27

3.1K 37 2
                                    



الأجـواء بممرات المستشفى هادية ،..خصوصا قُرب غرفة الكشف..
مر حول الساعة من حضور ابو خالد ومعه تركي ..اللي كانوا جالسين عالمقاعد وكلن له هواجسه وخصوصا ابو خالد اللي كل شوي يشوف ساعته بقلق ..وبندر ساند راسه عـ الجدار وراه وسادل رموشه بشكل أثيري وانفاسه سااكنه وكأنه غافي...
أما تركي فـ ماله أفكار ولا شعور محدد لأن الوضع ما كان هامّه بصراحة ولاهو حاس بأدنى التوتر اللي يعيشونه من حوله !
بالنسبة لـ خالد فكان جوّا مع الدكتور المسؤول عن الكشف عن حالة سحر ..يتابع المستجدّات !


بعد دقيقة.. انسمع صوت باب الكشف ينفتح ..
وطلّ خالد بهدوء .. وهو ماسك طرف الباب لا يتسكّر : ..يبه !
قام أبوه بلهفه : ها يا خالد بشر !
ابتسم خالد ..ابتسامة متوتّـرة : ..خير ان شاء الله..توّ الدكتور ما انتهى بس جيت اقولك كان تبي تشوفها.. استأذنْت لك من الدكتور ..

مباشرة تحرّك أبوه.. ودخل من الباب اللي فتحه خالد بشكل أكبر حتى يفسح له المجال.. ثم تبعه لـ داخل وارتّد الباب من وراه بشكل طبيعي !

واستمرّ السكون والجو الهااادي بالمكان..
تركي ارتدّ نظره ناحية بندر الغافي .. ووضعه اللي مش مضبوط وسكوونه المستمرّ من لحظة وصولهم !
كان جالس بالكرسي المقابل له في الممر.. وسنحت الفرصة لـ تركي انه يتفحص كل شي فيه بدقّة !
وجه بندر المسترخي يشيل كثير معاني ، وشكّ في الموضوع !

قال بهدوووء النسييم : ..بندر !
وعى بندر وهو يفرك عيونه.. غفى هالساعة وكنّها دقايق ..ثم قال وهو يناظر الباب المسكّر : قالوا شي؟
تركي وهو يتأمله : ..لسّا

سكت وهو يقوم واقف وتركي يناظره : وين بتروح ؟
بندر : بروح لدورة المياه ..

مشى من قدامه .. وبقى تركي لحاله جالس .. ومن انتظاره دخّل يده ببنطلونه الجينز وهو قاعد ..وسحب جواله يفتّش فيه عشان يلهى ،

بعد خمس دقايق رجع بندر .. وكان واضح إنه غسل وجهه بعنف لأن بدايات شعره كانت مبلله جدا والقطرات للحين متكوّنه في أعلى جبينه وقريب من أذنه..
مشى من قدام تركي المنشغل .. وجلس بمكانه الأول يعني مقابله وحط رجل على رجل..وهو يتكتّف بانتظار ..
قال أخيرا بعد دقيقة من الهدوء : وين عمي ؟؟
قال تركي من غير لا يرفع راسه : ..دخل مع الدكتور خالد قبل شوي !
تنهّد بندر وهو خايف من النتيجة ..خايف كثيير ووقلبه مليان عتب على نفسه..لأن يدري ان ذيك اللحظات كانت مؤلمة وسحر كانت مريضة بعنف واضح عليها وعلى هيئتها..
رفع تركي راسه من الجوال وشاف بندر من جهة يطلّع جواله ويحوس فيه وشكله يكتب رسالة ..
راقبه من جديد بسكووت ..
وبندر مو حاس بنظراته ومراقبته له..

وتركي يراقب حركات بندر المتوترة بشدّة.. ما ينكر هو قاعد الحين يشوف بندر وش قد قلقان ..واضح عليه القلق والخوف عليها ..واضح كثثير أكثر من وضوح الشمس !
ما منع نفسه من السؤال : عسى ما شرّ ؟
رفع بندر عينه :... هلا؟
تركي بابتسامة ناعمة : شفيك متوتّر بزيادة ؟
بندر ابتسم على خفيف .. ابتسامة محبطة : بنت عمي مدري وش بلاها.. ووضعها ما كان زين يوم نجيبها..
تركي : روّق روّق ما فيها الا العافية .. تعرف دلع البنات..الحين بيطلعون علينا ويبشّرونا

لا تبكــــيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن