إعتراف

393 16 7
                                    


دعك مني لست من الأشخاص الذين يصلحون للحب
انا تقلقني التفاصيل ؛ رمادية الكلام
وافكر فيما يستحق التفكير وحتى في الذي لا يستحق ذلك
سأحمل في قلبي عتاب عن كل يوم شعرت فيه بالتقصير منك
ولكن لن اعاتبك ؛ سأحمل في قلبي حتى تنفذ مقدرتي في البقاء وبعدها سأرحل .
هذا مجمل اللقاء ؛ ارجوك لا تحاول .
.....

سحبت نفسها بتثاقل من سريرها ... و نهضت بكسل و لو لا موعدها المهم لما اجبرت على الاستيقاظ و مازال النعاس يغزوها .

أخرجت ملابسها من خزانتها . اجفلها  صوت طيبة و هي تطرق الباب : سارة ... امازلت نائمة !؟
قالت و هو تكتم تثائبها : كلا استيقظت يا امي . انا ارتدي ملابسي فقط . دقائق و الحقك .
قالت طيبة بإمتعاض : حاولي الاستعجال فناجي بدأ يفقد صبره .
هرولت سارة إلى الحمام و هي تقول بصوت عال : حسنا حسناً ...

خمس دقائق و أنهت الأعداد ..
وقفت أمام المرآة زاهية بنفسها .. لتلق نظرة رضا أخيرة على مظهرها .
ابتسمت بفرح .... أخيراً الحياة ابتسمت لها .
أغلقت الباب خلفها و نزلت على  السلم بسرعة البرق.
جلست الى جانب ناجي مقابل طيبة و هي تحيهم بتحية الصباح : صباح الخير يا أجمل و أروع اثنين في العالم.
عقد ناجي حاجبيه : صباح النور ....  كف عن الكلام المعسول و تناولي شيء ما ... إذا بقيتي على هذا المنوال لن نلحق الازدحام حينها .
برمت شفتيها بحركة طفولية : لا تحاول تعكير يومي الجميل و المنتظر يا عمي .
قال باستسلام : حسنا. .. آسف على هذا . و لكن صدقيني سنتاخر خاصة أن هناك الكثير من الإجراءات التي علينا انهائها اليوم .
نهض و هو يقول مشدداً : سانتضرك في السيارة و لكن لا مزيد من التأخير .
اماءة برأسها نحوه ليغادر فورها .
التفتت و هي تسأل طيبة : امي . ما بال عمي اليوم يبدو متوترا أكثر مني ؟!
تنهدت طيبة بصوت و قالت بحزن : عبدالله ... لم يتصل حتى الآن و أن اتصلنا رد علينا صديقه في كل مرة يتحجج لنا بشيء و عمك و انا قلقين جداً مما قد أصابه مكروه ما .
اطرقت و هي تتناول الطعام : انتما شديدي التفكير ليس إلا . هو ليس طفلاً يا امي  .
هزت راسها بيأس : كإن الأمر بيدنا !... تصوري منذ سفره حتى الآن لم يتصل  بنا سوى مرتان .
نهضت و هي تجرع آخر رشفة شاي : و هذا الشيء لا يعطيكما الحق في ان تتخيلا أموراً سيئة له .
    قبلت راسها و قالت مغادرة : انه بخير لا تقلقي . لا تنس الدعاء لي .
ابتسمت طيبة و رفعت يديها تردد بصوت عال : إلهي ييسر كل عسر في طريقك .

ركبت السيارة إلى جانب ناجي قائلة : لم اتاخر اليس كذلك ؟ ..
قاد مقطبا : ابدا .
ابتسمت له بمرح : انت غاضب من شيء آخر و تتحجج بي .
نظر بطرفه لها و اشاح بوجهه ليركز أمامه  .

التزمت هي الأخرى السكوت و اخذت تراقب من النافذة الشوارع وهي مليئة بالناس كل مشغول بأمره . ابتسمت لذلك المناظر اللطيفة .
تنهدت بصوت ...
ليلتفت ناجي لها متسائلا : ما المشكلة ؟!
: أشعر بتوتر شديد .
: تخلصي منه ... ليس بمحله ابدا .
: لكن يا عمي ... أشعر بالرهبة .
: الامر بسيط جداً و لا يستحق ذلك العناء . بالعكس ستكون أجمل أيام الحياة ... الدراسة و الزمالة و العلاقات الإجتماعية مع أناس من أماكن متفرقة جمعوا لشيء واحد ... شيء جميل و ممتع . انها فرصة لك لتوسيع دائرة معارفك و تتخلصين من عقدة انطوائك .
: دائماً أفكر في هذه الأمور الإيجابية و لكن للحظة يتملكني التوتر من جديد .
: غالباً ما تكون البداية صعبة .. سيكونون جزء من حياتك و تتشاركون الكثير من اللحظات السيئة و الجيدة .
ابتسمت له بإمتنان : سأحاول التخلص منه لاستمتع جيداً .

إمتنانDonde viven las historias. Descúbrelo ahora