10

2.7K 35 1
                                    



في الكوفي بعد المغرب..
كانوا تركي وثامر ملتقين مع بعض ، وكان ثامر يطالع باستغراب ولد عمه المسترخي بجلسته ويلعب سنيك بجواله ..ويسب ويلعن الجوال كل ما خسر مو مهتم للوقت..
ثامر : ما عندك دوام؟.. وش مجلسك للحين ؟
تركي وعيونه عالجوال قال مو مهتم : الا عندي.. بس ماني رايح..
استغرب ثامر تركي من خذ هالوظيفة وهو مدااااوم عليها ولا عمره تأخر دقيقة وحدة عنها .. ابتسم بارتياح وهو على باله شال اللي يبي يسويه من باله
ثامر : وش صار معد تبي تكمل اللي ناويه.. ريحنـي؟
رفع تركي عينه بهدووء بنظرة باردة حااادة من تحت حواجبه خلت ثامر يناظر بالناس هروب من هالنظرات ..
تركي على نظرته : وانت ودك اني أتركها؟؟
ثامر : خلاص ياخي سو اللي تبي ماني متدخل... بس ياخي لا تصير ديكتاتوري خلك ديمقراطي وتقبل الراي الآخر..
تركي وهو يرجع للعبة ببرود : ومين قالك اني ديكتاتوري
ثامر : ماقلت لي ليش منت رايح ، دوام الشركة المسائي بدا ولا أنا غلطان ؟؟
تركي : اليوم ماني رايح...
ثامر : ليش فيه شي في بالك ؟؟
تركي وصرخ لأن سنيك اللعبة ماااات : ششششششششششششت
ثامر بسخرية : كلن على همممه سررررى
تركي وهو يعيد اللعبة من جديد : ما داومت الصباح اليوم عشان اروح الحين
ثامر مستغرب من اهماله اليوم : وليش ؟؟.. ما تخاف يزعل ابو خالد عليك ؟
تركي : لا تخاف مارح يزعل..
ثامر : وش هالثقة!!!!
تركي : بصراحه مالي خلق اليوم أقابل الوجيه النكدية هناك... قلت يا تركي يا ولد خذ لك اجازة اليوم
ثامر : على كيفك تعطي نفسك اجازة !! ... انت ما تعرف انت وش حاط نفسك هناك..
تركي : لا تخاف كل شي مسوي له حساب..

::

هنـاك بالشركة بعد محاولات من السكرتير الاتصال بـ وليد ما قدر يحصل جواب وقام راح لمكتب المدير ودخل عليه..

السكرتير : طال عمرك حاولت اتصل على وليد مثل ما طلبت لكن مافيه جواب..
ابو خالد باستغراب : غريبة !!.. انت متأكد انه ما داوم اليوم الصبح .. ولا حتى مر على الشركة
السكرتير : متأكد ما شفته ولا حتى وقّع حضوره..
ابو خالد : ولا حتى اتصل يعتذر أو يعطيك خبر !!؟
السكريتر : متأكد لا اتصال منه ولا حتى جا..
ابو خالد بدا يقلق ، أول مرة وليد يسويها من توظف ووظيفتها الحين عدت الشهر من بداها ... طول ذيك المدة كان مدوام وكان من أنشط الموظفين ... وهالتصرف منه يثير الغرابة والقلق...
ابو خالد : حاول تدق عليه من جديد ..
السكرتير : ان شالله..

طلع السكرتير وتم ابو خالد يفكر وهو يقرا بالورقة اللي قدامه بقلق... هو نفسه ما يدري ليش يهتم بوليد بالذات على انه مثل كثير شباب يعرفهم .. بس اللي يعرفه انه يرتاح له وصار يعتبر وليد مثل ولده كل ما يقبل عليه او يشوف وجهه يحرك فيـه شي غريب من زمان ما حسه من غير سبب واضح...
وكل يوم عن يوم يزيد اعجاب فيه ،، واحد من الشباب القلة المكافحين اللي قابلهم في حياته وبظروفه ولا يظن انه بيقابل واحد بشخصيته وثقته وأيمانه بقدراته...


عند ثامر وتركي من جديد..
ثامر طفش من جوال تركي اللي ما سكت عن الرنين وتركي سافهه : الحين ليش ما ترد..!
تركي : مابي أرد ..
ثامر بسخرية : ليش ! خايف من كلمتين ممكن يعطونك اياها على اهمالك ؟؟
تركي ببرود والجوال جنبه تكسر من الرنين : لا ماخفت بس مابي أرد...
ثامر : فيه نية في بالك..؟؟
تركي : يا كثر حننننتك ...!!.... ( ورفع اصبعه بوجهه ) برد وركز معي يمكن تعرف وش قصدي..

مسك الجوال وحط يده على رقبته وتنحنح ، وثامر يراقب حركاته يبي يشوف وين بيوصل من كل هالتصرفات...
رد بطريقه قلبت صوووته عالأخير خلا ثامر ينفجع : هلا..
السكرتير : هلا وليد وش علومك ؟
تركي وهو يغمز لثامر ويزيد من بحة صوته : هلا استاذ لؤي انا بخير شعلومك ؟؟
السكرتير وهو مستغرب من صوت وليد المختفففي من البحة : بخير عساك بخير.. عسـى ما شر المدير يسأل عنك..
تركي وهو يكح كحتين متقصد : لا ابد اليوم ماسكه معي انفلونزا وما قدرت اتحرك من السرير حتى عشان ارفع التلفون واعطيكم خبـر..
السكرتير : اهااا.. ما تشووف شر بس وش تبيني أقول للمدير الحين .. من الصبح يسأل عنك وانت الله يهديك ما اتصلت..
تركي : معااااليش كانت معي حمى وما حسيت بعمري صاحي وقادر اتحرك الا من ساعه !!
السكرتير : يعني مارح تحضر الشركة اليوم ؟
تركي : لا ما أعتقـد.. ياليت تعطي ابو خالد خبر ما يقلق .. وياليت يعفيني لأني ما اظن بكرة اقدر أجي..
السكرتير : أوكي بقوله
تركي : مشكور على اتصالك

قفل ورمى الجوال عالطاولة ورجع ظهره للمسند وتكتف طفشاااان.. شكل المهمة اللي وكّل نفسه بها بتطوول ويمكن يفقد أعصابه قبل لا يوصل اللي يوصله..

ثامر بعد ماراقب المكالمة من اولها لاخرها قال بتساؤل : ...كل هذا عشان تلفت اهتمام ابو خالد لـك أكثر من ماهو مهتم فيك.. صح ولا أنا غلطان ؟؟
ابتسم تركي بهدوء : كنت عارف انك بتفهمني... محد يفهم الذكي الا الذكي مثله..
ثامر : متربين سوى وعارف هالعقل وشلون يفكر وما تبيني أفهم..
تركي : ههههههههه يلله دبرني الحين .. شلون اخذ لفحة برد بهالوقت الحار ؟؟
ثامر : هههههههههههه ما ينخاف عليك ما يحتاج لفحة برد تقدر تدبر أمورك..

بعدها طلعوا من الكوفي وركبوا سيارة ثامر الفارهه .. والتفت له ثامر : وين تبي ؟؟ نروح للبيت ؟
تركي ومزاجه رااايق على غير العادة : لا ودنا أي مكـان.. حرام يروح هالمزاج من غير وناسة وروقان
ابتسم الثاني : وين تبي ؟؟
تركي : ودنا أي فندق نتعشا فيه ..
ثامر : ههههههههههههه .. من زمان عن الفنادق.. بالله تبي تروح لفندق راقي بهالملابس..؟؟
طالع تركي ملابسه الغير أنيقة وناظر في ولد عمه : وش فيها ؟!
ثامر : هههههه تكفى غير بعدين خلنا نروح لفنادق
تركي بعناد : عناد فيك ماني رايح للفندق بغير هالملابس ، والناس خلها تقول اللي تقوله.. ما ذبحنا الا كلام الناس!! ( بسخرية)

وهم بالطريق دق جوال تركي والتفت ثامر باستغراب : مين بعد ؟؟
تركي وعيونه على شاشة الجوال يقرا الاسم : ابو خالد !
ثامر : ابو خالد ولا سكرتير ابو خالد ؟؟؟
تركي : لا !.. ابو خالد بنفسه...
ثامر باستغراب : ابو خالد نفسه دق عليك من جواله الخاص..!!!
تركي بهدوء وهو نفسه ما كان متوقع هالاتصال الشخصي : ايه.................!!
سكت شوي وبعدها ناظر ثامر : وش رايك ؟.. أرد ولا اتركه ؟
وقبل لا يجاوب ثامر اتخذ قراره ورمى الجوال جنبه وتركه يرن لما سكت ..
ثامر وهو يطالع من المراية الجانبية : ماتبي ترد ؟؟
تركي : خلها لين اداوم بالشركة اكيد عنده خبر اني تعبان وما اقدر ارد عليه... انا ألحين مرووووق حدي ومابي أعكر هالمزاج مع هالشايب!!

هز ثامر كتوفه من غير اهتمام وما علق ،بالنهاية هذي قرارات تركي... وصلوا للفندق المتفق ونزلووووا..

:::::::::::::::::::


آخر الليل..
الكل كان نيام لكن شادن كانت تشوف كوابيس خلال نومها الغير مريح.. واللي كان متقطع طول الليل..
صحت بهذي الليلة مرعووووبة !!..وأول ما طرى عمر على بالها امتلت عيونها دموع، لمتى بتصبر الخوف ماكل قلبها اكل وهو ولاهو عارف..!
الحلم ماكان واضح المعالم لكن اللي تذكره ان عمر كان هناك وكان معطيها ظهره وتناديه ولا يرد..!
بالواقع والماضــي ماكان أبد يتجاهلها وكانت كل ما تناديه يجي لها ويكون جنبها ...

سمت بالله ومسكت الوسادة وحضنتها وهي تتذكر أول كل ما كانت تحلم بكوابيس ، ما كانت تلاقي اللي يهديها الا عمر .. الحبيـب الغايـب..!
تذكر ليلة مشابهة كانت ليلة كوابيس مخيفة كانت بعمر 10 سنين وقتها وعمر 16 سنة...... صحت وهي تشهق وفجأة بدت تبكـي ، ماكان حولها أحد والساعه 3 الفجر وهذا اللي زاد خوفها..

مباشرة تحرك جسمها لا شعوري وركضـت لغرفة عمر المقابلة لها ودخلتها وهي تناديه خايفه ودموعها تنزل..
ماحصلته ومااااتت خوف،، عمر اذا ما كان بالجوار ما تحس بالأمان،، ركضت تنزل الدرج وشعرها الناعم لازق بوجهها بسبب الدموع المختلطة بالعرق المغطي رقبتها.. راحت للباب اللي يطلع لبرا حصلته مقفل بالمفتاح ومباشرة راحت للباب الخلفي حق المطبخ .. حصلته مفتوح فعرفت ان عمر طلع منه..!
فتحته بقوه بيدينها الصغيرة وركضت وسط الظلام تدور طيفه وهي تبكي بخوف يزيد... تدور مصدر الامان بالنسبة لها..!!

شافته أخيرا جالس بالظلام على عتبات المدخل الرخامية وملامح وجهه غير مقروءة ، وبيده علبة كبريت يولع عود ويطيحه بالأرض ويتركه ثواني لما يطفى من نفسه.. ويرجع من جديد يولع ثاني ويتركه يطيح عند رجوله..

حس عمر بالصوت اللي يقرب رفع راسه وتغيرت نظرته وهو يشوفها تناظره بخووف ودموعها تغطي خدودها ووجهها ..
بصوت مبحوح : شادن شفيك ؟؟
شادن وهي تفرك عيونها من دموعها المالحة : انا خايفة محد معي...
ابتسم وما يبتسم هالابتسامة الا معها : ليش ؟
وهي واقفة مكانها : مدري مابي أرجع أنام.. عمر مابي ارجع انام..

شافته يترك العلبة تطيح من بين أصابعه ، ويربت على مكان جنبه : طيب تعالي هنا ولا تخافين..
وكأنها تبيه يطلب منها هالشي راحت وهي لابسة بجامتها الطفولية اللي كلها رسوم دببة وأرانب.. وجلست جنبه ولزقت فيييه..

عمر ما تحرك رجع لصمته وهو ممدد ذراعينه على رجوله .. اخذ علبة الكبريت من جديد وحطها بجيبه.. وأخيرا التفت لها : ليش خايفة ؟؟
شادن : مدري حلمت بشي مو حلوو..
عمر : بإيش حلمتي ؟
شادن : مدري ما اتذكر.. شي مو حلووو ما اعرفه..
عمر : الكوابيس مو صدق !

سكت بعدها وهو يناظر قدااام.. معروف عنه صمته بأغلب الأوقاات ..
وهي ترفع راسها تناظر جانب وجهه خلال الظلام : ليش ما نمت ؟
عمر : مو جايني نوم..
شادن : كيف بتروح المدرسة وانت ما نمت؟ .. لازم تنجح عشان ابوي ما يعاقبك.. مابي أبوي يعاقبك يا عـمـر..
وهو يميل راسه لها : تحسبيني شاطر زيك.. لو علي يا شادن تركت المدرسة ، أنا اروح هناك بس أطق وأنطق ..
شادن : ههههههههههههههههههه تقدر تصير شاطر انت ذكي يا عمر ..
ابتسم من غير لا يناظرها : شكرا عالكلام الحلو بس ما اقدر اصير مثلك.. أبي أصير اللي أبيه أنا..
شادن وبفضووول : وش تبي انت ؟
عمر : أبي أصير غير الناس... أبي اصير مميز أبي أصير اللي أحبه..

هزت كتفها مو فاهمه عليه ، وفعلا من جلست مع عمر نست كل الخوف ، هالـبشر هذا له تأثير عليها غير أي أحد...

عمر وهو يناظر بعيونها القريبة منه : خايفة للحين ؟
ببراءة ابتسمت : لااا... راح الخوف
ابتسم لها بنعومة وبهدوووء : أجل روحي نامي عندك مدرسة بكرة..
شادن : تعااال معي مابي أروح وانت هنا
من غير كلام قام واقف بهدووء .. وقبل لا يمشي حس بيدها الصغيرة تنشبك بيده..
ناظرها بعيونها لقاها تبتسم له بشقاااوة ، ومشى وهي متعلقة بيده ..

وصلوا فووق.. ووصلها لباب غرفتها وفتح لها الباب : يلله تصبحين على خير..
شادن ناظرت بوجهه : بتنووم ؟
عمر : بحاول..

ناظرت داخل غرفتها المظلمة ورجع لها الخوف.. فـ طالعت بعيونه تترجاه : أقدر أنام معك بغرفتك !؟
ابتسم عليها وبشجن : راح علينا هالشي يا شادن.. فات الوقت على نومتنا مع بعض بغرفة وحدة..
ما فهمت سألت ببراءة : ليش ؟ انا اذا كنت معك ما أخاف.. ترا عادي انام عالأرض وانت عالسرير مابي انام لحالي..
عمر : ما يصير لو يدري ابوي بيزعل !
ما لقت سبب مقنع لرفضه وتعلقت بيده : مااابي أنااااااااااااااااااام...
بدت بعنااااادها معه وش يسوي الحين !!...

وهو يفك يده منها : ما أقدر كبرنا خلاص !
وقبل لا ترد أو تحتج دفها من كتفها برفق لداخل الغرفة وهو يقول بصوت منخفض : روحي نامي الحين تصبحين على خير..!

ضمت الوسادة أكثر لصدرها وهي تبتسم هالذكرى ترسم الابتسامة عليها.. تذكر ليلتها انها ما قدرت تنام لحالها ولحقت عمر على غرفته وغصب عنه نامت هناك على الكنبة وهو ماله حيلة أبد يرفض..!
على انها مو عنيدة ،، الا انها تصير مهوووسة بالعناد خصوصا معه ،، ما تلعب الا معه وما تحب تتضارب بعد الا معه....

حطت راسها عالوسادة تحاول ترجع تنام ،، لازم تلاقي حد لازم تنهي هالحال اللي هم عليه....
بالنهاية صممت بكل قوة واصرار هي اللي تقوم بالخطــوة...!


:::::::::


اليوم الثاني ..

طلع خالـد من غرفته ركض ناحية الطورائ عقب ما استدعوه قبل لحظات بشكل عـاجل ،، سأل أول ما دخل غرفة العمليات والممرضة تساعده بلبس الملابس الخاصة : وش الحالة ؟؟
قاله الدكتور اللي معه وهو يفحص بشكل سريع : حالة نزيف داخلي بسبب حادث.. وكسور بالأضلاع
ألقى خالد نظرة عالجسد الممدد عالسرير الأبيض وعرف ان قدامه مرحلة صعبة واضح من هيئة الشاب ان حالته مترديه وصوت نبضات القلب من الجهاز مو مستقرة وفي حالة ضعـف!
بدا وحدة من العمليات الصعبة اللي واجهها خلال فترة شغله ، صحيح كان صغير بالسن لكنه بااااارع وموهوب وما دخل هالمجال بالصدفة .. كان فطن نبيـه وما وصل للمركز اللي وصله من فراغ..!

عقب عملية صعبة قدروا ينقذون المريض لكنه دخل في حالة غيبوبة ،، طلع خالد والدكتور اللي معه من غرفة العمليات وخالد يشيل الكمامة من على وجهه
وهو يتنهد بارتياح : عدت على خير..!
الدكتور : الحمدلله .. روح ارتاح الحين العملية ما كانت هينة
د.خالد : ايه والله
وشاف ساعته : الاستراحة بعد دقايق بروح اشوف الدكتور جمال أكيد ينتظرني وبيعطيني زفة على راسي
ابتسم الدكتور وانفصلوا راح خالد لمكتبه وأول ما دخل الا د. جمال في وجهه واحد من دكاترة القسم النفسي بالمستشفى..
د.جمال : وينك لي ثلث ساعة انتظر هنا!!!
خالد بسخرية وهو يروح يجلس ورا طاولته : وين بكون يعني يا بغرفة العمليات يا مع مريض !! وش تحسب رايح ألعب !!
د. جمال : ترا ما نسيت، قهوة اليوم على حسابك!
د. خالد بحنق وبنظرة من زاوية عينه : ما تسوى علي فزت بالبلوت !!
د.جمال وهو يجلس بنص جسمه على حافة الطاولة وبنظرات تستفز خالد : والله انت اللي متحديني يا حبيب قلبي محد قالك تتحدى الدكتور جمال بهيبته .. الا مصيره يطيح من قمة راسه ....
د. خالد : وللللل عليك ماحد يعطيك كلمة الا تعطيه عشر...
ضحك : ههههههههههههههه تعال ياخوك سولف لي عنك، لك يومين مو طبيعي
رفع خالد حاجب : مافيني شي يا دكتور يعني الواحد ما تجيه ايام تنقلب نفسيته
د. جمال : لكن يا عزيزي النفسية ما تنقلب الا بأسباب... انا بسبقك للكافتيريا راسي صاكني
د.خالد : ههههههههههههههه صاكك أمحق نفساني المفروض تتحمل كل حالة تجيك
د.جمال وهو طالع من الباب : لكل انسان حد للاحتمال وانا اخوك الحالات اللي تجيني تشيب الراس.. الحقني بنتظرك الاستراحة بدت!
لبس خالد البالطو واللي فصخه عشان العملية ولحق رفيقه اللي تعرف عليه بهالمستشفى وعلاقتهم تطورت بشكل سريع ، وكأنهم اصدقاء قدامى ولا كأنهم متعرفين على بعض بالمستشفى من فترة مو طويلة..

وصل للكافتيريا ولقى د.جمال محطوط قدامه كوبين قهوة غامقة ويسولف مع الدكتورات اللي بالطاولة جنبه .. جلس خالد وهو يهز راسه بابتسامة كـ سلام لزميلاته بالمستشفى..
د. جمال : تسلمين يا دكتورة من ذوقك ..
الدكتورة وهي تناظر خالد مبتسمة : وما يهون بعد دكتور خالد ، صراحة انتوا قدوة والكل يبي يصير مثلكم..
ابتسم خالد من غير لا يرد ، و د.جمال قال : هذا بزر قاعـد لا راح ولا جا ما يجي لـخبرتي..

د. خالد بهمـس : ابو التحطيييييم انا ابي اعرف انت وشلون صاير طبيب نفسي انت فالح بس بتحطيم خلق الله ... كذا تعامل مرضاك ؟!!
سمعه د. جمال وهمس بصوت واطي محد يسمعه : اذا صرت مريضي ذيك الساعة بوريك شلون أعامل الناس
خالد : الله لا يحطني بيدينك..
الدكتورة وهي تضحك هي واللي معها : ههههههههه لا بصراحة دكتور خالد الكل يبي يتعامل معه ، وأحلى شي فيه صغر سنه..
تجاهـل خالد كلامها ومارد ، واكتفى بابتسامة أنهت الحوار ما بينهم ،، سكتوا ماعاد قالوا كلمة وبعد فترة قاموا الدكتورات من طاولتهم ، والتفت د.جمال لـ خالد : ها خالد ما قلت لي وش فيك ؟؟
خالد : وش فيني ؟؟
جمال : أبد مافيك الا العافية تزقح بس فيه شي شاغل بالك ، اشوفك هاليومين منت على بعضك !!
خالد وهو يحرك السكر داخل كوبه : لا تهتم مافيني الا العافية ،، المستشفى وشغله وتعبه مو أكثر!
جمال : سمعت من الدكتورات قبل شوي ان د. نايف وصل أمس بعد ما راح يحضر المؤتمر الطبي !.. دريت ؟؟
نزل خالد الكوب من فمه وهو مستغرب : لا توني أدري منك ،! ..وصـل؟؟
جمال : ايه واكيد حضر للمستشفى اليوم ؟؟ شرايك نمر عليه الحين نسلم..

ابتسم خالد ،، د.نـايف هذا غيـر يعتــبره قدوته الأولـى والأمثـل ،وهو صاحب هالمستشفى لكنه دكتور بكل معنى للكلمة ،، تعامله راقي جدا ومن أفضل الأطبـاء عالساحة كبير بالسن جاوز الـ 50 من عمره ... الكل يشهد له والكل يحترمه ويقدره : ليش لا لازم نمـره..

وعقب ما خلصوا قهوتهم وريحوا قاموا مع بعض للمصعد وطلعوا للطابق حيت يتواجد مكتب الدكتور نايـف ..
تقدم خالد ودق الباب بهدوء ومن سمع الأذن دخـل وجمال وراه ، شاف قدوته ورئيسه يتفحص بعض التقارير ومن انتبه لهم ابتسم بوسع وجهه : هلا ومسهلا دكتور خالد .. ( التفت لجمـال ) هلا دكتور جمال..
د. خالد : الحمدلله عالسلامة دكتور توني أدري انك وصلت
د.نايف : الله يسلمك بشروني عنكم وبشروني عن المستشفى بغيابي
د.خالد : الحمدلله دكتور.. شخبار المؤتمر عسى كان زين
د. نايف : لا ما شاءالله كان حلو .. وما راحت السفرة خسارة ان شالله بنقدر نطور المستشفى ونشمله بكل الاحتياجات..
د. خالد : ما يحتاج عاد المستشفى كاملة والكمال لله..
د. جمال : واناااا أشهههد ما ينقصنا شي
د. نايف :هههههههههههههههه حلوة هالمجاملة ..، د.خالد شرايك المؤتمر الجاي تحضره معي.. بيفيدك !!
ابتسم خالد وتدخل جمال : وانا يا دكتور مالي عزيمة ؟؟
د. نايف : انت نفساني يا ولدي والمؤتمر مو لك انا اشوفه بيفيد د.خالد بتخصصه ..
د. خالد : اكيد دامك تشوفه بيفيدني اكيد ماني قايل لا..

جلسوا شوي يسمعون أخباره وأخبار المؤتمر الطبي اللي كان بلندن .. بعـد شـووي شاف د.جمال ساعته لقى الاستراحة انتهت..
د. جمال : يلله دكتور نستأذن
د. نايف : الله معكم..
وطلعوا وخالد مبتسم ومرتاح : ما قابلت دكتور مثله يا جمال ولا أظن بقابل !
د. جمال : أكيد موب أنت اللي قدمت نفسك على هالمستشفى بس عشان الدكتور نايف يشتغل فيه وقبل هذا كله صاحبه !
ابتسم خالد وهو يتذكر أول ما تخرج وانتهى من تدريبه ، ما كان يبي يتوظف الا بهالمستشفى وما كان يبي يبدا بدايته الحقيقية كـ دكتور الا هنـا ،، وكل هذا بسبب الدكتور نايف..!

دخلوا المصعد وهم يسولفون ونزل بهم طابق واحد بس وانفتح الباب من جديد ، دخلت بنت متحجبه من غير غطا لكن كان باين الحيا على وجهها .. أول ما دخلت نزلت عيونها بالأرض من وجودها مع اثنين رجال وضغطت على الطابق اللي كانوا فيه قبل شوي ..وقفت وراهـم وهم تقدموا عنها شوي ..
ابتسم جمال وغمز لخـالد وخالد طقه بكوعه لأن جمال مطيح الميانة مع أي احد ، ويمكن تعامله الدائم مع الجنس الناعم بالمستشفى هذا غير تخصصه اللي يخليه يتعامل مع مختف الأنواع والأجناس خلاه كذا ...
د. جمال بلقااافة : على وين ؟؟
البنت وهي ترفع عينها له بسرعة وتحطها على باب المصعد : أبي الدور الخامس..
لفت انتباه خالد صوتها الراكد وهدوءها حتى انها تجاهلت ابتسامة جمال اللي تجذب أي أحد..
د. جمال : بس الطابق الخامس مافيه مرضى كله للأشعة وبعض المعامل والمكاتب...

ناظرته البنت بنظرة خلته ينطم ، نظرة تقول " انت وش دخلك " .. انحرج جمال البنت رغم حياها الا باين ان عليها قووة...
د. خالد بأدب مناقض جدا لأسلوب وطريقة جمال : اذا تبين تسألين عن جناح ولا غرفة اسألي الطابق الخامس منفصل عن المرضى انفصال تام..
التفتت لـ خالد تناظره ونزلت عينها عنه وحمرة خجل على وجهها : لا شكرا أعرف وين اروح....

طالعه جمال بقهر وخالد رفع حاجب يقهره ... ولأنهم طلبوا الطابق قبل لا تركب نزل يوصلهم للدور الثاني ،، طلع جمال أول وخالد وراه ويديه بجيوب البالطو حقه... التفت من جديد باستغراب شاف البنت حتى ما ناظرتهم مدت يدها لزر أغلاق الباب من غير لا تعيرهم اهتمام..
د.جمال عقب ما تسكر المصعد وطلع فوق : شفت ذيك النظرة ؟؟.. آآآآآه يالهوي...!
د. خالد : هههههههههههههه بالله عليك انت وش لقفك خلها تروح للي تروحه..
د. جمال : شفت نظرتها شوي وتعطيني كف..!..
د. خالد : انا راااااجع لغرفتي انت واحد فاضي راسه ، صراحتن مدري شلون صرت طبيب نفسي... مع السلامة
ومشى وتركه وجمال لف وراح لقسمه وهو يضحك ..


:::

وصلـت سحر مشاعل لبيتهم من الجامعه ومشاعل محتجه طول الطريق وهي تترجاها : ليه ما تنزلين وش هالتغللللي ؟؟
سحر بملل : مشاعل حلا هو كل مرة تقولين لي انزلي.. مرة ثانية اليوم صدق مالي خلق.!
مشاعل وهي تصفق الباب بقهر : الشرهه عاللي تعزمك ..
وراحت ابتسمت سحر عليها وراحت البيت .. شافت سيارة غريبة عن بوابة القصر استغربت لكنها شكت انها لـ بندر..
نزلت وراحت لمدخل الصالة وفتحته شوي تتأكد اذا كان فعلا هو بندر اللي جاي اليوم..!
سمعت سواليفه وضحكه مع اختها بيان وشكلهم كانوا لحالهم بالصالة.. مالها استعداد تواجهه عقب ذاك الموقف ولا حتى تقوله كلمة...
لفت متراجعه وراحت من الباب الخلفي من غير لا أحد يحس فيها .. للحين زعلانه منه دخلت وعشان ما يدرون عنها طلعت بالمصعد اللي قليل ما تستخدمه من غير لا تمر عالدرج اللي هو مكشوف عالصالة..


بندر وهو يلعب أونو مع بيان رفع يده يشوف ساعته لقاها 1 : الحين مو قلتي لي سحر دايم تجي من الجامعه الحين ؟؟
بيان : الا...
بندر عشان ما ينفضح وخصوصا انها صغيرة ممكن تقول أي شي ما حب يخصص : وخالد ؟؟
بيان : خالد ما يجي الحين......... يلله العبب دوووووووووورك!
بندر انتبه لنفسه ولعب ..
بيان : خخخخخخخخ يلله اسحححححب

فتح عيوووونه البنت مووو هينـة !!.. مسك المخدة جنبه وطقها براسها : خبببببببببببييييييييييييثثثثثة !!
طفش وتركها تفوز عليه وبعدها قام واقف .. شافت بيان الخدامة طالعه الدرج وهي شايله صينية فيها كاس عصير..
بيان : أببي عصيييييييييييير...!
الخدامة : هذااا حق مس سحر !

رفع بندر حواجبه مستغرب وبيان نطت واقفه : سحر متى جت ؟؟
الخدامة : ففتين مينت اقوو ..! ( من ربع ساعة)
بيان توها بتروح تركض لأختها تشوف وش جابت لها اليوم بس بندر مسك يدها وناظرته باستغراب..
راحت الخدامة فوق وبندر ابتسم لها : روحي قولي لسحر يقولك بندر أنا آسف..!

بيان : انت بتروح ؟؟.. انتظر خالد لما يجي انت تقول تبي خالد !!
ابتسم عليها : خالد بيتأخر انا بروح البيت الحين عشان الغدا.. قولي لـ سحر ان بندر راح طيب ؟؟
بيان : طيب..!

طلع وهو ضايق خلقه وبيان طلعت فوق .. دخلت غرفة اختها تركض فرحانة ومن غير كلام توجهت لشنطتها المطحوطة عالكرسي وفتحتها تفتش فيها .. التفتت لها سحر وهي ماسكه ماس العصير وتقرا بمجلة : وش تدورين يالسوسة ؟؟؟
التفتت عليها بيان : ترا بندر راح..!
استغربت سحر : وش دخلني راح ولا جا ؟؟
بيان : ويقول بعد قولي لسحر أنا آآسف...
سكتت سحر ما علقت ونزلت عينها للمجلة وهي تسترجع الموقف : بندر ليش جا ؟؟
بيان : جا يبي يشوف خالد ..
تركتها بيان بعد ما خذت اللي تبيه ،، سكرت المجلة ورمتها جنبها .. رمت عمرها عالسرير وتركت شعرها يتناثر على وجهها.... تبي تناااااااااام تعباااانة..
تحسنت نفسيتها عن اليومين اللي فاتوا بكثير ،، وصارت تشغل نفسها عن أي شي عشان ما تفكر بمحمد ولا بالموقف...
ابتسمت باقتناع انه بيجي يوم من الايام ويتغير هالحال بينهم... وبتحاااول قد ما تقدر انها تذوب الجليد بينهم وانها ترضيـه .. مو شي مخجل انها تفشل لازم تستمر عالمحاولة لما تنجـح ...

عالغـدا بعد ساعة ..
امها : بيان وين سحر ؟؟
بيان : بغرفتهـااا...
ابو خالد : روحي ناديها وانا ابوك..
بيان بدلال وعناد : مابي انت روح نادها...
أمهـا : عيب يلله روحي نادي اختك...
بيان لفت لورا وهي جالسه عالكرسي وصرخت بكامل صوتها : نااااااااااااااااااااني نادي سححررر...

ام خالد : اقولك قومي ناديها تنادين ناني؟؟
بيان : مابي اروووح... روحي انتي !
ام خالد : صدق قلة حيا..
ابو خالد : هههههههههههههههههههه..
ام خالد : لا تضحك وتزيد عناد .. اشوفها بدت تصير مثل سحر في بعض الاشياء
ابو خالد : شفيهم بناااتي مافي مثلهم ربي لا يخليني ..

دخلت سحر عليهم وجلست .. وابتسمت لأمها : شفيها سحر حبيبة أبوها ؟؟؟؟
ام خالد وغصب عنها ابتسمت : مافيها شي.. كامله والكامل وجه الله..
بيان : انا حبيبة ابوووي بعد..
طالعتها سحر بزاوية عينها : انتي فالحه بالأكل بس.. خلك مثل ما انتي
ابو خالد : نمتي ؟؟؟
سحر : لا ماجاني نوووم...

بيان : بندر قبل شوي جا ولعب معي !!
ابو خالد ابتسم : جاي عشان يلعب معك ؟؟
بيان : ايه جا عشان خالد وجلس يلعب معي!!
ابو خالد : غريبة بندر يدري ان خالد ما يطلع من دوامه الحين..
سحر بهدوء وهي تاكل : يمكن نسى !
بيان : جا عشاااان يلعب معي يحبنـي..!
ابو خالد بمزح : وليش ما عزمتيه يتغداا معنا ؟

هزت بيان كتوفها وكملت غـدا من غير ثرثرة أكثر.. سمعـت سحر ابوها يتكلم مع امها ويقول : نهاية هالاسبوع انا معزوم عالغدا مارح أحضر الغدا في البيت..

خلصت سحر الغدا وما اهتمت تسمع لسوالف الشغل والرجال والعزايم ورجعـت لغرفتهـا عشان تنام لها ساعة...

::


بعد يوميـن ..
دخـل تركي الشركة بعد ما كان مدعي المرض ، وهو يمشي بالممر رايح بيوقع على حضوره انتبه ان المدير ابو خالد كان يسوي جولة بالشركة ويتطمن على أوضاع الموظفين والسكرتير يمشي معه ..

ابتسم ابو خالد وهو يشوف تركي مقبل وحالته عال العال : الحمدلله عالسلامة وانا ابووك ؟
تركي وهو يحب راسه متناسي بالعمد انه لازم يرتسم بالرسمية داخل مجال العمل : الله يسلمك.. آآسف طال عمرك عاليومين اللي راحت..
ابتسم ابو خالد : معذور بس لو كنت طمنتنا عليك كان احسن...
تركي : سامحني شفت اتصالك متأخر وقتها كنت عند الطبيب..!
ابو خالد : ها بشر عساه طبيب شاطر .. عساك طيب؟؟

نزل عيونه بالأرض : تبي الصدق يا عمي كنت اظن انه شاطر .. عطاني أدوية غلط وهي اللي نكست حالتي وخلتني ما أقوم من السرير... انت أدرى بالحال يا عمي ، الحال هي اللي خلتني أروح عند هالطبيب التعبان ولا لو الحال احسن كنـت لقيت لي طبيب غيره بس لأن هالطبيب ما يطلب واجد...!

استنكر ابو خالد هالكلام : وش هالكلام ؟؟.. هذي صحتك ما فيها لعب...
تركي : وش اسوي طال عمرك انغشيت فيه ..!.. بس لا تهتم انا الحين أحسن رحت له وسفلت فيه.. وصحح لي الأدوية.
ابو خالد : المرة الجاية وانا ابوك ، لا تتردد تجيني انا اعرف ان ظروفك صعبة وصدقني انت الحين مثل ولدي خالد احس اني مسؤول عنك .. تعال لي في أي شي تحتاجه اعتبرني أبوووك اللي يحبك ويخاف عليك.... زين وانا ابوك ؟؟

وبكل حنية الدنيا حط يده على كتف تركي اللي انخرس لسانه ونزل عيونه بالارض .. وبصوت واطي : ان شالله..!

راح عنه يكمل جولته وتركي ما تزحزح من مكانه يفكر في كلامه... بالنهاية ابتسم لكن ما كانت ابتسامة مكر ودهاء مثل العادة ، كانت ابتسامة رثاء لحالة ابوه ولكلام ابو خالد اللي يناقض معناه كل شي سواه بأبوه ..!
وبنبرة حقد اسود يملى قلبه : ليتك تعرف انا مين عشان تعرف وش أبي منك... بس بتعرف في الوقت المناسب يابو خالد ... بتعرف يوم بيفوت الآوان عليك...!

وراح يكمل شغله وقع حضوره وطلع يشوف وش اللي عليه لليوم...

::

صحـت شادن الصبح من بدري وهي قلقة نامت نوم متقطع بسبب التفكير والهواجس... بعد ما غيرت بجامتها نزلت تحت وكانت الساعة 9 شافت بندر جالس لحاله عند التلفزيون وكوب شاهي بيده.. جلست معه بصمت والتفتت تشوف وش قاعد يناظر ..
بندر ما التفت لها بس حس من سكوتها ان فيه هواجس قاعده تدور في بالها التفت لها بخفة وشافها تناظر التلفزيون بجمووود ، عرف انها تناظر وما تناظر يعني سرحانة.. رفع الكنترول وقفل التلفزيون عشان ينبهها لاحظ انها تناظر الشاااشة مو حاسه بشي..

بندر : ألووو الو ..
شادن : ..............
بندر : ههههههههه والله الحالة مستعصية على هالصبح !!
انتبهـت عليه يحاكيها : نعمم ؟.. تكلمني ؟
بندر بهبالة : لا أحاكي الصرصور اللي تحت رجولك..
نططت من مكااانها وضمت رجولها تحتها وهي تناظر تحت : ويييييييييييييييييييييييييينه!!
بندر : هههههههههههههه وش صاير اليوم على هالصبح حلمانه بشي اشوف التناحه بعيونك

شادن وهي تتربع عالكنبة وتضم المخدة الصغيرة بحضنها : سخييييف تعرفني ما اطيق اسم كلمة صرصور ..بعدين فيه شي شاغل بالي يعني ما تجيك حالات ينشغل بالك فيها؟؟
بندر وهو يرفع الكوب الاسود لفمه : ههههه وانتي الصادقة طول وقتي مشغووول بالي..
وضغط عالكنترول يفتح التلفزيون وشادن استغربت وسألته : فيه شي يشغل بالك بندر ؟؟
وهو يقلب المحطة : لا تصدقين أمزح..

الموهم مو هذا موضوعها فكرة روحة الشرقية صايره مسيطرة على بالها ومارح ترتاح الا لما تلتقي فيه ، اذا كان هو ما يقدر يكون واصل فهي تقدر تكون واصله بداله.. وأكيد ينتظر شوفتها على أحر من الجمر..
بهدوووء : بندر !!
كان يناظر توم اند جيري وشادن كتمت ابتسامتها عليه ، بس غصب ضحكــت : ههههههه توم وجيري يا بندر هههههه..
بندر وهو يعلق عاللي يشوفه : يختي هالقطو ملعون خيره..
شادن : محد قاله يتحرش بالفار هو اللي يبي الشر..
بندر : هالنتفه ذا يجيب الشيب يعرف شلون يفقع المرارة !
شادن : ههههههههههههههههههههههههه..... ( سكتت شوي ) .... بندر !
لف لها بسرعة ورجع يناظر بالتلفزيون : هاه..!
شادن : ودي أطلب منك طلب صغيرون بس قبل سكر التلفزيون

عقد حواجبه وقصر على صوت الموسيقى الكوميدية والتفت لها : طلب ؟؟... فيك شي ؟؟
شادن : بس ما تردني ؟؟
لفت اهتمامه الموضوع ولف بكل انتباهه لها : بحاول.. بس وش عندك ؟
شادن والشوق ذابحها ما بقى فيها ذرة ركادة : بندر... ممكن توديني للشرقية أبي أروح للشرقية
استغرب وعقد حواجبه المرسومة رسم : الشرقية؟.. وش المناسبة ؟
شادن وصوتها يلين خلاص ما عاد بقى فيها احتمال ولمعت عيونها دموع لأول مرة قدام بندر من طاري حبيب القلب واللي سلب الروح وسنين العمر واختفى : يعني ما تعرف وش اللي في الشرقية وأبي أروح له ؟ وش اللي هناك بالشرقية وأهتم له يا بندر ..!
لانت ملامح وجهه وابتسم لها وكأنه يقول أنا فاهمك ومارح تلاقين أحد يفهمك كثري.. نزلت عيونها تمسح الدمعة الوحيدة اللي عاندت ونزلت ، وعشان يغير جو الحزن اللي تفجر بوجهها فجأة
ابتسم بمكر : اهااا " حبيبي "..!!
شادن باقتضاب وصمود قدام الاحساس اللي يهزها داخل قلبها : موافق أو لا ؟؟

بندر وطاري عليه يجننها شوي رغم ان دموعها أثرت فيه والسبب خـوي وصديق عمره : وليش طاري عليك الحين تبين تروحين ،، حصل شي؟ استجد شي بينكم ؟
ابتسمت تطمنه : لا ما حصل شي جديد بس فكرت نروح نزوره ، عمر مشغوول واكيد مشتاق لنا مثل ما احنا مشتاقين ، فكرت انها فرصة حلوة نروح نفاجئه...

ونوّر وجهها وهي تتكلم عن الفكرة وكأن الحمااااس خذاااها ،، ابتسم عليها وهز راسه بمــوافقـة سريعــة شادن نفسها ما توقعتها
ابتسمت بفرح زادها حلا فوق حلاها : موافق؟؟؟؟
هز راسه ايجاااب من جديد لخاطرها كل شي يهون ويكفي الانتظار والصبر اللي صبرته ، جا دوره الحين يساعدها عشان تتطمن ويساعد خويه اللي يمكن الظروف وقفت ضده ومنعته انه يتواصل معهم : مواافق ليش لا حتى انا ودي أروح أكفخه

من الفرحة مسكت المخدة اللي بحضنها ورمتـها بوجهه ،،، أحيانا الواحد من الفرحة يستخدم أساليب غريبة للتعبير عن فرحته جت المخدة بوجهه وطالعها معصب وضحكت : هههههههههه والله أحبك بندوره..!
بندر بعصبية : نقلت العدوى لك مشيعل ..
شادن : هههههههههه تبي الصراحة والجد بندوره حلو ولايق عليك ما يحتاج تعصب.. والحين ممكن تعلمني متى بتاخذني لهناك ماي دير برذر ؟!
بندر وهو يرجع لتوم وجيري : اذا تبين .. اليوم !
انصدمت وبسرعة تهلل وجهها ..من الفرحة ماعرفت وش تقول كانت تتوقع انه بيقول بكرة ولا بعد بكرة لكن اليوووم هذا أكبر من أحلامها... والحين زاد شوقها للانسان الأروع بنظرها..

قامت من مكانها وراحت له وهو مندمج مع الفار والقطو على قوله ومالت عليه وطبعت أحلى بوسة شكر على خده بشكل مفاجئ بالنسبة له..

ناظرها مستغرب وهي تطلع من الصالة وابتسم عليها ، لا البنت مافي عالمها غير عمر هذا اللي قالبها ومخليها على هواه من عمرها 5 سنين !!!.. شادن الهادية المرحة المسااااالمة اللي ما تحـب المشاكل وتبغضها ، شلون حبت عمر راعي المشاكل ووجع الراس والفوضى !!.. ههههههههههههههه تناقض غريب وتركيبة أغرب !!

قريب صلاة الظهر كانت شادن بغرفتها تتجهز وتجهز بعض الأغراض اللي بتاخذها معها ، متحمسة حد الجنوووون لها،، سنــة كاااملة ما شافت عمر وخلالها كان بس يكتفي بالاتصالات والمكالمات عشان يتطمن عليها ، لكن من شهرين وقفت هالاتصالات ومن يومها وهي متولعه أكثر والشوق ذابحها و لاعب فيها أكثر..

دخلت عليها مشاعل ببجامتها البرمودا وشعرها اللي يشابه البوي بقصته واللي يناسب تقاسيم وجهها الدائرية ..وهي تفرك عيونها من النوم بقبضة يدها مثل الطفل اللي توه صاحي ، ومن طاحت عينها على شادن لابسه بنطلون جينز برمودا وبلوزه شبه كت بيج ستايل تشاينيز برقبة مرتفعة شوي معطيها جاذبية ونعومة على حلاها ، استغربت : على وين شادن ؟.. لابسه ومتزينة!!
شادن بابتسامة وهي منزله راسها لشنطتها الأسطوانية الكبيرة نوعا ما واللي تشيل الكثير : بروح مع بندر للشرقية !!
طارت عيون مشاعل وباستغراب وصدمة : ليــش ؟؟؟.. عمر فيه شي ؟
شادن : لو فيه شي يعني كان بتشوفيني لابسه ومتصلحه ومستانسة ؟!... لا ما فيه شي تطمني بس قررت أروح وأزوره بنفسي
مشاعل : وش هالقرار المفاجئ ؟؟
شادن وهي تدخل عطرها المفضل داخل الشنطة : مو مفاجئ كان يدور في بالي من يومين وما قلت لبندر الا اليووم..
مشاعل : خذوووووووووني معكم!
لفت شادن لها وهي تضربها بالمشط على راسها : وين تروحين ترزين وجهك عند رجلي..!!
مشاعل برطمت : وش أبي فيه رجلك لا تخافين طول عمري كنت بنظره بنت ملسووووونة قشرى ما أجي لحلاك وجاذبيتك.. انتي القلب والروح اللي فيه.....

ما كملت مشاعل الا بضربة مشط ثانية على راسها .. شادن وقلبها يدق بمجرد ذكر هالحقائق لأنها معروفة للكل قريـب كـاان أو بعيـد ، هي روح عمر وهي له القلب والعايله والأم والأبو وهي اللي كانت تحتويـه بالايام اللي كان يطيح فيها تعبان ، وحيد ، حزين ، متكدر ... بكل الحالات كانت هي جنبه وهي اللي قدرت تسحره وتسلبه روحه من كانت عمرها 14 سنة...ويمكن قبل ... محد كان يتوقع ان العلاقة الوثيقة المتماسكة بينهم من الطفولة والقرب الملحوظ بيتحول بيوم لـحب ينتهي بأنه عمر يتقدم لشادن بعد ما اعترفت لها بحبـها بيوم ممطـر عـاصـف لا يمكن تنساه...!!... ودمووع عيونها وقتها اللي خلته يطيح ويعترف غصب عنه ويقر إن ما غيرها قدرت تسرق منه عواطفه..

مشاعل : تكفووون خذوني بس أبي أروح اشوف البحر وأرجع..
شادن وهي تفتح الدرج وتطلع الإسوارة الفضية اللي مكتوب عليها اسمها واللي شراها لها مخصوص قبل 5 سنين وهي بعمر 16 سنة : اذا تبين بصور لك اياه ..
مشاعل : شدووووون بليز .. ارموني عند البحر واتركوني وروحوا للمكان اللي يعجبكم..
شادن وهي تقفل شنطتها : مشاعل تعرفيني مابي ازعلك بس هالمرة خليني أروح ، أحس بشي غريب مدري وش اللي بيحصل ..

قررت مشاعل تسند اختها اللي لها سنـة وشوي ما شافت وجهه : ليش هالاحساس أكييييد بيفرح.. ومشتاق لك وهو يقدر ينساك اصلا
ابتسمت شادن وكلمة اختها خلتها تتفائل ، بيفرح وهو أكيد فيه شي غير الفرح يعني : اوكي محنا مطولين أكيد بنرجع الليلة كلها زيارة مارح تطول..

طلعت شادن من غرفتها وقبل لا تنزل راحت لغرفته اللي شغلها من كان طفل صغير .. دخلتها وسكرت الباب وتنفست الصعداء.. متوترة والحماس يهشمها من غير رحمة وكأنها بتشوفه الحين بعد لحظات ، ما كأن وراها مشوار أربع ساعات بالسيارة عشان توصل لهناك...


تمشت بغرفته وراحت لعطره اللي يذبحها من روعته وخصوصا اذا تعطر فيه عمر ... ابتسمت ومن غير سبب معروف في بالها خذته وحطته بشنطتها الملعقة على كتفها ،،
طاحت عينها على الصورة الموجودة في المكتبة والظاهرة من خلف الزجاج الشفاف.. راحت لها وابتسمت بروعة الابتسامة اللي تاخذ عقله هو كل ما شافها ... كانت الصورة لهم لحالهم شادن بعمر 12 وهو 18 سنة !! بحفلة من الحفلات اللي سووها بمناسبة نجاح شادن من الابتدائية ودخولها للمتوسط ،، وبهالصورة كانوا ملونين وجيههم شادن بمظهر القط بشنباته وعمر بمظهر المهرج اللي خشمه وخدوده أحمر فاقع ..

تتذكر بوضوح إنها يومها أجبرت عمر يلون هالستايل وعمر كان معنـد لأن هالستايل بيطلعه مضحكة وهو أبد ما تليق عليه شخصيات المهرجين ، لأنه على رغم مشاكله ووجعة الراس اللي كان يسببها للي حوله الا انه انسان دمه حار ما يحب التهريج والتنكيت على عكس بندر خويـه ..

بس شادن أجبرته وترجـته يلون هالوجه وهو بالنهاية ما قدر غير يرضخ لها ويسوي اللي تبيه ،، وصوروا هالصورة وكل واحد منهم كان ماسك حلاوة دائرية ضخمة وهم مقربين روسهم لبعض ،، وعمر على غير عادته وطبعه الهاااااادي الكتوم كان مطلع لسانه ومحول عيونه وشادن تضحك بأسنان بيضا جنبه بكل شقاوة ومرح...

ضحكت على الصورة وعلى ذكرى الصورة ، وقتها حلفت عليه انه يحط هالصورة في برواز بغرفته وما يشيلها لو مهما صار ،، وللمرة ثانية وافق على طلبها وما قدر يرفض...

سمعت بندر يناديها برا ، طلعت بسرعة ونزلت ..

بندر : ها جاهزة ؟؟
شادن : ايه كل شي تمام .. عطيت ابوي خبر ؟
بندر : ايه لا تخافين قلت له ودي أطلع للشرقية وباخذك معي ومارح نطول ان شالله الليلة راجعين
شادن : حلوو ...صليت الظهر ؟
بندر : ايه توني جاي من المسجد .. يلله خلينا نمشي قبل لا أهووون

شافت شادن وهي تلبس عبايتها امها نازله من فوق ،،
أمها : على وين يا شادن مشاعل تقول انك ناويه تروحين للشرقية وش طاري ؟
شادن : ابد بندر يبي يروح قلت أروح معه أكيد ما ترفضين ؟
ام محمد : اذا ابوك راضي بكيفكم.. ومتى بترجعون؟
بندر : الليلة من غير شر ان شالله
ام محمد وهي تنغز في ولدها الأصغر : زين اثرني سويت فيك خير يوم خليتك تجلس هالاسبوع عندي .. بتروح للشرقية تغير جو عالأقل ولو ساعات

ابتسـم بندر وباس أصابعه بقوة وهو يغمز لها : كل اللي تسوينه حلو وعسل على قليبي يا أم بندر .. أوووه آسف قصدي يا ام محمد .. لا يسمعني محمد وأنا أنفي وجوده الحين كان ينفي وجودي من الأرض والمجرة كلها
شادن : ههههه خلك من محمد بالنهاية يبقى طيب وتعرف انه يحبك ويعـزك وما يرضى عليك
بندر : ومن قااااال غير هالكلام..
شادن : محد يقوووول ويلله خلنا نطلع ولا ترا ما رح نوصل الا عالليل

ودعوا أمهم وركبوا السيارة وشادن الدنيا مو سايعتها ، شلون واليوم بتلتقي بالحبيب من بعد فرااااق سنـة كاملة ..!


::

في الشركة ..

دخل محمد ببعض الأوراق عالمدير وحطها قدامه : هذي بعض المعاملات تحتاج توقيعك طال عمرك..
ابو خالد وهو منزل راسه للورق بيده : خلهم الحين بوقعهم بعد شوي بس خلني أخلص من هاللي عندي..
وقبل لا يروح محمد ناداه ابو خالد : وش آخر الاخبار عن المشروع الجديد..؟
محمد : أرسلت قبل شي فاكس وقريب بيعطونا خبر عنه ..
ابو خالد : زين يا ولدي محمد اجلس شوي أبي أكلمك..
محمد : ان شالله..

جلس وقبل لا يتكلم ابو خالد رن التلفون جنبه من سكرتيره : مكالمة من ابو راهي..!
رفع ابو خالد السماعة ومحمد سكت يسمـع.. : هلا ابو راهي... حياااااك الله..

طالت المكالمة لأكثر من عشر دقايق ، قام محمد واقف وهمس لعمه : عندي شغل طال عمرك وقت ما تنتهي من مكالمتك دق علي وبجي لك على طول
هز ابو خالد راسه من غير كلام وطلع محمد منه .. مكالمات ابو راهي مع ابو خالد كثرت واجتماعاتهم مع بعض زادت ،، طبيعي بينهم شراكة وشغل وش تنتظر يا محمد ... وش تتمنى ؟؟
ليش تتمنى ان كل هالشي يفشل؟؟ .. ليش تتمنى لو تنفسخ هالشراكة بأسرع ما يمكن !!.. ليش تحس نفسك محاصر .. ليش تتمنى ان المشروع ما يكمل ويفشل قبل بدايته !!.. وانت عارف ان هالشي لمصلحة عمك ومصلحة الشركة أولا وأخيرا ..

دخل مكتبه وحاول يلهي نفسه بأي أوراق قدامه !!.. لكنه ما عرف يركز فرك عيوونه ووجهه وبعد ربع ساعة جاه اتصال من السكرتير : استاذ محمد ابو خالد يبيك !!
محمد : جاي الحين..

قام ورجع لمكتب ابو خالد ودخل لقاه يوقع المعاملات اللي دخل فيهم قبل شوي : سم طال عمرك..
ابو خالد : ارتاح ابيك بكلمة..
جلس وهو يتأهب للي بيسمعه : سم ..
ابو خالد : محمد وانا عمك بسألك وأبيك تجاوبني بصراحة..
محمد : اسأل تفضل..
ابو خالد : انت موافق على عرض ابو راهي لك ؟؟.. انت موافق مقتنع ولا كل هالشي عشاني وعشان مصلحة الشركة ؟؟
بلع محمد ريقه وابتسم : تستاهل يا عمي انت افضالك عالكل كثيرة.. واللي سويته انا ما يوفيك..
ابو خالد : يعني شلون انت موافق عشان الشركة ولا مقتنع من الأساس ؟
محمد : لا تقلق يا عمي انا موافق ومقتنع وعارف وش الاختيار اللي اخترته ووش بتكون توابعه..
ابو خالد : متأكد وانا ابوك .. اعرف انه ما يرضيني تسوي هالشي على حساب نفسك..
ابتسم : لا تخاف انا عارف مصلحتي وين !!.. وبعدين طال عمرك الموضوع ما تم مية بالمية .. قدامنا الوقت عشان اعرف اذا كان القرار صح ولا لا..
ابو خالد : بس انا مابيك تلزم نفسك بشي انت ما تبيه !!
محمد : مين قالك طال عمرك ما ابيه ، لا تشيل هم ولا تفكر انا يوم وافقت وافقت عن قناعة ولمصلحة الكل..
ابو خالد : زين اذا حسيت نفسك ملزوم قولي ..
محمد : تسلم طال عمرك بس مثل ما قلت لك ما عندي أي مشاكل..
ابو خالد : زين الله يرضى عليك ، انا بس حبيت أكلمك بهالموضوع وارتاح لأن من جا ابو راهي عندي المكتب آخر مرة وانا حسيت انك مو على بعضك..
محمد : لا يا عمي ذاك اليوم ماله دخل بالموضوع....

ابتسم ابو خالد وقام محمد : تامر بشي ثاني ؟؟
وقع ابو خالد آخر ورقة وعطاه المعاملات : هذي المعاملات ووقعتها..

خذاها محمد بابتسامة وطلع ..

:::

بعد ثلاث ساعات من السفر وقفوا عند محطة عشان البنزين ، التفت لها بندر قبل لا ينزل : انا بنزل لدورات المياه تبين شي ؟
شادن وكل همها الحين تتحرى لحظة اللقا بعد طول غياب وفراق : لا سلااامتك بنتظرك بالسيارة بس لا تطووول...

نزل وقفل السيارة عليها عشان يتطمن وهي مبتسمة في مكانها تتخيل بس وجه عمر المحـب والحنون معها اذا طاحت عيونه عليها ،،
وهي جالسه شافت سيارة تمر من جنبها رايحه للبقاله نزل منها رجال بمتوسط العمر دخل البقالة التابعه للمحطة ، كانت سيارة فارهه نوعا ما من النوع الأنيق ... ابتسمت هالناس رايحه شغل ولا رايحه تشوف أحباب وأهل ؟؟

لفت انتباهها انسان غريب شاب بمقتبل العمر صغير بالسن كان جاي للمحطة مشي عالأقدام ويتلفت يمين ويسار بشكل مريب ، محد انتبه له قد ما انتبهت هي له لأنها كانت تراقبه بكل حركاته وخطواته ،، ومن الغرابة شافته يركب نفس السيارة اللي وقفت قبل لحظات وفحـط فيها بسرعة خارقة منحاش مولد وراه عاصفة غبار ..

شافت الرجال مالك السيارة يطلع من البقالة مثل المجنووون وهو يصرخ شهقت ياويلي الرجاااال انسرق.,
انصدمت وش هالناس الجريئة اللي تسرق بوضح النهاااار... اللي تعرفه من خبراتها ومن اللي تشوفه بالتلفزيون والأفلام ان اللي يسرقون لازم يلبسون أقنعة تخفي وجيههم الحقيقية اما هذاااا طالع للناس عيني عينك!!!

ابتسمت على غبائه وين بينحاش ماااله مفر لأن الشرطة اكيد قدامهم
بس انكسر خاطرها عالرجال شافت الناس وعمال المحطة يتجمعون حوله والبعض منهم ماسك تلفونه يحاول يدق عالشرطة..

رجع بندر يركب وهو مستغرب من الفوضى اللي صايره : وش صاير وش فيهم هالناس ؟؟
وشغل السيارة وشادن تقول : رجال انسرقت سيارته !!
التفت لها منصدم : أفاااا !!... متى ؟؟
شادن : تو قدام عيني ...!
بندر : شفتيه ؟؟؟؟
شادن : ايه شفته كان لابس بدله وكاب قصير مو طويل وشكله في بداية العشرين من عمره !!.. اصغر منك ..!
بندر : أوووه أوه ما شالله حفظتي أوصافه على طول..
شادن : لأني حسيته غريب وهو جاي يمشي..
بندر : الله يعين هالرجال مين اللي يسرق بهالمكان..
شادن بعطـف وهي تناظر تجمع الناس : بيعينه الله لا تخاف وكلها ساعة بالكثير وسيارته راجعه له.. خلنا نتحرك الحين لا نتأأخر..
ابتسم عليها : متحمسة أشوف طول المشوار وانتي ساكته.. والحين تقولين خلنا نسرع..
ردّت له الابتسامــة : تعبت وأبي أوصل
بندر وهو يطلع من المحطة ويمسك الخط من جديد : تخيلي لو نروح وما نلاقيه

ما خطر على بالها هالاحتمال أبد كان حلم شوفته مسيطر عليها ، ولفت لبندر بقلق : لا بنشوفه وين بيكون ؟..
ابتسم وهو يلبس النظارة الشمسية من جديد : محتمل ، اذا انا للحين مو فاهم ليش قام يغير أرقامه كثير الفترة الأخيرة فأنا أتوقعه مشغوول ويمكن ما نحصله..
شادن : انت تعرف مكان شقته صح ؟؟
بندر : ايه رحت له مرتين من قبل ، مرة قبل سنة قبل ملكتكم ومرة قبل ثلاث سنين أول ما سكن فيها ..
شادن : ليش انفصل عن عمته ؟ مو هو عقب ما تركنا راح وسكن عند عمته ما كمل سنة على حد علمي وبعدين انتقل للشقة ..
رد على سؤالها : لنفس السبب اللي تركنا علشانه ... عمته عندها بنات واكيد ما رح يرتاحون ، وهو نفسه يبي استقلاليته ويبي يرتاح..

نزلت راسها بحزن عشانه ، يوم كان صغير عاش عندهم واحتووه وشادن أولهم ، رغم انه عاش بين عايلة الا ان الوحـدة كانت مسيطرة على نفسه والأنس الوحيد له واللي خلت حياته لها طعم ثاني هي هالانسانة شادن...
والحين يوم كبروا رجع لوحدته واضطر يتركهم ويغادرهم ،، وحتى عمته ما قدرت تحتويه من بعدهم...

فجأة قال بندر : وصلنا ..!
رفعت راسها بسرعة وشافت الأنوار تبان من بعيد ، ابتسمت بنعومة هذا أنا وصلــت...!... يا " عمر "


وهم يمشون بشوارع الخبر التفتت لبندر : مو تقولي انه يشتغل بالجبيل ؟
بندر : ايه على حسب ما قال انه يشتغل بالجبيل بس سكنه بالخبر..

وقفوا قدام عمااارة كبيرة وطويلة،، رفعت شادن راسها تشوفها وابتسمت وهي تتأمل سكن عمر اللي ساكن فيه من ثلاث سنين ، وهي بالنسبة لها المرة الأولى اللي تشوفه ..

كان الوقت فات على العصر وبرودة خفيفة زادت بالجو مع نسمة الرطوبة الموجودة ،، سلم بندر عالحارس من بعيد وهم داخلين للعمارة ، لأن الحارس يعرف بندر وشافه من قبل يوم زار عمر ..

طلعوا للمصعد وأول ما ضغط بندر على رقم 5 قالت شادن : تصدق العمارة أنيقة وحلوة ومقبولة ما توقعتها كذا..
ابتسم عليها ساخر : ليش وش توقعتي توقعتي ان عمر يعني بيتشرد وبيسكن بأردى الأماكن .. لا ، عمر عاش معنا معزز وأكيد بيسكن لحاله معزز وأبوي ما قصر معه بشي يوم انفصل عنا..

ابتسمت شادن هالكلام صحيح ما تنكر مساعدة ابوها لـ عمر اللي يعتبره ولده ،،،
وصلوا الطابق الخامس شافت اربع شقق ثنتين عاليمين وثنتين عاليسار .. راحت ورا بندر وين ما يروح وقف قدام الشقة المقابلة لهم عاليمين ، ودق الجرس..

سمعت الجرس يندق داخل الشقة وابتسامتها تزيييد وقلبها يضرب ضـرب عمره ما صار ،، متوترة ومرتبكة بشكل ما قد صار لها ،، عمر كان طول عمره قريب منها وكانت تقوله عن كـل شي..!.. ما كانت تخبي عنه كان نفسها اللي يعرف عنها كل شي...

ضغط بندر الجرس من جديد وهي طالعت ساعتها كانت الساعة 5 بعد العصر ،، تأخر ما انفتح الباب يمكن يكون تعبان ونايم وهم أزعجوووه....
شافت بندر بطفاقة يعلق عالجرس بأصبعه لدقيقة كاملة وهي انخرشششت معه بسسرعة سحبت يده عن الجرس وهي تعااااتبه : بببببببباس لا تزعجه بندر خبل انت ..أحد يدق الجرس كذا؟؟
بندر : عشان يستعجل
شادن بقلـق : يمكن يكون نايم ؟؟
بندر : ما أظن لو نايم كان صحى من زمان وجا عطانا زفـة..
شادن : وخر وخر انا بدق انت ما تعرف الأصول

دفته من صدره ووقفت مكانه ، وضغطت عالجرس وقلبها تدق أجـراسه أكثر من اكبر جرس بالعالم ..!
طولوا بوقفتهم وبدت الخييييبـة الكبيرة تظهر عليها ، ارتخت كتوفها ونزلت يدها عن الجرس بهيئة احباط ما خفـت على بندر..

مسكها من ذراعها وسحبها لجهة المصاعد وهي مااا ودها تترك هالمكان ما تبي تغادره قبل لا تشوفه .. خنقتها العبرة غصب عنها ، كانت تحلم من الصبح وطايرة بالجو من اللهفة والفرح بقرب شوفته ،،
بس يا قسوته من شعور لما تطيح عالأرض فجأة وتحس بالخيبة تملا نفسك بعد ما كنت متحمس حد الجنووون...

سحبت يدها من يده بعد ما سكر باب المصعد : اتركني ماني راجعه أكيد داخل هو..
تنهد بندر وهو نفسه خايب من النتيجة اللي قابلتهم : خلينا نروح نسأل الحارس عنه أكيد عنده خبر..
هزت راسها موافقة لأنها ما رح تتحرك من هالمكان قبل لا تشووفه..

طلعوا برا وراح بندر ناحية الحارس : سلام يابو أيوب ..
الحارس : اهلا وعليكم السلام..
بندر : معك بندر صديق وأخو عمر اللي ساكن هنا أكيد تذكرني..
الحارس بابتسامة بشوشة : آه بزكرك تمام .. أي خدمة يا عم ؟؟
بندر : تسلم بس ابي اسألك عن عمر دقينا عليه الشقة ما يرد .. عندك خبر عنه ؟؟
الحارس : آآه الباشا عمر من أمس ما رجعش الشئة .. ويمكن النهار ده حيرجع
بندر باستغراب : وينه تعرف وينه ؟؟
الحارس : معرفش بس أحيانا الباشا عمر بيطلع من الشئة ما بيرجعش الا اليوم التاني أو بعد يومين... مشغوول على حسب علمي..
التفت بندر لشادن الصامتة ورجع للحارس : يعني تتوقع يرجع الليلة ؟؟
الحارس : واللهِ معرفش ما عنديش خبر اكيد.. ازا ما رقعش الليلة حيرجع بوكرة وازا ما رجعش بوكرة حيرجع بعدوو.. هوا كـده دايما .

هز بندر راسه : اهااا طيب شكرا ..
وسلم عالحارس وراحوا السيارة ، وشااادن احباطها عظيـم يزيد ويملااا نفسها وصار عندها رغبة ملحة بالبكي.... كيف وهي تهدّم حلمها اليوم وأملها تلاشى فجأة بعد ما كانت عايشة أحلى لحظات الشوق والترقب ..

بندر بعد ما ركبوا السيارة : لا تقلقين هذاك سمعتي الحارس وش قال هذي عادته وهو بخير وسالم..
شادن بهدووء ونبرة عناد : قلت لك انا ماني راجعه قبل لا اشوفه وأعرف أخباره... أنا زووجتـه تسمع زووجتـه ..!
بهدوء يجاريها وعارف شعورها بالضبط ومراعيها : ان شالله بتشوفينه... شرايك الحين نروح نتغدا بأي مكان وبعدها نقرر وش بنسوي..
شادن وكيف لها نفس تاكل : مالي خلق...!
بندر : بس انا جوعااان من طلعنا واحنا عايشين عالعصير والشيبس وغدا ما تغدينا..
شادن : بكيفك .. خلاص روح للمكان اللي تبي

راحوا لمطعم يقدم غدا حلو وتغدوا وريحوا .. وطول الغدا كان بندر يسولف مع شادن سواليف وشادن كانت تبتسم تتفاعل معه ولو انها بين كل لحظة والثانية يرجع عمر في بالها والخيبة تملاها ..تفكر وش بتسوي لو بالنهاية وبعد كل هالتعب والسفر ترجع من غير لا تشوفه ، ترجع ويديها أو بالأحرى قلبها فاضي خااالي بااارد ...

عقب ما خلصوا طلعوا من جديد يقررون وين يروحون.. وأول ما حركوا السيارة قال بندر : شرايك نروح لبيت عمته ونسأل عنه يمكن نلاقيه عندهم من يدري..
راااقت لهـا الفكرة بالبداية : وتعرف وين بيتهم ؟؟
بندر : ايه أذكر انه قريب من هنا .. لا تخافين اخوك ذيب وذاكرتي مافي مثلها
ابتسمـت : ورنا شطارتك وأنقذنا ..

وفعلا كان بندر قدها وخلال ثلث ساعة وقف قدام فيلا كبيرة وحديثة وتبين انها لناس مستورين الحال ومستواهم المادي زين... بدت شادن تحس بتوتر وتردد .. ما تذكر هالنااس ابد ولا تعرفهم واللي يربطهم شي واحد بس هو عمر .. ما شافت شادن العمة الا مرة او مرتين وهي طفلة صغيرة ، يوم كانت العمة تزور عمر تتطمن على أحواله بعد ما تزوجت أمه من أبو محمد وهو لسا ابو شهور ما كمل السنة حتى...

بندر : يلله انزلي وش تنتظرين ؟؟
نزلت معه ودق الجرس ، بعد دقايق سمعوا صوت أحد جااي للباب وفتحه .. وطاحت عين شادن على شاااب بعمر بندر تقريبا وأول ما شاف بندر ابتسم متفاجـئ : بنــدر ؟؟.. حياك الله وش هالمفاجأأأة ؟؟؟

بندر : حياك سعد حبيبي...

سلموا على بعض وهي ظلت ورااا تناظرهم ، هذا سعد ولد عمة عمر ؟.. من متى بندر يعرفه ؟؟

سعد : تفضلوووا انا زعلان عليك المفروض اتصلت فيني وعطيتني خبر ..
بندر : تبي الصدق ولا تزعل ما كنا ناوين نجي وننط عليكم كذا بس ما حصلنا عمر بشقته وما ندري متى بيرجع ، قلنا نجي عندكم يمكن نحصله..
سعد : أفااا.. يعني هالزيارة مو لنا لـ عمر محبوب الجماهير..!
بندر : هههههههههههه أي محبوب جماهير الله يقلع الشيطان...
والتفت لاخته : تعالي شادن ادخلي..
سعد : تعالوا ادخلوا المجلس لما اقول للأهل.. حرم عمر المصون ولا أنا غلطان ؟؟

بندر ضحك : ههههههههه الا حرم عمر المصون واسكت لا......
نغزته شادن تسكته ودخلت داخل وبندر راح مع بندر للمجلس .. التوتر عليها زاد ومن وطت رجلها داخل البيت حست بالبروودة بعظامها.. متوترة من دخولها لبيت غريب بهالشكل!

دخلت يهدوء وهي تنزل الغطا عن وجهها ، وقادتها خطواتها القصيرة الخجولة لـ صالة واسعة.. كانت مستحية صدق من زيارتهم المفاجئة لأغراب مافي بينهم أي صلة قرابة !!

طاحت عينها على بنتين جالسات وحدة منهم بعمرها تقريبا أو أكبر منها بشوي والثانية صغيرة تبين 17 أو 18 سنة... ما تعرفهــم يالفشيييييلة وش هالاحراااج..

تقدمت البنت الصغيرة لها ، والكبيرة ظلت واقفه وهي تناظرها نظرات غريبة : هلا ومرحبا ... يقول اخوي سعد انك خطيبـة عمر جايه من الرياض ؟؟
ابتسمت بخجل وهي تحس بتوتــر فضيييع يجتاحها ،، كلللله منك يا بندر حطيتني بموقف محرج..
البنت الأصغر : شادن اذا ما غلطت ؟؟
هزت راسها موافقة وتقدمت بتسلم : ايه معك شادن.....
البنت الأصغر : انا عهد وهذي نهى اختي

حتى آساااميهم ما تذكرتها ولا قدرت تستحضرها.. ولا عمره عمر تكلم عنهم ،، أصلا عمر متى عرفهم عشان يتكلم عنهم .. ماعرفهم الا الأربع سنوات الاخيرة

سملت عليهم وجلست ساااكتة وهي حاسة بغلطة حضورها ،، دخلت عليهم العمة ومن شاافتها شادن فززت من مكانها بسرعة بتوتر وارتباك ،، ما ارتاحت لوجهها كانت كبيرة بالسن بنهاية الأربعينـات من عمرها لكن ابتسامتها ما كانت مريحـة وكأن الحرمة منزعجة ، وزاااد احساس شادن بالخجل لأن وقتهم غلط ..

ام سعد عمة عمر : هلا حيا الله من جانا .. خطيبـة عمر مرة وحدة عندنا..
قامت بخجل وسلمت رغم ان السلام كان حار ظاهريا الا ان شادن حست بالبروودة بهالبيت !!.. بعد ما خذت عمة عمر أخبارها وسلاماتها التفتت لنهى بنتها الكبيرة اللي تقارب شادن بالعمر 21 سنة : نهى جيبي العصير للضيفة ..
طالعتها نهى بنظرة غريبة وقامت رايحة ، ما خفى على شادن لمسة الغرور في مشيتها وقبلها في ملامح وجهها..

وعقب ما شربت العصير حاولـت تسولف شوي ، وبحرج لفت لـ عهد اللي يبدو لها انها لطيفة ولو انها مغـرورة شوي مثل اختها : معليش ممكن أطلب طلب؟
عهد : سمي..؟
شادن : قريب بيأذن المغرب وانا من وصلت من الرياض ما صليت العصر...

فهمت عهد عليها وبرسمية كبيرة تزيد من توتر شادن وتضغط على صدرها لوجودها في مكان غلط وبوقت غلط ، أشرت لها تجي معها ..
دلتها على مجلس ثاني وفرشت لها هناك سجادة، وتركتها عشان تصلي براحتها..

صلت شادن وقبل لا تسلم دعت ربها ما يخيب ظنها وان سفرتها هذي ما تضيع عالفاضي ، وانه يرزقها شوفة الحبيب وربيع العمر ومالك القلب والروح من سنين الطفولة ولـ سنين عمرها الباقية ..

عقب ما سلمت لمحت نهى واقفه عالباب ومتكتفه تناظرها .. ابتسمت لها شادن بس الثانية ما بادلتها الابتسام ..
حست بالبرودة تسري بعظامها أكثر ،، ثنت سجادتها وحطتها عالطاولة بترتيب وقربت من نهى بابتسامة : تدرين مرة مستحية من نفسي ما أذكرك لأني ما شفتك الا مرة او مرتين بس وكنت صغيرة وقتها
ناظرتها نهي بعيونها وابتسمت ابتسامة حلووة ، نهى جميلة ما يخفى هالشي عن العين لكن ورا هالابتسامة حست شادن بالصقيـع يزداد..

نهى : حتى أنا ما اذكرك وما أعرفك الا بالاسم .. ولولا انك خطيبـة ولد خالي ولا كان ما عرفناك
هزت شادن راسها وهي تحاول تذوب الثلج اللي تحس فيه مع ان البنت ابتسمت لأول مرة من دخلت عليهم قبل ساعة : فرصة سعيدة أجل اللي كان عمر سبب في جمعتي معكم..

طلعوا للصالة من جديد ورجعت شادن مكانها وسكتت ، الوضع رسمي زياادة عن اللزوم والوضع يخنـق .. ام سعد عمة عمر ما كانت تطول بجلوسها.. سألت شادن بعض الاسئلة عن نفسها وأهلها وشادن كان الخوف ماخذها من هالعمة ما تدري ليه .. ماكان مبين انها عمة لطيفة كأنها شديدة وصارمة ... تركتهم العمة وشادن رجعت للصمت حست نفسها في تحقيق من أسئلة عمة عمر .. حاولت تسولف مع عهد غير نهى اللي كانت جالسه وهي حاطه رجل على رجل ..

بعد فترة صمت قامت نهى من مكانها : انا طالعه لغرفتي تامريني بشي
قبل لا ترد شادن تكلمت اختها الصغيرة عهد : على وين خلك ما يصير تروحين شادن ضيفة
ناظرت نهى في شادن وصدت عنها للسقف وهي ترمش بغرور : جلست بما فيه الكفاية انا وراي دراسة .. وبعدين صراحة انا مصدوومة طلعتي غييييييير اللي في بالي ..
شادن استغربت وعهد خزت اختها : نهى مو وقته هالكلام..
نهى : بصراحة شادن والصراحة ما تزعل .. بما انك خطيبة ولد خالي يعني بتصيرين من الأهل .. أنا بنت صريحة جدا والكل حولي عارف بهالشي وعمري ما استحيت اقول رايي في احد .....
انصدمت شادن صراحة ايش وبطيخ ايش !!! ... هو أنا أعرفك أصلا !!

عهد : نهى روحي لغرفتك ابرك..
تركتهم نهى مو مهتمه للي قالته ،، وأول ما اختفت قالت عهد : شادن لا تاخذين في بالك نهى صريحة ومو معناة هذا انها ما تحبك بالعكس فرصة حلوة اللي شفناك اليوم ..
ابتسمت شادن وهي تتمنى تطلع من هالبيت بأسرع وقت : لا تخافين أعرف اتعامل مع الناس
عهد وهي تبتسـم : تبين الصدق... شكلك مسااااالم مررررة مثل ماقال عمر عنك بالضبط..

احمر وجهها من طاريه وابتسمت لا شعوري : عمر يقوله ؟؟
عهد : ايه أول ما جا عندنا كان يتكلم عنك عند امي ، وما كذب شكلك مسااااااالمة لأقصى درجة ومالك بالمشاكل ، بس بعد واضح ان عندك شخصية قويـة ورا هالمسالمة .. مبين من عيونك صح ولا أنا غلطانة ؟
شادن بابتسامة : عمر وش يقول ؟؟
عهد : يقول ان شخصيتك قـوية وما تطلع الا بالأوقات الحرجة..
ابتسمت لأنه قد مرة قالها هالكلمة ..

عهد : امي كانت تبي تعرف مين اللي اختارها عمر ..واليوم شافتك اخيرا
شادن بقلق : اسمحي لي بس اللي اعرفه ان علاقتكم مع عمر ما هي ذاك الزود ، عمر طول عمره كان معنا وما كان يشوفكم الا قليل .. كيف علاقته معكم يحس انكم أهله ؟؟
عهد ابتسمت : ايه لا تخافين ، صحيح أول ما انتقل عندنا كان رسمي معنا وما كان متعود على امي بس الحين وبعد اربع سنين من جا صار يزورنا من وقت لوقت وصرنا اهله الباقين له... ولا تهونون انتوا اكيد

طلت عمة عمر من جديد وسألت شادن : أكيد جاية تبين تشوفين عمر ؟؟
ما تدري ليش تحس ورا هالعمة صرااامة وشدة ،،وشعود عدم الرجاة مالي قلبها .. حست ان هالعمة من النوع اللي ينقد بسهولة واللي يتصيد الأخطاء بأي لحظة ، هذا اللي خلا شادن على أعصابها وجاوبتها : ايه يا عمة جاية اشوفه...
عمة عمر : وعمر يدري ؟؟
شادن : بندر اخوي دق عليه وقاله ..

ما تدري ليش كذبت ! يمكن لأنها تحس ان عالمها هي وعمر انرسمت حدوده من زمااان وموب متخيله ان أي احد يتدخل فيه ويتعدى هالحدود...شادن متعودة ومقتنعه من صغرها ان عمر ماله أهل غيرها هي وابوها وامها واخوانها .. والصرامة والبـرودة اللي مبينه بعيون هالعمة ما ريحتها ابد وبدت تحس من الحين انها ممكن تتدخل بحياتها هي وعمر...

ربها استجاب لدعواتها انه يخلصها من هالبرد اللي عايشته يوم دق جوالها باسم بندر : هلا بندر...
بندر : بنطلع نصلي المغرب الحين شخبارك انتي ؟؟؟
قامت من مكانها بصمت وهي تحس بشي ضـاغط على قلبها أبد مو مرتاحة..وما قدرت ترد أو تتكلم ،!
خـاف بندر من سكوتها : شااادن معي ؟؟

وقفت شادن بعيد ولا شعوريا لمعت دموع بـ عيونها شعور مخيف اقتحم قلبها : بندر ..!
استغرب من الغـصة بصوتها ، وبقلــق : شادن حبيبتي وش صاير ؟؟
شادن ودمعتها تنزل : أبي أطلـع من هالمكان..!
خـاااف عليـها : ليش وش صاير ؟
شادن : مدري يا بندر مو مرتاحه أبي أطلع من هنا تكفى لا تخليني ...
بندر بقلـق : تقدرين تصبرين لين أروح اصلي المغرب وأرجع ؟؟
شادن وهي تتحامل على نفسها : بحاول ..
بندر : مارح أتأخر اصلي وأجي لك على طول........ متأكدة ان مافيك شي ترا قلقتيني ؟؟

مسحت دمعتها قبل لا ينتبهون لها : بقدر أصبر بصلي وانتظرك بس لا تطووول الله يخليك
بندر : ابشري ماني متأخر بس انتبهي لنفسك..

سكرت منه وبصمت رجعت للمجلس اللي صلت فيه العصر وصلت المغرب ، ومن جديد قبل لا تسلم دعت ربها يريحها من هالاحساس الغريب البارد المخيف بقلبها ويريحها بشوفته قبل لا ترجع الرياض الليلة .. ولو انها بدت تيأس من هالشي شكل مالها نصيب تشوفه هالمرة ...!

خلصت صلاة وثنت السجادة ورجعتها مكانها ، وجلست بالمجلس من غير لا تطلع للصالة تنتظر بندر يدق عليها ما تبي تروح للصالة وين ما العمة هناك والجوو البااااارد الصقيعي .. بس اللي ما انتبت له انها كانت ناسيه شنطتها بالصالة والجوال فيها..

دخلت عليها العمة وفزت شادن من حضورها المهيب : شادن بنتي..
شادن : سمي يا عمه..
العمة : سعد ولدي يقول اخوك يبيك تطلعين
تلفتت تدور شنطتها ما لقتها وابتسمت بتوتر : ان شالله يا عمه
العمة : ليش ما تجلسين تعشوا عندنا..

وينا ووين العشا .. تحس نفسها بتمووت أول مرة تحس بمثل احساس الجليد هذا : لا شكرا يا عمه الايام جاية ان شالله..
العمة : على راحتك
طلعت قدامها بسرعة وخطفت شنطتها وقبل لا تطلع مع الباب سمعت عهد : مع السلام شادن وزورينا..
شادن : ان شالله ..

وطلعت بسرعة الريح لدرجة انها بغت تضرب بـ سعد الواقف قدام باب الشارع ما انتبهت له من العجلة..

بندر : على هووووونك لا تطيحين
راحت لأخوها وسعد علق مبتسم : الظاهر ما عجبها بيتنا

ماردت عليه وبندر ابتسم وهو يحس بتوتر اخته الواقفه وراه : نشوفك على خير اجل مع السلامة

توادعوا ومشوا ويوم طلعوا من الحي التفت بندر : خير وش فيك من كلمتيني وانا قلقان ، ويوم دقيت عليك ومارديتي خفت حسبت انهم سووا فيك شي والله..

فكت غطاها بما ان السيارة مظللة ولاحظ بندر الخوف بوجهها : وجععع شدون وش صاير حصل شي ؟؟
شادن بضيق : مافي شي بس من دخلت البيت ما ارتحت... ما توقعت العمة كذا مخيفة
استغرب وبعدها ضحك : هههههههه وش فيها العمة ؟!!
شادن : مدري بس احساس حسيته........ المهم
بندر : وشو؟
شادن : ما قالك سعد مدري سعود ذا شي عن عمر ؟؟
بندر : لا .. ماقال شي
شادن باحباط : ولا شي؟؟؟
بندر : ولااا شي.. ما يعرف عنه شي ..
سكتوا وفجأة قال.... : بس بوريك وش بنسوي مارح نرجع الليلة الا شايفينه ولو كلفنا هالشي ان حنا نبات هنا.. لا تهتمين مارح ترجعين الا شايفته وهذا وعـد مني..
ما فهمت عليه : وش بتسوي وانت ما تعرف مكانه ؟؟
بندر : صبر وبتشوفين..

سكتت تشوف وش بيسوي ولاحظت انه رجع لطريق شقته ويوم وصلوا نزل ونزلت وراه وهي مو فاهمه نواياه.. راحوا للحارس الجالس عند مدخل العمارة..

بندر بابتسامة تخببببل : اهلين يا عم ازييييك عامل ايه ؟؟
الحارس : اهلا يا باشا انا تمام .. أي خدمة ؟؟
بندر : ممكن بس تفتح لنا شقة عمر نبي ننتظره فيها

فتحت شااادن عيوووونها وبندر ابتسم وهو يكمل : انت عارف ان احنا جايين طريق سفر من الرياض اكيد ما يرضيك تردنا
ابتسم الحارس : طبعا لا اللي بعرفوه انك انتا اخو الباشا عمر
بندر ببشاشة : عليييييييييك نوووور يعني ما ينخاف مني .. شقة عمر هي شقتي ومحتاجين نريح فيها شوي
الحارس : اوكي ما عنديش مشكلة بس انتوا اديتوا الباشا عمر خبر...
بندر : ايوه ايوه دقينا عليه قبل شوي وقلنا له ،، يقول الله يحييكم وقال خلوا العم القدددع ابو ايوب يفتح الشقة لين يجي

ابتسمت شادن على أخوها وشافت الحارس يقوم وهو يطلع كومة مفاتيح من جيبه .. ارتاااااحت الحمدلله يا ربي طلع الحارس طيب ومو عنيد..

فتح لهم باب الشقة وعطاه بندر كم ريال اكراما له .. ودخلوا وشادن مبتسمة لفت على بندر وهو يسكر الباب : ههههههههه عرفت تلعب عليه بكم كلمة ..
بندر بابتسامة : مو قصدي وبعدين انا صادق عمر اخوي وشقته شقتي ولا عندك راي ثاني..؟
شادن وهي تتقدم من الممر للصالة المتوسطة الحجم : لا ومن قال غير هالكلام..

طاحت عينها على الصالة مو مرتبة بعض الخداديات مو في مكانها ، وريموت التلفزيون طايح بين مرتبتين ( بين كنبتين ).. والتلفزيون منسي شغال !!!
ابتسمت عليه مثل عادته دايم ينسى التلفزيون وراه يشتغل .. فسخت عبايتها وثنتها أي كلام وحطتها على طاولة جانبية تلامس الجدار واللي تشيل تحف بسيطة .. وعدلت ملابسها وبلوزتها اللي انحاست مع العباية والسفر...
راحت وضبطت المخدات ورتبتها .. والتفتت الا بندر يناظرها بمكـر ..
بادلته نفس النظرة : وش عندك نظرتك ما تطمن ؟؟؟
بندر : بديتي تقومين بواجبات الزوجة من الحين .. مرررة مستعجلة اشوف!!
حمر وجهها ورمته بالمخدة الأخيرة اللي بيدها ، صدها بيده وهو يضحك وراح يدور الحمام...

بندر يستهبل : وين الحمام يا مرة عمر ؟؟
شادن : وش دراني تسألني ، هذا والمشكلة انك جيت هنا من قبل..

وصلها ضحكه من الحمام ، وهي دخلت بالصحون الوصخة الموجودة عالطاولة للمطبخ.. حطتهم بمجلى الصحون ورجعت تطلع...

خذاها سكون وصمت وهي توقف بنص الصالة تتأمل الزوايا والأركان والشقة البسيطة اللي فعلا تقدر تقول عنها شقة عازب.... ابتسمت وهي تتخيل عمر يتحرك هنا وهناك .. يجلس هنا ، وينام هنا.. وياكل هنا ..!!

يا ترى وش بيحصل لو تلاقوا .. هل بتتحمـل ولا بتركض لحضنــه أول ما تشوفه ..!!!؟




يتبــع..!!












لا تبكــــيWhere stories live. Discover now