الصَّفّحَةْ المائةْ (و الأخِيرَةْ).

97 13 0
                                    



منذ حوالي سنة، إتخذتُ قرارًا أن أبدأ بالتصريح عن بعض خواطري و إقتباساتي المُفضَّلة هنا، كنت أرغب بمُشاركة أيامي العصيبة و المَرِحة مع من يقرأ هذا الكتاب و يتابعه، و لربما يستفيد من تجاربي أيضًا.

حتى الآن لا زلت أتذكر أول صفحة كتبتها هنا، كنت أشعر بحماسٍ شديد كالعادة و تفاءلت كذلك و أصبح هذا الكتاب هو المُفضَّل لي شخصيًا.

أتذكر كُل صفحة و أتذكر لحظة كتابتي لها، و المعظم قد تمت كتابته بالليل بصُحبة وجبة خفيفة و شراب مُفضل و أوقات أخرى بصُحبة أدمُعي و شعوري بالوحدة.

ذلك الكتاب قريبٌ جدًا إلى قلبي، و لكن بالمرتبة الأولى تكون دفاتري التي بحوذتي منذ سنتين أو ثلاث، فمسيرتي بدأت بتلك الدفاتر.

أتذكر كُل اللحظات الفارقة و الحاسمة، أتذكر كُل مرة أخبرت بها نفسي بأن الوضع سيتحسن و حمدًا لله هذا ما حدث بالفعل.

إستغرق مني الأمر الكثير من المجهود و المثابرة بجانب بعض الضغوطات الأخرى، ضغوطات بخصوص الأسرة و أخرى بخصوص الدراسة و الذي منه و لكن ما أنا عليه الآن كان يستحق العناء و كان يستحق كُل مرة ساورني الأمل وسط عتمة الإحباط.

أيقنت بأن كُل شيء بهذا العالم يستغرق وقتًا و بأن الصبر هو من أثمن و أجمل الأشياء بالدُنيا، و بأن الصدفة أجمل ألآف المرات من ميعاد تم الترتيب له، و أن قضاء الوقت مع النفس و الخلوة أشياء تُساعد المرء على الهدوء و التعامل مع المواقف بنظرة واسعة و واقعية، و أن الحياة خليط من كُل شيء متناقض و هذا بالتحديد ما يجعلها حياة.

خلال السنة السابقة أدركت الكثير بمرور كل يوم، و أحيانًا شعرت بأن حياتي بالفعل توقفت و لكنني كنت أتشبث بأدق التفاصيل لعلها تُخرجني من عتمتي.

أدركت و أيقنت الكثير، و إبتعدت عن أشخاص ظننت بأن علاقتنا ستدوم لأطول مدى، و تخليت عن بعض معتقداتي و غيَّرت بعض من أرائي..

التغيير شيء رائع جدًا و مطلوب، و كل عقبة هي فرصة يجب أن يتم إنتهازها للتعلُم منها و للإستعداد لمصاعب الحياة التي سنواجهها مُقبِلًا.

تلك السنة بالتحديد هي إحدى السنوات التي ساهمت بتشكيل شخصيتي.

أشكر الله على كُل و أي شيء.


بثِنايا عَقلي (الجزء الأول: زُرقة)Onde histórias criam vida. Descubra agora