الجزء الثاني | رَمَادِيَّة اللَّوْنْ

5.4K 793 467
                                    


وها هي شمس الصيف، تسطع بقوة، أغضمتُ عينَيْ، أنصت لـ طائر النورس، صوت الأمواج التي تلطم بعضها البعض.. أمواج؟، ليس هناك أمواج، صحيح، نسيت أن داماريس خلقت هذه الأمواج لـ تغرق جيرو.

"د داماريس، اهدئي قليلًا" قلت

أطلقت تنهيدة طويلة لـ تقول "أريد ضرب ذلك الأبصع".

"فلننسى أمره، نحن هنا للإستمتاع" قالت تاشا بابتسامة

"إذًا ما الذي ننتظره؟، دعوة؟، هيا بنا!" صرخت بحماس

ركضنا بإتجاه الشاطئ، أمسكتُ بقدم داماريس لأغرقها فـ تنهار على الرمال الذهبية.
سمعت صوت تاشا وهي تقول "مسكينة"، لـ تخرج داماريس من الماء وتقول بضحكة "كم أنتِ شريرة!".

هذا ما يحدث كل صيف، في اليوم الأول منه.

عادةً، إما أن ترسلنا المدرسة إلى مهرجان، أو إلى متحف.

لقد كانت هذه أول مرةٍ نذهب بها إلى الشاطئ.


"هذا حقًا لذيذ!" قلت وأنا أتلذذ طعم العصير الذي بيدي

أردفت "ما هذا؟" سألت باستغراب

"إنه عصير الأفوكادو" قالت داماريس بابتسامة

"ماذا؟، تلك الفاكهة الغريبة الطعم؟!" قلت بصدمة

أطلقت تاشا ضحكةً خفيفة لـ تقول "غريبة الطعم؟، ولكنكِ لم تتذوقيها من قبل".

"أعلم، لم أعتقد أن تكون لذيذة" قلت بعيون لامعة

أردفت بابتسامة "هذا لذيذ، أفضل من الكعك المُحلى".


"مرحبًا أيتها البدينة؟، ماهي أخبار "إنزال الوزن"؟ " قال جيرو ساخرًا

"توقف عن هذا!" قالت تاشا بغضب

"لمَ لا تنضج جيرو" قال سيڤ

"أنتَ تعلم أنني لن أتحدث معك" قال جيرو بانزعاج

أطلق ضحكةً خفيفة لـ يقول "لماذا؟"

"بسبب تلك الضربة" أجاب بحنق

"هيا جيرو، لا تكن كالطفل المدلل" نطق سيڤ بابتسامة

جيرو و سيڤ، إختلاف شاسع، رغم ذلك، أصدقاء.

انصرف جيرو بانزعاج، نظر إليّ سيڤ لـ يقول "آسفٌ على ذلك لوڤ".

"لـ لا، لا بأس" قلت بارتباك

نظرتُ في عينيه الوارهة، لقد كانتا رماديتان، "عيناك جميلتان".

"شكرًا لكِ" قال بوجه محمر

أشعر بأن قلبي سوف ينفجر، عدتُ إلى رشدي بسرعة،"العفو".






حلّ الليل، بسمائها الحالكة، ونجومها التي تتلألأ.

"حسنًا حسنًا.. فلنبدأ" قالت داماريس بحماس

همهمت لـ تردف "لوڤ، أخبرينا، هل تجدين سيڤ وسيمًا؟" قالت بابتسامة جانبية

"ها؟!" قال سيڤ بخجل

أردف "مـ ما هذا السؤال؟".

أطلقت ضحكتها لـ تقول "ماذا؟".

أنزلت رأسي لـ أقول بارتباك "نـ نعم".

"هذا رائع، سيڤ، لمَ أنتَ محمر؟" قالت داماريس بابتسامة جانبية

"لـ لستُ كذلك" قال بتوتر

"حسنًا حسنًا، دوري، سيڤ، هل تجد لوڤ جميلة؟" سألت تاشا بفضول

"مـ ما هذا السؤال؟!" قلت بسرعة

نظر في عيني لـ يقول "نعم".

"حـ حقًا؟" قلت بتفاجؤ

"بكل تأكيد" قال بابتسامة

"دوركِ لوڤ" قالت تاشا

"حـ حسنًا، هل تحب فتاة؟"، لا أعلم لماذا سألته هذا السؤال الغبي، أردفت بسرعة "إن لم ترد الإجابة عن السؤال فلا بأس، سوف-".

"نعم" قال مقاطعًا لي

حقًا؟، من تكون؟، الفضول يقتلني.

خرج لوهلة، عاد بشيء يلمع في يده، رفع زجاجة من ماء أمامي، أمسكت بها، لأرتشف منها.

"الآن دوري" قال سيڤ بابتسامة














..يتبع..

A bottle of water | زجاجة من ماءWhere stories live. Discover now