الفصل الثالث

6.1K 188 1
                                    

خرجت من الحمام بعد فترة فوجدته نائماً فى فراشها تلفتت حولها وإبتلعت ريقها بتوتر ثم تحركت على أطراف اصابعها ... فتحت دولاب ملابسها برفق وتناولت معطفاً لترتديه فوق ملابسها .. اصدر صوت أنين اثناء نومه فأجفلت ناظرة له بخوف ثم زفرت بارتياح عندما وجدت عيناه لازالت مغمضتان مالت بسرعة على احد الأدراج وتناولت حذائها ثم أسرعت بالخروج من الغرف .. صعدت السلم بهدوء حذر متلفته خلفها بين كل خطوة وأخرى حتى خرجت من القبو و أسرعت راكضة لخارج المنزل ....
----------------------------------------------
فتح عيناه بعد مده ثم فرك بينهما بإجهاد ونظر حوله بإدراك .. هل غافلة النوم وهى حرة طليقة .. هب من مقعده كمن لدغه عقرب واسرع متوجهاً للحمام .. لا لايمكن ان تكون هربت منه ليس بتلك السهولة ليس وقلبه يغلى بين اضلعه .. خرج ركضاً من الحمام باحثاً عنها فى أنحاء المنزل بلا جدوى ... خرج من منزله بقلق وركب سيارته منتوياً البحث عنها
**
وقفت فى ظلمات الشوارع تتلفت حولها بخوف .. لا تعلم شيئاً ولا تعرف أحداً لتذهب إليه فمنذ وطأت قدمها أرض المطار لم تخرج من محبسها قط .. سارت فى الطرقات بلا هدى تبحث عن مأوى بلا جدوى ... لمحت سيارة قادمة من البعيد فتوقفت علها تكون طوق النجاة الذى ستتشبث به بالتأكيد فهل تمتلك البديل !!
أشارت للسائق بكلتا يديها فتوقف متفحصاً لها .. كان يبدو من ملامحه عربياً ليس كباقى الوجوه التى صادفتها فى رحتلها تلك الى المجهول ... ركبت بجواره مسرعه وهتفت لاهثة : thank you sir please take
me to the egyptian embassy
(أشكرك سيدى من فضلك أوصلنى للسفارة المصرية )
الرجل : إيييه تكرمى
ميرنا بذهول : حضرتك عربى
الرجل : إيه ثم مد يده مصافحاً وهتف : سليم راغب من لبنان
بادلته المصافحة : ميرنا ظافر من مصر تشرفنا .. ثم اضافت برجاء : ممكن توصلنى
أومأ لها سليم ودون كلمة أخرى انطلق بسيارته ...
وصل بها الى مكان خالى يبدو كمصنع مهجور .. تلفتت حولها بذعر وهمست : ه ه هو احنا فين !
الرجل بابتسامه خبيثة : شو بدك بالمكان هلأ المهم إنك بعيد عن الى كنتى بتهربى منه ثم اضاف مؤكداً بخبث : مو هيك يا حلوة
إبتلعت ميرنا ريقها بتوتر وحاولت فتح باب السيارة المغلق أوتوماتيكياً فهتف : لااا ما بحب هيك ثم اخرج سلاحاً من جيب معطفه وصوبه جهه وجهها وتابع فاتحاً لها باب السيارة : إنزلى و ما بدى أى حركات ولدنه ... ترجلت من السيارة لاعنة حظها العثر آلاف المرات ...
دفعها فى إحدى الغرف التى كانت كما تبدو غرفه لمكتب فسقطت .. أخذ يقترب منها كذئب يهم بالفتك بطريدته وهتف : هلأ فينا نحكى برواق
إبتلعت ريقها وبدأت فى الزحف للخلف حتى إصطدم ظهرها بالحائط
إبتسم لها بسماجة وهتف : ولو ع شو خايفه وموترة هيك ثم نظر لملابسها وتابع : مبين من تيابك إنك هربانه او هيك شى ثم إقترب بوجهه منها مضيفاً : من شو كنتى بتهربى
ميرنا بحقد : من واحد يمكن لو فضلت معاه كان احسنلى ما اقابل واحد زيك
سليم بحقد : وهلأ حظك الشين جابك لعندى
ميرنا بانفعال : إنت عاوز منى ايه ثم تلفتت حولها وتابعت : وليه جبتنى هنا
خلع معطفه وبدأ فى فك ازرار قميصه متفحصاً لجسدها بوقاحه وهتف : هلأ بتعرفى ... إبتلعت ريقها بخوف محتضنة لجسدها وقد هربت الدموع من عينيها من أثر الصدمة .. إقترب منها حتى لفحتها انفاسه الكريهة .. حاول تمزيق ملابسها فاحتضنت نفسها اكثر وبدون وعى إلتقطت ما طالته يدها وهوت به على رأسه ... تأوة ممسكاً راسه ثم نظر فى يده التى إمتلأت بالدماء فهتف من بين أسنانه : كان فينا نقضى وقت لطيف بس إنتى الى إختارتى وهلأ بفرجيكى .. إبتعد عنها لدقيقة حاولت فيها البحث عن منفذ للهروب من تلك الغرفة .. عاد إليها وفى يده حبل غليظ .. جذبها من يدها بعنف فسقطت على الأرض بقوة آلمتها .. ميرنا متأوهه : آه حرام عليك انت عاوز منى ايه سيبنى فى حالى ...
سليم بكره : كلكم هيك ما فيكم مره منيحة كلكم خبث وخيانة وهلأ بدى آخد بتارى ..
ميرنا بخوف وقد قبض على قدمها لافاً الحبل حولها : إبعد عنى انت مجنون انا معرفكش
سليم بحقد : أنا أعرف صنفك منيح وما فيكى تخلصى منى هممم ما عم تفهمى عليا صح خلص فينى حاكيكى مصرى ثم تابع بكره : مش هتعرفى تخلصى منى يا ميرنا .... مادت الأرض بها يا الله صوته إنه هو نفسه الصوت من كابوسها الدائم لم يكن لبشير إذن نظرت له برجاء وهمست بخوف : أنا اسفه انى ضربتك والله اسفه فكنى وسيبنى اروح لحالى ...
سليم ضاحكاً بشراسة : دخول الحمام مش زى خروجه يا .. يا ميرنا ثم تركها وانصرف
سمعت صوت محرك سيارته يبتعد فنظرت حولها محاوله البحث عن اى شئ يساعدها على قطع الحبل الملتف حول قدميها ومعصميها دون أمل .. زفرت بحزن وأسندت رأسها للخلف عائدة الى صديقتها .. الذكريات ....
فلاش باك
تلمست فستانها بحزن كانت الليلة ستكون اجمل ليالى عمرها فى السابق ولكنها تمقته أجل ستتزوجه من أجل سمعة والدها ولكن ... فجأه هدأت الاصوات حولها وعلا صوت النحيب .. فتح باب الغرفة ودلف والدها ناظراً لها بإشفاق ثم إحتضنها هامساً : شدى حيلك يا بنتى إنتى قويه أمجد عمل حادثه وهو جاى وو مات ... شهقه فقط كانت رده فعلها قبل أن يتلقفها الظلام فى احضانه فاقده للوعى ......
**
لا يدرى ما أصابه عندما لمحها تركب السيارة الى جوار رجل غريب .. معقول هل تعرفه !!
ولكن كيف هى لم تخرج من المنزل منذ أتت من مصر كيف لها أن تعرفه وكيف لها أن تعرف بأنه سيغفى بعد إرهاق يومه .. نفض رأسه المتزاحمة بالأفكار وقاد سيارته مسرعاً محاولاً اللحاق بهم دون جدوى فقد فقد أثرهم فى الزحام .. توجه الى مخفر الشرطه ... أنهى البلاغ مملياً على الضابط رقم السياره الذى لاحظه وهى تختفى منه فى الزحام وعاد الى منزله ...
دلف الى زنزانتها الإفتراضية متلمساً فراشها ثم إقترب مستنشقاً عبقها الحبيب على ملآتها ...
إحتضن الملآه بأسي وهتف بأعين تقاوم ذرف الدموع : ليه يا ميرنا ليه عملتى فيا و فى نفسك كده بس
فلاش باك
أنهى جامعته وقرر السفر للخارج حتى يكون كما تمنت لم تعجبه سخريتها الدائمة منه بل كادت تشق قلبه بلا رحمة لم يستطيع كرهها بل قرر إنه سيفوز بها مهما كان الثمن سيجعلها هى تركض خلفه أبداً لن تكون إبنة خاله وحلم طفولته لغيره .. كاد قلبه يتمزق عندما علم بخطبتها لزميلها لم يكره أحد فى حياته كلها ولكنه الآن يكرهها ويكره حبه الصامت لها يكره خاله الذى تركها لغيره ... لم يزده ذلك الا إصراراً على النجاح وتحقيق ذاته محاولاً باستماتة أن يجعلها تندم على عدم مبادلتها له المشاعر وحتماً ستندم .. عاش حياته بين كتبه ومراجعه والقرائة التى كانت ونيسه وبضع كلمات يخرج بها ما يكتم على انفاسه كجاثوم يكاد يقتلع روحه
(لما يا حبيبة العمر . يا حلم الطفولة . ووهم الكبر . لما زرعتى حبك الفتى فى روحى ورويته أنا كل يوم بدموعى ولوعتى . لما سافرتى مع ركب المهاجرين وتركتنى مجرد قلب تعب نبضاً بلا حياة . آه لو تعلمى كم احببتك وكم تمنيتك . كم نثرت من وروداً فى محرابك ورويتها بدموعى . كم تاقت روحى للمسه من أناملك . نثرتى الأشواك حول أزهارى وبدلتى ربيعها خريفاً . حولتى عاشق كقيس يتعبد فى محراب ليلاه . إلى مجرد أحرف مبعثرة على أسطر الحرمان )
**
أصوات صفير الهواء حولها بالغرفة كادت تميتا رعباً .. زحف الأتربة بفعل الرياح كان كفحيح حية أتت من أعماق الجحيم منتوية الفتك بروحها .. إحتضنت نفسها وأجهشت بالبكاء هاتفة من بين دموعها : إنت فين يا بشير
وعلى الناحيه الأخرى وقف متخللاً شعره بأنامله وهتف : إنتى فين يا ميرنا .....

لعنة عشقWhere stories live. Discover now