الجزء 45

248 43 5
                                    

#عروج_45
سار رضا برفقة رجل الامن
في ممرٍ طويل على جانبيه
حجرات معتمة و اصوات
الصراخ تتعالى من هنا و هناك ،
سمع اصوات انين الالم تارةً ،
و اصوات البكاء و النحيب
تارةً اخرى كانت الاصوات
تدق في رأسه كقرع الطبول ،
كان منهكاً متألماً ويتنفس
بصعوبة ولم تعد رجلاه
قادرتين على حمله ، اوقفه
الرجل امام باب الزنزانة فتحها
و دفعه الى داخلها فوقع
على الرجال الذين اكتظت بهم
الزنزانة المعتمة .
كانت رائحة العفن تفوح في
الارجاء و الجو الخانق يبعث على
الاختناق ، بالكاد استطاع الوقوف
و اعتذر من السجناء الذين اعتادوا
على هذا المشهد .
لم يستطع رضا التحمل اكثر
فأخذ يشهق بقوة و استسلم
لموجة بكاء عارمة كان قد
كتمها في قلبه منذ يومين
جسد فيها شوقه لصلاته
و لامه و اخوته ، بعد دقائق
قليلة تناهى الى مسامعه
صوت طاهر يخبره بأن يهدئ ،
هزَّ رأسه بعنف :
_ يا الهي اعني على بلائي
سأصاب بالجنون .
جاءه صوت طاهر مطمئناً :
_ لستَ مجنوناً يا عزيزي . 
اخذ يلتفتُ يميناً و يساراً
و هو يبحث عن مصدر الصوت
و هو يردد : 
_ لعلي جننت ، يا ترى هل جننت !
منعته العتمة التي لم يعتدها
من تمييز الوجوه ، و لكن يداً
لامست كتفه جعلته يستدير
بصعوبة الى الخلف ، حدق في
الوجه الذي قبالته رغم اللحية
الطويلة و الشعر المشعث استطاع
تمييز وجه رفيقه الملائكي
صرخ بقوة و الدمع يتساقط من عينه :
_ طاهر انه انت أليس كذلك انا
لا احلم انا لست مصاباً بالجنون انه
انت أليس كذلك يا رفيق روحي
اخبرني انك انت طاهر ارجوك
اتوسل اليك .
بكى طاهر بحرقة لحال رضا
و احتضنه و اخذ يمسح رأسه
و مؤخرة عنقه بكفه :
_ اجل يا حبيبي انه انا طاهر .
صرخ رضا من اعماقه و هو لا يزال
محتضناً رفيقه :
_ رباااااه اشكرك يا الهي اشكرك .
ظل متشبثاً به كالغريق المتشبث
بخشبة الخلاص ، كأنه يخشى
اضاعته مرة ثانية .

عروج : بقلم ندى يعرب (مكتملة)Where stories live. Discover now