الفصل الخامس والأخير

6.9K 190 37
                                    

لا يعلم ما دهاه عندما سمع صوتها الضعيف يهتف بإسمه باستجداء تردد صداه فى عقله خرج من المنزل دون تحديد وجهته دار بسيارته حتى شعر بشئ يدفعه للذهاب لذلك المقيت والبحث بنفسه فى منزله وليكن ما يكون .. صف سيارته وهم بالترجل منها فلمحه يتحرك بسيارته .. أدار محرك سيارته مجدداً وتحرك خلفه منتوياً مراقبته فما الذى يدفعه للخروج فى ذلك الوقت المتأخر من الليل !! ....
**
الوهن يسيطر على كل اطرافها .. تكاد تتجمد برداً واسنانها تصطك ببعضها .. زحفت للخلف مرتطمة بالحائط خلفها عندما إستمعت لخطوات أقدام تقترب من الغرفة .. فتح الباب وأطل بوجهه الكريه هاتفاً بخبث : شو عم تعملى يا فصعونه
إبتلعت ريقها بتوتر واحتضنت نفسها بخوف من القادم فهتف : همممم بحاكيكى مصرى لكان
ثم إقترب منها بهدوء صياد يهوى تعذيب فريسته : عارفة إن جوزك كان بيدور عليكى !
ميرنا بسعادة : بشير !
سليم ضاحكاً بشراسة : أيوة هو كان جايب الشرطة عندى بيدوروا عليكى
ثم وضع يده على فمه مدعياً الصدمة : اوووبس بس ملقوش حد .. ثم إقترب منها هامساً بوعيد : مش هتعرفى تهربى منى
ميرنا ببكاء : إنت مش طبيعى إنت مجنون
سليم بثقة مبتعداً قليلاً : أنا عاقل جداً وذكى جداً بدليل .. ثم فتح يده مشيراً لنفسه وهتف : أنا قدامك أهو لوحدى .. ثم إقترب منها ممسكاً خصلة من شعرها وهمس مستنشقاً إياها باستمتاع : وهاخد منك كل الى عاوزه
ميرنا بشراسه : ده بعدك
سليم بلا مبالاه : بنشوف
**
فلاش باك
عاد من سفرته بعد ان علم بموت خطيبها لاينكر سعادته ولكنه يشعر بالأسي لحالها إقترب من تلك الجالسة فى غرفتها تقرأ وتناول الكتاب من يدها .. اجفلت من فعلته تلك فالتفتت وحينما رأته تهللت ملامحها وهبت من مقعدها دون وعى محتضنة خصره متلمسة للأمان الذى يبعثه بداخلها وجوده .. ترقرقت الدموع فى عينيها هاتفة وهى تضربه بقبضتها على ظهره : لسه فاكر تيجى أنا كنت محتاجالك أوى يا بشير .. أبعدها عنه برفق ثم تلمس وجنتها بحنان وهمس : أنا دايماً جمبك حتى لو بعيد يا ميرنا إطمنى ... صمت لفهما إلا من عينان تتعانقان فى حديث طويل بلا كلمات ....
أطفأ بشير محرك سيارته وصفها فى مكان بعيداً عن المكان الذى توقف به ذلك البغيض متلفتاً حوله واليقين يتعاظم بداخله بأن لذلك الرجل علاقة بإختفاء زوجته .. تحرك بحذر مقترباً من ذلك المكان المهجور وعلى وجهه إرتسمت علامات الخوف .. قبض على عصا حديدية كانت ملقاه بإهمال على الأرض أمامه وتحرك بهدوء محاولاً البحث عن ذلك البغيض ....
**
أخذت تركله وهو يتلمس جسدها بجرأة أثارت فى جسدها الرعب .. فك قيدها ودفعها على الأرض ثم هم بالإعتداء عليها ركلته بكل ما تبقي لديها من قوة ولدها خوفها فاطاحت به مرتطما بالحائط خلفه وأسرعت محاولة الهرب .. بأقدام كالهلام اخذت تعدو محاولة الإبتعاد عن مكانه قدر الإمكان متلفتة خلفها بين اللحظة والأخرى .. إستل من جيب معطفه سكيناً كان قد أحضره للتخلص منها بعد أن ينالها وهرول لاحقاً بها ...
ظلام دامس يلف المكان حولها وكأنها سقطت فى قعر بئر سحيق تتلفت خلفها دونما رؤية واضحة لا تسمع سوى هدير انفاسها التى تكاد تصم آذانها .. تركض دون هدى هرباً من المجهول .. من مصير حتمى ينتظرها و لا سبيل لديها للخلاص .. ولكنها لم تعتد الإستسلام .. ألم يعلمها ذلك !!
تابعت ركضها بكل ما أوتت من قوة وكأنها فى إحدى سباقات العدو ولكن الفارق إنها تركض بلا هدف سوى النجاة !
وقفت تضع يدها على صدرها تحاول إلتقاط انفاسها .. مسحت قطرات العرق التى تتصبب من جبينها ثم تلفتت حولها باحثة عن بصيص من الضوء بلا فائدة .. ظلام يبتلع كل ما حولها .. وقبضة من فولاذ تعتصر قلبها .
قرقعه حذائه يتحرك بثقة خلفها وصوته الخشن يتردد من حولها يبعثر ما تبقي بداخلها من رباطة جأش هاتفاً بتسلية وبأحرف ممطوطة أثارت الذعر فى نفسها : ميرنااااا
صدى صوته يحيطها من كل إتجاه ومع الظلام المحيط بها تستشعره فى كل مكان حولها .. تلفتت حولها برعب كيف إستطاع تحديد مكانها فى تلك البقعة من السواد التى تبتلعهما معاً
إبتلعت ريقها ثم عادوت الركض .. تتلفت خلفها بين الفينه والأخرى .. وفجأة سقطت فى حفرة لا تعلم من أين أتت ؟ هل ستكون سبيل خلاصها ! أم ستكون كالفأر الذى سقط بكامل إرادته فى المصيدة .. إحتضنت نفسها بخوف مغمضة عينيها عندما إستمعت لحفيف شئ يتدلى من فوقها وعندها أتاها صوته يهتف من فوقها بنبرة إنتصار : قولتلك مش هتعرفى تهربى منى
أخذت تصرخ بكل ما أوتت من قوة وصوت ضحكاتة المقيته متزامنه مع ملامسه نصل حاد بارد لمؤخرة عنقها .. بقعة من ضوء لا تعلم مصدرها عاونتها على الرؤية فالتفتت وقبل أن تشهق بخضة أطفأ ضوء هاتفه النقال ووضع يده على فمها ساحباً لها إلى احضانه : هششش متخافيش ده أنا
ميرنا هامسه بسعاده : بشير !!
بشير بهدوء ناظراً للأعلى وتحديداً للمكان الذى كان يحتله ذلك البغيض قبل دقيقة واحدة : ايوة أنا يلا بسرعة
سحبها خلفه فأطاعته دون تفكير وكيف تفكر ومن بجوارها بشير دوماً كان ودوماً سيكون ....
إقتربا من المخرج فابتسمت بإشراق قابضة على ذراعه بسعادة وقبل أنا يخرجا ظهر ذلك البغيض من العدم وهتف بكراهية : هممم البطل وصل بس بردو مش هسيبهالك قبض بشير على العصا الحديدية بيده وهتف من بين اسنانه : إبعد عن طريقى
سليم ضاحكاً بشراسة : ولو مبعدتش
بشير رافعاً العصا : هموتك
سليم : مش هتلحق وقبل ان يتفوه بشير بكلمه كانت السكين تستقر فى قلبه
نظرت ميرنا لبشير الذى بدأ يترنح أمامها ولذلك الحقير الذى أسرع بالفرار من المكان بعد أن تأكد من إصابة هدفه وصرخت بلوعة : بشييير
ثقل جسده الذى تلقفته بعد الطعنه فى احضانها فسقطا ارضاً .. إحتضنت جسده المرتعد ببكاء وهتفت من بين دموعها : متخافش يا بشير هتبقى كويس ثم تناولت هاتفه وطلبت رقم الإسعاف فهمس بانفاس متقطعة : مش هيلحقوا يا ميرنا ه هو عرف يضربنى فين ثم نظر لملامحها الحبيبة وتابع : آنا آسف يا ميرنا ع عارف إنى أذيتك كتير ب بس غصب عنى أ أنا ب بحبك ط طول ع عمرى وانا ب بحبك من أول مرة شفتك ف فيها ح حبك ك كان لعنة دمرتنا ا إحن ا الإتنين ثم إبتسم بتعب وتابع : أ أنا هرتاح د دلوقتى إ إنتى عمرك م ما حبيتينى ولا هتحبينى ب بس أنا ح ح حبيتك بجد
ميرنا ببكاء : طيب متتكلمش دلوقتى متتعبش نفسك
بشير وقد بدأت عيناه تزوغان : ب ب بحبك ي يا م م يرنا ..
ميرنا مربتة على وجهه : بشير بشير الإسعاف فى الطريق بشير .. لا رد
ميرنا بخوف : بشير رد عليا بشير ارجوك متعملش فيا كده بشير .... مجدداً لا رد وقد ثقلت رأسه على صدرها فأدركت أنه .. مات
ميرنا بصراخ زلزل الجدران حولها : بشيييييييير

( ننشد الحب دوماً ولكننا لا نحذر مما نتمنى فالحب سلاح ذو حدين، إما سعادة أبدية أو شقاء أذلي، كنتِ تفاحتى المحرمة و أنا الجائع الذي وقع في المحظور، عاشق ذليل، يرتشف الهوان فى حضورك و ينخر الإشتياق كبرياؤه فى غيابك، فبعدكِ موت و قربكِ موت وما بين الأمرين كنتِ أنتِ لعنتي )

تمت بحمد الله

لعنة عشقWhere stories live. Discover now