《١》:|سارة بلا سرور|

3.8K 368 238
                                    

{مدرسة المستقبل الدولية للغات}
(شعبة اللغة الإنجليزية)
|المرحلة الإعدادية|
الصف: 3A

- يمكن تعريف الجاذبية بأنّها ميل الكتل والأجسام للانجذاب والتّحرّك نحو بعضها البعض كما بين الأرض والقمر.

أردفت معلمة العلوم الثلاثينية بلغة إنجليزية طليقة بينما تؤشر بقلمها الضوئي على السبّورة الإلكترونية كمايسترو يلوح بعصاه، لتسير أوركسترا الصف على خطاها بانتباه؛ كلٌ ينقش النوتة على دفتره أو جهازه اللوحي بعناية عداي، فلطالما كنت نغمةً نشاز!

جميع الطلاب بمقاعدهم سواي؛ أنا الذئب الوحيد الذي لفظته الجاذبية رفقة بلوتو لضآلة وجودي غير الملاحظ ربما؛ لأهيم على دروب العزلة قرب علّية الصف مخرجةً لساني تارةً، أخرى ألوّح أو أصنع التعبيرات المضحكه علّ شخصاً ما يلاحظني، ولكن لا أحد يفعل¡

- ما الذي تفعلينه عندكِ سارة!

صاحت بي الأستاذة إذ فجأة لأسقط من علو مُقبلةً سطح منضدتي بقوة قبل أن تُكمل:

- ألم أنبّه عليكِ مائة مرةٍ بعدم زيارة عالم الأحلام خلال الشرح؟

بلغَت طاولتي عقبها بخطوات سريعة وملامح غضبٍ متشابكة كما مربعات سترتها، ومن ثم تناولت جهازي اللوحي للتأكد مما أتصفحه، وقرأت ما دونته علناً باستنكار:

«ماذا لو انعدمت الجاذبية¿»

ما إن انتهت حتى أعادته إلى الطاولة بكفها النحيل من فرط العصبية لتكمل ناهرةً بذات النبرة:

- أي هراءٍ هو هذا؟

ليُبتلَع الصف بأكمله من قبل ثقبٍ أسود من الضحك بينما تعتصر أنامل التأنيب أُذناي بغيظ:

- بحّ صوتي في شرح جزئيات المنهج المهمة وأنتٍ هنا تضعين فرضياتٍ لا صحة لها!

«ليس وكأنها نهاية العالم...»

همست وسط تقلصات الحرج بتردداتٍ خفيضةٍ، ولا أدري كيف التقطتها مسامع المعلمة الخارقة من بين كومة الضحكات لتعاقبني بإرسالي لمكتب الأخصائية الاجتماعية لتجلدني همسات الرفاق الهازِئة أثناء مغادرة الصف:

السائِرة على السحابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن