انعدمت الجاذبية

2K 237 65
                                    

ما أصنع هنا؟ و أين أنا؟

عالمي الثاني، الذي لم يسبق لي التواجد فيه، سوى في منامي.

عالم حفظته في مخيلتي؛ النتوء الوحيد في حياتي المشيدة على نصل -و التي أكاد أفقد حق التحكم بها- بعيدا عن أعينهم النهمة لفرحتي.

الاستثنائيون الذين أدفع كل نفس ثمنا حتى أكون منهم فقط لجزء من اللحظة.

هم الكواكب و النجوم، رأيت بعض الصخور المألوفة معهم، لدي اِستنتاج واحد.
الجاذبية لاقت المنية!

الآن أنا منهم!

ذات أصيل ممل من دونها، أعماقي المتفائلة التي تحتضر خرجت بفكرة و اليوم تأكدت من صحتها!

حتى الكواكب صخور، الإختلاف في الأقدار، هم ولدوا فوق، العلا موطن يديرونه حسب رغبتهم و بحجم أكبر، و أنا أشقى الفاقدين و المُستَعبَدين، فاقدة البر في موطنها، و الحرية في أرضها، هم يجهلون ما هي الجاذبية، أمّا أنا فلا أعرف سقفا غيرها، أنا عبدة لها.

شعرتُ بالإحراج لأنّ الصخور أبدوا بهجة الحرية بانفعال همجي، تصرف لا يلائم الاستثنائيين.

فررت، اختبأت في ثقب مظلم عميق، في كواليس مسرح الفضاء، لحظات إختلاء بالأنا، غريبٌ أمري من ظلام إلى ظلام.

ارتعدت فرائصي بعد أن خطر احتمالٌ يوضح سبب انعدام الجاذبية فجأة؛

هل رق فؤادها علينا؟

أأدمعي كانت وافية لتغسل كلَّ غلّها الذي لا مسبب له؟

الرأفة؟!

أم اختبار لنا؟

منذ متى....؟!

تخطط لقتلنا.
و نحن نحتفل في حضرة جهلنا!

فكرت في العودة و أن أغرق إلى القاع مجددا حتى لا يكون عقابي قاسيًا.

أما فؤادي كان له رغبة ملحة في أن أبقىَ داخل الثقب.

لكن... لا اختلاف، كلاهما مظلمان.

~~~~~~~~~

- الصخرة؟

شعاعها كان بمثابتة أوراق ثبوتيتها،
كما دائما عهدتها،
بتوهج يتذوق مزيجا من اليأس و الرأفة طغى عليه الأوّل.
نجمتي من تناولت حبها تحت مسمى اللا اسم.

و كما هو حالي أنا
واقعة لها،
لا شك في أن كل الكواكب.
الصخور
ذرات الغبار
و الأقمار كلها
ضحية هواها.

و من ذا الذي لن يفتنه الكمال إن هو أبصره؟

أفلاكُنا {3}

أفلاكُنا.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن