهي تكره منظره الكئيب هذا ، امتدت يده لتلمس وجهها بنعومة وتجبرها الى اعادة النظر اليه 
انهيوك بحزن : سوجيآآ ، بيانيه ، لقد كنت أنانياً ولم أفكر سوى بنفسي ، لم أعلم انك كنت تعانين أيضاً 
سوجي تبكي : لا بأس فأنا احتمل جزءاً من الخطأ أيضاً 
انهيوك : لقد جرحتك كثيراً ، هل ستسامحينني ان رجوتك ؟ 
سوجي : انياا لا أريدك ان ترجوني ، فقط أريد ان تكون بأفضل حال 
انهيوك : كاجيما .. ( لا ترحلي ) 
سوجي : لكن انت ... 
قاطعها : فقط ابقي بجانبي سأعوضك عن كل الألم الذي عانيتي منه 
سوجي تبكي : هل يمكنني البقاء معك حقاً ؟ 
انهيوك بابتسامة باهته : هذا ما قلته للتو ! 
سوجي : اوباا .. أنا أحبك شوماال أحبك كثيراً .. 
اقترب من شفتيها وهمس بهما : احبك ... ثم الصق شفتيه بشفتيها يقبلهما برفق وحب وشوق ولهفه كما بادلته قبلته وقد تعلقت بقميصه كأنها تمسكه حتى لا يختفي كحلم جميل ... 
مضت أسابيع قليلة ، اليوم هو يوم مميز في حياة الشبان الثلاثة ، غرفة التجميل مزدحمة ، خبيرات التجميل منشغلات ويركضن هنا وهناك 
وفي القاعة المزدحمة يقف الشبان الثلاثة بالسعادة الممزوجة ببعض من التوتر لحياتهم الجديدة التي سيبدأونها 
انهيوك بسعادة : أخيراً ستصبح سوجي ملكي للأبد *^* 
دونغهي : تتحدث وكأنها لم تكن ملكك منذ مدة طويلة ،  هيهيهيهي كيارا لي أيضاً *__* 
كيونا : يا انت ألم تكن متسرعاً بطلب الزواج ! 
انهيوك : صحيح لم تعترف لها سوى من اسابيع قليلة !! 
دونغهي : تلك المزعجة لم تسمح لي حتى بتقبيلها لذلك لابد من الزواج لكسر هذه الحواجز -_- 
انهيوك : هههههههااااي انها لا تثق بك بعد هههههه 
دونغهي : يااا اصمت ، انظر الى هذا الذي يتحدث لقد طلب يد جي آه بعد ان اعترف لها باسبوع واحد ! 
كيونا : لقد كنت احبها منذ مدة كما ان والدي اراد الزواج بسرعة .. 
انهيوك : لديه حجة لكل شيء ! 
كيونا : لكنني اعترف انني اشعر بشيء من التوتر !! 
دونغهي : هه يبدو انني لست الوحيد ! 
انهيوك باحباط : وانا مثلكما ....!!!!!!!!!!! 
حان الوقت أخيراً ، تمكنت جي آه من اختلاس النظر الى القاعة المزدحمة بالضيوف مما جعلها ترجف بقوة وزادت من توتر الفتاتين خلفها 
جي آه : هناك الكثير من الناس !! 
سوجي : معظمهم من رجال الاعمال الاثرياء 
كيارا : اوتوكيييه هذا مخيف 
والده كيارا : هياا لا يجب ان تشعرن بهذا الخوف ، التوتر الزائد سيفسد مظهركن وانتن أساس هذا الحفل ! 
والدة جي آه : اجل هذا صحيح ، لا تفكرن في شيء سوى اولئك الشبان الوسيمين الذين ينتظرونكم في اخر الممر الطويل 
سوجي : اووه حقاً انهيوك اوبا يبدو وسيما ً ♥ 
جي آه : و كيونا اوبا يبدو كفارس من الأحلام ♥♥ 
كيارا : هه دوني يبدو كأمير من أحد الأساطير ♥♥♥ 
ضحكت والدتيهما على الفتيات وتمكنو من ابعاد التوتر عنهن قليلاً ، أخيراً اصطفت الفتيات طابوراً للدخول الى القاعة 
وقفت جي آه في المقدمة بفستانها الأبيض الطويل وباقة من الورد الأحمر بيديها ووقفت خلفها كيارا بفستانها الابيض ومن بعدها سوجي ِِِِ......

دخلن القاعة الممتلئة بالضجة وسرعان ما حل بها الصمت والعيون كلها ترقب جمالهن الأخاذ كالملائكة التي تمشي على قدمين 
وهناك في اخر الممر المورد الطويل يقف الشبان الثلاثة ببذلاتهم الرسمية الفاخرة ووجوههم المبهورة بجمال الفتيات المتجهات نحوهم .. 
عندما اقتربن قليلاً تقدم كيونا الى جي آه وامسك بيدها وتقدم للامام وكذلك تبعه دونغهي وشبك يد كيارا بيده ومن بعدهما انهيوك عقد يده بيد سوجي 
أتمو عقد الزواج وأعلن الثلاثة كأزواج يبقون معاً في السراء والضراء باخلاص مدى الحياة ... 
وانتهت قصص عشق مختلفة عن تلك التي نراها في حياتنا ، انتهت المعاناة والألم وبدأت حياة مليئة بالسعادة .. 
ولازال الأمل في العثور على هذه السعادة في عالمنا القاسي يحتل مساحة صغيرة في دواخلنا المشبعة بالأسى .. 
أتوق لكتابة قصة حب جديدة نحلم بها رغم خلو واقعنا من الحب الحقيقي لكن عالمنا الخاص الذي نسافر اليه في كل ليلة وحدنا محملين بلهفة للسعادة الأبدية التي طالما قرأنا عنها في القصص والحكايات .. 

انتهــــى 
وهيك بنغلق الكتاب عن روايتي القصيرة والمتأججه بمختلف انواع المشاعر
وشكرا لكل القراء الرائعين يلي دعموني في كتاباتي لحتى وصلت لما انا عليه الان ...
ألقاكم في عمل اخر احبتي ان شاء الله .....❤

🎉 لقد انتهيت من قراءة فوضى المشاعر 🎉
فوضى المشاعر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن