36

3.1K 158 36
                                    

صعدت واتجهت إلى غرفتي.. دخلت وجلست على السرير ناظرة حولي.. اشتقت إلى هذا المكان.. في النهاية لدي ذكريات جميلة في هذه الغرفة.. رأيت مجموعة صناديق موضوعة في زاوية الغرفة وإلى جانبها شيء كبير مغطىً بملاءة بيضاء.. لم تكن هذه هنا سابقاً.. ذهبت إليها وسحبت الملاءة ليظهر تحتها سرير صغير للرضع.. شعرت بقلبي يتوقف للحظة ثم يعود للنبض.. ابتلعت ريقي بصعوبة.. إنه السرير الذي اخترته بنفسي لأضع طفلي فيه.. جلست على الأرض وفتحت الصناديق لأجدها مليئة بملابس وألعاب للأطفال.. امتلأت عيناي بالدموع.. مررت يدي على بطني وعادت تلك الذكرى لتمر من أمام عيني كشريط مسجل يتكرر مراراً

"مرام" جاء صوت بدر معيداً إياي إلى الواقع.. نهضت بسرعة وأعدت كل شيء كما كان.. خرجت من الغرفة واتجهت إلى مكتبه لأقف خلف الباب محاولة ترتيب الفوضى التي حدثت داخلي.. مسحت دموعي ونفضت التراب عن ملابسي ثم اتجهت إلى طاولة المكتب وأخذت بعض الأوراق البيضاء.. أخذت نفساً عميقاً وخرجت لأراه واقفاً أمام الغرفة ينظر داخلها.. سرت إليه...

#عودة

جلست ونظرت إليه عبر مرآة السيارة.. التقت عيوننا لثوانٍ

"وقف السيارة شوية" قلت بينما أنظر من النافذة

"ليه؟"

"بعدك تريد تسمعني؟" عاد لينظر إلي عبر المرآة وتوقف على جانب الطريق.. أظن أنه فهم قصدي
"روح جيبلي شي أشربه أول" قلت وأشرت إلى محل المشروبات خلفنا.. نظر إلي بنظرة (حقاً؟)
"عطشانة.. حرام اعطش يعني؟" قلت ببرود.. أعطاني نظرة حقد ونزل من السيارة.. عاد بعد دقائق يحمل كأس عصير ليركب السيارة ويناولني إياه.. نظر إلي كأنه يقول (تحدثي)
"تعال اقعد يمي" قلت بضحكة مكتومة.. زفر بقوة.. من الممتع جعل الأشخاص يتشوقون.. نزل وجلس في الخلف إلى جانبي.. جلست أشرب العصير وأنظر إليه

"تكلمي" قال بقلة صبر

"عطشانة" حركت كتفي

"مرام" قال بانفعال لأضحك واضعة الكأس جانباً

"إسمع.. بعد الي صار بيناتنا طلعت من الشركة ودمي يفور.. تقريباً جان يطلع من إذاناتي بخار.. رحت للبيت وبلشت ألم ملابسي على أساس اني حخليلك البيت واطلع.. فجأة حسيت بدوخة ووجع بظهري ورجليه.. تجاهلت الموضوع بس الوجع شوية شوية زاد وخلاني ما أقدر أوقف على رجلي.. وقعت وآخر شي أتذكره إني حاولت أوصل للباب بعدين صحيت ولقيت نفسي بالمستشفى" قلت بكل اختصار ثم حملت كأس العصير لآخذ رشفة منه
"الدكتورة قالت سبب الإجهاض الأساسي هو الضغط.. يعني لا حاولت أنزل الطفل ولا هم يحزنون.. ما جان إلي دخل بأي شي" أكملت.. ظل هو صامتاً يحدق بي لبعض الوقت ثم ظهرت على وجهه ابتسامة ساخرة.. ما به؟ ألا يصدقني؟.. نزل من السيارة ليعود بعد دقائق ومعه قارورة ماء.. شربها كلها جرعة واحدة ثم رمى القارورة جانباً.. بقينا جالسين في صمت لعدة دقائق

لكنها صغيرةWhere stories live. Discover now