23

4.8K 219 39
                                    

سافر بدر وطال غيابه أو هكذا بدا لي الأمر.. ملأت وقتي كله بالدراسة والخروج مع أصدقائي لكي لا أشتاق إليه ولكنني مع ذلك اشتقت.. رغم أنني أشغلت نفسي طوال الوقت ولكنه لم يفارق تفكيري ولو للحظة واحدة.. لا بأس.. لم يبقَ الكثير.. من المفترض أن يعود صباح غد.. أطفأت التلفاز ناظرة إلى شاشة هاتفي.. لقد تعدت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل بالفعل.. نهضت إلى غرفة بدر واستلقيت في سريره لأدفن نفسي بين الوسائد وأغرق في النوم.. استيقظت على حركة قربي ويد دافئة تمسح على شعري برفق

"مرام.. أنا جيت" قال بصوت هادئ

"الحمدلله عالسلامة" قلت بابتسامة بينما ما تزال إحدى عيني مغمضة

"شكلك ما اشتقتيلي" قال بنبرة حزينة.. التفت إليه وسحبته إلي لأحضنه

"هو بس اشتاقيت؟.. حسيتك غبت عني دهر" أخذت نفساً عميقاً ليخنقني عطره

"ما أقنعتيني"

"شسويلك يعني حتى تقتنع؟.. تعال ننام وإحلم إني استقبلتك بالورود والمفاجآت"

"أي نوم؟ الساعة صارت وحدة ونص الظهر"

"نعسانة" عانقت اللحاف

"وش فيك؟.. لا يكون مرضتي" وضع يده على جبيني

"ما بيه شي بس نمت متأخرة" أبعدت يده

"بلا كسل.. اشتقتلك وبقعد اسولفلك عن سفرتي" أخرجني من الفراش بصعوبة وأخذني إلى الصالة.. جلست على الأريكة واسندت رأسي على يدي

"جوعانة" قلت ونهضت إلى المطبخ

"وانا بعد" أتى معي.. فتحت الثلاجة وأخرجت أول شيء ظهر في وجهي ثم جلست إلى الطاولة أتناوله
"إيش ذا؟" نظر إلى الطبق باستغراب

"ما أدري بس الطعم طيب" دفعت بالطبق إليه ليتذوق

"شكله مو عاجبني" دفعه باتجاهي مجدداً

"حرام تقول هيج على نعمة الله" أنبته

"ما قلت شي بس مو ناوي أتسمم واموت من أول رجعتي"

"بكيفك بس حتظل جوعان" حركت كتفي.. وقف ينظر إلي قليلاً ثم سحب الطبق مني ليتذوق

"عطيني من عندك" أشار إلى الخبز.. يبدو أن طعمه ليس سيئاً في النهاية

"بالعافية" مررت له الخبز واتجهت إلى الثلاجة لأخرج شيئاً آخر آكله

"ما في شي ينشرب عندك؟" جاء ليقف خلفي

"الله.. لقيت ككو" أخرجت لوح الشوكولاتة وجلست أتناوله بسعادة

"لقيت ببسي.. أشربه؟" نظر إلى القنينة التي لم يبقَ فيها سوى النصف

"إشرب بس أكيد خلصان غازها" حركت كتفي

"عادي.. أهم شي إنها تنشرب" جلس أمامي ليكمل طعامه.. ما هذه الحالة؟.. نبدو كالمشردين

لكنها صغيرةWhere stories live. Discover now