الفصل 60 : مهمة صابر

1K 82 7
                                    

قبل أيام في القصر
الدب الأبيض راكع أمام الملك بادر الذي جمع
إخوته ووزراؤه
أمر الملك بادر المستشار يعقوب بجلب مشروب
الخلود، فنفذ يعقوب الأمر
دخل إلى خزينة المملكة الذهبية، التي كانت
بوابتها ذهبية دائرية ضخمة جدا، من المستحيل
أن يفتحها شخص واحد، يتم فتحها عن طريق
20 جندي من أقوى جنود المملكة جسديا
بعد أن فتح باب الخزينة، لمع ضوء أصفر يعمي
العيون، كانت مليئة عن آخرها بكل أنواع
المجوهرات والكنوز والنوادر...، مشى يعقوب في
مسار معين، وأخذ زجاجة بيضاء عليها إشارة
ممنوع حمراء تحوي مشروب الخلود المؤقت
أحضرها إلى يد الملك بادر، الذي أمسكها وقال
"المسابقة انتهت، وكان فيها القتال مريرا، قد
أثبتت قبيلة المتوحشين جدارتها بامتلاكها أقوى
تلميذ في المملكة، الدب الأبيض"
صفق جميع الموجودين، بينما ارتسمت علامات
الاستكبار والأنفة على وجه صابر
نظر الملك بادر إلى صابر الدب الأبيض الجاثم
أمامه "الدب الأبيض صابر، أثبت جدارته وقوته
وكفاءته، ولهذا نحن سنكافؤه بمشروب الخلود
القيم، ارفع رأسك وتقدم إلى هنا، لتنال جائزتك"
أعطى الملك بادر زجاجة المشروب إلى يعقوب
ليعطيها إلى صابر الدب الأبيض
استقام صابر وتقدم اتجاه الملك وأخذ جائزته
قال يعقوب "خذه كله في رشفة واحدة فقط، وإلا
لن تنال الخلود"
نفذ صابر التعليمات، أنهى الزجاجة كلها في رشفة
واحدة
بعدها شعر بتقلصات في بطنه، طرح أرضا
وجسمه يرتعش، كانت العروق البادية على جسمه
تكاد تنفجر، حتى أن رغوة بيضاء ظهرت على
فمه، بدا الأمر وكأنه يحتضر
مضت نصف ساعة، طرأت على جسمه تغيرات
جذرية، فتحول من فان إلى خالد
طبعا لم يكن يعلم أن هذا الخلود مؤقت
بعدها استقرت حالته، ثم نهض متثاقلا
شعر وكأن طاقة لا نهائية تسري في جسده، وأنه
لا يقهر في تلك اللحظة
انحنى للملك وشكره قائلا "شكرا لك يا جلالة
الملك، لتفضلك على رعيتك الضعيف هذا
بمشروب الخلود الثمين، سأكون خادمك ما
حييت"
ابتسم الملك وقال "لا تشكرني بعد، ما زال أمامك
خطوة أخرى، إن نجحت ستنال مقاما عليا عندنا،
وإن فشلت فستتحمل عواقبك وحده"
علامات الحيرة والخوف بدت على وجه صابر
متسائلا "ماذا؟ ماذا تقصد يا جلالة الملك
المعظم؟"
أشار الملك بادر ليعقوب، قال يعقوب "كما يعلم
الجميع لقد تحالفت إمبراطورية الوحوش مع
مملكة الرمال، ما لا يعلمه العامة، أن هذا التحالف
كان من أجل دخول الأرض السفلية أي عالم
الأموات"
دهش صابر، لكن سرعان ما قال "حضرة
المستشار الموقر، ما علاقة هذا بي؟"
قال يعقوب "كل العلاقة، مهمتك أن تتسلل إلى
مملكة الرمال كأحد الجنود المرافقين لملكها، وأن
تدخل الأرض السفلية معه، وأن تحضر لنا "ترياق
الأبدية" من هناك، طبعا لن تفعل هذا وحدك،
سيساعدك الجنرال باهر في التسلل، كما أنه
سيراقبك حتى لا تفعل أي شيء غير مناسب"
كل ما قيل كان صدمة قوية لصابر، فرحته لم تدم
طويلا، كانت كل كلمة ينطق بها المستشار يعقوب
تنزل كالصاعقة على صابر
قال صابر "إذا أمر المسابقة لم يكن إلا خدعة
حتى تختارون فدائيا لمهمتكم الانتحارية هذه"
نطق أحد حراس الملك بادر "صن لسانك يا فتى
وإلا قطعته لك"
أشار الملك بادر لذلك الحارس بالصمت، ثم قال
"أجل، وماذا في ذلك؟ أنا الملك وقراراتي تسري
دون اعتراض أحد، أتظن أنه يمكنني أن أعطيك
حقا مشروب الخلود؟ أن أعطي شيئا ثمينا لجرذ
مثلك���"
قال صابر الذي ملأ غضبا "ماذا تعني؟"
قال الملك بادر "مشروب الخلود الذي كان جائزة
هذه المسابقة، هو في الواقع مشروب خلود
مؤقت، سيجعلك خالدا لشهر واحد فقط"
أطلق صابر هالته مع نية قتل دون وعي منه قائلا
"إذا لقد خدعت� لا يهمني من أنت سأقتلك"
تقدم الجنرال جاسر قائلا بصوت رهيب "أيها
الفتى ماذا تظن نفسك فاعلا؟ أتنوي مقاتلة جميع
الجنرالات الروحيين وأتباعهم مع الملك، إنك
تمضي على وثيقة وفاتك بفعلك لهذا" ثم أطلق
الجنرال جاسر هالته التي طغت على هالة صابر
وحجمتها
قالت بهار بلطف قاتل "لا ينبغي لشاب مثلك أن
يهدر موهبته في حين أن لديه فرصة لأن يكون
في مرتبة عالية في المملكة الذهبية، كل ما يلزمك
التسلل وإحضار "ترياق الأبدية" فقط"
قال صابر مرتعبا "وكأنني سأذهب في نزهة لفعل
ذلك، أنا في الواقع ذاهب لعرين الأعداء وليس
هذا فقط سأكون تحت عيني الإمبراطور أربوليس
وملك مملكة الرمال، الأمر ليس مزحة"
قال المستشار يعقوب "ليس لديك خيار آخر"
قال صابر "وماذا إذا رفضت؟"
رفع يعقوب أصبعه وأنزله إلى أسفل، فانقبض
قلب صابر فأمسكه متألما، بعدها قال يعقوب "لقد
قمت بخلط ختم الدم مع المشروب، إذا أردت
يمكنني أن أسحق قلبك هنا، كما يمكنني أن
أعذبك كما أشاء"
أمسك صابر قلبه متألما وقال "أيها الوغد، تذكر
هذا، ستدفع ثمن ما فعلته بي في يوم من الأيام"
ضحك المستشار يعقوب وقال "أجل أجل، نملة
تهدد نمرا، يا لها من مزحة سخيفة"
قال الملك بادر "سترتحل غدا مع الجنرال باهر،
هو سيقوم بإدخالك إلى صفوف جيش المملكة
الذهبية، كل ما عليك فعله بعدها أن تكتشف
الحراس المسؤولون عن الذهاب مع الملك وتغتال
أحدهم، الباقي سيقوم به الجنرال باهر وسيدخل
في مكان الشخص الميت، ثم من هناك يعتمد
الأمر عليك مرة أخرى في كيفية الحصول
وإحضار ترياق الأبدية"
أضاف المستشار يعقوب "إن نجحت ترتفع
مكانتك لدينا، إن فشلت أو لم تعد في الوقت
المناسب يتم قتل كل أفراد أسرتك، فلا تفكر في
الهروب أو الموت"
صر صابر على أسنانه، قائلا في نفسه "تبا لهؤلاء،
لقد وقعت ضحية خدعة وأمر دبر بليل"
رحل بعدها الدب الأبيض صابر رفقة الجنرال باهر
عبر بوابة أنشأها الجنرال باهر
قال الجنرال ساهر بعد رحيل صابر "لدي خطة
ستمكنه من الحصول على ترياق الأبدية بسهولة"
كان الملك بادر على وشك أن يقول لأخيه أن
يبوح بها، لكن قاطعه المستشار يعقوب قائلا
"حسنا، فلتأتي لي بعد نهاية الاجتماع ولتخبرني
بخطتك"
أعطى المستشار يعقوب لمحة للجنرال جاسر،
فقام الجنرال جاسر بأخذ أخويه ساهر وبهار
وذهبا
بقي المستشار يعقوب مع الملك وبضعة حراس
قال يعقوب للملك "سيدي الملك، أخبرني الطبيب
أم صحة جلالتكم في تحسن، وأن الجرح من
المعركة القديمة بدأ في التحسن، لكن عليك أن لا
تجهد نفسك كثيرا، لهذا أمرته بصناعة حبوب
منومة لك لترتاح أكثر"
قال الملك بادر ضاحكا "يا له من خبر مفرح،
صدقا أحتاج لمزيد من النوم، ألم جرحي يؤرقني
منذ ليالي، أشعر أن طاقة حياتي تنضب رويدا
رويدا"
قال يعقوب "كل ذلك من مخيلتك يا جلالة الملك،
أنت ترهق نفسك بالعمل صباحا وبالجواري ليلا
وبالشراب في كل وقت، عليك أن تقلل من هذه
الأشياء وتهتم أكثر بصحتك"
قال الملك بادر "حسنا، سأفعل، لكن من الغد،
الليلة أرسل لي ماريا وجوليا إلى غرفتي"
قال يعقوب "لن أتمكن من إرسال تلكما الجاريتان،
فقد أرسلتهما في مهمة ما"
تنهد الملك بادر وقال "تبا، لماذا فعلت شيئا كهذا،
لقد كانتا الأفضل، لكن لا بأس، أرسل لي جارية
أخرى"
أومأ المستشار يعقوب بالموافقة
بالرجوع إلى الحاضر، كان منير يتدرب في ساحة
خارجية بعض الشيء عن مقر قبيلة السحاب
كان يتدرب على إتقان البنية الزرقاء خفية عن
الجميع
قرأ عدة أمور عنها من مكتبة القبيلة وبدأ الآن
بتنفيذها
ركز على سحر الماء، وحاول تغيير بنيته إليه، بعد
مرات فشل لا تحصى تمكن أخيرا من فعلها
لكن لم يتمكن أبدا من تحويل بنيته لسحر الضوء
مهما فعل
بعد ساعات طويلة من التدريب، انبطح على ظهره
وتنفس بجنون من التعب
خرجت ملكة الدماء منه وقالت "أتريد أن تتعلم
فن الفوضى؟"
رد منير "لا، لا أريد"
انذهلت ملكة الدماء قائلة "ماذا؟ لماذا؟"
قال منير "أريد أن أرى مدى معرفة جد دنيا بهذا
الفن، بمجرد ما أنهي كل أموري سأذهب إلى هناك،
فإن كنت قد تعلمت الفن قبل أن آتي إليه، ستبدو
دنيا كالكاذبة أمامه، وهذا سيجره إلى عدم
تصديق أمر المسابقة، وربما ستعاقب بالنفي من
القبيلة"
قالت ملكة الدماء "فكر بنفسك أيها الأحمق، لا
تفكر بغيرك، ماذا إذا قابلت خصما قويا مثل الدب
الأبيض؟ فن الفوضى فن عريق ينقذك من مواقف
عدة دون أن تستهلك الكثير من الطاقة"
قال منير "أعرف ذلك، وأحترف عظمة هذا الفن،
لكن هذا ليس الوقت المناسب لتعلم فن جديد،
أريد أن أرسي قاعدة ثابتة لكل ما تعلمته، أن أركز
على بضعة أشياء أفضل من يضيع تركيزي في
عدد أكبر من الأشياء"
قالت ملكة الدماء "هذا قرارك���"
ثم اختفت مرة أخرى داخل منير

بحر الدماء Sea of Bloodحيث تعيش القصص. اكتشف الآن