العرض والنقد|الرقم 13

613 34 65
                                    

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________

الآن قطعة المشتركة رقم ثلاثة عشر @AkaBank
___________________

||1|| (انتظار قاتل)

#توماس
(نقرة)
(نقرتان)
(الكثير من النقرات)
هذا ما كنتُ أفعله ضارباً بأصابعي المرتجفة على العامود الخشبي المجاور لي.
مواكباً بذلك قطرات المطر؛ فقد هطلت قطرة، وأخرى، تبعهما أخريات، مكونة سيلاً من المطر.
فأما نقري فكان ناتجاً عن مقدار توتري، منتظراً من كيانين خروجهما من تلك المتاهة المميتة بترقب شديد.
وأما المطر، فقد كان تعبيراً عن بكاء السماء، التي بكت نيابة عنا أجمعين؛ فجميعنا نتألم، بينما ولكوننا رجالاً يحكمنا الكبرياء.. لم نبكِ..
فقد كان الجميع وكما أنا بادٍ علينا الترقب، الخوف، القلق، اللوم، الشك، والإضطراب.. وبنسب متفاوتة..

سئمت المراقبة كما قد سئم مني العمود الخشبي، فتركته سائلاً الأشقر المدعو نويت خلفي: (ينبغي أن يكونا قد عادا الآن، ماذا سيحدث لو لم ينجحا بالعودة؟) ونظرت له منتظراً الرد.
فأجابني محافظاً على هيئته الباردة -خارجياً لا أكثر- بينما ينظر في الأفق مراقباً البوابة: (سينجحان بالعودة)
حصلت علي الإجابة.. لكنها لم ترضني
أشيح بناظري بعيداً عنه موجهاً إياها إلى البوابة مجدداً، بينما يشغل تفكيري فكرة كوني أريد إجابة "ماذا لو؟" وليس رأيه الشخصي.
فأبتعد عن العامود متجهاً إليه شخصياً وناظراً إلى وجهه بقوة ومكرراً طرح سؤالي بصورة أكثر دقة: (ماذا سيحدث لو لم يعودا؟؟)

#-------------------------------------
يدرك الأشقر مقدار توتر سائله، فيستدير بصلابة واضعاً عينيه في عيني زميله مكرراً إجابته بثقة أكبر: (سينجحان بالعودة!) وكأنما اطلع على المستقبل.
ي

ستدير كلاهما مجدداً ولسان حال أحدهما يقول: "أو هذا ما أرجوه على الأقل.." ، بينما يقول الآخر: "ياليتني قادر على الثقة بما تقوله وكفى.." ناظران للبوابة بترقب..
-------------------------------------#

#توماس
أنظر إليه راغباً في تصديقه، فإذا به يشيح بنظره نحو الأرض! فأقرر تركه لباطنه الهش مغادراً عنه؛ محاولاً بذلك أن أخفف من حدة دفعة القلق التي انتابتني جراء ردة فعله المزرية تلك.

#-------------------------------------
الباقون من حولهما كلٌ في حاله منفرد، ولكن الأفكار والمخاوف واحدة...
-------------------------------------#
" ||2|| (هدوء ما قبل العاصفة)

#-------------------------------------
بعد بضعة سويعات..
يتوقف أنين السماء؛ فقد جفت محاجرها ولم يخرج المنتظرون بعد..
وتوشك الشمس على الإستتار، معلنة نهاية يوم بشري كئيب، وافتتاحية أمسية دموية لما دونهم..

ورشة كتابة || مُغلقWhere stories live. Discover now