صاغ سليم

366 18 8
                                    

همسة

امضيت بقية الاسبوع في المشفى وعذاب الضمير لم يفارقني ...
لم تفق سارة بعد ...كانت ملازمة غرفة الانعاش
سبعة ايام مضت وحالتها بتحسن طفيف كما يقولون ...

تعبت نفسيا من التأنيب ...اليوم اخيرا اخرج من المشفى فقد سمحوا لي بذلك .

لذا قمت وامي تسندني بيديها . يصعب علي الضغط على قدمي المكسورة .
كنت اتكأ عليها طوال الوقت حتى وصلنا الى حيث سارة .
كان عبدالله واقف هناك مع حسان ....
اقتربت فانتبها لي فهم عبدالله بمساعدتي مع امي واجلسوني على الاريكة .
كان عبدالله منهكا جدا لم يرتح هذا الاسبوع كله حتى ان نومه لا تتعدى بضع سويعات فقط .
اما الاحمق الواقف بقربه لم يقترب حتى و يلقي التحية ...
آه منك يا حسان .....

: عبدالله اريد الدخول لرؤيتها .
رفع نضره لي وقال وهو يستند للحائط : لا يسمحون بذلك .
تنهدت بضيق : حتى وان طلبت من نور ؟
برم شفتيه وقال : لا اعلم حقا ...ربما .
رفعت حاجبي اساله : ستسالها من اجلي اليس كذلك؟
قال وهو يعقد يديه : لن يفيد دخولك بشيء .
ضيقت عيني : وما ادراك انت ؟
زفر عبدالله بضيق وقال : حسنا ساذهب .
غادر فورا بعد ذلك ...
ذهبت امي لانهاء امور اخراجي من هنا ..
وبقيت هناك مع الحائط الواقف امامي .

كنت اتحاشه وهو كذلك ولكن كنت اتمنى النضر اليه فخمس سنين كثيرة علي فعلا .
وبعد نصف ساعة على تلك الحالة توترت فنهضت استند واتمشى على العكاز
فور رؤيته لي وانا انهض بمساعدة العكاز جاء  لي

: تحتاجين المساعدة ؟

سحبت العكاز منه بقوة وقلت بحدة : لا شكرا ...لا اريدك ان تخسر في مسابقتك تلك ؟

عقد حاجبيه مستغربا :  مسابقة ! ماذا تقصدين ؟

ابتسمت نصف ابتسامة : انت والحائط ..ايكما اجمد من الثاني.

بدات رائحة الحريق تفوح منه. كانت نضراته تحرق وانا انضر بكل برود ..

جاء عبدالله في تلك اللحظات ومعه نور فتجاهلته تماما حسنا يكفي هذا المقدار فلقد رايته عن قرب ...
القيت التحية معها واخذتني في الاحضان فكنا صديقتين من الطفولة .
تركت عبدالله وحسان يتهامسان ودخلت عند سارة اراها .

بعد ارتدائي ملابسي المختصة بهذه الغرفة دخلت اجر برجلي وجلست عندها ابكي بحرقة .
كانت حالتها يرثى لها تاذت كثيرا من الحادث .
بدات امسح وجهها بلطف وانا اخاطبها ...
: كان يجب ان انصاع وراء مخاوفك .ولكنني كنت غبية عندما فكرت بتلك الانانية ،ماكان علي ابدا ان اوافق على الفكرة بتاتا . وثقتي بي وانا بكل بساطة خنت تلك الثقة ...لن اسامح نفسي حتى اراك تضحكين امامي مرة اخرى ....لذا لا تعذبيني كثيرا ولا تطولي في استيقاظك .
قمت اقبل جبينها : انا في انتضارك ... احبك يا اختي.

إمتنانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن