الجزء الأول

1.9K 63 14
                                    

#رواية_عروج
تحكي قصة الثورة ..
الثورة على الظلم والثورة على الذات
بقلم / ندى يعرب
ـ

#عروج_1
كان يوماً قائظاً جعل رضا يتصبب عرقاً 
امتزج بالغبار الذي احاط بوجهه وملابسه ،
فالموقع حيث يجلس مع رفاقه لتناول"
وجبة الغداء على عجالة " 
مليء بالطابوق والاسمنت وكبير العمال
يصرخ مزمجراً بأن على الموجودين الانتهاء
من العمل قبل حلول العصر ،
مما جعل رضا يقطب حاجبيه بشدة لان
العمال جميعاً يعملون ومنذ الصباح الباكر
دون توقف فما هو الداعي للصراخ على هذا النحو ،
ولكنه كعادته لاذ بالصمت على الرغم من تزاحم
الكلام في فمه ،وخاطب نفسه : 
_ لا بأس عليك يا رضا لم يتبقَ الكثير
ويكتمل جمع المبلغ المطلوب لشراء الكتاب . 
ترقرق الدمع في عينيه وقد تذكر مدى شوقه
لقراءة كتاب عن المهدي
(عليه السلام) كان قد سمع عنه من صديقه المقرب طاهر ، 
ولكنه لم يمتلك المال الكافي لشرائه 
وهاهو يعمل كادحاً في موقعٍ للبناء 
و بأجرٍ يومي لجمع المبلغ . 
مذ كان عمره خمسة عشر عاماً اعتاد 
رضا ان يعمل كعامل بناءٍ في العطلة الصيفية 
وبعد الانتهاء من اداء الامتحانات المدرسية
مباشرةً للحصول على المال وتوفير ما يلزمه
بسبب ظروف المعيشة الصعبة التي كان يحياها
مع عائلته الكبيرة فبوجود اخوانه واخواته الاثني عشر
تحتم على والده ان يعمل ليلاً نهاراً من اجل توفير لقمة
العيش لهم ،وعلى الرغم من ان امه كانت ربةَ بيتٍ ماهرة
وتدير شؤون منزلها بدقة الا ان
عدد افراد العائلة الكبير كان يستنزف الدخل الشهري
باكمله مما اضطر رضا واخوته الاكبر منه سناً
ان يعملوا بأجورٍ يومية لاعانة والدهم .

مع حلول العصر اصطف العمال في طابورٍ
امام المهندس المشرف على الموقع للحصول على اجرهم .. احدودب ظهر رضا بسبب التعب والإرهاق وهو يقف في اخر الطابور كعادته بانتظار ان يحين دوره ، وعندما اقترب اخيراً مد يده بلهفة وابتسامة رضى ترتسم على وجهه المنهك فضحك المهندس وهو ينظر اليه قائلاً : 
ـ

_ رضا يتحتم عليك الخروج هذه الليلة وصرف
مالك على مالذ وطاب من الطعام والشراب
في احدى مطاعم المدينة . 
_ سأفعل .
وهمس لنفسه :
سأصرفه على ما لذ وطاب من الكتب وليس من الطعام . 
انصرف رضا بعد ان ودعَّ رفاقه في العمل ومشى برويةٍ الى حيث يقطن في الحي الشعبي من المدينة و الذي يسكنه ذوي الدخل المحدود والفقراء من الناس ، تأمل المنازل الصغيرة المتجاورة وقد فاحت منها رائحة الطعام ، كانت الشمس قد شارفت على المغيب والنسوة في الحي يقمن باعداد وجبة العشاء ، اسرع خطاه ليتسنى له الوصول قبل اذان المغرب . 
ـ



عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)Where stories live. Discover now