راقب تفكيرك -1-

2.9K 96 12
                                    

عدل افكارك

لتتعدل مشاعرك

  هناك علاج في علم النفس يسمى بالعلاج الادراكي
الفرضية الاساسية التي يقوم عليها هي انه من خلال تعديل افكارك غير الفعالة، والمواقف السلبية،  يمكنك تغيير مشاعرك،  ثمّ سلوكياتك..
فالمشاعر ما هي الا خبرات داخلية للانفعال.

على سبيل المثال :
كيف هي حالتك الأن
هل تشعر الأن بالفرح؟
ام بالحزن؟
هل انت قلق او مضطرب؟
هل انت مكتئب،  غاضب،؟
هل تشعر بالسلبية او الايجابية؟

والأن نأتي الى السؤال الاهم وحاول ان تجيب نفسك بصراحة
أيا كانت مشاعرك الأن، اليست هي نتيجة تفكيرك
بموضوع معين؟

... اذاً عليك الادراك بأن مشاعرك تنتج عن الرسائل التي تعطيها لذاتك. وبمجرد أن تدرك ذلك يصبح كل ما عليك فعله هو التحكم بأفكارك، وعندها ستتمكن من التحكم بإنفعالاتك.
  قد تجد الكلام اسهل من التطبيق. ولكن ، اذا قمت بقليل من التمرين، وكنت واعي لافكارك سوف تتمكن من تغيرها بأفكار جديدة جيدة، وأن تشعر بأنك اكثر راحة...

  لقد أظهرت الدراسات أن اهم أسباب الكأبة هو التفكير المتواصل في أمر حصل بشكل خاطئ في الماضي.  فمن خلال التفكير فيه، أنت تعيشه من جديد،  وتغذيه بالأوكسجين وتسمح له بالإستمرار.
.... مرة أخرى انتبه لأفكارك

    هناك نقطة ثانية تتعلق بكيفية تعديل المشاعر، وهي طريقة تفسيرك للأمور. فتفسيرك لحدث ما، يحدد مشاعرك، وبالتالي تصرفك.
...من خلال تغيير طريقة التفسير للحدث،  سيتولد لديك مشاعر مختلفة.
              
             نصيحة: امنع نفسك من القفز الى الاستنتاجات، وابدأ باختيار البديل الأفضل، واختيار ما هو أكثر إيجابية من الاحتمالات مرارا وتكراراً حتى يصبح ذلك طبيعة ثانية لديك...

مثال: قمت بإجراء امتحان ما، بعد أن اجتهد بدرسه،
وعند صدور النتيجة تبين أنك حصلت على درجة متدنية جدا
هنا راقب ماذا سيحدث
اذا بدأت بالتفكير  وترديد عبارات(  أنا فاشل، بأنا غبي) .. سوف تشعر بالسوء  تجاه نفسك.
أما اذا فكرت بطريقة معاكسة وقلت ( أنا فعلت ما بوسعي، سوف ابذل مزيدا من الجهد في المرة القادمة)...  سوف تشعر بالراحة.
او اذا فكرت ( معظم التلاميذ حصلوا على علامة متدنية لا بد من ان خطأً ما قد حصل سأستفسر عن الأمر.. )  عندها ستشعر بالسعادة.

من يتحكم بسعادتك؟
  اذا أردت أن تكون شخصاً ايجابيا عليك أن تعرف من يتحكم بسعادتك،  انه لمعتقد شائع أن شخصاً ما يمكن أن يجعل شخصاً اخر يشعر بسوء.  فكثيرا من الاوقات نسمع شخصاً يقول او نردد نحن : فلان اغضبني. فلان ازعجني،...

  ولكن هذا المعتقد خاطئ فلا أحد يستطيع أن يجعلك تشعر بأي شيء ، ولا توجد أية طريقة يمكن لأحد من خلالها،  أن يقول شيئاً يغضبك من دون موافقتك على ذلك..
  قد تقول لي هذا الكلام غير صحيح، وربما قد تذكر حادثة أزعجك بها أحد الأفراد..

  الحوافز الخارجية كالناس والأحداث يمكنها أن تؤثر على أفكارنا. ولكن، هنا أرغب بتذكيركم  بفكرة تفسيرك للأمور. فأنت وحدك تسيطر على معتقداتك، أفكارك،  وتفسيراتك. أي انت وحدك من يعطي معانياً لتلك التأثيرات، وتلك الحوافز. مشاعرك وأفعالك هي ملك لك، استرجع سيطرتك، ذكر نفسك بأنك الوحيد المسؤول عن سعادتك، ولا تنتظر من الأخرين أن يجعلوك سعيداً...
  لا يمكنك أن تغير كل شخص،  وكل شيئ حولك لذا عليك أن تغير نظرتك الى الأمور وأن تغير موقفك..

  لا تقول لنفسك: "لا يمكنني أن أتغير"، " مشاعري هي ردات فعل طبيعية ولا يمكنني التحكم بها "
عليك أن تؤمن بأنه عبر تعديل موقفك من الحياة،  ستتخطى أكثر الظروف صعوبة.
لا أحد يشكل موقفك غيرك، اعمل على ذاتك، كن على اتصال دائم معها، ميز الأفكار المحبطة واستبدلها بأفكار مشجعة. ركز على الإيجابي واختر أن تكون متفائلاً..
  موقفك يفتح أبواب مجهولة، وامكانات غير محدودة..هو مفتاح العيش بحماسة.... انه جواز سفر للحياة الايجابية..


تمارين تساعدك على تغيير طريقة تفكيرك :

ابدأ بمراقبة أفكارك بشكل يومي.   
~توقّف لثانية عند مواجهة فكرة تستدعي التوقّف وفكّر في الأمر لبرهة. ما هي السلبيات؟ هل الفكرة مدمّرة؟ ما الذي حفّز الفكرة؟ أتبدو الفكرة منطقية؟ هل أنت مدمن على هذه الفكرة؟ ستلاحظ ظهور نمط في أفكارك بينما تبدأ بالتدرّب على إدراك الذات.
  ~اكتب كل الأفكار عند ظهورها. سيسهّل ذلك من اكتشاف نمط تفكيرك بشكل كبير. قد تجد أن أفكارك مثبّطة للنفس أو متشائمة أو مقلقة أو غير ذلك. يعدّ ذلك طريقة رائعة أيضًا للتعرّف على الصوت الثرثار السخيف الموجود في رأسك والتخلّص منه.

عرّف أنماط تفكيرك. انظر إلى نمط تفكيرك بتعمّق بعد انقضاء أسبوع تقريبًا. قد تجد أن معظم أفكارك سلبية، أو أنك تنتقد نفسك وتنتقض الآخرين، أو أنك تملك أفكارًا غير ضرورية لا تعود بأي فائدة أو أهمية عليك.  بعد تحديد هذا النمط، يمكنك التفكير في إيقافه.  سيبدأ التغيير حينها. في النهاية، لن تتمكن من الوصول إلى مكان معيّن إن لم تعرف الوجهة التي تقصدها.

طوّر أفكارًا جديدة لتخلق العادات الإيجابية . بعد ان حدّدت أفكارك السيئة وأوقفتها ثم استبدلتها وأحللت مكانها أفكارًا إيجابية. كل ما عليك فعله الآن هو الاتّسام بالمثابرة وتكرار هذه الأفكار الجديدة على قدر الإمكان. سيتحوّل الأمر إلى عادة كما كانت أفكارك القديمة تمثّل عادة بالنسبة لك..

اخلق مسافة بين أفكارك وتصرّفاتك. 
حاول ألا تكون سريع الانفعال. كيف ترغب بأن تكون ردّة فعلك؟ ما الأفكار الإيجابية التي تفضّل أن تضعها في رأسك عوضًا عن التصرّف الانفعالي؟

تدبّر الكلمات التي تجول في ذهنك والكلمات التي تقولها للآخرين. قد تجرح كلماتك الآخرين (أو تجرحك أنت)، ولن يكون لذلك سوى تأثير سلبي على نفسك وعلى الأفكار والتصرّفات الناتجة عن ذلك. إن بدا لك أن الأفكار تتراكم وتتفاقم، أخبر نفسك أنه ينبغي عليك التوقّف. توقّف فحسب. انقل انتباهك إلى شيء أكثر إيجابية يسمح لك بالبقاء على الطريق.


الحياة الإيجابية Where stories live. Discover now