جُذَامْ | بِدَايَة

7.2K 950 398
                                    


لمَ لا نعود لـ قبل تسعة أعوام، عندما سألت أمي عن سبب تسميتها لي بـ اسم غريب كـ "لوڤ".

أعلم أن معناه "حب" باللغة الإنجليزية، ولكن لماذا؟، لماذا اختارت هذا الاسم بالذات؟.

ابتسمت لي لـ تقول "البغض سلاح الضعفاء و هو انتقام الجبان".

أردفت "الكره يهدم المباني، الحب يعيد بناءه"

همهمت كـ رد لها.

"هل أنتِ جادة لوڤ؟" سألت تاشا بتفاجؤ

نظرت إليها لأجيب "نعم".

اتخذت ملعب التِّنِس مكانًا لي لأتدرب فيه، فهو يعتبر أكبر مساحة مفتوحة في المدرسة.

"ما هذا؟، الفتاة البدينة تحاول أن تتمرن؟" قال أحد الطلّاب ساخرًا

"ما الذي تريده يا هذا؟!" قالت داماريس بانزعاج

"ماذا؟، أريد مشاهدة هذه الغبية" نطق بابتسامة جانبية

أصبح محاطًا بالطلاب، يهمسون بتلك الأقوال الساخرة، يضحكون بصوت عالٍ ومستفز.

"هيا أيتها البدينة، أرينا ماذا لديكِ" قالت إحدى الفتيات بابتسامة جانبية، كم أود ضرب هذه الفتاة، ولكن إن فعلت فسوف أقلل من شأني، لا أريد أن أصبح لئيمة مثلها، أو متنمرة مثلها.
الكره كـ الجُذام.

وقفت بعد أن أحكمت رباط حذائي الرياضي.

"حذاؤها قديم!" قال أحد الطلاب بضحكة

"لا بد من أنها فقيرة".

"أنَّى لفقيرة مثلها أن تدخل مدرسة كهذه؟!"

"لأنها ذكية، ليست مثلكم" قالت تاشا بانزعاج

وضعتُ السماعات في أذنَيْ، وبدأت بالركض، لم يكن سهلًا أبدًا، لقد كان مرهقًا بشكل فضيع، لم أصمد سوى دقيقة أو دقيقتين.

ضحك ذلك الفتى اللئيم ليقول "مسكينة، لن تستطيع فعل شيء".
انصرف برفقة الطلاب الآخرين.

سقطت على الأرض بتعب، يتصبب جبيني عرقًا، تتسارع نبضات قلبي، انهمرت دموعي المكبوتة. شعرت بيدٍ دافئة على كتفي، رفعت رأسي لـ أرى ذلك الفتى، الفتى الذي وقعت في حب ابتسامته.

ساعدني على النهوض، "تفضلي" قال بابتسامة وهو يقدم لي زجاجة من ماء.

"شـ شكرًا لك".













..يتبع..

A bottle of water | زجاجة من ماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن