الجزء 20

319 44 0
                                    

#عروج_20
اوقفت لمياء سيارتها امام منزل
عمتها رجاء ، فتحت الباب
الخارجي و دلفت الى فناء
المنزل المتواضع ذو الحديقة 
العامرة بالخضروات و اشجار
الحمضيات اما النخلة الباسقة
فقد شمخت في احدى زوايا
الحديقة بهيبةٍ تسر الناظرين ،
لا تدري لِمَ ظلت واقفة تتأمل
المنظر و الخضرة و كأنها تراها
لاول مرة ، احست انها زيارتها
الاولى لبيت عمتها فزياراتها
السابقة لبيتهم كانت رُغماً
عنها و بألحاح من والدها
و اغلبها كانت في ايام الاعياد
لتأدية الواجب ، كانت تشعر
بالسخط كلما اخبروها انهم
سيزورن بيت العمة رجاء كانت
لا تحب ابنتها تقى و تعتبرها
معقدة و لا تواكب الموضة 
فتدخل لبيتهم صامتة و تخرج
صامتة عدا بعض كلمات
الترحيب الباردة ، و رغم كل
محاولات تقى لمد الجسور
معها الا ان لمياء ابت ان
تتواصل مع ابنة العمة ،
دمعت عيناها لافكارها السابقة
و التافهة ، قطع حبل تأملاتها
صوت صرير باب المطبخ ،
وصوتُ امرأةٍ يناديها بحنان بالغ : 
_ لمياء بنيتي ، ما اسعدني برؤيتك .
ـ

اسرعت خطاها نحو عمتها
و ارتمت في احضانها : 
_ عمتي اشتقت اليك . 
كانت عمتها امرأة مؤمنة
ملتزمة تعمل كمدرسة في
احدى الثانويات توفي زوجها
تاركاً لها تقى و احمد ، لم تكن
العلاقة وطيدة بين ام لمياء
و العمة فلكلٍ منهما نمط مختلف
في الحياة ، اما الان و بعد
ان تغيرت افكارها وجدت
نفسها تنظر لعمتها و تقى نظرة
مختلفة تماماً ،ادخلتها عمتها الى
المطبخ الذي كانت تفوح منه رائحة 
الشاي والخبز الطازج الشهي و نادت ابنتها : 
_ تقى هيا انزلي بسرعة لقد وصلت 
لمياء ، ثم خاطبت ابنة اخيها بحبٍ و وجهها يفيض سروراً: _ اجلسي يا حبيبتي اجلسي
لقد اعددت الافطار ، الله وحده
يعلم بمدى فرحتي لقدومك اليوم .

عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)Where stories live. Discover now