تمنيتُ أن أعود.

1.1K 135 6
                                    

(( الفصل الثالث عشر ))

من الجيد أن تقلق على نفسك ، ومن الجيد أنك مستاء لما أصابك من ألم ذلك لأنك أنسان وهذه المشاعر غلابة على طبع الإنسان،  وشعوره بالألم والضجر  يدل على أنه إنسان طبيعي، ولكن ماذا لو كان هذا الضجر ليس في محله؟ وكان في طريقٍ لا بد فيه من الصبر!، طريقُ الحسين ( عليه السلام ) وليس أي طريق.

إن الشيطان اللعين ومنذ اللحظة الأولى التي نزل فيها على الأرض قد أعد عدته لمحاربة مثل هذا الطريق، الطريق الحق الذي يوصل إلى رحمة الله وجنته، وها هو الآن يحاول ثنيي عما نويت عليه من أكمال المسير إلى النهاية.

أصبحت مهــمومة حـزينة، أشعــر بأنني أمشي وحدي وكأني قد أضعتُ الطريق، رغم ڪون أختي وأبي وإبنة عمي معي
إلا أني لا أحـدثهم ولا أستأنس بوجودهم!

أسير فقط ورائهم وأنا أمشي بثقل وڪتفي
يؤلمني بسبب حمل الحقيبة الثقيلة.

أحاسيسي أصبحت مبعثرة وكأني بلا هدف،
في تلك اللحظة فڪرت لمَ أنا هنــا، ولماذا أتيت ؟
منـــذ تلك اللحظة التي ســرت بها وللآن وأنا أتٲلم
إذن لمَ عليّ مواصلة المسير ؟
ماهــو السبب الـذي جعلني أرغب بالمجيء مشياً من منزلي منذُ البداية وأوصلني إلى هنا؟
ولِمَ لم أنتظر ڪما يحدث ڪل عام واذهب بوساطة السيارة أو اذهب مشياً من النجف إلى ڪربلاء فالطريق من هنالك أقرب ولايتطلب كل هذه المشقة!.


ماهذا الاحساس الـذي اجتاحني في ذلك اليوم، الاحساس الذي أتى بي إلى هنا،
ذلك الاحساس الـذي لااستطيع أن أفهمه إلى الآن...

لقد أشتقت لسريري المريح، وأشتقت لعائلتي ووجودي في منزلي، أشتقت لطعام المنزل وراحتي التامة في ڪل شيء،  أريد أن أعــود ...

" لنتوقف هنــا الليلة يبدو بأنكِ متعبة جـداً "


قالهــا أبي ليقطع سلسلة وساوس الشيطان لي وكأنه أنقذني في تلك اللحظة فأومئت بالموافقة بسرعة فانا حقـاً متعبة
من ڪل شيء حتى من أفكاري المتعبة!.

ذلك الصوت الذي يريد أن يوقفني يجعلني أرغب العودة ويلومني لأنني طلبت من والـدي ان يصحبنا مشياً

أما الصـوت الاخـر فهــو مختلف؛
إنهُ يشدني أكثر فأكثر للمواصلة ويؤنبني ڪلما فڪرت بتلك الطريقة، إنني أخوض حرباً في داخلي لا أعلم أين سوف تنتهي بي.


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مسيرُ الحُب ": مُكتملة :"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن