العرض والنقد|الرقم 2

1.5K 73 23
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
_________________

نأتي لقطعة المشتركة الثانية mi_ka_el_a 
__________________

السماء كانت مليئة بالغيوم السوداء التي تعطي ذلك المنظر المرعب... والرياح الباردة تحرك الأغصان كأنها تهيؤها لما هو أتٍ. فتتساقط قطرات المطر الواحدة بعد الأخرى ويعلو صوتها كموسيقى تعزف الحانا على وجه الأرض وأغصان الأشجار كانت تتراقص القطرات على تلك البحيرة ليعلوا الصوت أكثر ويصدر ذلك الصوت المألوف...نعم انه الصوت الذي يهز الارض صوت الرعد...

وفي هذه الاثناء تحديداً يقف ذلك الشاب المدعو "توماس" تحت المظلة الممتدة على اغصان الاشجار محتمياً من المطر وليس هو فقط بل الكثيــــر من الناس يقفون في تلك الغابة بينما الجو ماطرٌ للغاية، متأملين رؤية أحدٍ ما كانوا ينتظرون بفارغ الصبر أحدهم، ويبدو عليهم القلق، التوتر والخوف, كانوا ما بين الأمل و اليأس, السؤال الأهم هنا هو...، لـــــماذا؟!

مـــرَّ الوقت ولكن لم تتحرك رِجل شخصٍ واحد من ذلك المكان, مازال صوت قطرات المطر مسيطرٌ على المكان، ومازال الجميع ينتظرون شيئاً أمام تلك البوابة المفتوحة, التي كانت بوابة متاهة!

قطع ذلك الهدوء توماس قائلاً "ينبغي أن يكونا قد عادا الآن"

... ولكن لم يكن هناك رد، لم ينطق أحدهم بحرفٍ واحد

فتساءل توماس بقلق موجهاً سؤاله لذلك الشاب الأشقر- نيوت - الواقف على يمينه "ماذا سيحدث لو لم ينجحا بالعودة"

ليجيبه نيوت بثقة وعينيه لم تنحرف عن البوابة "سينجحان بالعودة"

إلا أن توماس لم يتوقف عند إجابة نيوت بل اتجه نحوه وكرر طرح سؤاله

توماس" ماذا سيحدث لو لم يعودا؟"

عاود نيوت اجابته مرةً اخرى ونظر إلى توماس نظرة ثقة قائلاً "سينجحان بالعودة" ثم عاد للنظر إلى البوابة

نظرة نيوت جعلت توماس لا ينطق ولا بحرفٍ آخر بل عاد لمكانه وهو يأمل أن يعودا صديقاه من تلك المتاهة العميقة الضخمة..

  وبعد دقائق هدأت قطرات المطر وبدأت تتوقف عن عزف الحانها على وجه الأرض وأغصان الأشجار ,

إلى أن توقفت عن الهطول تمامًا ، فكانت النتيجة ان اغصان الاشجار و الاعشاب اصبحت رطبة , وكانت الأزهار قد شكلت أزكى عطرٍ ممزوجٍ بمياه المطر...

وبعد توقف الامطار خرج الجميع من تحت المظلة التي كانوا يختبؤون ويحتمون بها, وتجمعوا أمام بوابة المتاهة وهذه المرة كانت ضربات قلوبهم تزداد كانوا في حالة قلقٍ رهيبة كانوا ينتظرون بشدة يتوقون لرؤية صديقان لهم دخلوا ولم يخرجوا من داخل تلك المتاهة, فنعم كانوا ينتظرون لأن هذان الصديقان دخلوا لإخراج صديقٍ ثالثٍ لهم وإن لم يخرجوا قبل غروب الشمس فسوف يعلقون داخل تلك المتاهة للأبد ولكن هذا ليس المخيف في الأمر, فالأمر المخيف هو أنه هناك كائنات مجهولة تعيش و تترعرع في داخل المتاهة.

ورشة كتابة || مُغلقWhere stories live. Discover now